Top Ad

الاثنين، 25 مارس 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

دردشة هادئة مع سيدة نيوزيلاندية


         في مصادفة عجيبة ومفارقة غريبة وفي نفس اليوم الذي وقعت فيه أحداث الرعب على المسلمين في مسجدي نيوزيلاندا،حلت ببلادنا الطيبة الآمنة سائحة نيوزيلاندية شابة،في احتفاء بريء بصداقتها مع شاب مغربي،كان قد تعرف عليها عبر التواصل الافتراضي،أثمر بينهما من الود والتعارف ما أثمر،مما حملها على قطع مسافات بعيدة من أقصى الأرض إلى أقصاها،وعلى تلاق هادىء ودافىء رغم اختلاف العادات والثقافات واللغات والمعتقدات؟؟. Hello Sister..WeleCome to our contry..Nice to meet you..Enjoy your Vacation.. ... اذهبي يا رائعتي حيث يرتاح قلبك فالقلب دليل،اذهبي وحلقي حيث ترغبين يا فراشتي،حيث تشعرين بالحب والأمن والاطمئنان،فالنور للنفس ضياء والجسد من غير الحب عليل،لا تأخذي اتجاه أنت مجبرة عليه،لا تمكثي في مكان أنت مستوحشة فيه،كوني جزء من شيء يعجبك أنت حتى وإن كنت فيه وحدك،فأنت في بلاد المسلمين،أنت في بلادنا الآمنة المطمئنة،أنت في بلادنا الرحبة الخلابة المضيافة،أنت في بلاد المغرب؟؟.

         معذرة سيدتي،وقد طفا علينا اليوم بعض التشويش الذي تعرفه بلادك،وبلاد الغرب على عموم المسلمين،ومعذرة على الصورة النمطية والكليشهات الإعلامية المغرضة التي تصنع ذلك،معذرة على تصوير المسلمين على غير ما هم عليه،على غير حقيقتهم،مما يحمل العنصريين الجبناء على مزيد من الحقد والكراهية،وإلصاق خسائس التطرف وعنف الإرهاب بنا وبديننا دون غيرنا؟؟،أعتقد أنك ترين الآن وبأم عينيك نعمة الشمس مشرقة في بلادنا بدل ما تسدلون عليها من الظلام،ورحمة الأمطار تغطي أفق السماء وقد بللت كل السهول والجبال، ورقة الندى على أوراق الأشجار وشواطىء البحار،والنحل في هذا الربيع يتجول على الورود ويتغذى برحيق الأزهار،ودفىء الابتسامة للحياة على محيا العباد في الحواضر والواحات على امتداد البلاد،هل رأيت كم لسنا بلدان الصحاري الجرداء ولا بلدان البداوة والجفاف والجفاء،نحن أيضا ككل الكائنات نضحك ونبكي،نفرح ونتألم،نعمل ونأمل،وفينا من النواقص ما فينا ولدينا من التحديات ما لدينا،فلماذا تأبون إلا أن تكرر بيننا حكاية شكسبير وتاجر البندقية،فلئن كان المسكين قد عيره شكسبير بما فيه من البخل والجشع فأثار شفقتكم،فأنتم اليوم تعيروننا بما فينا وما ليس فينا ولا نثير فيكم شيئا؟؟.

         ويحي كيف أحدثك عن الإسلام والمسلمين وأنت في بلادهم،شددت الرحال إلى أحد أبنائهم، تتجولين معه حرة طليقة،رغم ما ارتكبه بعض بني قومك ضد بعض بني قومه في بلادك من مجازر بشعة لا زالت فيها دماء المصلين المسلمين ساخنة فوارة تتأوه على السجاد وخلف الأعمدة في كل أركان المساجد،تشكو بثها وحزنها وغدرها إلى خالقها وقد طعنها على ظهورها الطاعنون؟؟،ورغم ذلك لم يأخذك أحد بجريرة الآخرين،ولا رهينة بدل المجرمين،ولا أحد كما يدعون في أفلامهم ويتوجسون في أحلامهم وكوابيسهم،لا أحد فرض الإتاوات على الأرزاق ولا وضع السكاكين على الأعناق؟؟.كيف أحدثك عن المسلمين وأنت التي خبرتهم في بلادك التي كانت وينبغي أن تبقى بلاد الأمن والهدوء والحرية والتعدد رغم كل شيء،هل دخلوها بقوة؟،هل أصبحوا فيها قوة؟،هل فرضوا فيها شيئا مما كبر أو صغر بقوة،فكيف بالتوحش والدعشنة؟؟.


         نحن يا سيدتي،قوم نعبد الله ونمتثل أوامره ما استطعنا،نحن قوم نحاول فعل الطاعات ما أمكننا فنكون صادقين، أمناء،جادين،طيبين،مخلقين..،ونتجنب المعاصي ما وسعنا،فلا نزني،ولا نسرق،ولا نشرب الخمر أو نخون الود أو نقطع الرحم..؟؟،نحن كما قال "ربعي بن عامر" ل"رستم" قائد الجيش الفارسي:"نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من العباد -من شاء- من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة"؟؟،نحن قوم لا ينهانا الله عن الذين لم يقاتلونا في ديننا،ولم يخرجونا من ديارنا،أن نبرهم ونقسط إليهم،ونأكل أكلهم ونشرب شربهم ونتزوج نسلهم ونحفظ عهدهم..،"شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"؟؟.

         أعرف يا سيدتي،أنكم استطعتم وتستطيعون رفضنا ولفظنا وترويعنا وإرهابنا واتهامنا وسجننا وطردنا وقتلنا وكل شيء،في فلسطين والعراق واليمن وفي روهينجا ميانمار و إيغور الصين مع "بوش" و "بغين" و"ترامب" و"ترانت" وغيرهم،ما دامت أمتنا أمة المليار لا تتحدث أكثر ما تتحدث إلا في الفراغ،ولا تبالي أكثر ما تبالي بغير الدرهم والدولار؟،ما دام حكامنا وساستنا في مجملهم لا يحرصون إلا على تبعيتكم وخدمتكم خدمة العبيد وبمجرد نيل الرضا،رضاكم طبعا؟،وأبناء الأمة من يأسهم وقلة حيلتهم يسعون إلى الهجرة عندكم سعي الفراشات إلى النور وفي النور حتفها وحرقها؟،ما دام علماء البلاط يرون دفاع الشعوب عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية سياسة مرفوضة وتمردا وعقوقا لا تدافعا مشروعا وتنمية وحقوقا؟،ما دام شباب المهجر كشيوخهم،ورغم تجنسهم واندماجهم يعزفون عن المشاركة في الانتخابات والشأن العالم لدول الاستقبال،فلا يسمحون بذلك إلا بصعود اليمين المتطرف وسياسته العنصرية المفلسة؟؟،

         وكما يقال سيدتي،هل وطأت قدما عيسى عليه السلام يوما أرضكم؟،ألم تهاجروا إلى بلدان الآخرين كما هاجر الآخرون إلى بلدانكم؟،ألم يكن المهاجرون يوما ولا زالوا وقودا لحروبكم،وسواعد لاقتصادكم ولبنات لعمرانكم نادلين في مقاهيكم عمالا في مناجمكم،يؤكلونكم الخبائز البيضاء بأياديهم السوداء؟،هل تسمحون لهم اليوم مشكورين بالتجنيس والمواطنة والاندماج،والدراسة العليا والتجمع العائلي لتحاصروهم مقابل ذلك ضد الزلازل والبراكين وتفرضوا عليهم بذلك الموت في الداخل وفي الخارج؟؟،فشيء من التعقل من فضلكم،يا ضمير العالم ويا فضلائه،شيء من التعقل فقد كفانا من الحقد والكراهية،كفانا من الإسلاموفوبيا المجانية ومن العنصرية البزنطية،كفانا حرب دماء وأشلاء يذهب ضحيتها الضعفاء والأبرياء؟،أليس العالم يسع الجميع ويمكن أن يعيش فيه الجميع متعاونين مع الجميع ومن حقه؟،ولكن هل يمكن ذلك بالاقتتال والعولمة المتوحشة وأسلحة الدمار الشامل؟،أم يمكن فعلا،بنبذ الحقد والكراهية والعنصرية ونشر العلم والمعرفة والانفتاح والتسامح والتعايش،ومحاربة التطرف والعنف والإرهاب؟،ذلكم مقصد ديننا أيها الفضلاء وهو القائل:"كلكم لآدم وآدم من تراب"،Our condolences to the martyrs of the massacre.. Our solidarity with New Zealand against terrorism.. Nice to meet you..Baye ؟؟.

الحبيب عكي

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

About http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/ -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة