Top Ad

الخميس، 30 نوفمبر 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

تعنيف رجال التعليم بدرهم رمزي..فمن يعنف ألأونا..ألادوص؟؟


      سحل ولكم ودماء وأشلاء نساء ورجال التعليم بدرهم رمزي،هل هناك عنف أفظع من هذا؟؟،هذا في الوقت الذي تنادي فيه كل الديانات السماوية والمواثيق الدولية بضرورة ضمان حقوق الإنسان في الأمن والسلام وعيش الجميع في بيئة السلامة النفسية والجسدية،وجعلها من حاجياته الضرورية تماما مثل حاجته إلى ما يسد به رمقه من القوت كالماء والهواء وغيرهما من الشراب والطعام،وما يطيب به عيشه وتهنىء به روحه من الحرية والكرامة والاحترام والوقار،قال تعالى:"فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"،وفي الحديث:"من أصبح آمناً في سربه،معافى في جسده،عنده قوت يومه،فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها"رواه البخاري.

        "تشرميل"و بلطجة وأسلحة بيضاء وسيوف خشبية وحديدية حادة في مواجهة الأساتذة داخل وخارج أقسامهم ودرهم رمزي،هل هناك عنف أفظع من هذا؟؟،هذا في الوقت الذي يجتهد فيه رجال الأمن في توفير شرطة القرب أمام أبواب المؤسسات و التدخل السريع في الأحياء الشعبية وشرطة الوقاية والحوار التربوي داخل المؤسسات،والتحسيس والتعبئة والتبليغ عبر الأرقام الخضراء 24/24،والشرطة المواطنة والمخبرين والشيوخ والمقدمين داخل الأحياء وفي النقط السوداء،ناهيك عن المعروف والمتراكم من القواعد الأمنية الذهبية التي تشكل عليها الوعي الأمني عند الصغار والكبار من مثل:"لا يعذر أحد بجهله للقانون"،و"القانون لا يحمي المغفلين"،و"لا تدرشي لا تخافشي"،و"درهم وقاية خير من قنطار علاج"؟؟.

        ورغم كل هذه المجهودات الأمنية الجبارة،فيظهر أن المارد الممسوخ للعنف والعدوان قد خرج من القمقم وفقدنا السيبطرة عليه،وبشكل هيجاني وجنوني غير مسبوق تتنامى ظواهره المجتمعية المدمرة من"التشرميل" والنشل والسحل والضرب والجرح و"الكريساج"وقطع الطرقات واختطاف الفتيات وابتزاز الضحايا..،وتناول المخدرات وتعنيف الأصول من الآباء والأمهات والأجداد والجدات والإخوان والأخوات..،حتى لا تكاد تجد صغيرا ولا كبيرا قريبا ولا بعيدا من شر هذه النار الهشيمة قد نجا؟؟،وكل هذا ليس فقط من تساهل بعض الدوائر الأمنية التي سار عليها المثل:"شكون شكا"،"واش طاح الدم"،"هاذي راه مقاطعة 2،سير للمقاطعة 4"و"نحن لا نخرج في الليل"؟؟.

ليس بسبب هذا بمفرده فقط،بل أيضا بسبب عوامل أسرية وتربوية ومجتمعية متعددة لعل أهمها تساهل رجال التعليم أنفسهم بما فتحوه من أبواب أغرقتهم فيما هم فيه دون عزاء،وكذلك تساهل القضاء، لينضاف مع الأسف إلى تساهل الإدارة وصمت النقابات وعجز المذكرات الوزارية في الموضوع،فهذا تلميذ ورزازات الذي لكم وسحل أستاذه داخل الفصل،فاغتال نبل كل التلاميذ وبنوتهم وآدميتهم بما جلس زملاؤه يتفرجون على الفاجعة المهزلة المأساة،ومرغ شريطه المرئي عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كرامة كل المسؤولين ونساء ورجال التعليم أمام كل أنظار العالم،هذا التلميذ حكمت عليه المحكمة اليوم بعد الإدانة الصريحة الواضحة فقط بدرهم رمزي للأستاذ ودرهم رمزي آخر للنيابة التعليمية التي تبنت مساندة قضية الأستاذ؟؟.فهل هناك عنف أفظع من هذا،وهل كان الحكم سيكون هكذا لو تعلق الأمر باعتداء على رجل سلطة يمارس مهامه أو تعنيف و إهانة قاض يمارس عمله؟؟.


على الأقل،إذا أخذتنا الشفقة والرحمة على تلميذ منحرف السلوك سبقته انفعالاته على كل حال،ولم تأخذنا على ملايين التلاميذ الذين يمكن أن يقتدوا به تساهلا ويحذون حذوه فتنقلب مؤسساتنا التعليمية ساحات مفتوحة لكل المعارك المجانية؟؟،وإذا أخذنا بعين الاعتبار ضغوط المواثيق الدولية و وضعنا في الحسبان حسن التأويل في الحكم على القاصرين وضرورة إرضاء أهل الخارج ولو بإغضاب أهل الداخل،وتوهنا أن من الحقوق التغاضي عن المجرمين،فجنبنا منحرفينا وقاصرينا ولو شططا سنوات الجحيم في إصلاحيات الأحداث الجانحين،بل وأغمضنا العيون عما يوجبه القانون في مثل هذه النوازل وتناست عقولنا وذاكرتنا كل الأبواب والمواد والفصول والفواصل بل والقوانين الجنائية كلها وعلى رأسها الفصل 267 من القانون الجنائي الذي يصرخ:"يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين،كل من ارتكب عنفا أو إيذاء ضد أحد رجال القضاء أوالموظفين العموميين أو رؤساء أو رجال القوة العامة أثناء قيامهم بوظائفهم أو بسبب قيامهم بها،وإذا ترتب عن العنف إراقة دم أو جرح أومرض...فإن الحبس يكون من سنتين إلى خمس سنوات"؟؟.

إذا تغافلنا عن كل هذا وتنادينا بملأ أفواهنا ومكبري أصواتنا رغم الخطط والاستراتيجيات والقوانين والمذكرات،أن تعنيف نساء ورجال التعليم وهدر كرامتهم اليوم بدرهم واحد فقط فمن يعنف؟؟،ألا أونا..ألا دوسي..ألا تريس..وفتحنا باب الجهل فوق جهل الجاهلين على مصراعيه وحرضنا ضدهم الجميع تلاميذ وآباء وإدارة ومفتشين وقوانين ومذكرات وظروف العمل والفضاء والأمن والقضاء وتنذرات اجتماعية وظروف اقتصادية وأمراض جسدية...،ومن المعروف أن كل المعنفين الجانحين ما شاء الله عادة ما يكونون أغنياء بأموالهم غناهم بعنفهم وأقوياء بإجرامهم،فاحكموا عليهم على الأقل بخمسة دراهم،الدرهمين الأولين للأستاذ والنيابة،ودرهم آخر للأكاديمية،وآخر للوزارة،ودرهم ضروري للسيد رئيس الحكومة على سياسته العقيمة والتي يتجرع الجميع مستضعفا عواقبها ويدعوا ولاشك على كل بيادقها؟؟.
الحبيب عكي


اقرء المزيد

الأحد، 26 نوفمبر 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

أكبر العنف الممارس في التعليم وزاري؟؟


      من جديد،تثير اليوم وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وبقوة أحداث العنف الفظيع الممارس في قطاع التعليم،والذي كان أبطاله هذه المرة تلاميذ ضد تلاميذ وتلاميذ ضد أساتذتهم بل وزارة ضد أساتذة ومديرين،قبلات مكناس و لكمات ورزازات ودماء الرباط و"تشرميل" وإعفاءات البيضاء..،أحداث عنف فظيع ومتزامن في أسبوع واحد يكاد اليوم يرسم عنوان المدرسة المغربية  بأنها "وكر العنف والفوضى وانهيار القيم والأخلاق"،رغم أن الأمر في الواقع ليس ولم يكن يوما كذلك،ولكن فظاعة الأحداث وكونها مرفوضة ولو كانت حالة واحدة،كل هذا يهدر كرامة منظومتنا التربوية ويساءل دون جدوى ومع الأسف كل السياسات الحكومية والاجتماعية في هذه البلاد الطيبة المباركة؟؟.

        وخلاصة العنف كما يعرفها السوسيولوجيون وعلماء النفس،ما هي في الحقيقة إلا تمظهرات لسلوك رفض الآخر وعدم القدرة على التعايش والتسامح مع الآخرين،والعنف انسداد لسبل الحوار والتواصل والإقناع بين الناس وهدر للحقوق والعقود المتعاقد عليها وفتح لسبل التوتر والشدة والقسوة والفظاظة اللفظية والنفسية والبدنية..،سواء بالطرد التعسفي والتنقيل التأديبي والتآمر الظاهر والخفي بقطع الأرزاق ولي الأعناق أو بتبادل التحقير والإهانة أو السباب والشجار أو الضرب والجرح إن لم يكن الاغتصاب والاغتيال؟؟.وكما يعلم الجميع أن العنف بهذه المواصفات منتشر في حياتنا العامة ومتفاقم وله أسباب متعددة تؤسس له وتصورات فكرية تنتجه وظروف وهواجس اجتماعية تغذيه وتوجهه وسياسات حكومية لا تعمل إلا على إنتاجه ورعايته وتعميمه بدل تجريمه والوقاية منه والحد منه ومحاربته،لكن في اعتقادي يظل العنف بكل أشكاله مرفوضا في كل المجالات وفي كل المجتمعات ومرفوضا أكثر وأكثر وبالمطلق في المجال التعليمي الذي يتنامى فيه عندنا مع الأسف؟؟.

        ويظل العنف في الوسط المدرسي متعدد الأطياف من العنف الموجه من التلميذ(ة) ضد زميله التلميذ(ة):استقواء واحتقار وابتزاز واشتباك وتحرش وإرغام والغش والسرقة والكذب والشغب والضرب...؟؟،إلى العنف الممارس من طرف الأستاذ على التلميذ على أساس ربما أن التربية ومنذ القدم وهي مرتبطة عند العديدين بالعقوبة وأن ضبط القسم وتدبيره قد سار عليه المثل الشعبي:"نهار الأول كيموت المش"و"العصا لمن عصا"،فإذا بالعنف يتلعلع في الأقسام ألفاظ إهانة وسلوك تحقير وضربا وتمييزا وطردا ورفضا ومنعا وتأديبا تعسفيا و...و...؟؟.وكل هذا تتناوله بعض القوانين والمذكرات والاجتهادات الإدارية لتسوية المشاكل وتهدئة الأوضاع،ولكنها في الواقع مجهولة على أوسع نطاق وفي الغالب لا تطبق،ومن عول عليها كمن يعول على التلفزة المدرسية في تربية الأجيال؟؟.

        غير أن أفظع العنف الممارس في قطاع التعليم كما يراه العديد من المحللين والمهتمين والباحثين والذي لا يطرح للنقاش مع الأسف وكأنه قدر الجميع،أو كأنه لقيط ممسوخ ومدمر تطفل وتهجم بغير رحمة على القطاع وابتلي به وليس له والدين فيشتكى إليهما ولا أولياء له فيتحاور معهما ولا قضاة فيتقاضى بشأنه إليهما ولا أية جهة مسؤولة فيتحاور بشأنه معها ويناضل ضدها؟؟،أفظع العنف الممارس في قطاع التعليم هو الموجه من طرف الوزارة وسياستها المتردية إلى المنظومة التربوية ككل،وعلى رأسها الشغيلة التعليمية قبل التلاميذ والفضاءات والمناهج والسياسات وغيرها،ومن الخبث أنها تتبرأ من الأمر وتتوارى إلى الخلف وتجبر الإدارة التربوية على التنفيذ بل وتحاسبها على ذلك أشد محاسبة قد تصل إلى الإعفاء أو التنقيل التعسفي والتأديبي،وإن كان بعض الإداريين أنفسهم وبفعل التطبيع يجعلون من ممارسة العنف مهامهم الأساسية وينتشون بذلك حتى يجعلوه ربما مهامهم الوحيدة: مذكرات..استفسارات..اقتطاعات..اجتماعات ومجالس فارغة..استفرادات بالقرار..خضوع لشطط وتأويل بعض الدوائر..أذان صماء..لا حوار..لا إقناع..لا قضاء أغراض..لا حل مشاكل..لا..لا..لا..،وكأنهم "جلادون"أو مجرد "رباعة"عند الوزارة؟؟.

·        نقص في عدد البنايات التعليمية وعدد الأساتذة وغيرهم من الموارد البشرية اللازمة.
·        إقرار بالاكتظاظ في الأقســام إلى درجة لا تطاق ويستحيل معها الفعل التربوي السليم.
·        كثافة المقررات وطابعها التجريدي مع ما يطبعها من عدم التجديد والمواكبة ولعقود.
·        كثافة حصص الأستاذة،و ترسيم ما تطوعوا به من الساعات في إطار التضامن الوطني.
·        إزالة التفويج عمليا في المواد العلمية،والفرض الأحادي لإعادة فرنسة تدريسها بعد عقود.
·        ضعف توفر وسائل التوضيح و فقر الموجود من المختبرات إلى العتاد التجريبي والمحضرين.
·        الانتقال المزاجي والصفقاتي بين كل بيداغوجيات العالم دون الاجتهاد على أي شيء وطني مفيد.
·        غياب النقل المدرسي في العالم القروي وقلة الداخليات مما ينتج الهدر المدرسي والاضرابــــات.
·        محيط مدرسي موبوء بمروجي المخدرات وقناصي المتعة الحرام في غياب الأمن وشرطة الأداب.
·        اضطرار الآباء لمرافقة أبنائهم القاصرين ذهابا وإيابا إلى المدرسة أو تحمل أعباء النقل المدرسي.
·        أسـاليب التقييم المبنية على التوجس وفقدان الثقة والمؤدية إلى التمركز حول فظـاعة النقطة ولو بالغش.
·        النجــاح المرتبط بالخريطة المدرسية والمقعد الفارغ بدل الكفاءة العلمية والمهارات والقيم والأخلاق.
·        استمرار السياسة التقشفية غير المنتجة للقطاع واستمرار التدبير الأمني الضيق لموارده.
·        السياسة المرفوضة لفرض التوظيف بالتعاقد والزيادة في سن التقاعد رغم رفض النقابات.
·        الحرمان من الدراسة الجامعية وغياب التكوين القانوني للإطار التربوي والتلميذ على الســواء.
·        غياب وتدني الخدمات الاجتماعية في القطاع مقارنة بغيره من القطاعات الفلاحية والأمنية والقضائية
·        التضييق على الممارسة النقابية وبداية محاسبة الناس على العقائد والانتماءات بدل الأعمـــــــال والكفاءات.
·        اليأس من الحركة الانتقالية وانسداد الأفق في الترقي وتغيير الإطار ولو بعد سن الشيخوخة والمرض،مما أنعش بعض الحلول الترقيعية ومحاولات النجاة الفردية في القطاع.
·        رداءة المنتوج التربوي مقارنة بما تضمنته المواثيق أي تلميذ وأستاذ نريد وأي فضاء ومجتمع نحتاج،ناهيك على غياب وضعف المتابعة والمواكبة الميدانية.
·        عدم ملائمة مخرجات الحقل التربوي لمدخلات سوق الشغل،إلى درجة قد لا يستفيد الطالب من كل سنوات دراسته شيئا،أو يضطر لإعادة كل شيء من الصفر إذا ما أتيحت له فرصة الهجرة إلى الخارج مثلا.
·        مذكرات لا تجرء على معالجة جوهر الإشكالات،وتتمركز حول المظاهر وضجيج الأرقام،خاصة في مجال العنف وهي تحمي حتى غير المنضبطين من التلاميذ وتفتح فواهة الرشاش في وجه الأساتذة بعدم طردهم وعدم تكرارهم وعدم رفض عودتهم ولو بعد التثليث،إلى غير ذلك من أوجه سحب القرار من أهله.
·         طغيان المركزية وهدر زمن المراجعة والعدول عن بعض المذكرات المتجاوزة بعد تفاقم ضحاياها،وغياب وتمييع آليات تلك المراجعة الحتمية،كضحايا النظامين الذين لا يزالون يجترون معاناتهم لعقود ومنهم من مات وانتقل إلى دار البقاء ومظلوميته لا تزال على ظهر الدولة عالقة.

وهكذا تظل الوزارة بسياساتها وتدابيرها وهواجسها وفراغاتها وإكراهاتها هي المسؤولة الأولى عن العنف التعليمي،ولتعترف بذلك أو لا تعترف،ولتعمل على تجاوز ذلك ومحاربته والوقاية منه أو لا تعمل،فيكفيها خلاصة أن العنف لا يولد إلا العنف،ولتأخذها قاعدة أن العنف المجتمعي بقدر ما هو منتشر في حياتنا العامة، وبقدر ما يؤسس ويساهم بقوة في العنف في قطاع التربية والتعليم،بقدر ما يمكن أن يكون هذا القطاع هو كذلك المدخل الواسع والمحمل الجاد لمحاربة العنف في المجتمع ككل وتخليص الناس من كل مآسيه ومعضلاته،فمتى نقر في تعليمنا بثقافة الحقوق والواجبات والتربية على المواطنة والسلوك المدني والحب والأمن والسلام؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الجمعة، 17 نوفمبر 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

بين الريسوني وبنكيران،من يكسب الرهان 02؟؟


1-  بين الريسوني و بنكيران،من يكسب الرهان؟؟،سؤال في الحقيقة أعمق من كل ما سبق من التحليلات والتأويلات في الجزء الأول من المقالة،إنه يتعلق في نظري بسؤال المعارضة داخل الصف الإسلامي أو على الأصح التعايش السلمي والسليم بين مختلف الاتجاهات الفكرية والاجتهادات الحركية في نفس التنظيم،نعم هناك شورى وديمقراطية وشفافية داخل الحركة الإسلامية الناضجة والمعتبرة يشهد بها الجميع،ولكن إلى أي حد يمكن أن يطغى فيها الرأي على التنظيم ويسمح بالمعارضة الحقيقية والجهرية داخل الصف الإسلامي،ولا يفسر الأمر وينظر إلى صاحبه دائما على أنه ضد المشروع ومشاغب ينبغي تأديبه فقط بسلاح التصغير والتجاهل و الجبر التنظيمي،أو ينظر إليه على أنه عصا في عجلة التجربة و له حزازات مع الأشخاص وغيرة من المسؤولين ولا يحركه في الغالب إلا مزاجه الشخصي وطموحاته القيادية،وليكن مهما يكن فينبغي أن يستريح الجميع لأن الأمر مهما يكن فيه من خلاف فالرأي (رأيهم) حر والقرار (قرارنا) ملزم؟؟،ولا ندري أي قرار يمكنه تغيير الرأي والموقف ولو نزل عنده صاحب الرأي المخالف،ولا أية شورى حقيقية ستسمح بها الدقيقة والدقيقين لملتقيات اللجن الخاصة ولا للمؤتمرات العامة،ولماذا كل هؤلاء المخالفون لا خيار لهم إلا أن يحبسوا خلافهم وآرائهم في صدورهم حتى يترجموها في مواقفهم وتجاربهم الشخصية التي لا تنتهي غالبا بأصحابها إلا خارج الصف،ولا يشعر الآخرون من إخوانهم ومنافسيهم بأية مسؤولية في ذلك بل لا يتحرجون بنعتهم وتسميتهم بالمتساقطين،وما أسقطهم إلا الاستفراد بترويد ومداعبة الزخات العاتية واستحلاب موجات التنظيم الخصبة والجارفة؟؟.

2-       إن الرأي في الواقع لا يغير ولو بإجماع العالم،وإذا ما حدث ذلك جر على أصحابه خطر التبعية العمياء والمحاباة المجانية،وحرم أهل الصف والتنظيم من أنوار الآراء المجددة ومداخل التجديد الحقيقي وحوامل الإبداع المطلوبة وتعدد البناة الخبراء والمتخصصين وفي مختلف الواجهات،وكل هذا تحتاج إليه كل التجمعات البشرية الإصلاحية الجادة والمجددة والمتجددة؟؟،ولكن اليوم مع الأسف بدأنا نعيش عكس ذلك حتى عند فئات الشباب الحركي والحزبي التي يرجى منها أن تكون رواحل التجديد والتغيير في هيئاتها،فإذا بمعظمها مقيدة مقودة،من هنا تطرح الأسئلة الملحة،نعم في نفس المرجعية الإسلامية والإطار الحركي،هل لازالت اجتهادات الجيل المؤسس صالحة لشباب اليوم؟؟،هل لازالت دواعي بلورتها السياسية والاجتماعية هي نفس الدواعي؟؟،هل يجد فيها الشباب ذاتهم وهمومهم وشخصهم وعوالمهم وأساليبهم المتاحة والمباحة؟؟،أم هم مجرد رواحل وأرانب وقاطعي أحذية تحترق في المشروع  من أجل أراء وهموم من سبق ومعاركهم التي تظل في الغالب لا ناقة لهم فيها ولا جمل،وهي أجيال اليوم تواقة إلى العبادة والآخرة نعم،ولكن أيضا إلى سياسات حزبية وحكومية لا تعود عليهم بالمعتاد من فظاعة كسر العظام وإسالة الدماء وإجهاض الأجنة في الطرقات في احتجاجاتهم المزمنة ضد البطالة المتفاقمة أمام الولايات والعمالات في مختلف المدن وفي العاصمة وأمام البرلمان؟؟.

3-         وهنا أتذكر أحد الإخوان القدامى الذين استقالوا مؤخرا من الحزب العدالي بالمنطقة وكان من مؤسسيه والفاعلين فيه على الدوام ولأزيد من عقدين من الزمن،على أي هو أدرى بمبررات استقالته وأوعى بقرار استقالته ومستقبل اختياراته،ولكن مما قال هو في رسالة استقالته أن له ملاحظات وتحفظات حول سير الأمور وما آل إليه التدبير الشبابي للحزب؟؟،وقد يكون شيء من ذلك صحيح أو لا يكون،ولكن الأكيد أيضا والأصح منه أن هناك فئة من السابقين ممن يعتبرون أنفسهم ذوي الفضل ويعتبرون أن ذلك وحده كفيل أن يجعلهم فوق القانون وعلى رأس المؤسسات وخارج الالتزامات بما هم الحكماء وربما المرجعية الحاسمة في كل شيء ذي بال؟؟،فئة لا تستسيغ التعامل مع الحزب السياسي إلا بالعقلية الحركية الدعوية رغم كل اجتهادات الهيئتين ودعوتهما للفصل بدل الوصل وإلى التمايز بين الدعوي والسياسي،فئة تجدها تحترق إذا كانت مسؤولة أو حتى قريبة فقط من أصحاب القرار وأفلاكهم،وتنكفىء وتبتعد وتفتر بل وتنتقد كل شيء إذا ما حدث العكس،تنشط إذا كانت هي المرشحة التي يعمل من أجلها كل المناضلين والمناضلات باسم الحزب؟؟،في حين أن ضيقها بالديمقراطية الداخلية التي لا تحابي غير الكفاءة الفكرية والعطاء الميداني،تجعلهم ينكفؤون ويتراجعون بشكل غير مفهوم إذا لم يكن لهم ما تصوروه من حقهم أو النزول عند رأيهم،ناسية أو متناسية أن الحزب مؤسسة ذات مبادىء ومواثيق وقوانين فوق الأشخاص الذين ولاشك رغم أهميتهم ونضالاتهم وأسبقيتهم،يأتون ويذهبون،وحسبهم ما قدموه للحزب ولأنفسهم من خير أو شر ربما وإن كان غير مقصود؟؟.والغريب أن هذا الذي يغادر أصحابه من أجله الحزب لأنه لا يتحقق لهم،هو نفسه الذي ينكرون على السيد بنكيران وما يحال حوله من الدعوة إلى عدم تمكينه من الولاية الثالثة وإن بأسماء ومسميات،وأخشى أن يكون صحيحا ما ذهب إليه البعض في تفسير ذلك إلى أن الأمر ليس فيه لا السيد بنكيران ولا الولاية الثالثة ولا البقاء في الحكومة ولا الخروج إلى المعارضة ولا..ولا..ولا..،بقدر ما هنالك رغبة جامحة للحركيين لاستعادة الحزب الذي خرج من سيطرتهم وعن رؤيتهم كما يتصورونها وفاقهم حركية وحيوية وقيل وقال وهم المحسوب عليهم كل جدله ولهبه السياسي  الحارق لذا لابد أن يستعاد هذا الحزب بأي شكل من الأشكال،وأن يستعاد فوق ذلك والأهم من ذلك نفسه الحركي وقواعد العمل بشكل ديمقراطي أو غير ديمقراطي،من هنا كل هذه اللعبة للحبال الطويلة والخروج من الأبواب المشرعة والعودة ولو عبر النوافذ المعلقة(مشاركة لا مغالبة..إصلاح في ظل الاستقرار..تعاون على الخير مع الغير..نتحمل ما نطيق وندع ما لا نطيق..تحديد المسؤولية في ولايتين وتمديدها والزيادة فيها رغم الاستثناءات واختلاف المجالات والسياقات فهو من "رأس الأحمق"..ويظل كل هذا اجتهاد مبدئي من المفروض أنه مرتبط إلى حد ما بظروف الوضع)،وإلا طرح السؤال المستقبلي العريض ليس حول إشكالية الحزب وحده ولكن حول كل ما أنتجه التنظيم الحركي من تخصصات أخرى وفوض إليها أمر رسالتها وادعى استقلاليتها؟؟.

4-       إن السياسة مسار صحيح للإصلاح وأي مسار،وهو قد يتحكم في بقية المسارات و يعود نفعه ولاشك على الجميع،ولكن  هذه التجربة الحكومية الهجينة أو المهجنة مع الأسف تخبط خبط عشواء وتضرب في العديد من مكتسبات الشعب بما يضر حتى بالمصالح الحيوية للكتلة الناخبة للأحزاب المشكلة والقائدة لها؟؟.فلو أخذنا التعليم فقط وما يعرفه من أزمة خانقة متعدية ومزمنة ومستفحلة،فهو وحده كفيل ليس في أن يسقط الحكومة بل وأن يفقد الثقة في كل شيء،ويدفع الجميع إلى هجر معسكر السيد بنكيران السياسي إلى معسكر السيد الريسوني العلمي الدعوي والاجتماعي،وربما كما يقال قد تأخر الوقت وأعطي السياسيون فرصتهم أكثر من اللازم دون جدوى و جدوى مقنعة؟؟: فمعضلة التعليم كما قلنا لا يزال يعمقها استمرار نظرة العبىء المالي،محاولة ضبط المجال بنظرة أمنية ضيقة،إهمال الإصلاح التربوي والمنهاجي المثمر والبنيوي التجهيزي الملح،استمرار نزيف الهدر المدرسي وعدم ملاءمة مخرجات التعليم لمدخلات سوق الشغل،قرارات المنع التي لا تنتهي إلا بالإجهاز على حق الموظف واستقراره المادي والمعنوي:منع الدراسة الجامعية والترقية المهنية والتقاعد في السن القانونية...،والزيادات التي لا تنتهي:الاكتظاظ بسم الترشيد في البنايات والأساتذة،والتشريد لهؤلاء الأساتذة بسم اعادة الانتشار وتدبير الفائض،اليأس في الحركة الانتقالية،اقتطاعات مهولة في الضرائب وصندوق المقاصة والسياسة المزرية للتعاقد والتقاعد..؟؟. ودون أن يصل شيء إلى من يدعون ضرورة إنصافه والتضامن معه،وحتى إن وصل فلا معنى له،ما معنى أن تعطي الأرملة والمحتاجة 3% درهم وتزيد عليها في مواد الحياة العامة 30%؟؟.

5-         نعم آن الأوان أن يتحدث حزب الأغلبية الصامتة وأن يحتج،فالمفسدون أقوى من المصلحين،وهيجان الفساد يلتهم الموجات الناعمة للإصلاح،ولابد من استعادة المقود وامتلاك البوصلة،والمساعدة الفعلية للقبطان عله يتجاوز بنا وبنفسه كارثة الطوفان إلى بر النجاة والآمان في ظل الثوابت والإجماع الوطني والأفق الرحب المتوضئ الوضاء؟؟ ويظل ما وقع بعد 07 أكتوبر 2016 أمور جسيمة تحمل رسائل واضحة وتفرض تحديات كبيرة وترسانة بدائل تساعد على التجاوز وحلحلة الأوضاع،وكل هذا من مهمة المؤتمر القادم،لابد من التفكير المنطقي والهادىء والمقاصدي والاستراتيجي للترجيح بين المتاح ما يدفع منه المفاسد ويجلب المصالح أو على الأقل يحافظ على بعض المكتسبات ويفوت أكبر الخسائر ولو بأدناها؟؟،والذي يهم في كل هذا هو كيف سنكون مع من كان،إصلاحيون مواجهون للفساد والتحكم أم غير ذلك؟؟،تشاركيون متعاونون على الخير مع الغير أم غير ذلك؟؟،وطنيون يحرصون على الإصلاح في ظل الاستقرار أم غير ذلك؟؟،مبدئيين وسطيين معتدلين ديمقراطيين تنمويين عداليين مجاليين لدينا خريطة طريق وبرنامج وقيادة وقواعد أم غير ذلك؟؟،هل لدينا ما نتجاوز به السؤال الشرنقة للحزب والحركة تنظيمات وبرامج وزعامات إلى ما نجيب به على الإشكال المغربي وكل أطيافه التنموية المنتظرة وفي ظل المتغيرات والتحديات والرهانات الدولية أم غير ذلك؟؟،وإذا ما حافظنا على مبادئنا وهويتنا ومرجعيتنا وانتمائنا واضحا لا غبار عليه به نحالف ونتعاون وبه نخالف ونقاوم،فليقد من قاد فالمسلمون تتكافىء دماؤهم ويسعى بذمتهم أذناهم،والحمد لله على الإبداع الموفق للقيادة الجماعية والتداول على المسؤوليات في كل الهيئات والمؤسسات؟؟،وتحية لكل من الأخوين الكريمين الفاضلين السيد عبد الإله بنكيران والسيد أحمد الريسوني،فكلاهما قائد محنك في قاطرة الإصلاح ومحاربة الفساد والاستبداد،وطرحهما بإذن الله متكامل لا متناقض ولا متصارع وفيه من مصالح البلاد والعباد والهيئات والمؤسسات الشيء الأكيد،فقط كما قال الله تعالى:"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"الأنفال/46؟؟.

الحبيب عكي
اقرء المزيد

الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

بين الريسوني وبنكيران،من يكسب الرهان 01؟؟


    لازال لغز استقالة الدكتور أحمد الريسوني من حزب العدالة والتنمية و مغادرة صفوفه مع حمل متابعته وهمومه إلى اليوم محيرا وغير مفهوم ويلح علينا في  السؤال والتأويل،خاصة كلما حدث ما هو قريب منه أوشبيه له في الظروف والدعاوي وإن اختلفت مقامات الأشخاص و وجاهة الأسباب،الحزب كما هو معروف يرأسه رئيس الحكومة السابق السيد عبد الإله بنكيران،وصحيح أن الرجلين مدرستين وتوجهين وكفائتين مختلفتين وإن كانا ولا زالا في نفس المرجعية الإسلامية ونفس الإطار الحركي لحركة التوحيد والإصلاح المغربية المباركة وهي اندماج كلي سابق لحركتي"الإصلاح والتجديد"و"رابطة المستقبل الإسلامي"والتي كان قد بدأ برآستها الفقيه الريسوني وكان تحت إمرته السيد بنكيران،في حين أن السيد الريسوني في الحزب لم يخضع لرئاسة السيد بنكيران؟؟.

1-   إن الموضوع كما يبدو ليس موضوع الرجلين ولا التوجهين العلمي الريسوني ولا السياسي البنكيراني،ولا حتى بين المجالين والعملين السياسي القطري المحلي والعمل القومي العلمي العالمي،فالرجلين يحملان نفس المشروع الحركي التجديدي والدعوي الإصلاحي،التشاركي المنفتح والوسطي المعتدل،مشاركة لا مغالبة وتعاون على الخير مع الغير وإصلاح في ظل الاستقرار ونتحمل ما نطيق وندع ما لا نطيق..،فلا السيد بنكيران يستعجل فيه ويخوض غمار الإصلاح في بلده بوجهه السياسي وبما هو ممكن،ولا السيد الريسوني يتريث ويقعد لإصلاح أعمق و أوسع عبر التأليف العلمي المقاصدي العالمي،ولا حتى كما يقال بأن الشيخ الريسوني كفاءة علمية ورجل الأمة ليس من الحكمة أن تستحوذ عليه حتى حركته الدعوية فبالأخرى أن يخنق في المجال السياسي وأفقه الضيق والمسدود أحيانا؟؟ولكن قد تبدو الأمور معقدة أكثر من ذلك:

2-   فهل السيد بنكيران،أكثر جرأة وموضوعية مثلا وإن اكتفى بالعمل السياسي المحلي على مستوى البلد،وهل السيد الريسوني أكثر طموحا وتأصيلا فلم يقتنع بغير العمل الفقهي الموسوعي والعالمي على قلة المتخصصين والناجحين فيه،فأصبح مهموما بقضايا الأمة في فلسطين والعراق وما ابتليت به من "الدواعش" وانتشر فيها من "الفواحش" وديكتاتوريات الحكام في مصر واليمن وسوريا الشام والتنطعات المتطرفة في نجيريا والصومال والتي يكتوي بنيرانها وضيق فهمها وفظيع تصرفها الأبرياء،رغم أن السيد قد فشل في السياسة التي أرغمته على الاستقالة من رئاسة الحركة سابقا،كما فشل السيد بنكيران في التربية فهرب إلى السياسة التي تفوق فيها على الأقل في جمع وقيادة ما كان يتحسس من الحركة الدعوية من العموم أو ينتفض حولها من الإخوان إلى الحزب السياسي؟؟.

3- هل الأمور أعمق وأخطر من كل ذلك،وتتجاوز الرجلين إلى مأزق الحركة الإسلامية - إن جاز التعبير- هذا المأزق الذي لم يعد يتيح لها في نظر السيد بنكيران غير الانخراط في إصلاح بلادها والاندماج في سياستها على أمل إصلاح ما يمكن إصلاحه من الداخل وعبر المؤسسات،في حين أن السيد الريسوني لازال يرى في الأمر قسطا من الحرية والاختيار وامتلاك القرار والاشتغال في مقاصد الحركة الإسلامية وبرامجها الدعوية والإصلاحية لا مقاصد وبرامج الآخرين كيفما كانوا،ولو بالهجرة أو"الحريك" الدعوي إلى ما يسمى بالعمل على مستوى الأمة التي تظل هي أيضا في أمس الحاجة إلى الإصلاح؟؟ أم أن الأمر كله مجرد العطاء الشمولي للحركة الإسلامية المغربية وخاصة حركة التوحيد والإصلاح التي تؤمن  في مواثيقها بالإصلاح الديني وتجديد التدين وترشيده على مستوى الفرد والأسرة والوطن والأمة وطبعا حسب الطاقات والإمكانيات ومن تم فالأمر كله توزيع الأدوار والمواقع وسد الثغرات  وتنمية الاتجاهات والتراكمات وكل ميسر لما خلق له؟؟.

4-      هل السيد الريسوني على نفس تصور السيد بنكيران،الذي يضحي بوضوح بكل شيء من أجل خدمة البلاد والمساهمة في إنقاذها في هذه المرحلة الحرجة لثورات الربيع العربي المتأججة الفوارة ولو على حساب المشروع الحزبي والحركي الذي ربما لم تسعفه الظروف الاجتماعية والسياسية ليتم نموه ورشده بشكل طبيعي،وينخرط في الشأن الوطني أيضا بشكل طبيعي غير محرج ولا مشوه،ومن تم ابتعد عن الحراك السياسي حتى لا يُحرِج ولا يُحرَج؟؟ولماذا السيد الريسوني و رغم خلافه البين مع السيد بنكيران،فهو لا يزعجه بل ترك له المكان في الحزب حتى يعمل على راحته،بل و يثني دائما على تجربته الحكومية ويعتبرها ناجحة بكل المقاييس،وإن كان فيما سبق يرى ضرورة إسراعها أكثر في الإنجاز كما ونوعا وإنصافا للفئات وعدلا بين المناطق،والآن لا يفوت عليها فرصة إلا وصفعها في كل ما تقدم عليه أو فقط يحدث كحوادث مدبرة أوعابرة،وقد تابع الجميع ذلك على العديد من المواقع الإعلامية وإلى اليوم حيث تشتد لذغات ولسعات الرجل اتجاه الحزب؟؟.

5- لماذا لم يكن السيد الريسوني كالسيد"عبد الله باها" الذي يبدو أنه - رحمه الله - قد تلاشت أو تجلت حكمته في فساد الزمان،فبقي السند الفعلي والعملي للسيد بنكيران وعلبته السوداء - كما كان يصرح بذلك - مهما كانت الظروف والنتائج،وتحمل من أجل ذلك وزارة دولة بدون حقيبة رغم عنائها المعنوي عليه في حين أن السيد الريسوني استنكف عن ذلك وهو مؤهل لبعضه لو شاء وتواضع،وهنا تحية خاصة للسيد"الرميد"الذي رغم مواقفه التاريخية المعروفة مع السيد بنكيران تحمل معه وباعتباره المؤسساتي كل العناء ونزل عند شورى أخوانه وحزبه فقبل ترشيحهم إياه للاستوزار وهمومه الشاقة،وحسب المختصين والمتتبعين المنصفين فقد أبلى السيد الوزير في وزارته البلاء الحسن وحقق فيها الكثير من التراكم والانجاز في اتجاه ما يستلزمه البناء والإصلاح؟؟.

6- واليوم والحزب العدالي على مشارف مؤتمره الثامن دجنبر2017،أثيرت بقوة مسألة التمديد بولاية ثالثة للسيد بنكيران على رأس الأمانة العامة للحزب،وذهب فيها العداليون كل مذهب بين مؤيد ومندد ومن حقهم،رغم بعض الأصوات القيادية التي تدعو وتصر على أن يترك ذلك النقاش والحسم فيه إلى داخل المؤسسات وكأننا لا نعرف أن مداولات المؤتمرين والمؤتمرات لا تتعدى الدقيقة والدقيقتين وأن الرأي والموقف لا تغيره القرارات مهما كانت ملزمة ومهما نزل عندها الجميع؟؟.وهكذا في سابقة من نوعها يقمع الرأي والرأي الآخر والتداول الحر وإنضاجه العمومي بحجة تفويت الفرصة على المتربصين بالحزب وبالساعين لخلق صراعات وهمية بين أبنائه وقياداته،وكأن الحزب هش إلى هذه الدرجة أو أن مؤتمر الحزب شأن داخلي وليس وطني، ولا يهم غير المنخرطين في الحزب وليس غيرهم من المواطنين،أو أن كل مسؤولية المواطنين المساكين الطيبين المغفلين أن يمنحوا الحزب أصواتهم في الانتخابات على بياض ولا شأن لهم بشيء بعد ذلك؟؟.في هذه الأجواء والمرحلة الحرجة التي يمر بها الجميع،يصرح السيد الريسوني من زمان بتحديد عدد الولايات الانتدابية والانتخابية والبرلمانية والرءاسية للجميع حتى تكبح شهوة الزعامة وتكون الهيئات هيئات مؤسسات و رؤى وقوانين لا هيئات أشخاص وميولات وربما كولسات غير مشروعة،في حين صرح السيد بنكيران أيضا ومنذ زمان أن قائد الفريق إذا وجد من لاعبيه أقواهم وأمهرهم فلماذا سيغيرهم وهم ناجحون؟؟،ترى من سيكسب الرهان التحديد أم التمديد..الريسوني أم بنكيران...السياسي الحزبي أم الحركي الدعوي؟؟،هذا الأمر الذي يرى فيه العديد من المحللين أنه جوهر الإشكال الحقيقي رغم كل المظاهر الأزمة الأخرى و رغم كل الاجتهادات التي حاولت تحديد العلاقة بين الحزب والحركة من الوصل والفصل إلى الشراكة والتعاون و وحدة المشروع واستقلالية التنظيم إلى فصل الدعوي عن السياسي والعزل التام والتمايز الواضح بينهما،وكل هذا يبدو اليوم على المحك الحقيقي وتظهر مصارعه للعيان ما دام كل الأفق الديمقراطي للحركيين والحزبيين على السواء - رغم تغير الظروف وتجدد المتطلبات - لا يتجاوز منتوجاتهم السياسية المثالية وبعض مقولاتهم الإصلاحية المحنطة وعلى رأسها مسألة الفصل والوصل أو على الأصح الوصل رغم الفصل وعنه تفرعت كل الإشكالات الحالية وعلى رأسها مسألة تحديد عدد الولايات من تمديدها،ومسألة القيادة قبل الرؤية،ومسألة إعادة "المارد" إلى القمم بأي شكل من الأشكال؟؟.

الحبيب عكي 

اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

اليوم ننعي إليكم لغتنا يا تلاميذ فعزونا

اليوم ننعي إليكم لغتنا العربية الجميلة يا تلاميذ فعزونا،بهذا الخبر بدأ الأستاذ حصته الأولى في علوم الحياة والأرض مستوى الأولى إعدادي،من الآن فصاعدا غير مسموح لنا أن نتحدث وندرس بالعربية لغتنا القومية الجميلة،من هذه السنة وعلى غير المعتاد سنكف عن تدريس كل المواد العلمية من رياضيات وفيزياء وعلوم الحياة والأرض والتكنولوجيا والإعلاميات بالعربية وسندرسها فقط بالفرنسية لغة الآخرين؟؟،اندهش التلاميذ وهم يتسآلون عن حيثيات الخبر القرار ويقولون: ولكن العربية سهلة وجميلة يا أستاذ..والفرنسية صعبة ومعقدة ولا نحسن نطقها ولا كتابتها..نعم نحن نفهم جيدا بالعربية ونتحدث بها أفضل..نحن ..نحن..؟؟.

        اليوم ننعي إليكم لغتنا العربية الجميلة يا تلاميذ فعزونا،أجاب الأستاذ بعد سلسلة من تساؤلات التلاميذ،ولكن في الحقيقة ربما أنتم ألفتم فقط لهجتكم المحلية ولا تحبون الحديث بالعربية؟،قال التلاميذ بالعكس،وربما ستفهمون جيدا بالفرنسية؟،وربما آباؤكم اشتكوا من العربية إلى المؤسسة وطالبوا بفرنستها؟،وربما المؤسسة أصبحت خصوصية لبعثة ما مفرنسة ولم تعد عمومية معربة؟،وربما بعض المفتشين التربويين؟،وربما بعض الأحزاب والنقابات؟،وربما..وربما..؟،وطوال أسئلة الأستاذ كان التلاميذ يجيبون صادقين ..لا..لا..بالعكس..بالعكس..،وأردف الأستاذ يضيف أو ربما أصبحنا ملحقة من ملاحق فرنسا وإن لسنا على أرضها،وربما فقط عقدنا معها شراكة وتوأمة سنستفيد منها ماديا لتغطية بعض مصاريف تعليمنا الباهض،وإن كانت كل تكاليف تعليمنا والحمد لله على البلد المقاوم المسكين،ولكن بعض المسؤولين يأبون إلا تقديم خدمات مجانية لماما فرنسا دون جزاء ولا شكور؟؟.

        اليوم ننعي إليكم لغتنا العربية الجميلة يا تلاميذ فعزونا،لا تذهبوا بعيدا يا أبنائي الأعزاء،فكل ما في الأمر إذن هو أن السيد المدير قد قرر،لأن السيد النائب قد قرر،لأن السيد الأكاديمي قد قرر،لأن السيد الوزير قد قرر و أمر وأرغد وأرعد و أزبد،لأن المجلس الأعلى وقياما بدوره الاستشاري قد قرر وإن لم يأمر فقد أشار،لأن التقارير الدولية قد قررت وضمنيا ربما قد أمرت وإن كانت تنفي على الدوام التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد،ولا أدل على ذلك من أن كل بلدان العالم تدرس بلغاتها القومية وإن كانت"بزنطية"،ولهذا ربما لا ينبغي الإكثار من لأن..ولأن..ولأن..فقط لأن ما لا نعرف من التماسيح وما لا نرى من العفاريت هي التي قررت و صممت عن قصد وإصرار على إهانة لغتنا العربية الجميلة في عقر دارها وبين أهلها،فأرادت بسم الانفتاح وتعلم لغة الآخرين وغيرها من المسميات استبدال تأثيث مستقبل أجيالنا بلغة فرنسية ترتب عالميا في الرتبة 7 وراء لغتنا العربية التي تتقدمها في الرتبة 5؟؟.

        اليوم ننعي إليكم لغتنا العربية الجميلة يا تلاميذ فعزونا،فالمهم يبقى الرأي حر والقرار ملزم،ولا خيار لنا جميعا إلا أن نجرب وإن كان الأمر لم يعد في إطار التجريب،بل تعداه إلى إطار الإلزام والتعميم على كل المواد العلمية وعلى كل المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية وعلى كل الخيارات و روافد الباكالوريا الدولية وغير الدولية،بل حتى المسالك الإنجليزية والشرق أسيوية؟؟،ولكن السادة المسؤولون ربما قد رأوا في الفرنسة الحل السحري لإصلاح التعليم وتحقيق مصلحة التلميذ والانطلاق من مبدأ المبادئ التربوية الأصيلة بيئة التلميذ ومستواه ولغته الوطنية الهوية والمرجعية والكونية،ربما أدركوا كل هذا فقالو فقط جربوا ثم احكموا..وكأننا لم نجرب شيئا قبل 30 سنة مضت،أو كأنهم قد قيموا العربية تقييما موضوعيا فخلصوا إلى ضرورة إعادة التجريب والفرنسة فقالوا من جديد:جربوها وسوف ترون أن الأمر مفيد وممتع،جربوا وسوف ترون أن الأمر مبدع ومجدد..مغامرة وليست مقامرة،جربوا وعلى الأقل يكن لنا ولكم شرف التجربة والمغامرة؟؟.

        اليوم ننعي إليكم لغتنا العربية الجميلة يا تلاميذ فعزونا،اليوم أحبتي التلاميذ إذا قيل لكم جربوا فجربوا..وقد قيل لنا الكلام فلنجرب فلنجرب..اليوم والآن..:وبدأ الأستاذ مقدمة درسه يعلن فيها بعض الأهداف العامة والمفاهيم البسيطة، فلا سؤال..ولا جواب..ولا مشاركة..ولا معرفة الكتابة..ولا..ولا..ولا..،قال الأستاذ:ما بكم يا تلاميذ أليس فيكم "جاك"الصغير أو"جاكلين"،أليس فيكم "ميشال"أو"ميشلانة"...لا..لا..لا تقولوا هذا فنحن الأساتذة أيضا لم نتكون في الموضوع،ولكن كما ترون نتحدث فرنسي و عرنسي على كل حال؟،ورغم تشجيع الأستاذ وتبسيطه للأمر فلا زال الصمت الرهيب هو السائد في الفصل ولا سؤال..ولا جواب..ولا مشاركة..ولا معرفة الكتابة..ولا..ولا..ولا..،غير تمتمة الأستاذ المسكين إذ يقول:"كنت أقول كل هذا في نفسي..ولكن أعمال العابثين غير منزهة عن العبث"؟؟.

        اليوم ننعي إليكم لغتنا العربية الجميلة يا تلاميذ فعزونا،ويبقى الإشكال والمعضلة اللغوية مطرحة وبشكل حاد على مؤسستنا التعليمية إلى درجة أن التلميذ قد يحصل على شهادة البكالوريا بعد ما لا يقل عن 18 أو 20 سنة دراسة ولا يتقن مع الأسف أية لغة بما فيها اللغة العربية؟؟.لذا لا ينبغي بحال من الأحوال دعم اللغة الأجنبية على حساب اللغة الوطنية،بقدر ما ينبغي إعادة النظر في ديداكتيك تعلم اللغات عامة وتركها على قدم المساواة،إن لم يكن تفضيل اللغة الأنجليزية لغة البحث العالمي والتواصل العالمي وغيرها من اللغات الحية ولغات المستقبل للسوق الأفريقي والشرق الأسيوي والنمور والتنينات الصاعدة،ودعم كل هذا عبر تكثيف دروس التعبير والتواصل وأنشطة القراءة والكتابة والأندية التربوية..،وأكثر من ذلك ربط تعلم اللغة أية لغة بالمشروع الخاص فوحده من يجعل الطلبة يتعلمون لغة أي بلد ويحذقونها في مجرد 6 أشهر،لا لشيء إلا لأن بلدها يحمل مستقبل دراساتهم الجامعية وربما حياتهم المهنية؟؟.

الحبيب عكي 

اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة