Top Ad

السبت، 31 أغسطس 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

مخيمات وشركاء بلا شراكات؟؟

         كم يثير المرء ما تعانيه العديد من فضاءات التخييم،خاصة في بنيتها التحتية حيث لا ماء ولا كهرباء ولا رشاشات ولا مرافق صحية غير بعض الحفر الكريهة الرائحة والتي "تتبلع" كل مرة،ولا ملاعب رياضية وحلبات ولا مسارح ولا مسابح ولا استوديوهات ولا منتجعات..،مما يجعلها في الحقيقة أقرب إلى ملاجىء كئيبة ل"غوانتنامو" منها إلى مخيمات ترفيهية ومنتجعات سياحية فعلية تستحق شد الرحال إليها والإقامة فيها؟؟،مما يجعلها بالتالي لا تؤسس لغير كره الوطن بهذا البؤس والقائمين على شؤونه،وهي التي تريد غرس المواطنة وحب الوطن الرائع والاستعداد من أجله لتقديم كل التضحيات،إذ كيف سيضحي من يستوحشون المخيمات طوال مقامهم في ملاجئها ويتمنون من اليوم الأول لو غادروها،ولو علموا بواقعها المزري وسوء أحوالها إطلاقا ما أتوها؟؟.

         وكم يثير المرء أن هذا الوضع المزري لهذه المخيمات "الملاجىء" يتشارك في أجرأة فعالياتها الصيفية والربيعية العديد من القطاعات والهيئات والمؤسسات والفاعلين بشكل قد لا يخطر على بال:"وزارة الشباب والرياضة (القطاع الوصي)،الجامعة الوطنية للتخييم (الشريك الأساسي)،جمعيات المجتمع المدني وشبيبات الأحزاب والكشفيات (الهيئات المستفيدة)،وزارة الصحة،وزارة التربية الوطنية،وزارة الثقافة،وزارة التجهيز والنقل،السكك الحديدية،المياه والغابات،المكتب الوطني للماء والكهرباء،الأمن الوطني،الدرك الملكي،كتابة الدولة في البيئة،الجماعات الترابية..،إلى غير ذلك من القطاعات الحكومية والهيئات المدنية والمؤسسات؟؟.

         ويثير المرء أكثر،كيف بكل هذه القطاعات والهيئات الشريكة فعليا أو صوريا،تعجز عن تنظيم مخيمات صيفية في المستوى المطلوب واللازم،بشكل يجعل منها خدمة عمومية جيدة تستحقها الناشئة وتساعدها كل سنة على قضاء عطلة ممتعة بعائد ترفيهي و تربوي على المواطنة والتعايش والإبداع والاستكشاف والسلوك المدني؟؟. هناك وزارة الصحة مع غياب الأطباء وقلة الممرضين،وهناك التربية الوطنية مع منع فضاءات المؤسسات التعليمية و شح المتاح منها وتعقيد إجراءاته بل وتكليف الجمعيات بعذاباته بدل الوزارة، وهناك المياه والغابات مع بدائية المرافق الصحية في العديد من المخيمات،وهناك وزارة النقل ولا يزال النقل هو الدابة السوداء التي تستنزف الجمعيات خاصة التي تشد رحالها إلى المخيمات من مناطق بعيدة ونائية،ولا يزال أطفال بعض الجمعيات كثيرا ما يعلقون في المحطات السككية في انتظار القطار الذي قد يأتي ولا يأتي؟،وهناك..وهناك..ومع..ومع..،فهل هكذا تكون الشراكة بين الشركاء وإن على مستوى الوزارات؟؟.

         وكم يثير المرء بأن هذه الشراكة وبالمقابل بين الوزارة و مع الجمعيات،كم تكون صارمة وكأن غرضها الوحيد هو إقصاء الجمعيات وعرقلة مشاركتها بكل ما يمكن ومن طرف وزارة هي نفسها الخصم والحكم وتحتكر كل شيء في الموضوع وتقرر في أهمه ومهمه ضدا على المقاربة التشاركية  الحقيقية وأحيانا كثيرة بما لا يراعي القدرات المتواضعة للجمعيات؟،لا لشيء إلا أن الوزارة فرضت نفسها كوصي قانوني على القطاع،تسمح بفضاءات التخييم وتحدد المراحل وتعطي المنح والمقاعد،وتؤشر على البطائق والمؤطرين القانونيين حسب زعمها،وهو المؤطر الذي اجتاز التداريب ولو توفر لدى الجمعية من هو أفضل منه وأكثر مردودية،لكن مستواه ليس بالباكالوريا؟،مما يجعلها تحكم السيطرة على الجمعيات وفق ما تراه من الشروط والتكاليف؟،لكن إلى متى ستظل سياسة النعامة والمقاربة الأمنية والتلاعب بمصالح الأطفال والجمعيات سارية المفعول؟؟.ألا يرى البعض أن الأمر لم يعد يغري غير الضعفاء،ألا يرون أن العديدين يهاجرون إلى الشركات ومخيمات القطاع الخاص، حيث يحررون أنفسهم من كل قيود الوزارة،من الفضاء إلى المرحلة إلى المنحة إلى البرامج والمؤطرين..و قد وصلت الحرية و التحرير بالبعض إلى أن أخذوا ينظمون مخيماتهم في أهم المنتجعات داخل وخارج الوطن حيث لا حس لشيء اسمه وزارة أو مراقبة أو جامعة أو "الفهامة"؟،أم ذلك بالذات والصفات هو غرض الوزارة،خوصصة القطاع على غرار غيره من القطاعات..اللهم لا شماتة..اللهم لا شراكة؟؟.
الحبيب عكي

اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

الجامعة الوطنية للتخييم،جامعة مكتب أم جامعة جمعيات؟؟

        أن تكون للجمعيات المهتمة بالتخييم على الصعيد الوطني جامعة،أن تكون هذه الجامعة فعلا وطنية وشريكا أساسيا للوزارة الوصية على قطاع المخيمات،أن تكون مواكبة للعرض الوطني للتخييم من بدايته إلى نهايته،أن..وأن..وأن..فكل هذا جيد ولا يمكن لعاقل إلا أن يثمنه ويقدره ويرفع لأصحابه والرابضين والمرابطين وراءه القبعة عاليا؟،ولكن بأي معنى وبأية مردودية،بل بأي مقاربة تشاركية بينها وبين الوزارة من جهة،وبينها وبين الجمعيات التي تمثلها ومنها تستمد شرعيتها وقوتها ومبرر وجودها؟؟.فأي من الجمعيات على امتداد الطيف الجمعوي الوطني يعرف أوراقها وقوانينها وفلسفتها وأعضائها؟،فبالأحرى أن تكون قد شاركت في وضعها وتنزيلها وفي هندستها وتركيبتها؟،من من الجمعيات تحضر اجتماعاتها وعلى أي أساس أو أي منها تشارك في تسطير برامجها أو تنزيلها؟،أي دورات تكوينية أو لقاءات تواصلية تنظمها لصالح الجمعيات عامة والجمعيات العضو خاصة؟،وأي ..وأي..وأي.؟،يبدو من كل هذا أن هناك غيابا واضحا و فراغا كبيرا قد جعل من الجامعة المحترمة جامعة مكتب فحسب وعلى بياض بالطول والعرض،لا جامعة جمعيات وعلى التزامات ودفتر تحملات؟؟.

         لماذا كانت هذه الجامعة في بدايتها مقتصرة في عضويتها على الجمعيات الوطنية؟،وبكذا وكذا مقعد تخييم،لا دخل للجمعيات غير العضو في عدم الحصول عليه،رغم طلباتها المتكررة لأضعافه التي لا تمكنها منها الوزارة؟،لماذا توسعت بعد ذلك عضويتها لتشمل الجمعيات المتعددة الفروع والتي طالما رفضت عضويتها من قبل؟،ما حظ الجمعيات المحلية في عضويتها وهي بدورها تهتم بالتخييم على امتداد الوطن،ولابد ممن يرعى مصالحها في القطاع ويدافع عن حصصها وفضاءاتها ومراحلها خلال الموسم وكذلك عند التداريب بحكم حاجتها إلى المؤطرين في أنشطتها الموسمية وكذلك في مخيماتها؟،أين تداول المسؤوليات في هذه الجامعة أم مكتبها الحالي هو وحده الخبير بالمجال وبخيوط اللعبة كانت ضد أومع؟،ماذا بعد محاولة هيكلتها الجهوية الجديدة والمطبوخة على فراغ قانوني وارتباك تنظيمي فأنتجت بعض المكاتب لا يمكن وصفها إلا بقولهم:"أسمع جعجعة ولا أرى طحينا"؟؟.

         ماذا حققت هذه الجامعة لصالح الجمعيات في مجال التخييم ككل،وماذا خففت من معاناتها المزمنة مع الوزارة،وما اعتادت عليه بعض مصالحها مما يشكو منه الجميع من البروقراطية والتلاعب والمماطلة و الوعود الفارغة؟،أين تكون هذه الجامعة إبان انطلاق المخيمات و طغيان "الخواض"واستفحال "العراقيل"؟،كم تسجل من الخروقات في كل موسم وماذا تفعل بشأنها وهي لا تلبث يعني هذه المشاكل والعراقيل إلا أن تزداد كل موسم بنفس الحدة؟؟،لماذا لا يجدها أحد إبان المعمعة الموسمية وانطلاق المخيمات إلا عبر هاتف الرئيس أو هاتف أحد الأعضاء لمن كان له الحظ في أن يتوفر عليه؟؟،لماذا لا يكون لها مقر خاص بالوزارة أو بالقرب منها؟،لماذا لا تنظم فيه المداومة خلال الموسم؟،لماذا لا تقوم بالزيارات الميدانية إلى المخيمات والتداريب إلا لماما؟،لماذا لا تستمع لمعاناة الجمعيات وتساهم في الترافع بشأنها،وهنا لا يزال طريا في أذهاننا الحادث المخجل لمخيم "واد لاو" الذي تم فيه منع أطفال "الرسالة" من التخييم وسحب رخصة الوزارة منهم بعدما منحتهم إياها،حدث هذا أمام الجميع والجامعة تفرجت عليه دون خجل؟،لماذا تتصارع هذه الجامعة عبر الإعلام مع بعض الجمعيات الوطنية العضو فيها وبشأن مقترحاتها التي تقابلها بالرفض؟،لمن يصل بعض منتوجها ومنشوراتها على هزاله،وأي معارض وتظاهرات وطنية وجهوية تنظمها من أجل ذلك؟.

         ماذا بشأن تقاريرها الأدبية والمالية والجمعيات هي من تدفع اشتراكاتها السنوية؟،ماذا تفعل جامعتنا المحترمة وكل مشاكل القطاع في استفحال وتفاقم من تراجع عدد فضاءات التخييم وجودتها..إلى مشاكل النقل المستنزف للجمعيات في المناطق النائية،والتأخر المبالغ فيه لرخص القبول أياما قليلة قبل انطلاق الموسم وكل موسم،وما يفرضه ذلك من الاشتغال الدائم تحت الضغط العالي،إلى ما استجد من معضلات الصفقات والممونين..،إلى استفراد الوزارة بالشراكات وتأخيرها لمستحقات الجمعيات المشاركة في العرض بموجبها..؟؟،أرجو أن تكون الجامعة جامعة فعلية وحقيقية،لا جامعة عضوية وصمت،أو على الأصح جامعة المشاركة في اختلالات الوزارة وتواطئها عليها وهي أطفح من طافحة،هذا إن كانت الوزارة أصلا لديها استعداد للتعاون الحقيقي مع أحد،جامعة كان أو جمعيات؟؟.
الحبيب عكي 

اقرء المزيد

الخميس، 15 أغسطس 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

المخيمات الصيفية ولعبة الحضور في الغياب؟؟

        صدق من قال أن الحاضرون في الصالونات وعلى الشاشات هم الغائبون على الأرض وفي الميدان،لا تاريخ ولا جغرافيا ولا فلسفة ولا علوم، فعندما يبلغ عدد الأطفال في البلد أزيد من 6 ملايين طفل وطفلة ولا يستفيد منهم من متعة وحق التخييم حتى السدس(250 ألف)؟،وعندما يتوفر البلد على أزيد من 130 ألف جمعية ولا تستطيع الوزارة في برامجها تعبئة حتى عشر معشارها(630 جمعية فقط مشاركة في البرنامج التخييمي الوطني "عطلة للجميع")؟،بل وتعجز عن تلبية الحاجيات التخييمية والتدريبية لهذه الجمعيات في أدنى حدودها،أعدادا ومراحل وفضاءات ولوجستيك؟،عندما تحرم بعض الجمعيات من حقها من مقاعد التخييم لمجرد اختيارها التربوي الذي يغلفه الرافضون المانحون المانعون بانتمائها السياسي المزعوم؟،وعندما يظل عدد فضاءات التخييم التي تشتعل من أجلها "المندبة" لعقود وعقود في انحصار وتراجع وتدهور وبطىء تجديد وإصلاح تزحف عليه الخوصصة والإغلاق..،رغم ما يرصد لها باسم الأطفال من ميزانيات ومساعدات،فهل نحن حاضرون أصلا،لا في التاريخ ولا في الجغرافيا فبالأحرى الفلسفة والعلوم؟؟.

         وعندما يغلي قدر المخيمات على قدر ملتهب لمدة لا تقل عن نصف السنة،ولا يتم إنضاجه ولا ضبطه بالشكل اللازم والمطلوب،ولا يعرف من المرجعيات القانونية والخدمات التدبيرية غير المعتاد مما يشكو منه الجميع من الفوضى والتلاعب والروتين والتماطل بكل الأشكال والأحجام وفي مجمل الهيئات والمصالح والأقسام؟،وعندما تظل إجراءات الترشيح من طرف الجمعيات الراغبة في الاستفادة من العرض الوطني للتخييم "عطلة للجميع" معقدة ولا تزداد غير التعقيد في كل عهد،من عهد الوساطات إلى العهد الإداري والمراسلات إلى ما يمكن أن نسميه اليوم بعهد البوابة الإلكترونية؟،عندما تظل شكاوي الجمعيات من الوزارة نفس الشكاوي المعمرة والمستفحلة والمزمنة..التعقيد..الاستفراد..الفضاءات..الأعداد..المنح..النقل..الصفقات..الممون..رخص القبول..،وكل هذا يتولاه من يتولاه باسم الأطفال ولا تنتزعه جمعياتهم إلا كما تنتزع بقايا اللحم بين أنياب السباع؟، فهل نحن حاضرون أصلا،لا في المواكبة والإنصات ولا في التدبير والتواصل؟؟.

         عندما تسود مثل هذه التعقيدات أيضا في التداريب التحضيرية و التكوينية والتخصصية وأنشطة آخر الأسبوع حتى يصبح التخلي عنها عند عدد من الجمعيات قهرا واضطرارا أيسر لها من الخوض في صراع طواحينها الإدارية ومتاهات الحصول على فتاتها من الدعم الذي لا يسد من تكاليف اللقاءات الجمعوية وتغذيتها وتنقلاتها أعضائها شيئا؟؟،وعندما تظل العديد من الأسر عاجزة عن الحصول على مكان لبعض أبنائها في المخيم أو حتى واحد منهم بالتناوب كل سنة،نظرا..ونظرا..ونظرا لتكلفة النقل الباهضة بما قد يعادل مصروفها الصيفي في العالم القروي (600 إلى 800 درهم،دون مصروف الجيب ومصاريف التسجيل)؟،وعندما تفقد العديد من الأسر الثقة في المخيمات ولا تتجرأ في أن ترسل إليها فلذات أكبادها لكونها تفقدها أو تشوش على رصيدها التربوي الفطري الأسري ببعض برامجها التمييعية وهي التي طالما ادعت الحرص على تربيتهم؟،فهل نحن حاضرون إطلاقا،لا في كسب الثقة ولا في بعض المصداقية؟؟.
         إذا جاء المخيم طفل لا يتوفر على بذلة أو حذاء،أو قبعة أو معجون أسنان..أو فراش أو غطاء..، وكثيرا ما تتعامل الجمعيات مع هذه الفئات المعوزة من الأطفال..فأي دور يكون للوزارة؟،وإذا سكن في المخيم مؤطر تربوي طيلة الصيف،يضحي مع الأطفال بما يلزم مرحلتين أو ثلاثة،فأي تعويض ترصد له الوزارة،بل أية حماية قانونية تضمنها له إذا ما حدث له حادث غير مقصود؟،وإذا فوتت صفقات المطعمة والخدمات إلى ممونين لا يترجمونها على أرض الواقع إلا كما يشاؤون أو كما هو متاح،وعلى حساب الأطفال والجمعيات طبعا،فمن من الجمعيات يعلم بتفاصيل الصفقة بين الوزارة والممونين ومن يمكنه مراقبتها وفرض احترامها على أرض الواقع؟،إذا استولت الشبيبات الحزبية والجمعيات الوطنية على كل الفضاءات المناسبة والأعداد الهائلة فماذا يتبقى للجمعيات المحلية والمتعددة الفروع غير الفتاة؟،فهل نحن حاضرون إطلاقا،فبالأحرى في العدالة المجالية بين الجهات أو في الإنصاف بين أصناف الجمعيات؟؟.

         هل المخيم حق من حقوق الطفل أم مجرد متعة وترفيه لمن وجد إليهما سبيلا؟،هل هو خدمة عمومية للجميع أم مجرد امتياز وانتهاز للمحظوظين دون غيرهم؟،هل الجمعيات شركاء حقيقيين أم مجرد أدوات تنفيذ لسياسة وزارة تستفرد فيها بكل شيء وأهم شيء؟،أية رؤية تربوية لمخيماتنا الوطنية وأية محترفات تشاركية هندستها كما ينبغي؟،هل تبقي للتوجيه التربوي والنصح الاجتماعي معنى أم أصبح قانونها الجديد دعه يعمل دعه يمشي كما يشاء؟،ماذا يربط المخيمات بالهوية والمرجعية والانتماء والتنشئة الاجتماعية للمغاربة؟،وماذا عن علاقتها بعروض التكوين الوزارية وموجبات إقامة المخيمات وتاريخها وخريجيها باعتبارها أي المخيمات هي الجامعة الشعبية للمناضلين ورجال الدولة والصالحين والمصلحين؟؟،إشكالات بالجملة فكرية..تربوية..إدارية..تكوينية..مالية..اجتماعية..عدالية..تاريخية..بيئية..كنا نود تضافر الجهود و التصدي لها بكل قوة وحزم وشجاعة،ولكن مع الأسف البعض منا يختار الضيق من الصراع الإيديولوجي السياسوي الانتخابوي..لن يورده غير الموارد والغرق في الأوحال أولها أوحال الخوض في صلاة فجر ومديح ليل وجمعة وجماعة في ظل أو شمس،وبالتالي في هويتها ومرجعيتها وفي برامجها وجمعياتها..،وهي كما قال أحدهم:" تلك هوية ومخيمات كانت قبل الوزراء والوزارات وستظل بعدهم"؟؟:" فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ"الرعد/17.
الحبيب عكي

اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

هل فعلا نرفض استغلال الأطفال في المخيمات؟؟

      1-هل فعلا،نرفض استغلال الأطفال في المخيمات،عندما يقارب عدد الأطفال الذين هم في سن التخييم في البلد أزيد من 6 ملايين طفل وطفلة،ولا نستطيع تلبية الرغبة في التخييم حتى للسدس منهم(250 ألف فقط)،ولا تستوعب فضاءات الوزارة منها إلا 40 % ؟،ورغم ذلك نقيم الدنيا ولا نقعدها على أننا ..وأننا..وأننا،ناهيك عن التوقيت والشكل والمضمون في سائر العمليات؟؟.ألا يعد الموضوع برمته استغلالا للأطفال لتلميع بعض الصورة اتجاه المنظمات الدولية على أننا نهتم بالطفولة،ونعطيها من الحقوق ما تستحق حتى لو كان ذلك مجرد الفتاة الذي يناله بعض المحظوظين دون غيرهم؟؟.

         2- هل فعلا،نرفض استغلال الأطفال في المخيمات،عندما تكون هذه المخيمات كما قلنا عبارة عن امتياز حقيقي بدل خدمة عمومية،امتياز لا يحظى به إلا أبناء بعض المحظوظين و الميسورين،وهم أقدر عليه بالوزارة أو بدونها، في حين يحرم منه بقوة الواقع من يحتاج إليه من أبناء الفقراء وأبناء المناطق النائية وكثير من الفئات الشعبية،وضمنها فئات مرشحة للانحراف والهجرة السرية إلى مخيمات اللاجئين والقاصرين بالآلاف في ملاجىء الدول الغربية المجاورة،وما ملاجىء إسبانيا وإيطاليا وألمانيا عنا ببعيد،وفي مخيماتها الآلاف المؤلفة من أبنائنا القاصرين المهاجرين؟؟.كم تتطلب تكلفة النقل لطفل واحد من الصحراء و من الجنوب الشرقي إلى مخيم شاطئي في الشمال أو حتى في الجنوب،وكم هو عدد الأطفال التي تستطيع أسرة واحدة في هذه المناطق أن ترسله إلى مخيم بهذه المواصفات وهذه التكلفة؟؟.

         3- هل فعلا،نرفض استغلال الأطفال في المخيمات،عندما لا تكترث الجهات الوصية بالهوية التربوية أكانت (وطنية حضارية أم تغريبية إلحاقية) والمرجعية الترفيهية للأطفال في المخيمات أكانت (تعليمية ترويحية أم تمييعية تهريجية)؟،إلى درجة تفقد فيها العديد من الأسر ثقتها،ولا تتجرأ على إرسال فلذات أكبادها إليها خوفا عليهم من سوء التوجيه وسوء الترفيه وسوء التغذية..وسوء..وسوء..وسوء..،وسوء فقدان حتى ما اكتسبوه من رصيدهم التربوي الأسري الخلاق كمدح النبي والمحافظة على الصلاة؟،فتجدهم يختارون لأبنائهم من الجمعيات ومن المؤطرين والمؤطرات ما يختارون،حتى لا يصبح أبناؤهم خلال المخيم وبعده كما يقال:"لا أرضا يقطعون ولا ظهرا يبقون"؟؟.
         4- هل فعلا،نرفض استغلال الأطفال في المخيمات،عندما تنحاز مصلحة المخيمات إلى جمعيات بعينها وشبيبات بحزبها وتصبح هي المستحوذة بدون موجب حق على أكبر الأعداد وأحسن الفضاءات ولا يبقى لغيرها من الغالبية العظمى غير"الشياطة"؟،بل قد تجد نائبا برلمانيا من حساسية معينة وهو الذي لا يتوفر لا على برامج ولا على مؤطرين وليس بينه وبين التخييم غير الخير والإحسان الانتخابوي،ولكنه بمجرد مكالمة هاتفية يحظى منها بما لا تحظى به أعتى الجمعيات وأقدمها،ويقولون ما الإشكال إذن،لو تعبات كل هذه الأشكال من الفاعلين لرفعنا الأعداد أضعاف مضاعفة ولتذهب معايير الاستفادة المحنطة إلى الجحيم؟؟.وهناك تفاوت صارخ بين منحة الفرد في مخيمات القطاع الخاص ومحنته في مخيمات القطاع العام؟،وبعد نزع المطعمة من الجمعيات بدعوى وبدعوى..وتفويتها إلى الممونين في صفقات لا تحضرها الجمعيات ولا تدري من دفاتر تحملاتها بعد ذلك شيئا ولا تملك من فرض احترامها شيئا ولا..ولا..،ألا يطرح بعد كذا تصرف وكذا استفراد سؤال مبادىء المساواة والتشارك والشفافية وهي تضرب عرض الحائط؟،أولا تجعل مثل هذه  الأمور في كنهها سمسرة واسترزاقا باسم الأطفال،لكن ربما مع بعض الممونين بدل بعض الجمعيات؟؟.

         5- هل فعلا،نرفض استغلال الأطفال في المخيمات،عندما لا نبذل المجهود اللازم لتوفير الفضاءات اللازمة وتجويدها وإصلاحها وتجديدها وتجهيزها وصيانتها،حتى أصبحت فضاءات مخيماتنا بدون مبالغة فيها من ملاجىء "غوانتانمو" إلى فنادق ومنتجعات 5 نجوم،والمحظوظ المحظوظ من يعرف من أين تؤكل الكتف أو كانت والدته موجودة في وليمة العرس والمصلحة حتى يحظى منها بما شاء،ودون تعقيدات بروقراطية مقيتة لازالت تذهب  بجهد الجمعيات في هذا الصدد دون طائل ولا جدوى؟؟،ولعل أكثرها إثارة للشفقة والرحمة حكاية تكليف الجمعيات بالحصول على الفضاءات الخاصة للتخييم (60 %) بشروط ومسطرة قبول معقدة،وستصبح الآن بعد حادث "واد لاو" يتدخل فيها القائد والباشا وكأن معاينة لجنة مدير دار الشباب أو حتى المدير الإقليمي للوزارة لا تجوز ولا تكفي؟؟،وهذا لعمري من مهام الوزارة وليس الداخلية والمخابرات والحساسيات،أم أن استغلال الأطفال له عند البعض فلسفة وتستبيح كل شيء،حتى سعي الجمعيات في مساعي الوزارة؟؟.

         6- لا..لا..لا.. فعلا،نحن نرفض استغلال الأطفال في المخيمات،من ذا الذي يقبل بصلاة الفجر في عز النوم أو صلاة الجمعة تحت الشمس؟؟، من ذا الذي يقبل ب"شخود العيطة" في متأخر الليل فبالأحرى شخود الأمداح؟؟،طوال تاريخ المخيمات هناك مجهودات جبارة في إطار التغيير والإصلاح لا ينكرها إلا جاحد أو متحامل،فمن عهد الأوراق والتراسل الإداري والوساطات وصلنا اليوم إلى عهد الرقمنة والبوابة الإلكترونية،من أجل الضبط والشفافية،واليوم كذلك هناك تطوير برامج التكوين والتدريب بما يستجيب للحاجيات المعاصرة للطفل وهذا مطلوب وجيد،وهناك أيضا رفع مقدر في منحة الفرد في المخيم و تجويد الخدمات المقدمة له عبر بعض الممونين،واليوم..واليوم..هناك مجهودات ومجهودات جبارة ومحترمة؟،ولكن أتحدى أن يكون ذلك كله قد زاد ولو بمقدار من عدد المستفيدين؟؟،أو ضاعف أو حافظ على الموجود من فضاءات التخييم ولم يفوتها أو يغلقها؟؟،أو خفف من معانات المخيمين مع معضلة وسائل النقل؟؟،أو أوجد لهم فضاءات مظللة للصلاة؟؟،أو فرقا للتربية الموسيقية المحترفة؟؟،أو ورشات إعلاميات مجهزة..أو.أو..؟؟،أو عجل للجمعيات برخص القبول أو ألغاها بالمطلق و أوجد عنها بديلا؟؟،أو قضى على العراك الموسمي المتجدد للجمعيات مع بعض الممونين ولم يؤججه؟؟،أو حقق شراكة حقيقية بين الوزارة و الجمعيات لا ضرر فيها ولا ضرار؟؟،..أو..أو..أو..أي شيء مما قل أو كثر من العناية والاشتغال دون التشهير والدعاية والاستغلال؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الخميس، 8 أغسطس 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

حتى نحمي طفولتنا من تتالي فواجعها

         في الحقيقة،لا يستحق المغرب كدولة نامية إلا أن ترفع له كل القبعات،على الأقل في مجال حقوق الطفولة وحمايتها،ذلك لكونه كان سباقا للمصادقة على الاتفاقيات الدولية في مجال حقوق الطفل وعلى بروتكولاتها الاختيارية،وكان سباقا لرفع تحفظاته على بعض موادها المتعلقة بأشكال التمييز بين الجنسين،وكان سباقا..وكان سباقا،بل وبذل ويبذل جهودا جبارة في شأن أجرأة وتنزيل هذه المقاربة الحقوقية على أرض الواقع وفي مختلف المجالات الصحية والتعليمية والقضائية والتشريعية..،وحقق في ذلك تراكما حقوقيا عز نظيره في مثيلاته من الدول،ونذكر في ذلك على سبيل المثال:إنجاز المدونة الحقوقية للأسرة،المقاربة الحقوقية في التعليم،برنامج المخيمات الوطنية بنكهة حقوقية "عطلة للجميع"،برلمان الطفل والمرصد الوطني لحقوق الطفل،برامج التلقيح وصحة الأم والطفل،قضاء الأحداث ومراكز حماية الطفولة وإعادة الإدماج...؟؟.

         ولكن رغم ذلك،لا تفتأ "التسوناميات" الإعلامية الهوجاء والمعارك "الفايسبوكية" الطاحنة،تقذفنا كل مرة بوابل من الأحداث الكارثية التي يذهب ضحيتها ويتجرع مرارتها بعض الأطفال وذويهم هنا أو هناك،ويتعاطف ويستنكرها كل الرأي العام الوطني والدولي،مما يعمم نشر السخط بكل الأشكال والأحجام والألوان، ويوحي على أن ما بين الطفولة المغربية والحقوق ما بين الجمل الضخم وخروجه من سم الخياط؟؟. فهذه الطفلة "إيديا" من تنغير تلقى مصرعها بسبب غياب جهاز "سكانير" في أقرب مستشفى إلى بلدتها،و"دعاء" من زاكورة تموت بسبب لدغة عقرب وغياب مصل ضد لدغات العقارب والأفاعي في المستشفى،وهذه "هبة" من علال البحراوي تلفظ أنفاسها احتراقا واختناقا بين شباك النافذة وجمهور الصارخين والمصورين والمبطئين من الوقاية المدنية،وهكذا الطفل "ياسين" في مكناس و "عمران" في البيضاء .. - رحم الله الجميع - كل يوم بالعشرات تحرش وعنف واعتداءات جنسية على البراءة من طرف الكلاب الضالة والذئاب المتوحشة من المدرسة والحي إلى الحافلة والغابة إلى مغارة سفاحي طنجة ومكناس وتارودانت،وفي كل بلدة سفاحيها؟؟.

         والحقيقة،أن هذه الفئة من الأطفال الضحايا تظل هي المحظوظة حتى في مآسيها مع الاهتمام الإعلامي والمعارك الفايسبوكية،وإلا فالأوضاع اليومية في الحواضر الآهلة وحتى في المناطق النائية أخطر مما نسمع ونرى،رغم الأمن العام؟؟،ورغم ذلك،فالأطفال ليسوا حالات استثنائية،فالكوارث و حياة بعض الفئات الاجتماعية توأمان لا تكاد تنتهي إحداها إلا بكارثة أفجع منها،فهذه  أمي "فتيحة" بائعة "البغرير" التي حرقت نفسها بقهر "القائد"،وهذه أمي "عائشة" تنتزع اللجوء السياسي والاجتماعي باعتصامها أعلى العمود الكهربائي ضد على السطو على أرضها،وهذه"سهام" عانت الأمرين مع ابتزاز القائد وعون السلطة في "الدروة"،وهذا شاب يضرم النار في جسده في احتجاج المعطلين أمام البرلمان،ومكفوف يقضي بسقوطه من سقف وزارة التضامن إلى الشارع..؟؟،ورياضيو طانطان الذين احترقت حافلتهم في الطريق،وجمعويو الجديدة الذين غرق بعضهم في الشاطىء،ومسافروا "إيجوكاك" الذين قضوا مجروفين في الطريق،وهؤلاء غرقى الهجرة،وهؤلاء مبهدلوا الحراكات الشعبية في الشمال والجنوب،وهؤلاء ضحايا الفيضانات والثلوج في الشتاء وحرائق الواحات والقلوب في الصيف،وهؤلاء..وهؤلاء؟؟.

         وحتى من يعمل بعيدا عن كل هذا وربما ضده أو يعمل جاهدا على الأقل للتخفيف منه،فهو الآن متهم بالتسبب والتسيب فيه،و هو - قياس الخير -  كهذه البرعمة التي قضت وفي قضائها قضاء وطن وأمة بين الشباك الحديدي ل"البلوكاج" وألسنة النيران الملتهبة ل"التبخيس" تؤججها بلطجية "التيئيس" أمام هواة تصوير الفواجع بالعبث وللعبث الإلكتروني،وأمام القعود والصراخ المجاني للحائرين والعاجزين والمنتظرين والمستنجدين والمشدوهين الذين فقدوا حس الوعي ورشد التفكير ونضج العمل وشرف المحاولة،مما يستدعي المراجعة العامة والشاملة للمسألة الحقوقية في البلد،وإعادة توجيه كل الهيئات الحقوقية التي تحاول حماية الوطن وانتشال المواطنين من الغطرسة والمظالم وعلى رأسها وزارة حقوق الإنسان و وزارة العدل والحريات والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وديوان المظالم ومؤسسة الوسيط والأحزاب والنقابات والجمعيات الحقوقية وغيرها من المؤسسات الشريكة،وإعادة لفت أنظار الجميع إلى سؤال جوهري قديم جديد ولكنه لا يحل ولا يموت وهو:" كيف يمكن حماية بلدنا و طفولتنا من فواجعها المتتالية،وتحسين عملنا وإنجازنا وتراكمنا وسمعتنا في هذا الاتجاه"؟؟.
         في الحقيقة،الحماية الحقوقية في الشأن الطفولي عندنا تعتريها العديد من الاختلالات مما يجعل ممارستها ومقاربتها لا تنتج في الغالب غير الكوارث العكسية وبالفئات والمجالات والإحصائيات،والتي تجعل من الموضوع الحقوقي في البلد ككل وكأنه يتقهقر أو يراوح مكانه ولا يتقدم والناس وكأنهم يعارضونه أو لا يصدقونه:

         1- هناك التناقض الصارخ بين بعض مواد المرجعية الحقوقية الكونية التي يتبناها المغرب دستوريا وهي وافدة،وبين مرجعيته القيمية التي يعيشها في الواقع وبعض جوانبها الراسخة بحكم بعض العادات والتقاليد الراكدة،ولا مخرج له من هذا التناقض المبطئ المقعد ولا قبول للمجتمع بهذه الكونية الحداثية إلا بقدر تحريرها مما يصادم معتقداته الدينية ولا يخدم هويته الحضارية،ولا يتسع المجال للتفصيل؟؟.

         2- الهوة الموجودة بين التنظير الشمولي للحقوق،الصحية والتعليمية والسكنية والقضائية والتشريعية..،وبين الممارسة المختزلة والمختزلة جدا في بعض الأحيان،إلى درجة قد يرى فيها البعض أن هذه الحقوق إذا سادت في بعض الحواضر أو تمتع بلغاتها و"ميدياها" بعض أبناء الذوات فهذا يكفي،أو أن ابن البوادي إذا تمكن فقط من حق التمدرس كيفما كان، فقد حيزت له كل الحقوق؟؟،وهو لا يحمد الله عليها،كونه يسأل مثلا عن "حق الوقاية والغوث عند الكوارث الوارد في المادة8"(حريق..لسعة..فيضان..ثلج..جفاف..عطش..حروب..مجاعة..) وهو الحق الفقري الذي يضمن حق البقاء والنماء ويعطي المعنى لثلثي الحقوق الأخرى المتمثلة في الحماية والرعاية؟؟.

         3- ضرورة اهتمام البرامج الدراسية بالتربية الحقوقية حسب المستويات،حقوق الله وحقوق العباد وحقوق الآباء والأبناء وحقوق الجار والحي وحقوق السائح والمستثمر المشغل والوطن والمواطن والبيئة والكون..،وفي نفس الوقت وبالتوازي ثقافة الواجبات،وغير ذلك مما تفرضه مختلف أنواع التربية،على المواطنة والسلوك المدني،التربية الفكرية والجسدية، والصحية والنفسية،البيئية والطرقية والجنسية والفنية والقانونية والمعلوماتية..الواقعية والافتراضية،وضمنها كذلك وبالقدر اللازم التعرف على الإسعافات واكتشاف التقنيات كيف تصنع ومما تتكون وكيف تعمل؟،ما هي إيجابياتها فنتمكن منها وما هي سلبياتها وأخطارها فنتجنبها،ورحم الله عهد بعض الموسوعات والمجلات البراغماتية "كيف ولماذا"؟،وبعض البرامج التربوية والإبداعية "المسلم الصغير" و"المخترع الصغير" و"الصحفي الصغير"و"تحدي المعرفة والقراءة والتصنيع"الذي كان يجد فيه الشباب ما يجد من المتعة والإفادة؟،وكفى من تخلف النفث في العين لتبرى ومن جهل الضرب فوق التلفاز ليشتغل..وكارثة الصعق الكهربائي وحرق الأجهزة الكهربائية الجديدة لكونها مضبوطة على توترات استعمال أقل من توترات المنابع وبدون محولات،وكفى من المقاربة الأمنية الضيقة تجفف المختبرات من أدوات ومواد العتاد التجريبي حتى يسود الجهل والتخلف؟؟.

         4- خلل قلة الجمعيات المهتمة بالشأن الحقوقي،و ضعف إدماج باقي الجمعيات للمسألة الحقوقية في أنشطتها تكوينا وتربية ثقافة ومناصرة ومرافعة ومواكبة،أضف إلى ذلك ما تتهم به بعض هذه الجمعيات الحقوقية من استرزاقها بالموضوع وتعبئة موارده المالية ومساعداته الخارجية لخدمة أجندة الطابور الخامس،و كل شيء من أجل ذلك مباح حتى الاستقواء على النظام بالتقارير الموازية المنحازة والكيل بمكيال الصمت وربما التحريض إذا تعلق الأمر بمظالم أطفال مناطق معينة وفئات اجتماعية معينة وكأنها ليست لا من المواطنين ولا من المظلومين ولا حتى من الإنسان،"وخلاص..شي وطن..وشي مواطنين"؟؟.

         5- ضعف و غياب المحاسبة والمحاسبة الجادة للمتسببين في الكوارث عامة وضمنها كوارث الطفولة وخاصة ما يتعلق بالثابت من مسؤوليات الدولة وليس ما يسطى عليه من الحيطان القصيرة وما يشد عليه من أكباش الفداء،فبعد الحوادث المفجعة للمصل ضد اللسعات و"السكانير" من أجل الفحوصات مثلا،هل تم تعميم انتشارها الآن في المستشفيات،وتشتغل بالجودة والجاهزية المطلوبة؟؟،وبعد كوارث الفقر والهشاشة وما تؤدي إليه من فواجع الاستغلال الجنسي والاقتصادي للقاصرين،هل تنخفض عندنا مظاهر الفقر والهشاشة والتيه في متاهات "التشرميل" والتطرف والإدمان والدعارة أم تزداد؟؟.

         6- وأخيرا،هناك تعقيدات الأزمة الحقوقية وارتباطها بالأزمة المركبة والكلية للمجتمع،فلا يمكن أن يؤمن الكبار بحقوق الصغار ويحترموها وهم يرون أنهم هم أنفسهم الكبار محرومون من حقوقهم وكرامتهم،لا شغل ولا أجرة ولا زواج ولا سكن ولا جودة صحة ولا تعليم ولا..ولا..،قيل لأستاذ ابتدائي لا تضرب الأطفال،قال ألم تروني أنا بالأمس مع المتعاقدين في الشارع ضربوني ب"موسطاشي" ظلما وعدوانا،ضربونا الكبار وتريدونا ألا نضرب الصغار، لا يكف الكبار عن إهانة الصغار وإهمالهم وهم في جل الفضاءات والمؤسسات يتعرضون للإهانة والإهمال؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الأحد، 4 أغسطس 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

المنازعات الأسرية بين المحــاكم والحلول البديلة؟؟

        ربما لا تخلو أية أسرة من وجود بعض المشاكل والمنازعات التي تنغص حياتها،مشاكل في التصورات التربوية ومنازعات في أساليبها بين الراكد والوافد،منازعات حول الأمور المادية والمصاريف اليومية الباهضة والتي تجعل العين بصيرة واليد قصيرة،احباطات وانكسارات بسبب ما قد يسود بين أفرادها من التوتر والعنف والخصام وما قد ينال منه بعض الأفراد من سوء التقدير والاحترام..ويفقدهم حظهم الأسري الضروري من السكن والمودة والرحمة؟؟، ورغم ذلك قد يكون هذا الأمر طبيعيا لاختلاف أفراد الأسرة وعائليها من حيث التنشئة الاجتماعية وما طبعوا عليه من اختلاف العادات والتقاليد والمرجعية الفكرية للقرارات والسلوكات والاختيارات،والدوافع الشخصية للتموقعات والمصالح والطموحات..،وغير ذلك مما قد يهدد بتفجير الأسرة وهدم أركانها على أهلها،أو جعلها مجرد صورة شبح لا تملك من الأسرية إلا الاسم والمبنى دون معنى؟؟. وضع حرج ولا شك ولكن عادي ولا تكاد تنجو منه الأسرة إلا بقدر ما تكون قادرة على تدبير أمورها وحل مشاكلها والتخفيف من معضلاتها،وذلك فن من فنون الحياة وقيادتها ينهل منه الناهلون بقدر صفاء النوايا والأقوال وصواب الأهداف والأفعال..وبقدر تملك الوسائل والمنهجيات؟؟.

         وأكيد،أن كل الأسر تسعى لحل مشاكلها والتخفيف من معضلاتها،وأكيد أيضا،أنها تختلف في طريقة ذلك،فمنها من يعتمد على نفسه ويكتفي بذاته وهو المعني والأعرف بالأسباب والمسببات والحقائق والإمكانيات،وقد ينجح في المهمة الإصلاحية وقد لا يزيدها غير تعقيد على تعقيد،إذا ظهرت الغلبة وطغت الأنانية وساد كسر الأنوف وتمريغ الجباه في الوحل؟؟،ومنها من يلجأ إلى الأقارب والأصدقاء امتثالا لقوله تعالى:"وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚا"النساء/128.وقوله تعالى:"وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا "النساء/ 35.وهذا حل مشروع ورائع إذا توفرت نوايا الصلح بين المصلحين والمتصالحين ويفقهون في طرقه ويتملكون أساليبه؟؟،ومن الأسر المعطوبة من يلجأ مباشرة إلى المحاكم وعلى أتفه الأسباب،ولو رأينا لوجدنا في الحقيقة أن المحاكم قد تملك العديد من الحلول في العديد من القضايا،لكن رصيدها من الحلول في المجال الأسري المعقد قد لا يكون في المستوى المطلوب،وقد لا يزيد الطين إلا بلة والمشكل إلا تعقيدا على تعقيد،ولكن تبقى المحاكم على كل حال وكما يقال:"آخر الدواء الكي والمحاكم"؟؟.

         وأسوأ من المحاكم على مجانيتها،ما يسود اليوم من نشر الغسيل الأسري على أمواج الإذاعات الأثيرية خاصة،والذي بات يزكم أنوف المستمعين في كل الأوقات ويلوث آذان المسافرين والساهرين صباح مساء،وإن بأسماء مستعارة،وإن بدعوى التحسيس وتقاسم التجارب،وإن بدعوى الإصلاح وتفادي الأسوأ،وإن بدعوى الفضفضة وتخفيف الضغط النفسي على المشتكين والمشتكيات،فإن أهم هذه البرامج - مع الأسف - لا تعمل إلا على عكس ذلك،ولسبب واحد وأساسي هو افتقادها إلى مقدمين ومقدمات يمتلكون من الفكر المرجعي و القدوة والخبرة والنضج الإصلاحي،ما يؤهلهم لحل مشاكل المستمعين فعلا،لا تعميقها وتعقيدها وتفجير الأسر بكل بساطة وبعقلية المراهقة الإرشادية ومرجعية الصراع والغلبة وأنا..وأنا..و"لهلا يقلب ولا يشقلب"؟؟،كثيرا ما يظهر أن بعض هؤلاء المقدمين والمقدمات مجرد مسترزقين جدد وجريئين ولكن لا يفقهون كثيرا عن عمق الأسرة المغربية وخصائصها،عن أدوارها التربوية وتحدياتها المعاصرة،ولا عن تشعبات الواقع المغربي الذي يريدون فك تشابكاته،ولا عن فقه الحقوق والواجبات..والموازنات والأولويات..ولا الضروريات والكماليات..،ولذلك لا تستغرب أن تجد بعض هذه البرامج الأسرية قد عنونت نفسها بعناوين غريبة تفوح منها روائح الترويج..للخيانة و الإباحية..المادية و الاستهلاكية..الاستلاب و التمييع..الصراع والغلبة..وغير ذلك مما قد يهدم الأسرة ويزيف وعيها ويعقد حياتها وهي أحوج ما تحتاج إلى التبصير والتصبير والتيسير والتنوير والتماسك والتضامن والبناء؟؟،

         وبالمقابل من كل هذا،فهناك العديد من الفضاءات الجمعوية والأعمال المدنية البديلة التي نجحت في حل العديد من المنازعات والمشاكل الأسرية،وفي تطويقها قبل تفاقمها بل وفي الوقاية منها قبل حدوثها،الشيء الذي تفوقت به على غيرها من الفضاءات والمؤسسات،وهي أشياء بسيطة لكنها أفكار إبداعية ذات مردودية كبيرة في التربية المجتمعية وذات قيمة مضافة واضحة في المصالحة الأسرية، ومنها مثلا،مشاريع "مراكز الاستماع" في الجمعيات والمؤسسات التربوية،ومشاريع "الوساطة الأسرية" في الجمعيات والوداديات ومشاريع "التربية الوالدية" الرامية إلى إعادة الاعتبار للأسرة ودور الوالدين فيها،وغير ذلك من الأندية الرياضية والترفيهية ذات الطابع الأسري والاجتماعي،ناهيك عن العديد من المشاريع الجمعوية الموجهة أصلا إلى العديد من فئات الفقر والهشاشة ك "المطلقات والأرامل واليتامى" و"الأمهات العازبات و أطفال الشوارع" ومحاربة"الإدمان على المخدرات" و"محو الأمية والتربية غير النظامية ودروس الدعم والتقوية"؟؟،أذكر وفي مشروع"عناية للتربية الوالدية"الذي سبق لجمعيتنا وأن احتضنته بدعم من وزارة الأسرة والمرأة والتضامن والتنمية الاجتماعية مشكورة،أن الآباء والأمهات والأبناء - ذوي الصعوبات التربوية- كما يحكون أنهم ولأول مرة يجتمعون في ما بينهم في ألفة ومحبة دون توتر وصخب واتهامات متبادلة وفي أجواء تربوية تكوينية ترفيهية وتشجيعية..مع ثلة من المؤطرين الأكفاء والمدربين المعتمدين في مجال التربية والأسرة،ورجاؤهم فقط ألا ينتهي البرنامج ولا يتوقف ولو بعد دعم الوزارة؟؟.

         اقترب أفراد الأسرة الواحدة بعضهم من بعض..وتعرفت الأسر المتباعدة بعضها على بعض،وبالواضح والمباشر وغير المباشر تعرف الأطراف على وجهة نظر الأطراف الأخرى في مختلف المواضيع والإشكاليات الأسرية وتحدياتها.."مفاتيح عالم الطفل".."الأدوار التربوية للأسرة".."التحديات التربوية المعاصرة للأسرة المغربية".."التفكك الأسري،المظاهر والأسباب والمخاطر والعلاج".."الأبناء من الفشل إلى التفوق الدراسي".."هندسة فن التواصل الأسري"..؟؟،وتعرف كل زوج على نظرة الزوج الآخر للمعالجة والوقاية وناقشها ومحصها..وعلى إمكانياته ومدى استعداده للتفاهم والانخراط و وفق أي مفهوم وأية رؤية..زاد الاهتمام بعضهم ببعض..وتعاون بعضهم مع بعض..أصبحت لهم برامج تدريبية وترفيهية لم تكن لهم من قبل.؟؟،.فشفيت أسر من جفاء عاطفي..وتوقف فيها نزاع دونكيشوطي..وأنقذت بعضها من طلاق وتفكك زاحف..وأنقذ أطفال من هدر مدرسي بعد وعي ومساعدة واهتمام..؟؟،وكأنها فرصة ثانية وميلاد جديد،وكلها دون أتعاب المحامي ولا ضغط جلسات المحاكم،ولا إكراه القانون ولا جرائم عنف مقصود يتوزع ضحاياه بين السجن والمستشفى..والغرامات والإكراه البدني ..؟؟.فعلا ما أرحب الدنيا لمن يمد بصره على طول المدى،وما أكثر الحلول البديلة والرائعة لمن يفكر خارج الصندوق والمعتاد،وما أصغر المشكلة مهما كبرت،فما سميت مشكلة إلا لأن لها حل بل حلول،"لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد"الأعراف/37.هذا مع العلم أن مثل هذه الجمعيات تتسع جغرافيتها ويتمدد طيف اهتمامها ليشمل مختلف قضايا الأسرة وفئاتها وأجناسها ومقارباتها حتى،وأن الدولة وقطاعاتها الوزارية قد انتبهت مؤخرا لأهمية الإنفاق والاستثمار في هذا المجال التربوي والاجتماعي..العلاجي والوقائي،فقط كيف تصل إلينا هذه الجمعيات وكيف نصل نحن إليها كأسر،أو كيف نمتلك جميعا ثقافة البحث عن الحلول البديلة والعمل الجمعوي الراشد إحدى فضاءاتها الرائدة؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة