Top Ad

الجمعة، 23 يونيو 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

ونام عصام وقت الرحيل؟؟


       لفت انتباهي خلال حراسة الامتحانات الاشهادية الإعدادية لهذه السنة،وما رافقها من حراسة وإجراءات مشددة وغير مسبوقة لمحاربة أساليب الغش المتفاقمة والتي أفقدت المعنى في كل شيء.لفت انتباهي استسلام بعض التلاميذ وخلودهم إلى النوم والنوم العميق خلال حصة الامتحان في إحدى مواد اللغة،غير عابئين لا بالإجابات المطلوبة ولا باستباق الدقائق المتتالية الانصرام ولا حتى بقراءة الموضوع أصلا،أكثر من إلقاء نظرة خاطفة عليه لا تكفي لقراءته المتأنية فبالأحرى فهمه؟؟.والغريب أنهم فعلوا ذلك في مختلف المواد،ومكثوا حصصهم كاملة كذلك ولم يغادروا في بداية الحصص أو خلالها،بل لم يعبئوا بتنبيهات الحراسة الفصلية على ضرورة الاشتغال والإجابة عن المستطاع من الأسئلة بدء بأسئلة الاسترداد من مثل هل صحيح أو خطأ و املآ الفراغ وصل بخط وهي تستوجب ما يقارب نصف العلامات،لكنهم قد آثروا النوم على كل شيء،وكأن الامتحان قد كان في مادة واحدة وقد أحسنوا الإجابة فيها ألا وهي مادة النوم؟؟.

         طبعا،حاولت مناقشة الظاهرة مع زميلتي في الحراسة،فأخبرتني حسب رأيها أن هؤلاء التلاميذ يدرسون عندها وهي تعرفهم عن قرب وتعرف ظروفهم الاجتماعية،أغلبهم من المكررين والمثلثين الصغار والمرجوعين من المفصولين الكبار وهم من الذين لا يسمعون الكلام ولا يبذلون أي جهد لا في التحصيل ولا في الحضور أصلا،وإذا ما حضروا إلى الفصل فبلباس"الموضة" غير المحتشم و"تحليقاتهم"الشبابية"المشرملة"،ومن أجل الشغب وتفجير الأجواء الدراسية الفصلية وتجريدها من الهدوء التربوي والاحترام المتبادل،وكأن شعارهم الخالد:"لا ندرس ولا نترك أحدا يدرس"؟؟،ورغم ذلك فهم في نظرنا ضحايا من أوجه عدة نذكر منها بعض الأوجه التي لا زالت تضع السؤال العريض على الجميع من أجل الإنقاذ  والمواكبة ما أمكن:

1-هم ضحايا لأنهم يعيشون وينشطون في الشلة ولا يعرفون التفكير والاشتغال إلا في إطار العصابة،واليوم في الامتحان يطلب منهم التفكير والاشتغال فرادى والاعتماد على أنفسهم،فماذا تنتظر منهم غير الموت والانطفاء؟؟.

2-هم يراجعون ويناقشون كل ما يريدون لا ما يفرض عليهم،لا حدود لمواضيعهم ولا تصنيف لأرائهم،وسواء كان الموضوع فن ورياضة أو سياسة وإعلام فبصوت مرتفع وفي صخب لا يزعجهم،واليوم يطلب منهم ما لا يريدون،وأن يشتغلوا فيه بصمت وهدوء؟؟.

3-هم قد يراجعون في مراجع متعددة ويلخصون في جذاذات مختلفة،وقد يرغبون أحد المجتهدين أو المجتهدات منهم أويبتزونهم لحل كل شيء وهم يكتفون بمجرد الزعامة والفرجة والنسخ الميكروسكوبي واللصق الحرفي،واليوم تسحب منهم كل تلك التقنيات ويجردون منها فيتيهون؟؟.

4-هم يراجعون مع الآباء والأمهات و أساتذة الساعات الإضافية والمدارس الخصوصية،بل منهم من يراجعون لهم ويحلون كل شيء بدلا عنهم،وحتى دون مشاركتهم ولا فهمهم في الموضوع أي شيء،واليوم يطلب منهم أن يفعلوا هم بذواتهم ذلك،فأنى لهم ومن أين لهم بمهاراته؟؟.

5-هم يراجعون في مقاهي وملاهي وأقفاص"السامدي سوار"وعلى وصلات موسيقية صاخبة وحفلات رقص جنوني وأطباق متنوعة من المشروبات والمأكولات وطقوس تبادل الدخان وتعود الإدمان،واليوم من أين لهم بتلك الروح  الملهم "الشيطاني"؟؟.

6-ناهيك عن الاكتظاظ في المراقبة المستمرة الذي يسهل الغش،والمراجعة على الهواتف الذكية واللوحات الإلكنرونية وشبكة الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي التي لا تمنع عنهم لا سؤالا ولا جوابا،واليوم هم فرادى وكأنهم على الصراط وكراسي التحقيق،وقد قطع عنهم الربط والتواصل فقطع بذلك حبل أفكارهم،وماذا بعد الربط والتواصل إلا الخلود إلى النوم والنوم العميق؟؟.

         أعاد أحدهم ورقته آخر الحصة بيضاء كما أخذها،فنبهته على ضرورة ملإ معلوماته الشخصية على الأقل،تفحص تلك المعلومات أعلى الورقة وهو يسأل عن بعض ما ورد فيها:دورة..دورة ماذا؟؟،مؤسسة..مؤسسة ماذا؟؟،مادة..مادة ماذا؟؟،أفتيت عليه ذلك،أما عن اسمه ورقمه فقد عاد إلى المقعد الذي كان يجلس عليه لينقل ذلك على جانبه،لكن مع الأسف نقل رقم امتحان قديم كان ما يزال على الطاولة من امتحانات البكالوريا السابقة،وكذلك اسم صاحبته xسعيدة وهو المسمى yسعيد؟؟.وهنا برزت فرضية جديدة تنفي كل الفرضيات السابقة والكائنة والممكنة،وتفيد شيئا واحدا ومؤكدا وهو أن منظومتنا التربوية قد فشلت فشلا ذريعا حتى في أن تعرف التلميذ حتى عن الزمان والمكان والهوية الذاتية فكيف عن المادة العلمية والأدبية وعن الأهداف والكفايات والمهارات وكل ذلك الكلام الغليظ عن المخططات والبرامج والبيداغوجيات مما لا يبقي للتقييمات أي معنى؟؟.سألت صاحبي:"لماذا لم تكتب شيئا"؟، قال:"الأسئلة صعبة"؟،قلت:"ولماذا لم تنصرف إلى أغراضك وتعد ورقتك منذ البداية وقد تأكدت من تلك الصعوبة،هل تنتظر أن ينزل عليك الوحي،أم تنتظر تراخي الحراسة وحدوث بعض الفوضى في الفصل فتنال مرادك بالغش"؟،قال:"لا،ولكن أتساءل فقط لماذا الامتحان في الأصل،أليس لتحقيق النجاح وتجنب السقوط؟؟،نحن ساقطون في أعينكم ومخططاتكم،ولكن نحن ناجحون والحمد لله،نحن طاقات ومواهب،شاب فنان،ورياضي بطل،وممثل ذكي ومبرمج عبقري...نسور الظلام،وكان عليكم أن تختبرونا في ميدان تخصصنا ونجاحنا:..أجمل نكتة..أكبر ضحكة..أروع تقليد..أحسن لباس  وموضة..أحسن تسريحة..أحسن porte bonheur..أحسنsata  و scouteur..أعذب صوت وأروع rapeur..أحسن party ambiance،أجمل بطولة..أقوى هداف..أغلى لاعب دولي..أحسن smart phone..أحسن selfie..أحسن podcast..أذكي مبرمج ..وأخطر هاركر..،وليس..وليس..وليس في تاريخكم وجغرافيتكم بعصورها الجيوراسيكية المحنطة؟؟.

مسكينة هذه المدرسة المجنونة،إلى متى ستظل تعتقد أننا أبنائها ومن حقها التحكم في حياتنا بما شاءت وكيف شاءت،نحن لسنا أبناء احد وإن كان لابد فنحن أبناء أنفسنا وأنفسنا فقط،وإن كان لابد ولابد فنحن أبناء الإعلام والشارع والحياة العامة،الفشل ليس إلا في قواميس المدرسة وامتحاناتها أما قواميسنا فليس فيها إلا النجاح والنجاح الدائم مهما كان الثمن..مهما كان الثمن،والحمد لله أن نجاحنا الباهر يكون دائما بأقل جهد وتكلفة وثمن"؟؟،قلت:"وأنا الذي أردت أقول له معلما متعالما:"نام عصام وقت الرحيل"،عفوا نام عصام وقت الامتحان؟؟، وكيف نام وسنة كاملة ونحن نهيئه ليكون يقظا على الدوام وفي كل الأمور أو على الأقل فقط هذه اللحظة لحظة الامتحان بالذات،وعند الامتحان يستيقظ ويعز المرء ولا ينام أو يهان؟،لكن في الحقيقة،لا أدري من نام وهان ولا من استيقظ وبان، سعيد أم عصام؟،الأستاذ أم الإدارة؟،أم مجرد الترسانة الاختبارية والسياسة الوزارية والتي -مع الأسف- جعلت خيار تعليمنا بين الغش "الفاحش" والعنف "الداعش"،وهما خياران أحلاهما مدمر؟؟،على أي اسمحوا لي أن أقول اللحظة مع الجميع:"النوم راحة العقول وطاقة الأبدان،والنوم على يقين خير من الإجابة على شك، فناموا ولا تستيقظوا ** ما فاز إلا النوم"،وتحية ألف تحية لكل اليقظين المستيقظين الذين يمخرون عباب حياتهم وما يحققون فيه من النجاح بحسن التوكل والجهد والاجتهاد؟؟.

                                                              الحبيب عكي

اقرء المزيد

السبت، 17 يونيو 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

الحاج علاوة..الرجل المعطاء


بسم الله الرحمن الرحيم،وأستغفر الله ربي العظيم،وبعد: في الحقيقة ليس من عادتي أن أتحدث عن أحد أو فيه مهما كانت المناسبة والملابسة،فالناس أعرف بأنفسهم والله يتولى سرهم وجهرهم وكافة أمرهم،ولكن لا أدري كيف وجدتني اليوم السبت 23 شعبان 1438 هجرية موافق 20 ماي 2017 ميلادية،أقطع المسافات من مدينة الرشيدية إلى مدينة الريصاني،رفقة أخي الكريم الحاج محمد تاجموت من المكتب الوطني لفضاء الفتح للتربية والتنمية،لنشارك هذا الجمع الكريم في هذا الاحتفال العظيم،بمناسبة إحالة أخينا ومربينا الفاضل الحاج عبد القادر علاوة على المعاش أطال الله في عمره وبارك في عطائه؟؟.

أيها الحضور الكريم:كلماتي إليكم ثلاثة وهي كلمة إلى المنظمين المحتفين وكلمة إلى المحتفى بهم وكلمة إلى الحضور المساهم في هذا الاحتفاء،ومباشرة وبعون الله وباختصار أقول:أما المحتفون من إدارة الثانوية الإعدادي الحسن الثاني بالريصاني،وعلى رأسهم السيد مدير المؤسسة المحترم،والسادة الأساتذة الفضلاء،وهذا الحشد الطيب من التلاميذ والتلميذات،فشكرا لهم جزيل الشكر على هذه المبادرة القيمة والالتفاتة الطيبة التي تحمل في طياتها ورغم عفويتها وبساطتها الكثير والكثير من ثقافة الاحتفاء والأخوة والوفاء، والكثير الكثير من ثقافة الاعتراف وتثمين الطاقات والأخلاق والتضحيات،وما أحوج الأستاذ الطيب المناضل مربي الأجيال إلى مثل هذه الالتفاتات خاصة في زمن النكران للجميل والتجاهل للعطاء،بل والبحث الدائم أحيانا عن المحاسبة الشديدة والأمنية الضيقة لرجال ونساء التعليم،ما كان منها منطقيا وما لم يكن؟؟.في حين أن الأولى والأفيد والأجدى هو البحث عن العديد العديد من الطاقات التي تمتلئ بها العديد العديد من المؤسسات والجمعيات،والالتفات إليها احتفاء ووفاء بها وتشجيعا وتجميعا لها على كل أبواب الخير والتعاون من أجل الاستفادة من خبرتها وتجربتها وتراكمها كرافعة للتنمية الجماعية والمستدامة لبلدتنا وبلدنا؟؟.

أما كلمتي إلى الأستاذ المربي الفاضل و الجمعوي المناضل،فأولا أبارك له هذه المناسبة الغالية وأحمد الله له أن أحياه وبلغه هذه المرحلة العمرية الخصبة ونتمنى له فيها عمرا مديدا مفعوما بالصحة والعافية وراحة البال وقبول الأعمال.أخي عبد القادر سأستسمحه وإياكم اليوم بشهادة متواضعة في حقه أرجوها كلمة حق وإنصاف،مبررها عندي أنني تربطني به علاقة العمل في جمعيتنا الوطنية المباركة فضاء الفتح للتربية والتنمية وعلى مدار 27 سنة مضت،ولا أتذكر يوما خاصمني فيه أو خاصمته،ولا قاطعني فيه أو قاطعته،رغم ما قد يكون بيننا من خلاف في الرأي وزوايا النظر ومرجعيات الاجتهاد ودرجات التنفيذ ومجالات الالتزام،هذا ورغم بعض طبعه الحاد والصارم  بالمنطق الرياضي الذي يدرسه،وإن كان هذا المنطق يكون غير منطقي أحيانا،وأحيانا أخرى يكون جد منطقي بما يجعل  هذه الحدة والصرامة غير مجانية ولا تحاملية ولا لفرض الذات على الآخرين بقدر ما تكون ولاشك مجرد جدية وحرص على مصلحة العمل في مؤسسة ناجحة تكون دائما مبدئية وفوق الأشخاص؟؟.

الحاج عبد القادر علاوة،أسس إلى جانب إخوانه طبعا،فرع الجمعية في الريصاني منذ 1991،وعمل فيه كخير عضو،و ترآسه كخير رئيس،وأعطى فيه كل العطاء وفوق العطاء،حتى أن الجمعية كثيرا ما نسبها الناس إلى شخصه وعطائه؟؟.الحاج عبد القادر علاوة،هو رجل العطاء والبناء والوفاء،وقد تخرج على يدي مكاتبه الثلاثة أو الأربعة المتتالية العشرات والمئات من العاملين،واستفاد على أيديهم الآلاف من الرواد والرائدات؟؟،وقد حباه الله تعالى بالعديد من الخصال الفريدة لا تذكر إلا به ولا يذكر إلا بها، فكلما ذكرنا السي الحاج ذكرنا الجدية،وذكرنا التضحية،وذكرنا الحب الحقيقي للجمعية،والنضال المستميت لفرعها في الريصاني،والبناء الاضطرادي والانجاز التراكمي،وذكرنا الحضور القوي والسعي والمبادرة والانفتاح،وذكرنا فوق هذا وذاك الاتساع في العلاقات الاجتماعية والقوة في قول الحق والدفاع عن الرأي و مصلحة الجمعية بشراسة،خاصة ضد بعض رجال السلطة الذين تسول لهم أنفسهم التعسف والشطط في استعمال السلطة،وكانت هذه خصلة فريدة ومحمودة  وقيمة مضافة كثيرا ما دللت الصعوبات أمام برامج الجمعية وتراخيصها وحققت مصالحها بل مصالح العديد من جمعيات العمل المدني في المنطقة ككل؟؟.

الحاج عبد القادر علاوة،تقبل الله منا ومنه صالح الأعمال وتجاوز عنا وعنه ما كان غير ذلك،كان أب الأيتام بما سعى في كفالة اليتيم في الجمعية بشراكة مع جمعية قطر الخيرية،والتي أصبحت اليوم وقد انضافت إليها الكفالة المحلية تكفل أزيد من 600 يتيم ويتيمة؟؟،وكان هو من جلب إلى الفرع نشاط محو الأمية والتربية غير النظامية بشراكة مع مديرية وزارة التربية الوطنية بالرشيدية وقد تخرج من برامجها على مدار أزيد من 13 سنة ما مجموعه 5780 مستفيدة؟؟،وكان هو مؤسس التعليم الأولي ومبدع رياض الأطفال التي بلغ عدد مقراتها 5 مقرات في مختلف أحياء المدينة،ولكم أن تتصوروا العائد التربوي لكل ذلك على التعليم الابتدائي الذي يفرح الأساتذة كثيرا كلما حالفهم الحظ باستقبال براعم رياض الجمعية في مستوياتهم ومؤسساتهم؟؟،خمسة مقرات قبل أن يجتمع ذلك كله بفضل الله ومجهود الإخوان وعلى رأسهم الحاج عبد القادر، في أول مركب اجتماعي للجمعية يتكون بفضل الله من طابقين، وأول ساحة ألعاب للأطفال في المدينة تمت تهيئتها بشراكة مع المجلس البلدي لبلدية مولاي علي الشريف؟؟.

أيها السادة والسيدات،هذا هو السيد الحاج عبد القادر علاوة كما عرفته وعايشته،رجل التضحية والنضال والعطاء والوفاء،دون ملل ولا كلل ولا أدنى فخر أو تشكي،رجل الخير والقوة والأمانة،فرغم مشاريع الجمعية الضخمة وأرصدتها المالية المعتبرة وعلى مدار عقود من الزمن لم تسجل ضده والحمد لله قضية أو حتى شكاية أو وشاية؟؟،وليس هذا العطاء المدني الطيب المبارك على صعيد مدينة الريصاني وحدها بل قد امتدت أغصانه وأينعت ثماره على صعيد تافيلالت ككل، بل وحتى بعض مدن الوطن التي حاولت الاستفادة من تجربته الجمعوية الثرية والمثمرة،ورغم ذلك وكما رأينا في شريط "نوستالجياه"فقد كان متزنا ومتوازنا في حياته،فعلى عكس ما يعتقده الناس من كون الجمعويين منهمكون في جمعوياتهم ومواعيدهم وأسفارهم على حساب أنفسهم وأسرهم،فهو لم يهمل واجباته الأسرية ولا تربية ومصاحبة أبنائه البررة حفظهم الله،بل لم يهمل حق نفسه التي حبب إليها اللعب (كرة القدم) والترفيه (منشط تربوي) والسياحة فضرب في المخيمات الصيفية والمنتجعات الوطنية،بل وحج بيت الله الحرام (1996) وزار المملكة المتحدة (2011) والبقية تأتي؟؟.

لكن السؤال أيها الحضور الكريم،وهذه كلمتي إليكم،السؤال هو ما هو السر الذي كان وراء صنع هذا الرجل بخلقه الكريم ومهنيته الكفئة وجمعويته الفذة وكل عطائه المستمر ونجاحه الباهر،هذا النجاح الذي أقنعنا واجتمعنا اليوم في هذه القاعة الكبرى لبلدية مولاي علي الشريف مشكورة لتثمينه والاحتفاء به والتزود والاستزادة منه؟؟،إنه سر كل الرجال الأبطال والصالحين المصلحين،والوطنيين الغيورين،إنه الالتزام بالإسلام وأخلاقه بما ينفع الناس،إنه حب الله ورسوله وإيثار الآخرة الباقية على الدنيا الفانية،إنه هذا الصرح الجمعوي لفضاء الفتح للتربية والتنمية الذي انخرط فيه مع إخوانه على الصدق والأمانة وحب الأمل والعمل،و مرافقة الطيبين من خلق الله والتعاون معهم على البر والتقوى والطاعة بما ينفع العباد والبلاد،إنها الشجرة الطيبة لحب الوطن الحقيقي والمواطنة الصادقة التي ما فتئت تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها،وهذا المعين الدافع الرافع لازال مفتوحا في وجه الجميع،وليغرف كل منا منه ما شاء فمن كان الله إيثاره ومنتهاه والرسول قدوته ومبتغاه كفياه والجمعية الخيرية المدنية إطاره و منتداه،ومن كان الدين الحق معينه والعمل به التزامه كانا له خير راحلة في طريق معبدة للبناء والعطاء وخير جسر موصل إلى الكفاح والنجاح؟؟.

وفي الختام،أعود بكلامي إلى أخي وصديقي ابن قصر "أيت علي" بأرفود السيد الحاج عبد القادر علاوة لأهنئه مرة أخرى على توفيق الله الذي يستوجب منا ومنه الحمد والشكر،توفيق الإيمان وتوفيق الإسلام وتوفيق العمل وتوفيق النضال التربوي والجمعوي الجاد،وأكثر من ذلك ما سمعناه اليوم في كل الكلمات والمكالمات وكل التدخلات والمداخلات،من السيد المدير الذي أثنى على جدية عملك وعلاقتك وأنشطتك في المؤسسة، ومن السيد رئيس جمعية الآباء الذي قال بأنك كنت لهم خير قدوة وبأنهم سيظلون يستحضرون شخصك وعطائك في تسطير برامج الجمعية لما فيه المصلحة التربوية للتلاميذ والمؤسسة،ونفس الشيء سمعناه من تلاميذك وتلميذاتك الذين قالوا أنهم لن يستطيعوا تحمل غيابك عن المؤسسة وأنت الذي كنت لهم خير مرب مرشد من غير إكراه حازم من غير تعنف،فمن للرياضيات والتربويات والمبرهنات والتطبيقات والمستقيمات والمجموعات والمثلثات والمعادلات وكافة الإشارات بعدك،من ل"الخوارزمي"و"بن حيان" و"أوقليدس"و"طاليس"و"رونيه ديكارت"و"ساموس فيتاغوراس"بعدك؟؟.وأخيرا،شهادة حق لك أن تفتخر بها أيضا وهي شهادة أبنائك وقد سمعناهم هم أيضا يعترفون بأنك كنت لهم خير المربي والصاحب والمواكب والحق الحق ما اعترفت به الأبناء؟؟.

فتقاعد أخي مرتاح البال،وحق لك أن ترتاح،فتلك سنة الحياة،والموفق الموفق من كانت راحته له لا عليه،و وضع نصب عينيه قوله تعالى:"فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب"،ولدي اليقين أنك ستظل إلى ربك بإذنه راغب،ولدي اليقين أنك لن تغيب عن أعمال الخير المعهودة فيك أكثر  مما ستتفرغ لها،خاصة وأن لديك الكثير مما ينتظرك،أقلها جعل خبرتك وشخصك وتراكمك رهن إشارة الجمعيات وتطويرها،سواء بالتفقد والمساعدة والتكوين،سواء بالتدوين كما أوصى بذلك أخونا الكريم عبد الهادي اليماني،حتى تصبح تجربتك الجمعوية الرائدة ملكا للجميع بل ويستفيد منها جميع المحتاجين التواقين للنهوض بجمعياتهم و وضع بصماتهم في تنمية مدنهم مثلك،وإذا حصل وإن غبت مرة لظرف أو آخر فيكفيك شرفا أنك قد ورثت في الناس شخصك وتوكلك وحرصك وإقدامك وأمانتك وغيرها من قيمك وهي ولاشك علم نافع وصدقة جارية وقدوة تربوية ورافعة تنموية أبدا لا تنفذ ولا تتقاعد..لا تنفذ ولا تتقاعد؟؟.

 وأخيرا،اسمحوا لي بدعاء لطيف ظريف لهذا الجمع الكريم،وليكن من وحي الرياضيات مادة الأستاذ الفاضل بمنطقها و روعتها و روحها وفلسفتها:"فاللهم اجعل طريق حياتنا مستقيما،إلى الخير قريبا مائلا وعن الشر بعيدا منحرفا،اللهم اجعل دائرة أعمالنا يرسمها الإسلام ومعطيات أفعالنا يملؤها الإيمان،ونتائجها يرفعها ويرصعها الإحسان، ودعواتنا بفضلك مستجابة وهمومها برحمتك منفرجة في كل زمان،اللهم لا تجعل في حياتنا قوسا ولا معقوفة،ولا زاوية حادة ولا قائمة إلا عليك،اللهم اجعلنا وإخواننا من العناصر الايجابية والمشتركة والموازية للجمعويين المخلصين المجتهدين،واجعلنا وإياهم في مجموعة صحيحة ولا تجعلنا في مجموعة فارغة،اللهم اطرح عنا السيئات واجمع لنا بمثلها الحسنات واقسم لنا بفضلك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، اللهم اجعل أسنا وأساسنا في هذه الدنيا طاعة،وبسطنا ومقامنا فيها طاعة،وخارج كل أعمالنا وجدع مربعنا طاعة،ولا تجعل منا ولا معنا في مكافحة الشر عنصرا محايدا ولا  سالبا تحت الصفر قاعدا،نشكرك ربي إلى ما لا نهاية،ورحمتك ومغفرتك عندنا هي الغاية،وجنتك ونعيمك عندنا هو المطلوب يا أرحم الراحمين يا صاحب البرهان العظيم،ودامت لكم الإثباتات و المبرهنات ومتعة التطبيقات وحل المعادلات والتقاط الإشارات واستخلاص العبارات في كل الحسابات والإشكالات،في هندسة الدوائر والمربعات والمثلثات والمكعبات،وجبريات "الخوارزمي" و"ابن حيان" و"رونيه ديكارت" و"أرسطو طاليس" و"ساموس فيتاغوراس"،اللهم اجعلهم وغيرهم من العلماء قدوات لأبناء وكننا وأمتنا ولا تجعل قدوتهم مثل ذلك الممثل الفاشل "مسطول باشا" ولا تلك المغنية الرعناء "مقسومة منحرف"، وهم  الذين  طالما جمعونا  وعلى القفا ضربونا وفي الهم والغم أغرقونا وعلى الأرض طرحونا قبل المسارح والشاشات،ودامت لكم الصحة والعافية والأفراح والمسرات،صحة وفرحة دائمة في كل الأوقات..لا تنفذ ولا تتقاعد..لا تنفذ ولا تتقاعد؟؟.والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

                                                              الحبيب عكي

اقرء المزيد

الثلاثاء، 6 يونيو 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

رمضان بين أشياء تأكلها وأشياء تأكلك



        قالها المحاضر الشاب،والخبير الدولي في علم الصحة والتغذية،وفي جمع حاشد من الحاضرين وبلا ضغط أو لغط ولا قيد أو شرط:"أيها الناس،احذروا واحذروا ثم احذروا،فهناك أشياء تأكلونها وهناك أشياء تأكلكم"؟؟،وهكذا وبكل بساطة،لا زالت كلمته الانذارية من اللحظة ترن في أذني وتستأثر باهتمامي وتأملي حاضري ومستقبلي،فأخذت أتساءل عن أشياء وأشياء كنت أظنها إلى حين بديهية،ولكنها اليوم بعدما سمعت من كونها قد تأكلنا لم تعد كذلك،بل حق لكل واحد منا ينشد حقه من الصحة وحظه من العافية أن يتساءل عنها ويحرر العلم والقول بشأنها و الموقف والسلوك إزاءها ؟؟.

         إن الأكل والشراب والهواء،مصادر طاقية لا تستمر ولا تستقر حياة الإنسان إلا بها،لذا فهو يأخذ منها بالضرورة ومن أجودها ما كان ممكنا ولو بمقدار وبأدب وطقس،والطقس أحيانا أحلى من المأكل والمشرب وأشهى:قال تعالى:"وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"الأعراف//31.وقال تعالى حكيما ومعللا:"وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا،إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا "الإسراء//26/27 .الأكل ثقافة والشرب ثقافة،واللباس ثقافة،والعمل والإتقان والكلام والإحسان وكل شيء طارىء عليك بعد الميلاد ثقافة،فبأي ثقافة تأخذه: ثقافة الحلال أم ثقافة الحرام،الاقتصاد أم الاستهلاك،القناعة أم الإسراف،الإنتاج أم الاستيراد....،على أي احذر واحذر ثم احذر، فإن من الثقافة كما يقال:"ثقافة ميتة لا تجدي،وثقافة قاتلة هالكة لصاحبها،وثقافة مسؤولة ناهضة بأصحابها"؟؟.

        إن شريكات الإنتاج والمقاولات والتعاونيات تغرق السوق عادة بشتى أنواع المنتوجات والبضائع،وفوق الحاجة والعرض والطلب في الغالب،ولا تجد عناء في أن تجد لها جيوشا ممن يروجون لهذه البضائع بشتى أنواع الإشهار المزيف والإغراء المحتال،فيقع الإنسان ضحيتها بكل سهولة رغم الحسابات والاستراتيجيات التي يكون التقليد والعادة وربما الطموح والاعتقاد أقوى منها؟؟، لكن ماذا بعد،عندما يصبح الإنسان عوض أن يقتني هذه الأشياء ويأكلها ويستهلكها ويستمتع بها تصبح هي التي تقتنيه وتأكله وتهلكه شر هلاك؟؟،بل تفترسه بكل ضراوة وعلى أكثر من صعيد،في عمله وفي ماله الذي يخسره من أجلها،في صحته النفسية والجسدية التي يخسرها بسببها،وفي أخلاقه ومعاملاته التي تشوهها وفي...وفي...،فتستعبده شر استعباد حتى أنه لا يستطيع الخروج من براثينها الآسنة ولا الانفكاك من حبالها الخانقة وقيودها المحكمة الصفد،بل بالعكس تجده مدمنا يسعى إليها سعي الفراشة والناموسة العمياء إلى النور وفيه حتفها؟؟.


         فإذا المسكين المسرف في الاستهلاك أسير الكذب والاحتيال،ولو من أجل ربح وهمي هلامي،وإذا هو زبون دائم للأبناك وقروضها المتوالدة بأقساطها الدائمة وفوائدها المتزايدة،والتي قد يأتي ردها إلى أبناكها على آخر فلس من أجرته الشهرية بل وأجرة أهله،لتعيش العائلة بأكملها في ضنك رد الدين بالدين؟؟،وإذا كان هذا الدين من أحد الإخوة أوالأصدقاء ضاقت عليه السبل المؤدية إلى دكانه أو منزله أو مقهاه أو أي محل له وإن كانت كما هي في الأصل بعشرات الأمتار؟؟،وإذا المستهلك ضحية الماركات المسجلة وغير المسجلة،والتي قد يستبدل إحداها بأخرى ولو من أجل المباهاة والخيلاء والاستبدال ليس إلا،والأخطر من ذلك أنه إذا لم يفعل ذلك دخل بكل جنون مجاني في هلوسة الضغوط النفسية وما تسببه له من أمراض نفسية خطيرة وأمراض عضوية مزمنة،لا تسلمه دوامتها وعبثها إلا لدوامة وعبث أخطر؟؟.

ما أريد قوله،ونحن اليوم في شهر رمضان الطيب المبارك،و ككل رمضان السنوات الماضية وربما السنوات الآتية،حيث يبلغ المد الاستهلاكي والقصف الإعلامي مداه،ومع الأسف غالب ذلك في غير الاتجاه الموافق للمقاصد والأهداف الربانية والاجتماعية للصيام،وكأن الله تعالى قد تعبدنا في هذا الشهر بغير التقوى والتغلب على العادة والأهواء وتعبدنا بما يفسد دين الإنسان ودنياه؟؟،فأصبحنا في شهر واحد نستهلك بتكلف كبير استهلاك عام كامل و زيادة بل ربما استهلاك عمر كامل و زيادة،ليس في الأطعمة والأشربة الضرورية وحدها،بل حتى في الكماليات من الألبسة والأواني و الأدوات والمقتنيات،وفي الفكاهيات والأفلام والمباريات  والمسلسلات وحتى الهواتف والصباغات والمنازل والسيارات...وغير ذلك من معروضات الإشهار والتخفيضات في الشاشات،وما هي بتخفيضات إن هي إلا  تصورات وسلوكات خاطئة عن الحياة تورط ضحاياها في استهلاك مجاني هالك ومهلك؟؟.

وأخيرا،لقد اطلعت اليوم على رسالة قيمة في الموضوع أحببت أن أتقاسمها معك من  أجل صحة بدنك وروحك متعنا الله وإياك بهما على الدوام،الرسالة ببساطة تقول:لا تستهلك إلا ما تحتاج،ولا تستهلك إلا حسب طاقتك،لا تستهلك بكثير ملح ولا بكثير سكر ولا بكثير دهون وشحوم،تجنب اللحوم الحمراء وأكثر من الخضر و الفواكه(05) في اليوم إن وجدت،ولا تأكل كثيرا وأكلا ثقيلا في المساء،تجنب الكحول والسجارة والمشروبات الباردة،تجنب الغضب والقلق والضغط النفسي(stresse) فإنها مدمرة،نم نوما كافيا(08) كل يوم،اضحك فإن الضحك دواء وعلاج،مارس الرياضة واشرب الشاي فإنهما أيضا وقاية وعلاج،صل واقرإ القرآن تتمتع بروح معافاة في بدن معافى؟؟.هكذا وهكذا فقط،يمكنك أن تأكل الأشياء وتستمرءها وإلا فهي التي تأكلك وتستمرؤك وأنت تدري أو لا تدري؟؟.


الحبيب عكي

اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة