Top Ad

الخميس، 18 فبراير 2021

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

فاجعة طنجة وأخواتها، ما العمل؟؟

         صحيح أن العديد من الكوارث تفاجئنا بغتة و تفجعنا دون إنذار ولا انتظار، وتصدمنا بشكل قوي يحدث فينا ارتباكا واضطرابا خارجين عن السيطرة وعن الحدود، ومما يزيدهما هولا وتفاقما هو قدر الخسائر المادية والبشرية، واختلاط الأقدار الإلهية بالمسؤولية البشرية اختلاطا يدع الحليم حيران، وهو يفقد ما عز عليه من أرواح الصغار والكبار، ولا يملك غير الترحم عليهم وسط الإعصار والدمار؟؟، ومع الأسف فبدل مواجهة الكارثة والسيطرة عليها أوالحد من فواجعها ولملمة خسائرها، ينشغل الناس بالأسباب والمسببات والمخلف والمخلفات، وفي غياب الخبر اليقين والمرجع المسؤول، لا تسود بينهم في بعض الأحيان غير شائعات وتخمينات وافتراءات القيل والقال، وهي في حد ذاتها كارثة الكوارث؟؟.

 

         و بقدر ما يهيج الناس ويغلون ويغالون إبان الكارثة اهتماما وصدمة، خوفا وتطفلا أو محاسبة وتضامنا، بقدر ما ينفضون عنها بسرعة وينسونها وآثارها لازالت تعتمل في القطاع المنكوب والفئة الضحية والمجتمع، ولكن وكأن شيئا لم يكن أو أنه مجرد سحابة قضاء وقدر لا ينفع معها غير الاستسلام والترضي، وهكذا كارثة وراء أخرى وضحايا وراء آخرين، حتى أصبح الوطن الحبيب – كما يقال – وكأنه يؤرخ لتواريخه بالكوارث: كارثة ملعب الموت بضواحي تارودانت(07 ضحايا)، وحادث التدافع بالصويرة (15 مواطنة من شهيدات القفف)، فاجعة معمل طنجة السري إن كان سريا(28 من شهداء القبو الصناعي)، وقبلها فاجعة انجراف حافلة "تيشكا" (42 من المسافرين على حافلة الموت)، وفاجعة سيولات "إجوكاك"( 16 من الضحايا)، وفيضانات البيضاء وما أسقطته من المنازل على رؤوس أصحابها وشردته من آمنين..دون محاسبة للمسؤولين؟؟.

 

         إن ثقافة مواجهة الكوارث ينبغي أن تركز أساسا على: "سؤال ما العمل..حدثت كارثة والآن ما العمل"؟؟، بدل السائد والمعتاد والمشروع إلى حد ما من كثرة القيل والقال والبهرجة الإعلامية العمومية والافتراضية، التي وكأنها لا تبالي من الرقص لا على مآسي المواطنين والاتجار في أرواح المفقودين من الضحايا(رحم الله الجميع)، وتأسيسا لتفادي ذلك لابد أن يتخذ كل من جهته ومن موقعه وحسب إمكانه إجراءات قبل وأثناء وبعد الحادثة الكارثة ومن ذلك:

 

1-    ضرورة إعطاء الخبر اليقين، الذي يفسر الحادثة رغم هولها ومرارتها، قطعا للشائعات ومغالطاتها ومتاهاتها؟؟.

2-    لا ينبغي إخفاء شيء من الحقيقة خوفا من أي كان،ولا من التعليقات والاتهامات،ف"الخبر مقدس والتأويل حر"

3-    ضرورة الموضوعية والمسؤولية والمرجعية في تحديد الخبر وصياغة حيثياته كما هي، ففي فاجعة طنجة مثلا، معمل سري #نقيض غير سري تماما، ومعمل قانوني # نقيض غير قانوني تماما؟؟.

4-    لا ينبغي للجهات المسؤولة أو المتحدثة الرسمية أو حتى الجهات الأمنية أن تضع نفسها مكان القضاء ولا المتهمين ولا الضحايا، فترتب عليه من التقارير والتصريحات ما ليس من شأنها ؟؟.

5-    الإسراع بما يمكن من وسائل الإنقاذ والإسعاف والوقاية المدنية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه  من الضحايا قبل فوات الأوان، وهنا يصبح من الضروري الاستعانة بالمواطن و المجتمع المدني فيما يفيد؟؟.

6-    الاهتمام النفسي والاجتماعي والحقوقي والقانوني بالضحايا وذويهم ولمدة زمنية كافية وإن طالت، كما يكون مثلا في حالة " كفلاء الأمة"، وهنا أيضا لا تخفى فعالية التماسك والتضامن الاجتماعي؟؟.

7-    تعويض الضحايا من الصندوق الوطني للتضامن الاجتماعي وصندوق مواجهة الكوارث دون عراقيل مماطلة أومتحاملة، وكل ذلك إن لم يعد إليهم مفقوديهم فقد يقيهم بعض التشرد والتسول بعد عـــائلهم؟؟.

8-    استثمار بؤس الكارثة لمواجهة المحتمل من مثيلاتها على المدى المتوسط والبعيد، بسياسة: "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، من هنا يطرح سؤال العديد من المباني الآيلة للسقوط والعديد من الطرقات غير المؤهلة ووسائل النقل المتهالكة والوديان المتوحشة والملاعب..التي طال انتظارها للتهيىء الجيد والصيانة دون جدوى؟؟.

9-    تحسيس المواطن بضرورة التحلي بالمسؤولية واليقظة والحرص على حقه في الكرامة الاجتماعية، والدفاع القانوني والمشروع عنها رغم كل الاكراهات بدل القبول بالاهانة والعمل تحت وطأتها وإذلالها ؟؟.

10-    تحسيس أرباب العمل بكنز القناعة و جودة المنتوج حتى يكون قادرا على منافسة غيره من المنتوجات الأجنبية، وعلى ضرورة تحسين ظروف العمال وتمتيعهم بحقوقهم فهم رأسماله الحقيقي وإكسير شركته المبدع؟؟.

11-    محاربة ما يراه البعض من الجشع الضريبي للمخزن وعدم العدالة الضريبية والذي يدفع العديدين إلى الرهان على تخفيض تكلفة الإنتاج، وتواضع الخدمات وازدواجية الحسابات، خاصة أنه رغم كل جبايات المخزن لا يكاد يظهر منها شيء على الشباب وهم غارقون في البطالة وعدم الاستقرار ولا يحلمون بغير الهجرة؟؟.

12-    ضرورة الاعتراف بـأن وضعية الفقر والهشاشة ومعضلة البطالة والسخط والتسخط، متفاقمة في مختلف الأوساط الشبابية في كل جهات المملكة الشمال منها والجنوب، وضدا على كل الأرقام الرسمية التي تحاول التخفيف منها، والحالة هذه تحتاج إلى مزيد من السياسات الحكومية والتشغيلية الواقعية والفعالة؟؟.

13-    ضرورة الاجتهاد والإبداع في إدماج الاقتصاد الاجتماعي غير المهيكل، والذي أصبح متناميا في كل المدن والقرى وفي الجمعيات والتعاونيات والمقاولات الصغرى، دون أن تجد لها من فرص التسويق ما يلزم رغم ما تمتصه في البطالة من أعداد هائلة ومعتبرة ؟؟.

14-        تفعيل دور المراقبة والرصد واحترام القوانين الجاري بها العمل، على ضوء دفتر تحملات واضح يلتزم به كل من أراد أن ينشئ مرفقا عموميا للإنتاج والخدمات، شخصا كان أو مؤسسة، ومعملا كان أو مدرسة.. أو ملعبا.. أو حافلة.. أو قاعة.. أو عمارة..؟؟.

15-      الاجتهاد القبلي والقطاعي في إغلاق أبواب الكوارث قبل مواسمها كمواسم الثلوج..والفياضانات..والحرائق الغابوية.. والملاعب الرياضية..والمباني الآيلة للسقوط..والطرقات وقناطرها..والهجرة السرية..ومراقبة شركات التدبير المفوض التي لا تقوم بواجبها، إن لم يكن إعادة النظر في سياستها ككل، فهي الآن لا أرضا تقطع ولا ظهرا تبقي؟؟.

16-   تدارك الصامت من إبطاء لجن التحقيق، وإقبارها للمحرق من القضايا الوطنية، وعدم ربط المسؤولية بالمحاسبة، أوفي أحسن الأحوال و- كما يذهب إلى ذلك البعض - محاسبة أكباش الفداء من الصغار بدل الفاعلين الحقيقيين - بشكل أو آخر- من الكبار؟؟.

17-     استمرار التضامن الوطني مع كل بقعة كارثة، من باب واجب التضامن أولا، وثانيا، لأن الإهمال إذا استبد بمنطقة دون أخواتها أمعن في إهمالها وإذلالها، إن لم يحور كارثتها إلى ملفات أخرى لا تمت للوقائع بصلة، فالتضامن التضامن الواقعي والافتراضي، الفردي والمؤسساتي، الآني والممتد عبر برامج الفاعلين والجمعيات والأحزاب و وساطاتها ومرافعاتها، وإلا فقد أهملت كل بؤرة قادمة يوم أهملت "طنجة" و"الحسيمة" و"زاكورة"..والبقية يعلم بها الله؟؟.

             

         خارطة طريق لبناء ثقافة التعامل الإيجابي والبناء مع الكوارث بدل العمل بكوارث الإطفاء العاجز والشارد والبكاء بكاء الفارغين، وكلما تقدمنا في شيء من بنودها إلا وتقدمنا في شيء أهم وهو ثقافة المعنى والمسؤولية والتربية على الحقوق والمواطنة الحقة وغير ذلك مما يستوجبه العمل الجاد والموضوعي واللازم لحفظ إنسان هذا الوطن، وطبعا، لا ينبغي أن ننسى أس و أساس الأمر كله وهو الوازع الديني وما يدعونا إليه - رغم كل الحرص - من الإيمان بالقضاء والقدر من جهة، و من جهة أخرى مدافعة الأقدار بالأقدار وهي عطاء ربك من السننية التي لا تحابي إلا من تملكها ؟؟.

حفظ الله الجميع، وأعاذنا وإياكم من فجائية كوارثه ونقمته، وسخط عقابه وزوال نعمته.

الحبيب عكي


اقرء المزيد

السبت، 13 فبراير 2021

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

دور الجانب الإيماني في مواجهة الزمن الصعب لجائحة كورونا

 

       كثيرة هي الظلال الكالحة لجائحة "كورونا" على حياتنا الصحية والاجتماعية ..السياسية والاقتصادية..،وقد ذهب الناس اتجاهها كما ذهبت الشعوب والدول مذاهب شتى، بين مستقر ولو نسبيا ومضطرب إلى مضطرب بشكل اختلطت لديه كل الحسابات وتشابكت لديه كل الترتيبات، فلا الصحة التي يحرص على حمايتها بقيت لها مناعتها وسلامتها كما هو المأمول، ولا الحياة الاقتصادية التي يتجنب إفلاسها وانهيارها صمدت أو قاومت كما ينبغي، على الأقل لدى أصناف كثيرة من الشركات الكبرى أو حتى المقاولات الصغرى التي تعقدت أوضاعها، وكذلك الأمر لدى فئات عريضة من الشرائح الاجتماعية التي تدهورت أحوالها رغم بعض الإسعافات العسيرة والمساعدات الضئيلة والمتقطعة والتي كانت أقل بكثير من حاجياتها ؟؟.

 

         ليس الأمر سهلا، وليس هناك وصفة سحرية لعلاج بؤس الوضع وإيقاف ترديه، ولكن رأيت القوم يستدعون بالأساس كل الحلول المادية والبشرية والأرضية الصرفة، بعيدا عن حلول السماء والإيمان والربانية الصادقة أو على الأصح ليس بالقدر اللازم والكافي كما تستلزمه الأمور، مما جعل الناس في حالة نفسية هشة عرضة لفيروس الخواء الروحي الفتاك قبل أن يجهز أو لا يجهز عليهم فيروس "كورونا" وهم في أضعف مناعة جسدية وروحية ؟؟، ترى ما هو دور الجانب الإيماني في تقوية المناعة البشرية وإعدادها المتين لمواجهة التحديات والابتلاءات وقد طال امتدادها وتوسعت رقعتها؟، كيف يمكن للجانب الإيماني الصحيح أن يحمي المرضى المحتملين ويساعد على شفاء الضحايا المبتلين؟، ما هي الحقن والأمصال والدواء الشافي لمن في البلاء يسأل عن البروتوكول الكافي؟؟.

 

         1- لابد من الإيمان بأن الكوارث والجوائح بلاء من الله تعالى وجند من جنوده التي لا يعلمها إلا هو، يسلطها على من يشاء من عباده لحكمة يعلمها،عذابا أو رحمة أو غير ذلك،لا يفيد معها إلا الصبر والمقاومة ومدافعة الأقدار بالأقدار،قال تعالى:"وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" البقرة / 155.

 

         2- الإيمان بأن رفع البلاء كما يكون بالأسباب المادية يكون بالأسباب الغيبية الإيمانية، قال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ...وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"الأعراف 94/96 .التقوى والتضرع والتوبة والاستغفار،قال تعالى:" وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"الأنفال/33،" ؟؟.

 

         3- وفي حالة الطاعون قال رسول الله:"إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا متفقٌ عليهِ."متفق عليه عن أسامة بن زيد. وفي حالة الوباء عموما نجد في التراث الإسلامي عن عمرو بن العاص قال:" أيها الناس، إن الوباء كالنار المشتعلة وأنتم وقودها فتفرقوا وتجبّلوا حتى لا تجد النار ما يشعلها فتنطفىء وحدها ".

 

         سأل أحدهم صاحبه في هيجان "كورونا":" من فضلك،كيف يمكن أن نواجه هذه الجائحة، وأنت - ما شاء الله - ذو خبرة وتجربة وفضل، وما زلت أراك نشيطا متحركا في الدورات والحملات والصفحات..، عكسنا نحن الذين بلغ منا الخوف والإحباط والخمول مبلغه"؟؟. أجابه صاحبه بكل بساطة: "كن مطمئنا، فالخوف يقتل صاحبه قبل المرض أحيانا، ثم اعقلها وتوكل، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، يعني، لا منجي لنا مما قد يكون أو لا يكون، غير ديدن واحد هو الإيمان والرضا:

 

         1- الإيمان بأن الأمر كله لله سبحانه وتعالى، من قبل ومن بعد.

         2- الإيمان بقضاء الله وقدره ، خيره وشره الذي لا يحدثه ولا يراه إلا هو سبحانه وتعالى.

         3- الإيمان بلطف الله في أقداره :"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير..إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له..وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له..وما أصابه لم يكن ليخطئه..وما أخطأه لم يكن ليصيبه..رفعت الأقلام وجفت الصحف"؟؟.

         4- الإيمان بأن الأعمار بيد الله، وليس المرض حتمية الموت كما ليست الصحة حتمية البقاء.وأن الله لم يمضي مع أحد عقدا على أنه لن يصيبه بأي أذى، أو أخذ عليه عهدا أنه سيؤخره إلى أن يستوفي أغراضه وشبعه من الدنيا؟؟

         5- الإيمان بأن المنطق العلمي قاهر وحاسم، ولن يفلح قوم جهلوه أو تجاهلوه، ومن هنا وجب الأخذ بكل هذه الإجراءات الوقائية التي حسم فيها العلم من ضرورة النظافة والتعقيم، ووضع الكمامة، والتباعد الجسدي، وعدم الخروج إلا لضرورة..؟؟.

         6- الإيمان باللحمة الجماعية لتهوين المصائب أو ما يسمى بالتضامن الاجتماعي ومساعدة الناس المتضررين والمحتاجين و تفعيل دور الإيمان في ذلك:"يد الله مع الجماعة" أو"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر".

         7- التفاؤل والأمل، فلن يغادر الخوف والكآبة من يحسن استضافتهما وإكرامهما إلى درجة - كما يقال - إذا فارقاه هرول هو إليهما، التفاؤل حتى في حالة الإصابة، سئل مصاب خمسيني قد نجا ما أنجاك؟، فقال ما كنت أخاف من الموت وهذا من فضل الله علي والذي لا يملكه الكثيرون، ثم لماذا أخاف وأنا مستعد للموت ورجائي في الله،والمرض يطهر المؤمن، ومعدل التعافي كبير، وهناك جهد وطني جد معتبر رغم كل شيء؟؟.

         8- الإيمان بالإيجابية الدافعة إلى العمل الممكن في كل الظروف، والتركيز على الحلول بدل المشاكل ففي الحديث: " إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"رواه أحمد. ولعل أولى الفسائل في هذه اللحظات العصيبة هي ضرورة العناية اللازمة بالمصابين وبمعايير تكسر شوكة الجائحة وتحصرها بين الشفاء والاستشهاد، ولا تتجاوزها إلى ما يتفشى عندنا - كما يقال - من مظاهر التسول (القفف) والبهدلة في المستشفيات (الصعوبات) والتمرد في الشارع والفوضى (الاحتجاجات) والمخالفات والتوقيفات والمحاكمات..وإن خف ذلك الآن؟؟.

         9-الإيمان بإمكانية التطوير الذاتي والإبداع الفردي والجماعي خلال الأزمة، وهكذا رأينا العمل عن بعد، والدورات التكوينية الافتراضية، ورأينا من أبدع  كتابا ومن أبدع حملة تحسيسية واقعية أو تضامنية افتراضية، ومن أبدع كذا..ومن أبدع كذا..،ومن ظل مشلولا مأسورا بين مجرد متاهات الأخبار وكآبة الانتظار؟؟.

         10- الإيمان بأن الله تعالى قد أنزل لكل داء دواء، ومن تم وجب على الباحثين والأطباء والعلماء والخبراء في الدولة السعي الحثيث لإيجاده وتيسيره، والتعاون الدولي على ذلك..وها هم يبشرون العالم باللقاحات المنتظرة وعسى أن يكون فيها خير البشرية وخلاصها جمعـــــــــاء؟؟.

 

         ولأن الإيمان بكل هذه الطاقة الإيجابية..والمحركة..والمطمئنة..والمبدعة..وهي أشياء ضرورية في حياتنا عامة وضغوطات زمانا وابتلاءات أزمتنا خاصة، فوجب الدفاع عنه دفاع الباحث عن البروتوكول الكافي والدواء الشافي، و يمكن  وذلك عبر ثلاثة أركان أساسية هي:

 

         1- البرنامج الفردي من تنظيم صلوات وأداء أوراد والقيام برياضات وغير ذلك مما لا يقوم به أحد عنك غيرك.

         2- البرنامج الجماعي ولو عن بعد كما رأينا في المجالس التربوية والدورات التكوينية وغيرها من المهارات، ومعلوم دور الجماعة الطيبة في تسوية المزاج العكر والتعاون على البر والتقوى وتقوية المناعة.

         3- الدفاع عن معين الأمن الروحي للمواطن والذي هو المسجد بيت الله، فقد طال  غلقه حتى وإن فتح غيره من المقاهي والأسواق والمدارس والقاعات..، هل كان من اللازم إغلاقه بهذا الشكل وبهذا الطول وبهذا التعميم؟، ألم يكن ممكنا كما أبقينا فيه على الآذان أن نبقي فيه كذلك - كما يقال - على خطبة الجمعة وعلى الورد القرآني "الحزبي اليومي" وعلى دروس الوعظ والتحفيظ ولو بالتباعد، فالمسجد بيت الله و ما كان ينبغي أن يكون أقل حيوية من مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات، خاصة وقت الضغوطات والأزمات؟؟.

الحبيب عكي


اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة