Top Ad

السبت، 13 يناير 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

الرغيف الاجتماعي الأسود في الزمن السياسي الأبيض؟؟


فعلا،يمكننا اليوم أن نعتز بكوننا نقوم بتنزيل "الخبزية" الموسعة،وإن شاء الله بموجبها سيجد كل منا خبزته المرصعة،ولو أن كل خبزة وطنية حضرية أو قروية قد اجتهدت بفضل خبازيها وطباخيها أن يكون لها ذوقا خاصا وإن فضل معظمها الذوق الحار القاطع،والذي يمكن الجزم أن كل حلاوة الشاي الأخضر المفتول أصبحت معه أمر من المرارة،ولكل خبزة شكلها الخاص وإن فضل جلها الشكل الدائري"الصفري"والعمودي"القوالبي"،وثمنا صاروخيا موحدا لم يعد في متناول حتى ذوي الدخل،أما لون خبزنا الوطني اليوم،فبصراحة قد أصبح بكل ألوان الطيف حسب المناطق،الخبز الأزرق في الجوهرة الزرقاء،و"البطبوط" الأحمر القاني أصبح يدور في "موكادور"،والكسرة الرمادية القرمزية الحافية في "زاكورة"والجنوب الشرقي،والرغيف الأسود الهالك المهلك في "جرادة" مالحة وقد ملأت به جنان الصالحة؟؟.

في هذه الظروف الخبزية الحافية والقاسية،وبعدما أغلقت في وجهه وركبه و رهطه كل الوقفات الشعبية واللجن الشبابية وطردته شر طردة كل التمثيليات والتنسيقيات الحراكية والجمعيات المدنية،كان من الطبيعي أن يطل على المواطنين عبر وسائل الإعلام السيد الوزير"الحنجوري"سلام العلام،يعلن إضرابه عن الطعام تضامنا مع ضحايا "الكوميرة"و"التشوميرة"في كل الوطن،وقد سيطر في ذلك على السمعي البصري بكل اللغات واللهجات وفي كل النشرات والندوات،حتى صح في حقه قولهم:"الحاضرون الصائمون في الإعلام ..الغائبون المفطرون في الميدان"؟؟،هذا وقد ذكرني السيد"الحنجوري" بالعديد ممن سبقه من"الحناجرة"على كثرتهم،وأذكر من ذلك السيد"السعيد"الصنديد،رئيس مجلس النواب السابق الذي ما ترك "سعادة"إلا وفرقها فيه على المجلس الموقر وأشغاله وأبطاله..،حتى ما كان منها مكاء وتصدية ولعبا وسخرية،ليسجل التاريخ بعد ذلك أن المجلس في حقيقته إنما قد كان طوال حياته على رأس مؤسسات الإصلاح المميعة،لا تشريعا تنمويا حقيقيا أنتج ولا ميزانيات وتعويضات وتقاعدات ضخمة أبقى؟؟.

وأذكر قبله كذلك السيد نجم النجوم في أم الوزارات الداخلية والخارجية والثقافية والرياضية..،لاعب "الكولف" المتطفل المحترف ومن الطراز الوطني والدولي العالي،والذي ما ترك واحة صحراء إلا وأعادها منتجعا سياحيا أخضر،وما ترك بركة ماء عذب إلا وصوب صنبورها وساقيتها وعينها وشلالها نحو ملاعب"الكولف" بدل العطشى من الأحياء في الضواحي؟؟،حتى سارت ببطولاته وإنجازاته كل مشاهدات ونشرات التلفاز وأصبح الخوض في غيرها من النشاز المستحيل،ليسجل التاريخ بعد ذلك قدرة الدولة على إنجاح أي مشروع أرادت حتى لو كان معركة عصي قمعي ورياضي و"كولفات"ومنتجعات؟؟،ويسجل التاريخ مع ذلك أن السيد الوزير ونجم النجوم إنما كان الأول والكل في الكل في حكومات "الرصاص"؟؟.وقبله رؤساء دول صديقة ومجاورة،ما أخرس خرف أحدهم غير الكساح والكرسي المقعد،و ما فضح عته الآخر غير جردانيته خلف في جحور"العزيزية"وخلف أسوارها،وما أفتك بزعامة وقومجية كبير الفراعنة قبلهم غير "فوبيا" الكلام والكلام الذي ما ترجم يوما إلى غير نضال الضباط في سهراتهم مع الممثلات ونكبتهم الميدانية حتى قبل انطلاق معركة المعارك مع العدو؟؟.

لا أدري،هل بعد كل هذا لازال الناس يحتفون بالكلام ويعتقدون في ملاحمه البطولية وعنترياته الدونكيشوطية،ويصونون حرمته بالعديد من الأوهام الخطيرة من مثل:"في البدىء كانت الكلمة"،و"الكلمة هي الكلمة"يعني الفعل،و"الكلمة سلطان"،و"لا تزال الأقوال هي المؤسسة للأفعال"؟؟،مسؤولون يتكلمون ويتكلمون في ملاحم خشبية،و مواطنون ما عادوا لا يتكلمون ولا يسمعون ولا حتى يتظاهرون ويحتجون،بل أقصى ما يقدمون عليه أنهم ينتحرون في صمت او في طقوس خاصة أمام الملإ؟؟.فهؤلاء يشعلون النار في ذواتهم أمام البرلمان وفي الأسواق،وهؤلاء يمتطون الأعمدة الكهربائية ويحتمون بها لعلها تضيء فيهم مصابيحهم المنطفئة فتجلو عن الآخرين بعض الظلام؟؟

وُجِدُ الناس قد تجاوز كل الكتمان والإفصاح،و ضيقهم قد أفحم كل السياسات والمؤسسات،فضاقوا بها ضيقها بهم حتى ما عاد يستوعبهم غير الشارع البهيم رغم المنع والهراوات والاعتقالات والمحاكمات؟؟.لم يعودوا يثقون في أية حكومة ولا برلمان ولا مجالس عليا وكم تتكسر كل برامجها و وعودها على شعارهم الخالد:"عليك أمان عليك أمان..لا حكومة لا برلمان"؟؟،وفي هذه الأوضاع أضحت الهجرة القسرية هي الملاذ رغم مآسي الأعالي،ومتاهات السجون في دول المهجر وما أحياه سماسرتها من العبودية والاتجار المأساوي في البشر ضدا على كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية؟؟،وحتى ما كان يستوعب الناس من فضاءات افتراضية مشرعة،ها أنتم بسياستكم الكلامية الجوفاء تحاولون اقتحامها و التضييق عليها،وما كنتم لها يوما بمالكين ولا كانت لآبائكم عليها براءة اختراع:"ما ترحموا ما تخليوا رحمة الله تنزل"؟؟.

لقد طالت شعارات السياسة هي ما ينفع الناس وإن لم ينزل به وحي ولا قال به رسول،وطالت شعارات الديمقراطية أولا وهي إرادة الشعب مبرر كل شيء وحاجياته فوق كل شيء،وطالت شعارات ضرورة العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة والإنصاف في جبر الضرر الجماعي،وشعارات وجوب تحقيق التنمية المجالية المستدامة وضمان الحد الأدنى من الحقوق الدستورية للجميع وعلى رأسها كرامة التشغيل وجودة الخدمات الإدارية والصحية والتعليمية...؟؟،ولكن مرور الأيام ورغم ضجيج الأرقام وحناجر"الحنجوريين" لا يزيد العجز والريع والفساد والاستبداد والتخلف إلا استفحالا وتحكما أخرج ويخرج الناس على اختلاف فئاتهم و وضعياتهم إلى الشارع في معظم المدن والقرى،وكأن الأمور على حقيقتها في تخلف دائم ولم يفلح مسؤولوها"الحنجوريين"إلا في تفاقمها و في دمقرطة الفقر والتهميش والقمع والاستبداد؟؟،

قال المواطن في الشمال مطالبي يا سيدي اجتماعية واضحة لا غبار عليها،وقال السيد "الحنجوري" بل انت انفصالي وكم عليك من ملفات وملفات سترى تفاصيلها في الأقبية والمحاكم؟؟،وقال المواطن في "تزاكورة" نحن يا سيدي عطشى جفت عيوننا ومآقينا،وقال السيد "الحنجوري" بكل صراحة،نحن لا نملك أبواب السماء ولكن نخطط لجر البحر على ثلاث ورباع حتى يغرق كل الجنوب الشرقي،ولكنكم قوم تستعجلون وفي الشوارع تصيحون وتركضون؟؟،وقالت المواطنة في الساحل الغربي لماذا كل هذا العقوق وإلى متى سيظل ازدحام الإحسان العمومي يقتل الأمهات والزوجات،قال السيد "الحنجوري" أليس الازدحام على الإحسان أفضل من منع الإحسان وطالما استعبد الناس في الانتخابات الإحسان؟؟،وقالت المواطنة في "جرادة"الشمال الشرقي إلى متى سيظل أبناؤنا يقضون في هذه الأرض السوداء،أكل بديلكم الاقتصادي أن تظل لهم آبارها قبورا ومحارق وأضرحة،قال السيد "الحنجوري" ليست لدينا حلولا سحرية ولكن سننظر في الأمر على المدى المتوسط والبعيد على الأقل حتى يخرج الشباب من الشوارع؟؟،أليست هذه سياسة خارج القضايا والملفات،خارج العدالة والإنصاف والنجاعة والشجاعة،خارج و خارج و خارج الزمن،لكن ذركم تتكلمون وتتكلمون في زمنكم السياسي الأبيض وغيركم يتألمون ويتألمون في رغيفهم الاجتماعي الأسود،ومن يدري لعل كلامكم السياسي الأبيض قد ينضج قدر الأحجار الصماء على موقدها،ولكن كونوا على يقين أن الأقوال في غياب الأفعال،أبدا لن تغير من سحنة رغيفنا الاجتماعي الأسود؟؟.

الحبيب عكي
اقرء المزيد

الخميس، 4 يناير 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

في اليوم العالمي للكاتب الإفريقي


في الثاني من يناير 2018،احتفى محرك البحث"قوقل"باليوم العالمي للكاتب الأفريقي،في شخص الرؤائي والتاجر المناضل في حركة تحرير العبيد البريطانية،النيجيري"أولوداه اكيوانو"(1745 - 1797)،ترى ماذا تعني الكتابة في أفريقيا وهي المعروفة عبر التاريخ بمجرد بعض الحكايا الشفوية الأسطورية القديمة وتوارث بعض الأنظمة والأعراف التقليدية التي لم تمت ولم تفقد سلطتها إلى اليوم،من هنا كل هذا السؤال عن معنى الكتابة في أفريقيا إذا كان كل الزخم الأسطوري المتناقض قد استطاع العيس والانتعاش في ظلها؟؟.

ربما قد لا يرى المرء أية خصوصية للكتابة الأفريقية أو ما يدعو للاهتمام بها وتصنيفها عن غيرها،باعتبار أن الكتابة أية كتابة ينبغي أن تنفتح على الهموم الإنسانية العامة والتجربة العالمية المشتركة،وإن حاولت طبعا إمتاعها وإمتاحها بمحليتها وبعض قوميتها وقاريتها التي ولاشك ستضيف إلى التجارب القارية الأخرى الشيء الكثير، ولكن قد لا تؤثر في الاسترشاد بها حتى على قومها،وليس ما نعيشه اليوم من الاتجار المأساوي في المهاجرين الأفارقة في "ليبيا"متعها الله بالأمن،ما تصدى له الروائي الأفريقي المحتفى به قبل 272 سنة عنا ببعيد؟؟.

الكتابة الأفريقية شأنها شأن أهلها وقارتها وقرائها،كتابة التحديات والرهانات كتابة المقاومة والصمود،كتابة الأمل والألم،كتابة التيه في الأدغال الأفريقية العذراء والتي لا يلجها والج إلا تاهت به في حقيقة واحدة وحكمة أزلية وهي استواء الزمان والمكان والإنسان والحيوان وكل الخلق يم الفطرية للتطهر من دنس الفلسفات والنظريات المفتقرة إلى الفطرة والحرية،ففي أفريقيا يتعايش التيس والغزلان والذئاب والحملان...و تتعايش الأساطير والقبليات والأديان والوثنيات والديكتاتوريات والديمقراطيات...،ولا مستقبل إلا لما ينفع الناس ويحفظ الهوية والخصوصية والحرية والأرض؟؟؟.

الكتابة في أفريقيا اليوم،سياسية أم فكرية ،علمية أم فنية وأدبية،لاشيء جلي يظهر من كل هذا ولن يظهر على الأقل بالنسبة للأجيال المعاصرة غير المتخصصة والأكاديمية مثلي،لأن هناك العديد من التحديات التي نراها تمنع هذا بكل قوة وستظل تمنعه ما لم تتغير ظروف الكاتبة في القارة السمراء:
1-       تحدي الكاتب الحقيقي في أفريقيا مفكرا كان أو مبدعا،فهو إنسان مضايق يمتلك الحكمة والسحر والمعرفة وهو غير مرغوب فيه،لأنه إنسان معارض في الغالب متهم في كل مذاهبه،ولابد أن يحارب ويضيق عليه في حرية تعبيره قبل ملاحقته في موطنه ورزقه؟؟.
2-       تحدي اللغة العاملة والجامعة التي يمكن أن يتواصل بها الكتاب مع القراء عبر القارة والعالم،وفي كل بلد عشرات من اللهجات واللغات يعتقد فيها أهلها بقوة ويكتبون بها بكل سمو وعشق ولا يفهمها في الحقيقة إلا أهلها في دوائرهم الضيقة،فسمعنا عن كتاب "فرانكفونيون" وكتاب "أنجلو ساكسونيون" ولم نسمع عن أمثالهم من كتاب أفريقيين بهذا الحجم من الأفريقية والخبرة والشهرة في مختلف المجالات السياسية والفكرية والعلمية والفنية والادبيىة...؟؟
3-       التنظيمات الأفريقية لأعمال الكتاب في اتحادات ومنتديات ورغم طابعها الرسمي في الغالب فهي جد هشة وغير فاعلة لم تستطع التعريف حتى بمنخرطيها من الكتاب والكاتبات ومنهم من برز نجمه وسطع كعبه وكان مرشحا(ة) لجائزة نوبل ك:"ماكسويل كويتزى"من جنوب أفريقيا و"إبراهيم الكونى" من ليبيا و"بهاء طاهر" من مصر و"نجوجى واثيونجو"من كينيا و" أميناتو ساو فال"من السينغال و"نور الدين فرح"من الصومال مرافق " "وول سوينكا" إلى قاعة نوبل 1986...وغيرهم ممن هم تواقون بالحنين الروحي إلى كل ما هو عربي وإسلامي على مستوى القارة؟؟،وربما يمكن اليوم تجاوز الكثير من هذه العقبات باستثمار ما أصبحت تتيحه تقنيات التواصل الإلكتروني؟؟.

4-       الإشعار بالدونية رغم وحدة الأحاسيس الإنسانية و وحدة القضايا الكونية وسمو المشاعر الإفريقية ونبلها،لكن التبعية والنظرة الاستعمارية لا تزال هي الحاسمة في كل شيء،تقدم من تشاء وتؤخر من تشاء،خاصة كل حاول مناقشتها في رؤيتها أو حاول منافستها ولو في طرحها التنموي الاستعماري الفاشل،أضف إلى ذلك بعض التوترات الخفية والمعلنة التي تسببها عقد ونتوءات الألوان والجغرافيات والجهويات في شمال و جنوب أفريقيا والشرق والساحل؟؟.

5-       ورش الكاتبة في إفريقيا جد مهم وخصب أهمية مستقبل القارة وخصوبة عطائها،وهو لبنة ضرورية في إطار التحديث والعقلنة،ولابد من فتحه بكل مسؤولية وجدية وتنسيق وتعاون ومؤسساتية أكاديمية ومدنية،يتبلور فيها الرصد والتشخيص والبحث والتحليل والتركيب والتفكيك...لعل كل الأفارقة يبلورون يوما نظرتهم الخاصة بالتنمية والنهوض الناجح: أفريقيا والموارد والطاقات – أفريقيا والتبشير والاستعمار – أفريقيا والتحرر والنهوض – أفريقيا والتفرقة العنصرية والحروب القبلية – أفريقيا والجهل والفقر والمرض – أفريقيا والشباب والمرأة والطفولة والتنمية – أفريقيا والعدالة الاجتماعية والتنمية المجالية – أفريقيا والحداثة والفنون والتنقل والسياحة والاستثمار– أفريقيا والدين والوثنيات والمسيحية والإسلام – أفريقيا والديمقراطية التشاركية – أفريقيا والأمن الروحي والغذائي - أفريقيا والقرار الاستراتيجي - أفريقيا والمنتظم الدولي والهجرة والمساعدات...؟؟؟

          أوراش ما أحوجها إلى كتاب ذوا أقلام تصويرية رائعة ومرجعية و موسوعية في الوحدة والتنوع والمحلية والكونية،تضحك على نفسها إذا اقتضى الأمر فكريا و سياسيا واجتماعيا وسينمائيا..،كاتب قد لا يبذل أي جهد في تفكيره ولا يستعمل أي عمق في تصويره بل يكفيه فقط أن يستعمل هذا القلم التصويري الرائع بكل حرفية ومن زوايا فنية وفكرية مناسبة وبألوان حاملة وأضواء حالمة حتى يؤتي من الصور الرائعة المتحدثة والموحية فوق المنتظر،وكل عام والكاتب والقارئ والناقد والناشر الأفريقي بخير،وكل عام والكاتب الأفريقي بقلم أكثر أملا وأقل ألما؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة