Top Ad

الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

النموذج التنموي وحكاية القاطرة والعربات


        لا أدري،لماذا كلما ذكر القطار تذكرت مثل الكثيرين مسألة وجوده أصلا من عدمه،ومسألة وجود السائق ومدى كفاءته،ومسألة القاطرة وقوتها،وعدد العربات التي تقوم بجرها،مسألة تحديد الاتجاه وضبط الموعد،احترام مدة السفر ومساره،وثمن التذاكر وعدد والركاب وكتلة الحمولة المسموح بها ونوعها،وإمكانية أو ضرورة تغيير القطار أو الاتجاه أو السائق في محطة من المحطات،وتعامل المساعدين والمراقبين مع المسافرين،بل تعامل المسافرين بينهم،ومسألة امتطاء المسافرين في حد ذاتهم لهذا القطار شرعية أو ملتوية بدون تذاكر،نوع القطار و نوع السكة والدرجات والفئات الراكبة ووجهة كل منها،والسرعة المحددة والأمن من الحوادث،والآثار الجانبية لشق القطار طريقه في الحقول والممتلكات العقارية التي اغتصبها الغاصبون من أهلها لشق الطريق،بتعويض أو بدونه في الغالب،و كذلك الآثار الجانبية للسفر عبر القطار على العادات الاجتماعية للمواطنين كالمرور عبر المداشر وصلة الأرحام،بحيث يصبح المسافرون لا يستطيعون رؤية مداشر الأحباب إلا عبر نوافذ القطار،ولا يستطيعون الجلوس معهم إلى موائدهم إلا عبر كاميرات الهواتف،أما أخذهم بالأحضان والسلام عليهم بالمباشر فلا يتم إلا بالإشارات و عبر الزجاج؟؟.

         حكاية غير بعيدة عما يراد اليوم للبلد من ضرورة البحث عن نموذج تنموي جديد،ليس الأمر بالسهل خاصة بعد تعقد وتشابك كل الأمور في الحياة المعاصرة،وبعد كل هذا الهدر غير المبرر للزمن السياسي والتنموي عبر الأجيال،مما سيعيد عقارب الساعة إلى الصفر ويجعلها ربما أكثر حنظلا،لا يستغني إعادة تحريكها في الاتجاه الصحيح وبالدقة المناسبة عن ترسانة من المفاهيم و المقاصد والأهداف والغايات والوسائل والمؤشرات والميزانيات والرزنامات التنفيذية..،ولكن يبقى هذا ورش لابد منه لصيانة الأعمال من العبث وعدم المغامرة بمصير الشعب،الأمر الذي قد يسفر عن العكس في كل شيء،فنتأخر حيث نريد التقدم،ونسقط حيث نريد النهوض..؟؟.لذا نتساءل مع المتسائلين:
1-      ما هو النمو وما هي التنمية وما هي العلاقة بينهما؟،
2-      ما هو النموذج التنموي؟،وأيه الرائد في العالم،ولماذا؟،
3-      كيف يوضع النموذج التنموي،ومن يضعه،ومن يسهر على المتابعة والتنزيل؟،
4-      ما هي مظاهر فشل النموذج التنموي الحالي،ولماذا فشل،ومن المسؤول،وما قواعد النهوض؟،
5-      ما دور الهوية والمرجعية والانتماء والمواطنة وغيرها من القيم والمعتقدات والممارسات في التنمية؟،
6-      بين السياسي والاقتصادي،والتربوي والثقافي،والاجتماعي والفني والرياضي...،أيهما القاطرة وأيهما العربات،وأيها القواعد وأيها المنطلقات،وأيهما الدعائم والمرتكزات،وأيهما المدخلات والمخرجات...؟،
7-      أي تنمية تناسبنا،تنمية العمران أم تنمية الإنسان،التنمية البشرية أم المجالية أم الشاملة والمستدامة؟،
8-      أي تنمية مضمونة،ذات الإمكانيات الذاتية أم المرتهنة بالمساعدات والتدخلات والاستثمارات الخارجية؟،
9-      التنمية الإسعاف وإغاثة اللهفان المرتبطة بالأشخاص والعلاقات،أم التنمية الاستراتيجية المرتبطة بالمؤسسات والحقوق؟،التوازنات الاقتصادية والإكراهات المالية أم تنمية القطاعات الاجتماعية والكرامة الإنسانية؟،تنمية حسب النوع والفئات أم تنمية العلماء والخبراء؟،
10-  التنمية بين الديمقراطية الحقيقية والشكلية،وبين المركزية واللامركزية،بين الجهوية السياسية والإدارية والجهوية الموسعة والمتقدمة؟،
11-  بين المؤسسات العمومية و وكالات التنمية والقطاع الخاص،بين النجاة الجماعية والنجاة الفردية،بين النموذج الليبرالي والاشتراكي أو نموذج العولمة المتوحشة واقتصاد السوق..؟،
12-  بين منازعة الحكم و إصلاح الحكم والعدوان على الحكم..،في متاهات لا تنتهي،وغالبا ما تكون ضحيتها الأولى استقرار الشعوب وأمنها وتنميتها؟،


          إن الدارس للنماذج التنموية الناجحة عبر العالم يخرج بيقين أكيد هو أن مسارات النجاح في أي تنمية لابد أن ينطلق من النموذج الذاتي الذكي لا التقليد والاستنساخ الغبي والمجاني،وعلى المزج بين تنمية الإنسان وتنمية العمران بنسب متناغمة،وعلى المعرفة والبحث العلمي والإبداع والاختراع المبني على الطابع الاجتماعي ومحاربة الفساد؟؟.وأضمن ما يضمن التنمية بهذه المواصفات هي المداخل التربوية والثقافية قبل غيرها من السياسي والاقتصادي،لأن التربوي الثقافي هو الأقدر على تعبئة كل الفاعلين وتحسيس كل فئات الشعب للمساهمة في النهوض،وهو شيء مهم لا يغيب في أي مشروع نهضوي إلا تعثر وفشل،والثقافي التربوي باعتباره علمي ومعرفي هو الأضمن للإبداع والاختراع لتلبية الحاجيات المجتمعية ومتطلبات الحياة والتي لا يستقيم ادعاء تنمية بدونها،ولأن السياسي والاقتصادي محل صراع دائم و نزاع ومغالبة  لا تستقيم فيها الأمور على شيء ولا تدوم لطرف إلا اختطفها منه آخر،في لعبة و مغامرة لا تتطاوع أسرارها ولا تتملك حقائقها لأحد؟؟.من هنا فكل هذا الترويج المبالغ فيه وبالعشرات من البرامج التافهة والقنوات التائهة،المروجة بسخاء وغباء لغير المداخل الثقافية والتربوية والبحثية والعلمية والإبداعية والاختراعية،لا يخدم التنمية والنهوض الحقيقي في شيء؟؟.التنمية جد لا هزل،تعليم وتشغيل لا هدر وبطالة،قيم ومهارات،صناعة وفلاحة،تجارة وملاحة...،لا مجرد فن حتى لو كان سخيفا مميعا ورياضة حتى لو كانت ملهية مخدرة وسياحة حتى لو كانت جنسية لا أخلاقية،فبين جد النهوض وعبث السقوط ينبغي الاختيار؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

كلمة في افتتاح محفل ألعاب الجمعية بالرشيدية


       بسم الله الرحمن الرحيم،والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وصحابه المكرمين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد: أبنائي الأعزاء،ضيوفنا الكرام،شركائنا الأفاضل،أطرنا المحترمين،أيها الحضور الكريم،في البداية لا أخفيكم كعضو في المكتب الوطني للجمعية،أنني مسرور غاية السرور،بهذه اللحظات التربوية والأجواء الاحتفالية الرائعة،على الأقل لثلاثة أو أربعة أسباب بعجالة أذكرها:

1- السبب الأول:أن جمعيتنا الوطنية فضاء الفتح للتربية والتنمية،تمكنت بفضل الله من فتح فرع لها في هذا الحي الشعبي الأصيل حي المسيرة في الرشيدية،ويسر الله له أطرا كفئة و ذوو خبرة وتجربة وعلى رأسهم قيدوم التربويين بالمدينة السيد الرئيس المحترم عبد القادر نكيم.وها هو المشروع بفضل الله يؤتي أكله بمثل هذه الأنشطة التربوية والترفيهية والإشعاعية الرائدة،فشكرا لكل الفرع الذي يمنحنا اليوم لحظات الفرح والمتعة،والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

2- السبب الثاني:أن جمعيتنا بفضل الله قد استطاعت الانفتاح على العديد من الشركاء ومنهم شركاؤنا في المجلس الجماعي لمدينة الرشيدية،الذين دعمونا في هذا المحفل فيسر الله إخراجه إلى حيز الوجود،دعمونا التفاتة منهم إلى العمل الجمعوي الرائد ومساهمته التنموية في المدينة،والتفاتة منهم إلى طفولة الأحياء وحقها في التربية والتأطير،فشكرا لهم على هذا التعاون معنا ومع غيرنا من جمعيات المجتمع المدني،ومزيدا من الاستثمار في تنمية الإنسان قبل غيره من العمران.

3- السبب الثالث:أن هذا اليوم يتزامن مع أيام المولد النبوي الشريف 1440 هجرية،مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،الرحمة المهداة والنعمة المسداة،وهو خير من اهتم بالأطفال تربية وملاعبة،حتى قال:"لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بصاع"،وفي الأثر:"لاعبوهم سبعا،وأدبوهم سبها،ورافقوهم سبعا.."،ونحن إذ نقدم على هذا المشروع التربوي الترفهي فإنما نستفيد من الإرث التربوي لرسول (ص)،وهو قدوتنا ومولده يجمعنا.

4- السبب الرابع لفرحتنا وسرورنا أن هذا اليوم 18 نونبر 2018 ميلادية،يتزامن أيضا مع ذكرى عيدنا الوطني عيد الاستقلال،وهي مناسبة غالية على الجميع،نترحم فيها على أرواح آبائنا وأجدادنا،ونستحضر تضحياتهم وجهادهم ملكا وشعبا لتحرير الوطن من ربقة الاستعمار الغاشم،تضحية وجهادا كللهما الله بالنصر والنجاح،وبفضلهما الآن تستمر مسيرة الحرية والبناء والتقدم والازدهار،فتمكن أبناء وأطفال هذا الوطن الحبيب من الاستمتاع بحقهم في الصحة والتعليم واللعب والترفيه..،وهي حقوق تساهم جمعيتنا في تنميتها من موقعها وحسب إمكانها.

         مرة أخرى،هنيئا لكل الأطفال بمحفل ألعابهم هذا،تحت شعاره:"أبناؤنا يلعبون..أبناؤنا يتعلمون..أبناؤنا يبدعون"،وشكرا لكل الأطر التربوية التي تساهم في تنشيط هذا المحفل،وشكرا لكل الضيوف الذين شرفونا في هذا الافتتاح،ولا يفوتني أن أدعوهم وكل الآباء إلى أخذ لحظات لعب وترفيه مع أبنائهم في مختلف المراكز والألعاب،كما لا يفوتني أن أخبرهم أن هذا المحفل عازمون إن شاء الله على تنظيمه في المناسبات الوطنية والأعياد الدينية وغيرها من المناسبات،وعازمون على تنظيمه في الجمعيات والمخيمات وفي المدارس الابتدائية والإعدادية وغيرها من الفضاءات،ونرجو أن نجد من السادة المدراء الأفاضل تشجيعا على ذلك وتحفيزا ودعوات بالاستضافة،حتى نساهم جميعا في تقريب هذه الخدمة التربوية والترفيهية إلى جميع الأطفال والتلاميذ،خاصة في هذا الحين الذي تؤكد فيه سياسة وزارة التربية ومذكراتها على أهمية وضرورة الأنشطة الموازية ودورها في دعم وتنمية تعلمات التلاميذ.

         وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير،أصلح الله أبنائنا وأبناء المسلمين،وحفظ وطننا قيادة وشعبا،ودعواتنا بالتوفيق والنجاح للجميع.وباسمكم جميعا نعلن افتتاح المحفل: بسم الله وعلى بركة الله أدعوكم مجددا إلى أخذ لحظات لعب وترفيه مع الأبناء،مرحبا بالجميع والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الحبيب عكي

اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

تبارك الله على وليدات المغرب


        تبارك الله على وليدات المغرب،وعلى إنجازاتهم المبهرة والمسترسلة في مختلف المسابقات والتحديات وفي مختلف الأمصار والأقطار،طفلة تفوز بالتحدي العربي للقراءة(مريم.أمجون)،وطفلة أخرى تفوز بتحدي الحساب الذهني في تركيا(ملاك.بلعربي)،وطفل يفوز بمواهب القرآن الكريم في البحرين(حمزة.وراش)،وآخر بأحسن صوت عربي في الغناء(حمزة.لبيض)،وقبلهم في المسابقة الدولية في التجويد الشابة(هاجر.بوساق) والشابة(حسناء.خولالي) في ماليزيا،وشاب يفوز بجائزة أحسن منشد عربي في الشارقة(ياسين.لشهب)،وشاب يحصل على أكبر معدل باك في إيطاليا(محمد.مصدق)،وشابة مغربية أخرى في نفس التفوق في فرنسا(مريم.بورحايل)،وفي الرياضة الشاب(اسماعيل.بكاري)في الفيتنام،والشابة(فاطمة الزهراء أبو فارس)في الأرجنتين،وشابة أخرى تفوز بالمسابقة العالمية للاختراع في كوريا(ليلى.صدقي)وشاب آخر بسبع ميداليات وبراءات اختراع (ماجد.بوعزاوي)،والدكتور(عثمان.الرمال)،والعالم(أحمد.الريسوني)..،وطفل و طفلة..وشاب وشابة،ورياضي ورياضية،وفنان وفنانة،وعالم وعالمة،ومخترع ومخترعة،وروائي وروائية،وبرلماني وبرلمانية،ومقاول ومقاولة...،وكلهم ما شاء الله يجسدون الفخر والاعتزاز الذي فينا،ويحيون ذلك النبوغ المغربي المعهود والمفقود أو يكاد؟؟.

تبارك الله على وليدات المغرب،الذين يتحدون كل السياسات العمومية والظروف الاجتماعية والتي لازالت تحاول مع الأسف تقييد ممكنات المغاربة واحتقار ذكائهم وتجاهل مواهبهم،بما أنتجته ولازالت تنتجه من ثقافة الضحل العلمي والهدر المدرسي،وثقافة الاستهلاكية والانتظارية والبطالة المقنعة،والانحراف القيمي والمخدراتي المتمثل في ظاهرة  "التشرميل" والوقوع في حبائل بعض السلوكات الهدامة والشبكات والعصابات المدمرة؟؟،لكنه رغم كل ذلك لم يستسلم الأبطال المغاربة بل خرجوا من عنق الزجاجة،فكدوا واجتهدوا ونبغوا وتألقوا واحترقوا خارج الصندوق تألق واحتراق الجمر من تحت الرماد؟؟.وها هو نبوغهم وتألقهم في كل مرة يساءل الحكومات المتتالية والسياسات المختارة عما أعدت لهم ولغيرهم من الأطفال الصاعدين والشباب المتأزمين والأدمغة المهاجرة والطاقات الكامنة،وكلها في الأصل لذوي ممكنات هائلة وطاقات مبدعة خلاقة،يمكن أن يطلقوها لصالح البلاد ويسخروها لخير العباد،لو تحسنت الظروف فأصبحوا يحظون ببعض العناية والتشجيع ومن حقهم،أو فقط بمجرد الاعتراف والإيمان في قدرات وممكنات الإنسان المغربي الذي مع الأسف يضطر إلى فرض اسمه في الخارج حتى يعترف به الداخل؟؟.

تبارك الله على وليدات المغرب،منذ عقود،نجح البطل العالمي سعيد عويطة في سباق مسافة 1500 متر،والبطلة العالمية نوال المتوكل في مسافة 400 متر حواجز،نجحوا في لوس أجليس وفازوا بالذهب لسنوات وسنوات،فأيقظوا بنجاحهم همة المسؤولين ليؤسسوا لهم مدرسة وطنية للعدو الريفي وألعاب القوى،دبت في جامعتها الوطنية حركية شبابية واسعة،وانخرطت فيها عبر التراب الوطني فئات كبيرة من الشباب،وتخرج منها أبطال وبطلات كثيرات تمكنوا من التألق والاستمرار في رفع علم البلاد لعقود وعقود،قبل أن يعلوها اليوم غبار الفتور والإهمال من جديد أو على الأصح غول الريع والسمسرة والإفلاس؟؟،أفلا يستحق منا هذا الوطن دولة وحكومة ومستثمرين ومجتمع مدني،مثل هذه المدارس والجامعات والمعاهد والأكاديميات في مختلف المجالات ولمختلف الأبطال وفي مختلف الجهات والأقاليم،تعمل في كل حين على حفظ واستمرار النبوغ المغربي وشحذ همته وتجديد مواهبه ونجاحاته،فإذا بأكاديميات القراءة والإبداع و معاهد التقنية والاختراع،ومحترفات السينما والمسرح..،إلى غير ذلك من معاهد وكليات الاستثمار في الاقتصاد المعرفي والزاد الحقيقي لتنمية الإنسان المغربي،وهو الباب المشرع لتخريج شباب يليق بهذا الوطن يكون عدته المؤكدة في تجاوز أعقد الأزمات وتحقيق أفضل المآلات؟؟.

ولكن،تبارك الله على وليدات المغرب،الذين عرفوا كيف يؤسسون لهم ولأبنائهم مدارسهم الخاصة،خارج التيه والتفاهة،فكونوا أنفسهم بأنفسهم وبكل عصامية داخل الكليات المتاحة وخارجها،وهم الآن يعتزون بانتمائهم الوطني،ويصرون في كل المحافل الدولية على رفع علم بلادهم عاليا خفاقا،ليس في الفن والرياضة فحسب فهذا كثير ومعتاد،بل أيضا في الأدب الروائي والاختراع العلمي والتحصيل الموسوعاتي،والتمثيل النيابي في دول المهجر والتسيير المؤسساتي والمقاولاتي الرفيع،وليس الأمر يقتصر على الكبار أوعلى الرجال فقط،بل هو منتشر في صفوف الرجال والنساء والكبار والصغار على السواء،فتحية لأبناء بلدي الحبيب الذين يعتبرون قيمهم وأخلاقهم سر تفوقهم ونجاحهم،وبها يبرون أسرهم وآبائهم وأمهاتهم دون تنازع ولا عقوق،لا يكلفونهم فوق طاقتهم ولا يبخسونهم مجهودهم من أجلهم،بل يعتزون به ويتخذونه أحسن عون لهم يجابهون به كل الظروف الخارجية والإمكانيات المادية،وما نجح شاب إلا بنجاح أسرته في تشجيعه واحتضانه،وما فشل وسقط إلا بفشل وسقوط أسرته في اكتشاف مواهبه والاعتراف بها وتثمينها وصقلها،فتحية لكل الأسر المغربية التي تستثمر في أبنائها وتوفر لهم قدر المستطاع ما في وسعها من هواء نقي غير ملوث به يحيون،وقيم بناءة غير هدامة..قيم التميز والتفوق والإبداع؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

السبت، 10 نوفمبر 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

الساعة الإضافية،هل تفجر عمق سؤال التلميذ المغربي؟؟


مرة أخرى،ها هي الأحداث التلمذية الراهنة تبين بالملموس،أن التعليم في المغرب معركة حقيقية وخطيرة،معلومة الأسباب مجهولة العواقب،أكثر من كل ذلك الذي يتحدثون به عنه،من كونه رسالة تربوية،متعة وإفادة، في الحاضر و المستقبل؟؟،ولعل أحداث وتفاعلات وانزلا قات فرض الساعة الإضافية (G+1) في الحياة المغربية عامة وفي التوقيت المدرسي خاصة،قد بين بكل وضوح أن المدرسة حاليا قد أصبحت أكبر جحيم عند المغاربة،الداخل فيها والخارج منها مفقود؟؟.ساعة إضافية (G+1) ولو بالإخراج الحكومي والوزاري المرن كما يدعون،بحيث التاسعة الجديدة أصبحت فيه الثامنة القديمة التي يطالب بها الجميع،لكن رغم ذلك ولأسباب وجيهة،فقد أثار الأمر موجة من الغضب والرفض والاحتجاجات العارمة،اجتاحت جل المؤسسات التعليمية عبر تراب المملكة،خرجت فيها جحافيل من تلاميذ المؤسسات الإعدادية والتأهيلية إلى الشارع،يصرخون ملأ حناجرهم بشعارات لإسقاط ليس الساعة المشؤومة فحسب،بل أصحاب الساعة وسياستهم قبلها ومعها وبعدها؟؟.

         أحداث تلمذية وطنية فوق السيطرة،سلمية عفوية وتلقائية،لكنها لم تكن في الحسبان وخرجت للتو وبقوة من الجانب المنسي،ولكنها تجاوزت كل التوقعات وكل الهيئات والمؤسسات التأطيرية التقليدية من الأحزاب والنقابات والجمعيات..،التي كان من المفروض أن تتحمل هي مسؤولياتها وتضطلع بأدوارها وتكون هي في واجهة التأطير والنضال والترافع؟؟،لكن جبنها وحساباتها الفارغة والمملوءة،أو ربما فقط ما أصابها كغيرها من داء تمييع مؤسسات البناء والإصلاح،قد فوت عليها وفوقها القطار،وسحب التلاميذ الصغار الكبار منها المبادرة،فقادوا بأنفسهم معركتهم ومعركة الشعب يرسمون المصير،وأسمعوا فيها لمن يهمهم الأمر صوتهم وصوت الشعب؟؟،بالتصفيق وبالصفير وبشعارات مدوية من مثل:"زيد ساعة..نقص ساعة..والتعليم غير إشاعة".."لا..لا..ثم لا..للساعة المهزلة".."هذا مغرب الله كريم..لا صحة لا تعليم".."هذا عار ..هذا عار..التعليم في خطر".."الشعب يريد..الشعب يريد"..،شعارات صدمت عيون ساحات المؤسسات وسط تلف الحراس والمدراء وجحوظ الأساتذة،وبتكت آذان الأزقة والشوارع وسط فيالق من الشرطة والجنود وحراستهم المشددة،و هراواتهم المصمتة وكأن عصي الأساتذة ممنوعة لأنها تسبب في التلاميذ العاهات وعصي المخزن مسموحة لأنها تبرد الرؤوس الساخنة و تقوم فيهم الاعوجاج؟؟.


         غير أن الملفت للنظر في هذه الأحداث المؤسفة كما يبدو،أن الساعة الإضافية(G+1) كانت مجرد غطاء أزيل فظهرت المطمورة الاجتماعية والسياسية الآسنة،أو مجرد فتيل احترق فتفجرت بواسطته كل القنابل الموقوتة المرتبطة به وما أكثرها وما أخطرها،قنابل في الشأن التعليمي عامة وفي الشأن التلمذي خاصة،وفي غيره من الشؤون كذلك،بدء من شأن حكومة "الإرادة الشعبية" بالأمس والتي تسوسنا اليوم ب"إرادة لا شعبية"أو تدفع إلى ذلك،إلى شأن الوزارة الوصية التي أثخنت جسدها التعليمي كل الجراح والأعطاب ولها فيها ما يكفيها من المعضلات المزمنة التي تكاد تزهق روحها في كل يوم و حين،ولكنها لم تجد ما تعالج به وضعها السقيم هذا غير اللعب والمغامرة في الزمن المدرسي للتلاميذ،والتلاميذ أدرى بأحوالهم وظروفهم من غيرهم؟؟.غير أن هناك لطيفة في كل هذه الأحداث وهي بقصد أو بغير قصد تطرح علينا وبعمق سؤال التلميذ المغربي والمنظومة التربوية،وإلى أي حد تقوم بإنصافه أو الإضرار به؟؟.

         التلميذ المغربي،بقدر ما كان صامتا،إلى درجة أن غر الآخرين منه ذلك،فحسبوه ما حسبوه،وقرروا بشأنه ما قرروا،فدرسوا منه ما درسوا،ونجحوا منه ما نجحوا وأسقطوا منه ما أسقطوا،وشغلوا منه ما شغلوا وهجروا قسريا منه ما هجروا؟؟،اليوم انفجر صاحب الشأن وأرى الجميع منه وجها آخر،وجها فطريا كان ولا زال،واعيا كل الوعي على خلاف ما يبين،أقل ما قرأنا فيه أننا إزاء كائن حي،له رأي ومشاعر،ويحرص بفطرته على المصلحة العامة ربما أكثر من غيره،لكن لا يعرف غير الصدق والصراحة ولا يعرف اللف و الدوران في الأمور،خرج التلميذ بشأن الساعة،فظهرت له الساعات والساعات،وعوض أن يطالب بتغيير الساعة المدرسية فحسب،أراد تغيير كل الساعات حتى تضبط الساعة بشكل صحيح وتتوجه بوصلة الجميع كما ينبغي؟؟،هكذا طالب التلميذ بتغيير الساعة رغم مرونتها لأنه من غير أسرته لا أحد في المجتمع يأخذ الزمن المدرسي بعين الاعتبار،وخاصة توفير وسائل النقل و حضور رجال الأمن،واسترسل وطالب التلميذ بإزالة الوزرة..وبتوفير النقل المدرسي..المطاعم المدرسية..الحماية الأمنية من عصابات "التشرميل" والمخدرات..تعميم منحة الدراسة على الجميع..رفض الاكتظاظ في الأقسام..ضرورة تجهيز المختبرات..؟؟.


         فعلا،ساعات وساعات،ولا تجد أي ساعة من الساعات تقل أهمية أو خطورة عن غيرها،ولكن عسى أن يكون انفجار الساعة المدرسة ورهان معركتها،ساعة لتفجير بقية الساعات وضبط عقاربها وخاصة تلك التي تمس التلميذ المغربي في عمق دراسته وخلقه،سيره وعيشه،حاضره ومستقبله،ومن ذلك:
1-    إلى متى هذا التعليم الطبقي..خاص مستنزف و عام تدب فيه الفوضى والهدر؟؟،
2-    إلى متى ستسري فينا ثقافة اللاجدوى من التعليم..في غياب الأمل في الحصول على التشغيل؟؟،
3-    إلى متى بعد المؤسسات في العالم القروي..ونقصان مرافقها في العـــالم الحضري والقروي؟؟،
4-    إلى متى هذا التذبذب في لغة التدريس..ولما نهجر لغتنا الوطنية ونرتمي في يأس كاليتامى في أحضان غيرها؟؟،
5-    إلى كم سيظل يغور في جسدنا التعليمي نزيف التقاعد..وإلى كم سنظل نسعفه بمجرد التعاقد؟؟،
6-    هل يخدم التلميذ المغربي في شيء..كل هذا البعد للمراكز الجامعية عنه..وقلة أحيائها السكنية؟؟،
7-    لماذا كل هذا التدني في المستوى التعليمي للتلميذ..ولم نعد نرى غير تنامي قيم العنف المتبادل؟؟،
8-    هل يعكس غير هذا التدني كل هذا الهدر المدرسي(400.000) سنويا،ناهيك عن بطالة الخريجين؟؟،
9-    لماذا ولمصلحة من قتل العمل النقابي في المؤسسات،وبدأت الوصـــــــاية والإمعة تجرف الجميع؟؟،
10-        إلى متى سيظل مشكل الساعات الإضافية يؤرق الجميع،الأسر في التعليم الخصوصي قبل العمومي؟؟،
11-    هل فعلا نحن مقتنعون بربط النجاح بالخريطة المدرسية والمقعد الفــــارغ بدل المستوى والعتبة؟؟،
12-    هل صحيح هذا الشكل المعتاد في إرجاع التلاميذ المفصولين وتأثيرهم السلبي على غير المفصولين؟؟،
13-    إلى متى كل هذا الغياب المريع للتوجيه التربوي والنفسي في المؤسسات التعليمية رغم ما ينتشر فيها من الظواهر اللاتربوية يذهب ضحيتها الأبرياء من التلاميذ..ك(التحرش..الابتزاز..الغش..العنف..الممنوعات..)؟؟،
14-    هل يخدم التلميذ في شيء،كل هذا الانغلاق لجل المؤسسات التعليمية وفشلها في التواصل مع الأسر والمحيط والفاعلين،بل ربما مع العديد من العاملين فيها لا تعرف  قدراتهم ولا تستفيد منها،ولا تحفزهم على العطاء؟؟،

          إلى غير ذلك من الأسئلة الحارقة التي تمس عمق التلميذ المغربي في دراسته وخلقه وسيره ومساره ومحيطه الاجتماعي والوطني،فهل يستطيع كل من ينصب نفسه مدافعا عن التلميذ،مستعدا للحوار معه دون قيد ولا شرط أن يلامسها؟،وهل تتجرأ ساعة الحكومة أو "رونو" وغرينتش الوزارة أو "بوجو" على علاجها في هذه الساعة قبل فوان الأوان،هذا،إن لم يكن قد فات بتوقيت ساعة من الساعات؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الاثنين، 5 نوفمبر 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

النموذج التنموي و مدى قدرته على التخلص من أسباب الفشل


النموذج التنموي الفاشل؟،..المغرب يسير بسرعتين؟،..السؤال الملكي أين الثروة؟،..لماذا لا يظهر المجهود التنموي بالشكل الكافي والمطلوب على مستوى عيش المواطن؟،..أسئلة مقلقة طالما طرحتها الخطابات الرسمية لجلالة الملك بعد استفحال العديد من الأزمات الاجتماعية والسياسية في البلاد.وبمبادرة من جلالته اضطر الجميع للاعتراف بالواقع السيء رغم كل المجهودات التي لم تكن ربما لا بالشكل والحجم المطلوبين ولا في الموعد والمكان المناسبين ولا إلى الفئات والمجالات المطلوبة.والآن يضطر الجميع على ما يبدو للانخراط في الورش الوطني الكبير والمعاصر،الذي دعا جلالته إلى فتحه بهدف مساهمة الجميع في بلورة نموذج تنموي وطني جديد يتجاوز اختلالات الماضي واخفاقات النموذج الحالي الفاشل،من أجل إصلاح المسار وضبط البوصلة وإنقاذ ما يمكن الإنقاذ؟؟.

ولكن،بقدر ما يصفق الجميع لهذه المبادرة الملكية الجريئة وغير المسبوقة كالعادة،بقدر ما يتخوف منها العديدون من أن يكمن البعض الشيطان في تفاصيلها كالعادة،وأن تكون كل جعجعتها مجرد بيع الوهم والتسويق لأمل خادع كالعادة،وانتظار الذي لا يتحقق ولا يأتي كالعادة،وكأن الأمر مجرد مناورة جديدة لإطالة عمر الأزمة وإبقاء جسد تنموي منخور على قيد الحياة،حتى تبقى عفاريته وتماسيحه جاثمة على صدور المواطنين كاتمة لأنفاسهم،هاضمة لحقوقهم سارقة لأحلامهم،وفي حركة حصاد لا تنتهي و مواسم ريع لا ينقطع،لذا لابد من ضمانات فعلية تقوي الاعتقاد والاقتناع بهذه المبادرة الجديدة،ولابد من ضمانات تبقى الأمل في هذا المغرب الحضاري الخالد،والذي كسب كل الرهانات التي اجتمعت فيها إرادة العرش والشعب،وبهذه الروح والالتقائية والتلقائية يمكن كسب كل الرهانات على صعوبتها؟؟.

ترى ما هي المحاذير التي ينبغي الانتباه إليها وضرورة القطع معها مهما كلف الثمن،لأنه بين وجودها أو استمرارها وبين نجاح المشروع التنموي الجديد وتدابير نجاعته ومردوديته وعدالته،ينبغي أن نختار،محاذير عدة طبعا فقط نذكر منها:
1-       لا ينبغي الحرص على التوازنات التي ينبغي أن تتكسر: فلا إصلاح دون إنصاف المتضررين الذين لا يستفيدون من الثروة ولا يصلهم منها شيء وربما حتى الفتاة،هذا رغم أنهم مواطنون كغيرهم ويؤدون كل الضرائب والواجبات بدء من الضرائب على المشتريات الغذائية وغيرها من متطلبات الحياة،في حين أن غيرهم ربما غارقون في الريع وأكل الأكتاف جيلا بعد جيل،ولا يحرصون إلا على امتيازها وازديادها والتملص من كل حقوقها و واجباتها؟؟،هذا ظلم أسود كالح ينبغي تغييره كان لمن كان أو على من كان؟؟.
2-        لا ينبغي الحرص على تزييف التشخيص ولا رسميته: بحجة أن هناك تضخما في التشخيص يكفي،أو بحجة أن الواقع ليس سوداويا والحالة ليست مأساوية إلى تلك الدرجة،أو بحجة ضرورة الحفاظ على ماء وجه البعض غالبا ما كان من السلطات،وهو الذي ما فتئ يدبج لنا التقارير الوردية ويرسم لنا الأحلام المخملية،رغم أنه ما كان يتحقق من ورائها غير الخيبة والكوابيس؟،لابد أن نستمع إلى المهمشين ونستوعب مشاكلهم على حقيقتها وحجمها،ونستمع إلى التنمويين والخبراء والباحثين وغيرهم ونأخذ بالممكن من المقترحات وأصوبها فنسعف ونغيث ونساعد من يستحق و يحتاج،لا ينبغي أن نكون ملكيين أكثر من الملك،ولا مرضى عناديين بلهاء يرفضون الاعتراف بمرضهم،ولازال كل الأطباء وكل الوقائع تؤكده لهم،بل وتصف لهم مر الدواء من أجل الشفاء؟؟.
3-       لا ينبغي الحرص على فريق الريع الفاشل في الإنجاز: فالإصلاح لا يأتي من الفاسد،والنهوض لا يأتي من المتعثر الساقط،فما بالك بمن أدمنهما واصطلي بهما كليهما؟،هناك مؤسسات و أناس مسؤولون تسببوا بقصد أو بغير قصد في فشل التنمية في المغرب،وجروا أبنائه إلى ما وصلوا إليه من واقع لا يحسدون عليه: فقر وهشاشة وبطالة وفوضى وفتور عام ويأس مستشري و قوارب الموت القهري والمجاني في الأعالي...؟؟،هؤلاء الفاشلون والذين طالما خططوا للفشل ودبروه،وفي غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة،فلا أقل من أن يبتعدوا عن الشأن العمومي،ويتركوه لأصابه أصحاب الكفاءة التدبيرية والغيرة الوطنية وتحمل المسؤولية،وينبغي أن تتوفر لهم فوق ذلك شروط العمل المهني ونظامه المنتج(système productif)وهو الأهم من الأشخاص على مكانتهم،شروط ونظام وكفاءات بعيدة عن الوساطات والعصبيات و التعليمات و الهواتف؟؟.
4-       لا ينبغي الحرص على التباطؤ الممل والقاتل للأمل في النفوس: فالجائع لا يصوم الدهر،والمريض لا بد له من سرير،والطالب لابد له من مقعد،والخريج لابد له من عمل،والطفل لابد له من ترفيه،والمرأة لابد لها من إدماج وإنتاج،والتائه لابد له من مرشد،واليائس لابد له من أمل..،ولا ينبغي في النموذج التنموي الفعال أن تتأخر فيه الحاجيات عن مواعيدها،أو تخرج عن مجالاتها،أو تقل عن أحجامها،أو تنحرف عن فئاتها،أو أن تستهلك أعمار أصحابها في مجرد انتظارها من دواليب وهياكل إدارية فاسدة ومتعفنة هي المؤتمنة عليها والمضيعة لها،لا أرضا تقطع ولا ظهرا تبقي ولا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب،فلا تنجز من المشاريع لا السابق ولا اللاحق؟؟.
5-       لا ينبغي الاستمرار في تجاهل الفئات الهشة والمناطق النائية: بحجة أن الاهتمام بالمناطق المؤهلة والمركزية ولاشك سيعود فائض إنتاجها على المناطق الهامشية،وهكذا تتكرر في تنميتنا الحكاية الأبدية بين المغرب النافع وغير النافع،وهي في حقيقتها حكاية التهميش والإقصاء بين العباد في هذه البلاد،لابد من العدالة الاجتماعية والمجالية بمقتضى الدستور الذي يفرض المساواة بين الجميع ويضمن الكرامة للجميع،ورحم الله الحسن الثاني في معنى قوله:"لا أرضى وواحد من شعبي أمي،ألا لا أقول الأمية الأبجدية ولكن الأمية..والأمية..والأمية"؟؟،فكفانا من نموذج تنموي ظالم غايته الاهتمام بالعمران على حساب الإنسان،وبالمدن على حساب القرى والهوامش،وبالأغنياء على حساب الفقراء؟؟.
6-       لا ينبغي الحرص على تجاهل الأحزاب وغيرها من الفاعلين: لابد من القطع مع كل هذه الأجواء "الديمقراطية" والمسلسلات "الانتخابية" والمؤسسات "التشريعية" والقطاعات "الحكومية"،التي لا تستطيع فيها الأحزاب الحاكمة والمنتخبة بإرادة شعبية،من تطبيق برامجها وتحقيق وعودها التي من أجلها صوت عليها المواطنون ويحاسبونها عليها؟؟،ناهيك عن أن تتمكن النقابات وجمعيات المجتمع المدني من أداء أدوارها الحقيقية غير التلميعية والتمييعية والتأثيثية للمشهد،في أجواء تضييقية وغير حقوقية فبالأحرى أن تكون تحفيزية؟؟،وطالما نادينا رغم ذلك بالمقاربة التشاركية وبتشجيع الاستثمار والفاعلين،ولكن مما أدى إلى فشلنا التنموي و أوردنا وسيوردنا ولاشك موارد السكتات والانفجارات،مما أدى إلى ذلك حسب رأي المراقبين ويقين الممارسين هو شكلية الأمور في كثير منها،والتعامل معها بالمن والصدقة والكيل بمكيالين،مما جعلها صورية لم تحظى بما يكفي من التعبئة والحماسة المجتمعية،ولم تبلغ ما يكفي من العمق و من النجاعة والإنتاجية؟؟،

وبالتالي،فقد تم إقصاء العديدين من المشاركة الفعلية والفعالة في المخططات التنموية وبرامجها ناهيك عن مشاريعها وشراكاتها،رغم أن الحاجة و المجال يتسع ويستوعب جهود ومساهمة الجميع؟؟،وتمكينا ليد السلطات وبسطا لنفوذها وحفظا لهواجسها،وضدا على القوانين تم إقصاء المعارضين خاصة،أو من يظن أنهم كذلك،وكأن الأمر التنموي في البلاد مجرد ريع وصفقات للموالين من العباد فحسب،أو من يظن أنهم كذلك،أو كأن هؤلاء الموالين أكثر كفاءة ووطنية من غيرهم،وهذا غير صحيح؟؟،ألم يكفي أنه بعد 50 سنة من العناد والإبعاد عقدنا بالأمس جلسات الإنصاف والمصالحة،بل وأدمجنا المعارضة المرفوضة عقودا وعقودا في الشأن الوطني،بل وسلمنا لها تدبيره وعملنا ببرامجها ومقترحاتها،وسمينا ذلك الإدماج ب"شكل ديمقراطي"؟؟،فلماذا كل هذا الهدر للزمن السياسي،وإلى متى سيهتم نموذجنا التنموي بالأفكار والمبادرات بدل الاهتمام بأصحابها و ولاءاتها؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة