Top Ad

الاثنين، 22 يونيو 2020

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

سؤال الطفل المغربي والعطلة الصيفية في ظل كورونا 1/4


1- أي رؤية موضوعية للفاعل المدني للعطلة الصيفية؟
      مع نهاية كل موسم دراسي،يطرح سؤال العطلة الصيفية للأطفال والأسر الميسورة والكادحة،وهي تبحث عن حظها من الراحة والاستجمام بعد طول العناء،ويزداد الطرح حدة هذه السنة 2020،لكون موسم الصيف قد تزامن مع التداعيات الوخيمة لجائحة "كورونا" على جميع الفئات والقطاعات المتضررة،ومنها فئة الأطفال المحجور عليها في المنازل أزيد من ثلاثة أشهر متتالية،وكذا المعتاد من قطاع المخيمات التي يقال أنها ستلغى هذه السنة،بسبب استمرار أهم الإجراءات الاحترازية للوقاية من الوباء،وعلى رأسها صعوبة التنقل بين المدن وضرورة التباعد الاجتماعي،أضف إلى ذلك صمت الوزارة الوصية رغم محاولات الجمعيات الشريكة استنطاقها دون جدوى،وأخيرا أكد بلاغ لسيادتها أن المخيمات ستفتح في شهر شتنبر بإذن الله،يعني أنها ستغلق طيلة الصيف؟؟،فما هي البدائل الممكنة لتجزية الأطفال والأسر لعطلة صيفية مريحة وممتعة،خاصة بعد مخلفات الضغط النفسي المرتفع للحجر الصحي على الجميع،والحاجة إلى الترويح والاستجمام عندهم أمر ضروري ومؤكد ؟؟.

         أعتقد أن الفاعل المدني،وبكونه صاحب قوة اقتراحية ونظرة شمولية،لا ينبغي أن يستمد رؤيته حول العطلة الصيفية للأطفال في ظل جائحة "كورونا"،إلا من خلال رؤيته العامة للوضع العام في البلاد وعبر العالم،خلال وبعد "كورونا"،ومن خلال ما كونه من تشخيصات و مقترحات حلول يمكن أن يساهم بها في ما ينتظره الناس بعد الجائحة من النقاش الوطني لمعالجة ما خلفته هذه الجائحة من إشكالات؟؟.فمن قائل بضرورة تنظيم المخيمات،إلى قائل بضرورة إلغائها،إلى قائل بضرورة تكييفها أو تعويضها بالممكن من العطل الصيفية المعتادة،ولابد من إجابة ضرورية في اتجاه تطوير النقاش،ومن أجل ذلك يمكن الوقوف على بعض النقط الأساسية التي تشكل ولاشك مداخل للموضوع الإشكال والحل الممكن وهي:

         1- إدراك حجم الجائحة على حقيقتها:
         هذه الجائحة التي تخطت كما يقال صور الصين العظيم واستباحت بفظاعتها جل دول الشرق والغرب،أوقفت الحافلة والقطار وأغلقت الميناء والمطار وأوقفت الدراسة الحضورية والصلاة الجماعية،والملاعب الرياضية،والأنشطة الجماعية،لم تراعي حرمة رمضان ولا طقوس العيد،ولا الحج ولا العمرة...،فكيف نريدها أن تحترم لنا العطلة الصيفية؟،حتى وإن رفع الحجر الصحي،فإن حالة الاستثناء والتباعد الاجتماعي سيكونان في الغالب لا يزالان ساريا المفعول وقد كان؟؟.

         2- الصحة أولى الحقوق في الظرف الراهن:
         وقد رأينا المجهودات الجبارة والاحترازات الصارمة وسيل من الوصلات التحسيسية والحملات التمشيطية والتنسيق غير المسبوق بين الطب العمومي والخصوصي والعسكري..،كل هذا من أجل حفظ صحة المواطن و وقايته من خطر الجائحة،وفعلا أتت كل هذه التدابير نتائجها بشكل مبهر وأكثر مما كان متوقعا،ولا أعتقد ينبغي المجازفة بهذه المكاسب الصحية،وإذا كان التخييم من حق الطفل فإن الصحة في الظرف الراهن أولى حقوقه؟؟،

         3- الأولوية في المجتمع للقطاع الاجتماعي:
         وقد رأينا الهبة الاجتماعية والحملات التضامنية التي حاولت أن تواسي العديد ممن تضرروا من الجائحة بتوقف أعمالهم ومصادر أرزاقهم (على عكس بعض الدول التي منحت مواطنيها إجازة مدفوعة الأجر)،ورغم ذلك لا زال هناك الخصاص والاحتجاج،بشكل لا أظن فيه الرأي العام السياسي والوطني ولا غيره سيقبل أولوية أخرى مزاحمة للشأن الاجتماعي مهما كانت،(فحوالي 6 ملايين أسرة بما قد يعادل 30 مليون فرد،لا يمكن أن تقدم عليهم ربع مليون طفل ممن يستفيدون من المخيمات،وممن هم جزء من هذه الأسر التي لها أولويات عيد الأضحى والدخول المدرسي وتنتظر المساعدات)؟؟.

         3- المخيمات لا تنظم في ظروف محفوفة بالمخاطر،ولا ينبغي التشجيع على المغامرة بذلك:  
         صحيح أن أزيد من ثلاثة أشهر متتالية من الحجر الصحي على الأطفال في منازلهم ،شكل ضغطا نفسيا كبيرا عليهم وعلى أبائهم المضغوطون بدورهم،وأكيد أنهم عاشوا في جو مخيف من الوباء وحرموا من الخروج ومن الدراسة الحضورية ومن اللقاء مع الأصدقاء..،واليوم سيرفع عنهم الحجر الصحي،ولكن في ظروف هشة لازالت تستدعي كل الاجراءات الاحترازية للوقاية من المرض كوضع الكمامة والتباعد الاجتماعي والتعقيم والنظافة..،فمن يضمن للمخيمات كل هذه المستلزمات؟؟،ونحن الذين عشنا في مخيماتنا طوال عقود بأزيد من 20 قطاع شريك ولا شريك على أرض الواقع بالشكل المطلوب،شراكة مع قطاع الصحة ولا نجد أطباء في المخيم،وشراكة مع النقل وكل عسر الجمعيات في التنقل من وإلى المخيم،وشراكة مع البيئة و المرافق الصحية جلها بدائي ودائما مخنوق..؟؟.

         وبالتالي لا ينبغي - في نظري - المغامرة بأية مخيمات غير جاهزة وغير مضمونة العواقب،ولا ينبغي دفع الجمعيات في ذلك الاتجاه،وكلنا يعرف أنها لا زالت تشتغل مع الأسف في فراغ قانوني ولا شيء يحميها من تحمل المسؤولية عن كل ما يمكن أن يقع لها من الأحداث والحوادث عن تفريط أو غير تفريط ؟؟.وكلنا لا زال يتذكر بعض الأحداث المؤسفة التي وقعت في بعض المخيمات على قلتها،احتراق خيمة في الأطلس،غرق طفل في شاطىء الجديدة،وكم كانت معاناة الجمعيات إزاء كل ذلك ولم تخرج منه إلا كالخارج من عنق الزجاجة؟؟.

         وهب جدلا أن الترافعات الجمعوية أو حتى الوزارية قد أفلحت في استصدار قرارات بعكس هذا وأقرت بما لا ينبغي  - في نظري - أن يقر به، فأعتقد أن الأسر والآباء أول من لن يتشجعوا على منح الجمعيات أبنائها ليغامروا بهم في ظروف ما زال الجميع يعافس فيها تداعيات الجائحة،إذ كيف سيحجر الناس على أبنائهم في منازلهم ثلاثة أشهر متتالية خوفا من الإصابة و الهلاك،ثم في لحظة غير محسوبة العواقب يهبونهم لمخيمات قد تسبب لهم في ما ظلوا طوال الحجر الصحي يخشونه من الإصابة والهلاك؟؟.

         وهذا لا يعني في شيء باستحالة العطلة الصيفية الممتعة والمفيدة،بقدر ما يعني استحالة المخيمات الصيفية ولو بتغييرات وتكييفات يقترحها البعض كمخيمات القرب أو التنشيط الجمعوي في الأحياء والساحات العمومية؟؟،ولا يعني هذا أيضا وبالمطلق أي سماح بالمساس بميزانية المخيمات والطفولة والشباب في شيء،وشتان شتان ما بين كل هذه الأمور والإشكالات. ترى ما هي البدائل الممكنة لتجزية عطلة صيفية ممتعة و مفيدة للجميع،خارج المعتاد من المخيمات الصيفية التقليدية والفضاءات والبرامج التقليدية لها،وحتى الإطارات التقليدية الداعمة لها؟؟.(يتبع)      
الحبيب عكي

اقرء المزيد

الثلاثاء، 16 يونيو 2020

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

قراءة في ندوة مدنية حول العطلة الصيفية.

         نظمت رابطة الأمل للطفولة المغربية (تشبيك وطني للجمعيات التربوية)،يوم السبت 13 يونيو 2020 على الساعة 18h.00 مساء،ندوة مدنية عن بعد،تحت عنوان:"أي عطلة صيفية للطفل المغربي في ظل جائحة كورونا"؟؟،هذا وقد جمعت هذه الندوة بين ممثلين عن الوزارة الوصية للشباب والرياضة وشريكتها في مجال التخييم وبرنامج "عطلة للجميع" الجامعة الوطنية للتخييم،بالإضافة إلى عدد من ممثلي الجمعيات الوطنية:"الرابطة" و"الأمل" و"الرواد"و"الرسالة" و"فضاء الفتح"،وخلال حوالي 2h30  من النقاش المثمر في الموضوع،كانت أهم المخرجات كالتالي:

         1- تعبير الجميع عن حرصه على المصلحة العليا للبلد،وتثمينه لجهود المملكة في محاربة الجائحة وتضحيات جبهاتها الأمامية،وفخر الجميع بمساهمته المدنية في تدبير الجائحة ومخلفاتها،خاصة في ما يتعلق بفئات الطفولة والشباب التي أخذت الحركة الجمعوية على عاتقها تنشيطها وتكوينها عن بعد، طوال فترة الحجر الصحي وما عاش فيه الجميع من القساوة.

         2- تثمين هذه المقاربة التشاركية والحرص على الرقي بها إلى المستوى الدستوري الذي يلزم الجميع  بالتشارك في تدبير الشأن العام اقتراحا وتقريرا وإنجازا وتقييما(فصل 12 و 13)،بدل ما يحدث الآن حيث تعد الجمعيات مشاريعها وتبحث لها عمن يدعمها،أو تعد القطاعات الحكومية برامجها وتبحث لها عمن يقبل  بها ويساعدها في إنجازها كما قررت وأرادت؟؟.

         3- تثمين جهود الحركة الجمعوية والمجتمع المدني التي ترتقي إلى مستوى القطاع الثالث بعد الدولة والخواص،والمنادة بضرورة فتح المجال لهذه الحركة المدنية المواطنة للمساهمة كما ينبغي في تدبير الأزمة وفي اتخاذ القرار والفعل التنموي،وقد راسلت في مذكرتها خلال هذه الأزمة أزيد من 1000 جمعية رئيس الحكومة بشأن ذلك.

         4- ضرورة الاهتمام اللائق بقطاع الشباب والرياضة وما يرتبط به من مؤسسات دور الشباب ومراكز الاستقبال ومراكز حماية الطفولة والمخيمات الصيفية وهي التي تؤطر الطفولة والشباب ( حوالي 28% أو أزيد من 10 ملايين من الساكنة)،وهو القطاع المتضرر بما عرفه خلال ولايتين حكوميتين من كثرة تعاقب الوزراء وتعدد  السياسات.

         5- عدم السماح بالمس بميزانية برنامج الوزارة وشركائها "عطلة للجميع" باعتبارها ميزانية أهم شريحة اجتماعية التي هي الطفولة والشباب،وميزانية يمتد صرفها على مدار السنة في دعم المخيمات الصيفية والتكاوين الربيعية والمقامات اللغوية وملتقيات الجمعيات ومشاريعها على مدار السنة،ناهيك عن أن تأهيل المخيمات القديمة وفتح مخيمات جديدة يستدعي هذا التوجه.

         6- تفادي بعض التناقضات التي شابت تدبير الأزمة كغلق المخيمات وفتح الملاعب والأسواق،أو الإيمان الجماعي بخطورة الضغط النفسي على الأطفال خلال أشهر متتالية من الحجر الصحي،مع عدم السماح لهم بالمخيمات وبالأنشطة التربوية والترفيهية في الشواطىء والمنتزهات والساحات ولو بروتوكولات و تكييفات معينة؟،مع العلم أن المخيمات تلجأ إليها كل مناطق التوترات والكوارث والأزمات لتخفيف الضغط والوتر على أطفالها،فكيف بنا نحن نغلقها؟.

         7- والحالة هذه،فهناك ضرورة العودة إلى النماذج المتعددة الغنية والثرية لاجتياز العطلة الصيفية عند المغاربة،وهي أكثر من أن تعد أو تحصى(أزيد من 12 نماذج حسب الوسط والإمكان والبرامج)،وعلى الأسرة تحمل مسؤوليتها في هذا الصدد بما يحترم الاحترازات الوقاية ويحفظ الصحة العامة و يجعل عطلتها وأبناءها عطلة إعمار لا دمار؟؟.

         8- ضرورة انفتاح الإعلام العمومي في كل قنواته على برامج صيفية تربوية ترفيهية تكوينية ك"قناة الرابعة" وقد تكاد تنهي من برامج الدراسة عن بعد،في أفق إنشاء قناة وطنية خاصة بالطفل والأسرة،منفتحة على جمعيات المجتمع المدني وبرامجها التي ظهرت خلال الأزمة على أنها في المستوى المطلوب وتزخر بالطاقات في مختلف المجالات.

         9- ضرورة فتح ورش المعضلة القانونية للمجتمع المدني في البلاد،كقانون التطوع،وقانون الإحسان العمومي،والاقتصاد التضامني،والمقاربة التشاركية،ومأسسة قطاع التخييم وتوحيده بين العمومي والخصوصي،وجعله يساهم في حماية الطفولة والشباب من القيم الدخيلة والأفكار الهدامة،خاصة إذا علمنا أن معضلة العالم الثالث هي في عدم تنظيمه للوقت الثالث أو استثمار الناشئة للفراغها،الشيء الذي يشيع فيه الكثير من الهشاشة والعديد من الانحرافات.

         10- ضرورة تظافر الجهود بين كل الفاعلين من الدولة والوزارة والأسرة والجمعيات والجماعات الترابية المحلية منها والجهوية كل من جهته وبإمكانه،كتأهيل الفضاءات التربوية والترفيهية في المدن والقرى وفتح مخيمات القرب الجهوية،من أجل عطلة صيفية ممتعة ومفيدة ومن أجل طفولة مغربية تحظى بتربية وتنشئة اجتماعية سليمة ومتكاملة.

         11- ضرورة استمرار الجمعيات في أنشطتها التربوية والترفيهية والتكوينية عن بعد،وهي التي أبلت البلاء الحسن خلال الحجر الصحي ولا تزال،فاستمتع كل من يمتلك وسئل الولوج بسيل من الصبحيات والأمسيات والمسابقات والتكوينات،تستحق عليها من الوزارة الوصية دعما ماديا مستحقا،وإضافة مجزوءة التواصل عن بعد في برامجها التكوينية والتدريبية،كما عبرت الرؤية التربوية ل"الرابطة" عن ضرورة ذلك التجديد في محاورها الأربعة الأساسية وهي الجمعية والطفل والمربي والمنهاج،كما أن على هذه الجمعيات عدم إغفال التنسيق والتعاون فيما بينها من أجل إعداد مذكرات ترافعية وطنية قوية بشأن كل ما يتعلق بالسياسات العمومية في مجال الطفولة والشباب والمجتمع المدني.

         12- التحذير من استمرار تردي القيم والإنسية المغربية والتي تتشتت على إثرها الأجيال بين تعليم عمومي وتعليم خصوصي وأجيال تتمتع بالشواطىء والمنتزهات وأخرى تقتات على المزابل وتعيش على المتلاشيات،أجيال تتمرغ على عشب المنتجعات ورمال الشواطىء،وأخرى تشاغب في الملاعب وتقتلع الكراسي وتلطخ الجدران وتكسر الإنارة العمومية...؟؟.

         13- إمكانية فتح المؤسسات التعليمية بداية الموسم الدراسي أمام جمعيات المجتمع المدني لتنظيم أسابيع تربوية ترفيهية على شكل مخيمات موضوعاتية،وفتحها لها على مدار السنة لتقديم أنشطتها الموازية للأطفال والتلاميذ،ألعاب ومسابقات  مسرحيات وغير ذلك مما سيساهم في تكوين شخصية التلميذ وتربيتهم على القيم والمواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان.

         14- لا ينبغي أن نترك "كورونا" تهزمنا وتمنعنا من تمتيع أطفالنا بحقهم في اللعب والترفيه والأسفار والسياحة الداخلية،لا بد من التعايش مع الوضعية الوبائية ببروتوكول صحي يحمي الجميع من جهة ويسمح له في نفس الوقت بحقه في متعة عطلة صيفية بعد حجر صحي قاهر،ولنا بعض التجربة في بعض الدول التي نحت هذا المنحى الإنساني وهو أقل كلفة من المنحى الاقتصادي الصرف والذي يشتغل عماله وعاملاته في ظروف شتان بينها وبين ظروف المخيمات؟؟.

         خلاصة القول،وقد تابعت ندوات مدنية أخرى لهيئات جهوية و وطنية من مشارب مختلفة،وكلها تفيد أن المجتمع المدني قوة اقتراحية هائلة فعلا،ومواطنة صادقة وطاقة تطوعية دفاقة،ولكن ما يعانيه من عدم الاستماع وعدم الإشراك الحقيقي،بسبب ضيق بعض القطاعات وشطط بعض السلطات وإجحاف بعض القوانين،يفقد المغرب تقدما هائلا في مختلف القطاعات وعلى رأسها قطاع الطفولة والشباب وغيرهما من الفئات الهشة والتي تعد - شئنا أم أبينا - المقياس الحقيقي لتقدم الأمم ورقيها،نرجو من كل الغيورين والفاعلين من الأحزاب وبرلمانييها والنقابات ومناضليها التعاضد مع المجتمع المدني والدفع في هذا الاتجاه بالترافع معه والتشريع من أجله،نرجو تفعيل المجلس الوطني للشباب والعمل الجمعوي،نرجو أن يكون تصحيح هذا الخلل من المعالم الكبرى الموجهة للمنتظر عندنا من النموذج التنموي الجديد..نرجو ذلك؟؟.

للمزيد من المعلومات رابط الندوة: https://www.facebook.com/rabitatma/videos/740375263434112/?t=3
الحبيب عكي

اقرء المزيد

الخميس، 11 يونيو 2020

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

سؤال الذكاء الاجتماعي للمغاربة بعد كورونا ؟؟

     في الحقيقة،ما أكثر الذكاءات التي أبان عنها النبوغ المغربي في ملحمته الوطنية ضد جائحة "كورونا"،ذكاءات استراتيجية وتدبيرية،فردية وجماعية جعلته يتفوق في محاربة "كوفيدها 19" المشؤوم،ولأول مرة حتى على أعتى الدول الكبرى من طينة إيطاليا وإسبانيا وأمريكا وأمريكا اللاتينية،وينال على ذلك تنويها من منظمة الصحة العالمية لم ينله كثيرون غيره،إذ سجل حوالي 200 من الوفيات فقط من بين أزيد من 8000 إصابة مؤكدة، بما يعادل أزيد من 84 % من نسبة الشفاء إلى حدود الساعة،متفوقا حتى على المعدل العالمي للشفاء والذي لا يزال في حدود 54 %؟؟.ذكاءات استشفائية إذن..سياسية..اجتماعية..صناعية..تضامنية..رقمية..تنظيمية..دينية..جعلتنا نعبر البحر "الكوفيدي" اللجي بأقل الخسائر الممكنة،وجعلتنا نتخلص - وهذا هو الأهم - من العديد من ترهات التخلف المزمن التي كان الجميع يعتقد عمليا ألا ملجأ منها إلا إليها،فأحكمت قبضتها الحديدية القدرية على حياتنا عقودا وعقودا،والقوم لا يكادون ينفكون من دوائرها ومتاهاتها؟؟.

         من كان يظن يوما أن المغرب سيقدم بسهولة على غلق حدوده البرية والجوية والبحرية،فأوقف القطار وأغلق المطار،ولم يعر للمصالح الاقتصادية ولا السياسة الدولية كبير اعتبار،بل كان همه الأول حماية المواطن من الأخطار،وكان نعم الاختيار على غيره من الأقطار؟؟. من كان يظن يوما أن يتدفق منسوب كبير من الصدق والثقة والحكامة في خدمة السلطة للمواطن ورعاية المصالح العليا للوطن؟،من كان يحلم يوما أن تتظافر فيه جهود الطب العمومي والطب الخصوصي والطب العسكري،وتسخر فيه كل الطاقات والإمكانيات لمواجهة الجائحة العدو،بل وتتحسن خدمات المستشفيات والمصحات إلى درجة خرافية أصبح فيها النزلاء المبتلون والعاملون المقيمون يتخيرون من وجبات الممون (Traiteur) ما يشاؤون وتلذ به الأعين، وهي أبسط الحقوق والواجبات التي هرمت الأمة من أجلها؟؟.

         من كان يتصور إمكانية كل هذه الطفرة الرقمية في زمن قياسي ،وبنفس الإمكانيات اللوجستيكية الهزيلة ونفس الطاقات البشرية غير المؤهلة؟؟،فإذا الأساتذة يتواصلون مع تلاميذهم عن بعد،وإذا بالإدارات تقضي أغراض مرتفقيها رقميا،وتستمر التعلمات والندوات والتكوينات والمسابقات والمحاكمات وغيرها من الخدمات رغم أنف "كوفيد 19"،طفرة ما كان يتحدث بها يوما حتى عباقرة المكونين والمبرمجين ولا خبراء المهندسين والمنظرين،خاصة في ظل برامج رقمنة قطاعية تعثرت أكثر من عقدين من الزمن؟، فإذا بها اليوم تنبعث من الرماد كالعنقاء وتنقد قطاعات ومؤسسات وإدارات ومقاولات،كانت مهددة بالشلل التام في ظل الجائحة،لولا التعليم عن بعد..والقضاء عن بعد..والعمل الإداري عن بعد..والتسويق عن بعد..وغير ذلك مما أعطانا - رغم كلاحة المأساة - وجها رقميا آخر طالما طمحت إليه الأقوام عقودا مضت؟؟.

         من كان ينتظر كل هذه الهبة الاجتماعية التضامنية،الفردية والجماعية،الأهلية والرسمية،ونحن الذين ظللنا نجتر العديد من الأزمات الخانقة كالفقر والبطالة والتفكك والهشاشة،وليس لها غير التضامن الاجتماعي بلسم جراح وشفاء أفراح؟؟. من كان ينتظر قاطرة المجتمع المدني أن تستيقظ من مخدر خطير  أثر عليها في التنمية حتى النخاع،وأصبحت كل مبادرة مدنية عنده مشروطة بما يحصله ورائها من دعم مالي وطني أو يعبؤه من رأسمال أجنبي،فإذا به اليوم وكأن الجائحة قد أيقظته من شروده و قذفت به في السكة الصحيحة وأصبح يقود اليوم عشرات المبادرات الاجتماعية والخدمات التضامنية دون فلس واحد لا من قطاع حكومي داخلي ولا رأسمال منظمة وأجندة أجنبية؟؟،وكذلك تحررت الدولة من كذا سياسات ومساعدات،بصندوقها "1919" للمساهمة في التضامن و رقمها "1212" للاستفادة منه؟؟.

         هذه ذكاءات اجتماعية كلها مسعفة،بانية وناهضة،نمت بعض فسائلها خلال جائحة "كورونا" وفظاعتها،ولكن كيف بنا إلى رعايتها واستدامتها بعد الأزمة حتى نحمي الوطن والمواطن من النكوص وعودة حليمة إلى عادتها القديمة؟،ومساهمة من أجل ذلك نورد هذه المقترحات:

            1- هذه الذكاءات قوتها في منافعها والحاجة إلى استدامتها.
          2- هذه الذكاءات هي إبداع وطني أصيل وليست مستوردة،بما يعني أن في تراثنا كثير مما نحتاج،وما يعني أنه مهما صبغنا حياتنا المعاصرة بأصباغ الآخرين،فيوم الجد والشدة نعود إلى أصباغنا وأصلنا ولا يصح إلا الصحيح؟؟.
       3- حان الوقت - كما يقال - للكف عن سياسة "القفة والقوالب" وتعويض ذلك بتشجيع الإنتاج الوطني،يحرك الناس للعمل والاعتماد على أنفسهم،وتشجيع مبادراتهم بدعم الإقبال الجماعي على منتجاتهم والاستهلاك الوطني؟؟.
       4- التعجيل بإخراج السجل الاجتماعي للمواطن،وهيكلة القطاع غير المهيكل(80%)،حتى تسهل وتستقيم عملية استفادة الجميع من حظه من الثروة الوطنية بشكل عصري نزيه وشفاف،خاصة في مناطق الهشاشة في الحواضر والبوادي والجبال التي يصعب إليها الوصول؟؟.
        5- تحمل القطاعات الحكومية مسؤوليتها في الحفاظ على المكتسبات وتحقيق الانتظارات،وفي هذا الصدد يعجبني قرار وزارة الشؤون الاجتماعية القاضي بعزم استمرارها في خدماتها حتى ما بعد "كورونا"،لصالح ما طهرت منه الشوارع والمحطات من الأطفال والمشردين ؟؟.
        6- هذا وقد أظهرت الجائحة إن هناك طاقات وكفاءات بالآلاف والملايين،قد امتطوا صهوة العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في كل شيء،فعلى من يهمهم الأمر تيسير أمر مشاركتهم عبر قوانين ميسرة وهيئات ذات مصداقية وسياسات ذات معنى ومردودية،بدل كياسات اللهو والعبث وقوانين الضبط الأمني وقمع الحريات و وأد المبادرات،كما أن على هؤلاء المهووسون بالمشاركة  والتعبير ولوج أبوابهما المنتجة و المسؤولة؟؟.

         لابد من المبادرة قبل فوات الأوان،فلا نريد جائحة أخرى تحرمنا من أحبابنا ومساجدنا ومدارسنا وملاعبنا وأعمالنا وأسفارنا وأعيادنا ..حتى نتأكد مرة أخرى أنه بإمكاننا أن نعيش في الدين والدنيا أفضل مما كان؟؟.
الحبيب عكي

اقرء المزيد

الخميس، 4 يونيو 2020

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

النموذج التنموي وجائحة كورونا..لمن سترجح المراجيح؟؟


        لاشك أن اللجنة الوطنية المكلفة بإعداد النموذج التنموي الجديد،تواجه مهمة جد صعبة في بحر لجي من الإكراهات والمتناقضات،أولا باعتبار تقنوقراطييها الذين يطغون على تركيبتها في الغالب بينما يرى الآخرون أن الإشكال شئنا أم أبينا هو سياسي قبل كل شيء؟،ثانيا،باعتبار هذه اللجنة ستكون في مواجهة مكشوفة مع نموذج تنموي طالما ساد التغني به من طرف أباطرته والتطبيل لمنجزاته المبهرة في نظرهم،بينما الرأي الرسمي يعلن عن فشله،بما لم يؤدي إلا إلى مغرب مهدد بالسكتة القلبية في عهد،ويسير بسرعتين حينما حاول النهوض والسير في عهد؟،وتغيب فيه العدالة الاجتماعية والمجالية،وفشلت سياساته المتعاقبة في تحسين مستوى عيش المواطن،وإنالته حظه من الثروة الوطنية على قدم المساواة؟.وتزداد هذه الصعوبة،عندما تجد هذه اللجنة نفسها أمام خيارات أحلاها أقسى من قاسية،فهل ستكون لها الجرأة على التجديد والإصلاح الفعلي،أم ستقع ضحية المسكنات والاجترارات المتهالكة،حبيسة تنمية التخلف ولو بأصباغ براقة ولكنها هالكة؟،هل ستستطيع في طرحها التنموي التخلص من أسباب فشل النموذج القديم وتجديد النخب والسياسات وتجاوز لوبيات الإفشال؟،كيف هي مع مغاربة التعدد والتنوع والصراع المحتدم،تحسبهم جميعا بحكم المقدسات والإجماع الوطني،وقلوبهم في المصالح والأيديولوجيات شتى متناطحة؟،كيف هي مع ثقافة الاستهلاك بدل الإنتاج وكثرة الطلبات والاحتياج وقلة الإمكان والإنتاج؟؟.

         عقودا من الهذر التنموي وتشويه نموذجه المستدام والمجالي والإنساني،كثرت المجالات والقطاعات المتضررة،وأصبح منتظر حظه من التنمية - خاصة في العالم القروي والمدن النائية - كصاحب حقل ينتظر في حقله وصول الماء ليسقيه،والساقية على امتدادها من الحقل إلى العين،ثقوب وثقوب، بل خروق وخروق، ضاع عبرها وعبر قراصنتها كل الماء؟؟،وأصبح المواطن المنتظر يتساءل وقد كاد جزاء انتظاره يكون مجرد الانتظار،بأي الخروق سيبدأ هذا النموذج؟،بأي حقل وبأية ساقية وبأي عين؟؟،وهكذا لبدت أفقه كل الأسئلة الحارقة،سؤال المقاولة المواطنة التي شلت الجائحة حركتها؟،سؤال الجهوية واللامركزية؟،سؤال البطالة والشباب؟،سؤال الهجرة والكفاءات؟،سؤال الأسرة والطفولة؟،سؤال القيم وتخليق الحياة؟،سؤال العالم القروي؟،وسؤال..وسؤال..؟؟.لكن سؤال الأسئلة هو هل لا تزال العين لم تنضب بعد وفيها بقية ماء يتدفق؟،أم سيمدونها بعيون أخرى؟،وكيف، ومتى، ومن أين، من الداخل أم من الخارج؟،أم سيبحثون عن الماء في نفس الحقل وعن مصادر الانتعاش في عين المكان؟؟.

         وفعلا،انطلقت أشغال اللجنة وبدأت تتحرك،ولكن في أي اتجاه ولأي غرض وبأية سرعة ودمقرطة المشاورات،يبدو أن هناك بعض التذبذب،وهذا طبيعي كما يقول التنمويون،فمن لم يحدد في البداية وجهته فكل الوجهات تنتهي به إلى لا شيء،وهكذا فقد تم الاستماع إلى بعض الهيئات دون البعض،وعقدت لقاءات مع شباب دون شباب،وعبئت طاقات دون طاقات ومواطنين دون آخرين،وطبعا قبل أن تأتي الأرقام والإحصائيات الرسمية لتفحم الجميع كالعادة،جاءت - والعياذ بالله - جائحة "كورونا"،وكشف "الكوفيد 19 " المشؤوم والفظيع عن كل المستور،وكلل المُر المُمرر، والعلقم المصبوغ،وبين بما لا يدع مجالا للشك أن الجميع كان يغرد خارج السرب،وكأن لا أحد يعرف ذاته أويخطط لغيرها؟؟،نعم،رب محنة في طيها منحة،وكفى بمحنة "كوفيد 19" - رفع الله وباؤها وبلاؤها عنا وعن العلمين - ما قطعت أو ستقطع معه من تلك "الألعاب" السيئة الذكر التي اعتادت قلب الصور والحقائق في أعين الناس والدفاع عن ذلك باستماتة:"الجفاف...الصحراء...تعليمات وأوامر عليا...الظروف الإقليمية والدولية..."،وغير ذلك مما كانت تصلب على جدرانه انتظارات المواطنين باسمهم وهم يدرون ولا يدرون؟؟.

         نعم،أعتقد مع الكثيرين أن جائحة كورونا - رغم فظاعتها - فقد كانت خير خبير استراتيجي للجنة النموذج التنموي الجديد وخير موجه استراتيجي لبوصلتها و أشغالها وجرأتها ونزاهتها،"كورونا" أظهرت أولويات حصل حولها الإجماع الوطني ولا مبرر للجنة بتجاهلها أو ترتيبها في غير مراتبها،أو برمجتها بأقل مما سيحققها على أرض الواقع،في الزمان والمكان والشكل والحجم والوتيرة المطلوبة،ومن ذلك:

         1- مجال الصحة العمومية وتأهيلها
         2- التعليم وإصلاحه والاستثمار فيه
         3- الرقمنة الإدارية والعمل عن بعد
         4- السجل الاجتماعي للمواطن وهيكلة القطاع غير المهيكل.
         5- الاستثمار في اقتصاد المعرفة والبحث العلمي  والصناعة الوطنية.
         6- تنمية ما حصل من الثقة والتقارب بين المواطن و رجل الأمن والسلطة.
         7- العناية بفئة الأطباء والعلماء والأساتذة و الخبراء بدل الدعاية الفارغة لقدوات التفاهة الهدامة.
         8- تنمية القيم المواطنة والاستثمار في المبهر مما ظهر من الذكاء الاجتماعي للمغاربة خلال الجائحة.
         9- مركزية المجتمع المدني وحقه الدستوري في المقاربة التشاركية والانخراط في صلب العملية التنموية بحق.
         10-الأسرة والطفولة والشباب،باعتماد سياسات تحارب التفكك والهشاشة،وتدعم الاستقرار و المودة و السكينة.

         وكل هذا في إطار عام ولوحة قيادة بوصلتها البارزة عنونها هو :"الإصلاح السياسي" الذي يضمن حق الشغل والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية مما يصلح البلاد والعباد،فعسى أن ترجح له كل المراجيح التنموية لا لغيره،وعسى أن تشرق للتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان في بلادنا معاني وقيم وطنية جديدة،على الأقل فيما هو ممكن،وكل شيء - كما أظهرت نجاحاتنا ضد "كورونا" - إذا خلصت النوايا، وقويت العزائم، وتظافرت الجهود..،كان كل شيء أمكن من ممكن؟؟.

الحبيب عكي
اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة