Top Ad

الاثنين، 30 يوليو 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

الرشيدية،هل تدشن التدبير الثقافي للفضاءات الترفيه؟؟


        في الحقيقة،تشهد مدينة الرشيدية بعض المبادرات المدنية النوعية على قلتها،"حملة جيب كتابك وأجي نقروا"في المنتزه،"الأسبوع الثقافي الرمضاني في ملتقى الطرقات"،"خيمات تحسيسية ومعارض ثقافية وفنية في مختلف الشوارع العامة والساحات"،"تشجيع التفوق الدراسي من واحة الرياضات الجميلة،و بعض الأمسيات الفنية في الساحة الكبرى للعمالة"،"أمسيات رياضية في قاعة الرياضات و مخيمات حضرية ودورات تكوينية في دار الشباب"،"أنشطة مسترسلة على مدار السنة في قاعة فلسطين وغرفة التجارة والصناعة والخدمات والآن في دار المواطن والمركب الثقافي القطري والفضاءات الجمعوية التي أنشأها المجلس الجماعي في الأحياء،ناهيك عن جمعيات و وداديات الأحياء التي تدلي بدلوها في هذا المجال"؟؟.

        غير أن كل هذه الحيوية والنشاط قد لا يلبي حاجة أبناء المدينة و زوارها في حاجتهم الثقافية والترفيهية والسياحية،ولا يجعلها دائمة غير موسمية ولا في المناسبات فحسب،ولا يجعلها مشاعة عامة غير مركزة في بعض الفضاءات والأحياء دون غيرها،ناهيك عن أن تشمل مختلف الشرائح الاجتماعية من الأطفال والشباب والنساء والنخب وغيرها أو أن يكون لها من البنيات التحتية و الممارسات الإدارية ما يدعمها ويشجعها،خاصة للوافدين على المدينة،ناهيك عن أن يخلق كل ذلك عائدا تربويا وثقافيا واضحا على المستهلكين من أبناء المدينة والوافدين عليها،فيخلقوا لهم ولمدينتهم سمعة و نموذجا تنمويا مستداما تضاهي به غيرها من المدن،ينخرط فيه الجميع وتعود فوائده على الجميع؟؟.

        أتذكر،مرة في تظاهرة اقتصادية سياحية إقليمية،التقيت مع فريق من الشباب وفد على المدينة في رحلة استكشافية سياحية ترفيهية جماعية،و كان أول ما سألوا عنه أين يوجد متحف"البقيع" وعين"مسكي"و"الجامعة"..،لكونهم قد تعرفوا عليها قبل المجيء عبر مواقعها الإلكترونية؟؟.كما أتذكر مرة أخرى،كنت قد رافقت فيها ضيوفا لنا إلى منتزه المدينة،فأعجبوا به كتحفة سياحية ترفيهية وسط هذا الخلاء الصحراوي للمنطقة،وقد أثنوا على المبادرة ومجهودات التطوير والعناية، لكنهم لاحظوا أن البعد الثقافي يكاد يغيب فيه بشكل واضح،فالمسرح الروماني الذي تربع في إحدى زواياه،لازال فارغ المدرجات على الدوام،ومغارة المناجم لا دليل يرشدك فيها على خريطة المعادن في المنطقة ولا يعطيك أي فكرة عن معضلتها،والبرج الشاهق لا ندري كم وماذا يلزمه من أن يصبح محطة فلكية مثلا؟؟،ناهيك عن غياب المكتبة و قاعة المعارض والعروض والندوات؟؟،

وأتذكر أخيرا،وأنا أتحدث مع أحد التشكيليين الكبار في المدينة حول معضلة النقط السوداء فيها،وكيف يمكن للفن التشكيلي أن يساهم في معالجتها،فقال متسخطا:"لا أدري جل المدن فيها تيمات ثقافية في مداخلها ومراكزها تعرف بها..تفاحة..ليمونة..شريط سينمائي..الخيل والتبويضة..،إلا هذه المدينة فلا تيمة ولا جداريات في شوارعها ومدارسها ولا متاحف ولا معارض ولا..ولا..،بل إن ما كان موجودا من كل هذا لا يستطيعون الحفاظ عليه كمكتسبات ولا تجديده كالخزانة والمكتبات،فبالأحرى أن نتحدث عن معالجة النقط السوداء،وهي ولا شك مهمة تشكيلية بجداريات جميلة لافتة يستحيل على المواطن أن يهتك نضارتها نظافتها وجماليتها أو يجعل منها مطارح عشوائية"؟؟.

والآن وكالعديد من المدن المغربية،حظيت مدينة الرشيدية بمجلس جماعي يبذل جهودا جبارة في إطار تصحيح المسار التنموي للمدينة ونقله من مسار طالما اهتم بالصراع السياسيوي على حساب الإنجاز وفي أحسن الأحوال يهتم بالعمران على حساب الإنسان،إلى مسار يزاوج بين السياسي والإنجازي وبين العمراني والثقافي دون استلحاق أو ركوب ولا استئثار أو استغلال،ونحن إذ نعتبر هذا المسار صحيحا و نثمن مراميه وننخرط في مساعيه،إلا أن نجاحه ولاشك يستلزم العديد من الشروط نذكر بها ونذكر منها:
1-    الحاجة إلى تثمين الموجود من الفضاءات الترفيهية والسياحية الطبيعية في المدينة،وتأهيل الممكن العذراء منهـــــا؟؟.
2-    الحاجة إلى إنشاء فضاءات أخرى في مختلف الأحياء،إضافة إلى ما نحتته فيها يد المبدع الخلاق والتراث الإنساني التليد؟؟.
3-       تدبير جماعي لهذه الفضاءات برؤية تجمع بين الترفيه والسياحة وبين التربية والثقافة،مع ما يلزم ذلك من ضرورة توفير المعدات اللوجستيكية كحافلات النقل و رمزية واجب الاستفادة و اللازم من المرونة الإدارية وتسهيل التراخيص و الحكامة في التربية على الصيانة والحفاظ على الملك العمومي؟؟.
4-    الانفتاح على كافة الفاعلين المجتمعيين والشركاء الجمعويين والمستثمرين والمثقفين والجامعيين والباحثين..كما ينص على ذلك الدستور،في وضع مخطط تنموي تشاركي للمدينة،ويجمع بين تنمية فضاءات الترفيه والسياحة والأبعاد التربوية والثقافية فيها؟؟.
5-    دعم التظاهرات الثقافية والفنية والرياضية والبيئية في المدينة وفق برامج تنشيطية تشاركية مع ضرورة الاجتهاد كما قلنا في توفير دور الإقامة و وسائل النقل ورمزية الاستفادة وعدم التعقيد والتماطل في الترخيصات و التأمينات..؟؟.
6- الحاجة إلى جيل جديد ومواكب للعصر من الفضاءات الثقافية والخدمات العلمية والتريهية،الفردية والجماعية،وربما من حسن حظ المدينة أن رئيس مجلها الجماعي يتوفر على رؤية متقدمة وغير مسبوقة في هذا الاتجاه فيتحدث عن رهانات حديقة لكل حي..ملاعب القرب..فضاءات جمعوية..حدائق بألعاب إبداعية وأسرية..معارض تراثية..أكشاك فنية..مقاهي أدبية وأندية سينمائية..قاعات متعددة التخصصات..مسابيح لكل الفئات..نافورات موسيقية..مهرجانات..وغير ذلك من الأفكار الرائدة بدأ بعضها يتحقق على أرض الواقع مثل الحدائق العمومية..والنافورات الموسيقية..و ملاعب القرب..وتطوير الخزانة المكتبية..؟؟.

فعلا،لا زالت مدينة الرشيدية ككل المدن المغربية تعاني من العديد من الآفات وعلى رأسها احتلال الملك العمومي..التملص الضريبي..بطالة الشباب..عشوائية الباعة المتجولين..غياب المرافق الصحية في الشارع العمومي..إتلاف بعض الإنارة والنقل العمومي..،وكلها آفات لابد أن علاجها يكمن في حكامة التدبير والمقاربة التشاركية ووربط المسؤولية بالمحاسبة و..و..،وأيضا بإعمال مداخل وحوامل التربية والثقافة،وربما التربية والثقافة قبل وبعد كل شيء؟؟.فهل يمكن أن نعتبر مدينتنا قد دشنت هذا المسار،خاصة إذا علمنا أن رئيس مجلسها الجماعي قد نزل مؤخرا إلى الهضبة الخضراء الجميلة بحي أولاد الحاج،و من منظور ربط الفضاءات الترفيهية بالتربية والثقافة،ساهم بشخصه فوق هذه الهضبة الخضراء الجميلة،كمثقف وهاوي متخصص في علم الفلك،لم تلهيه السياسة وضغطها والتزاماتها،ساهم مشكورا في تأطير خرجة فلكية كانت الجماعة من منظميها حول خسوف القمر ليومه الجمعة 27 يوليوز 2018؟؟،معرض تراثي على هامش افتتاح المسبح البلدي،وتشجيع التفوق الدراسي من واحة الرياضات،وخرجة فلكية على الهضبة الخضراء..،فهل يمكن أن نعتبر مدينتنا بمثل هذه المناسبات والمبادرات ومثل هذه الالتفاتات والسياسات،قد دشنت عهد حدائق المعرفة الغناء وعهد الملاعب الفيحاء،عهد التدبير الثقافي للفضاءات الترفيهية والسياحية بالمدينة؟؟،نرجو ذلك..نرجو ذلك؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الخميس، 19 يوليو 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

أقلام وأقلام


 هناك قلم يحرر ،،، وقلم يقرر ،،، وقلم يبرر ،،، وقلم يحاول أن يمرر،،، وهناك قلم أمير ،،، وقلم أجير ،،، وقلم أسير ،،،
وهناك قلم يستفز ،،، وقلم يفزع ،،، وقلم يعزف ،،،
و هناك قلم ظاهر ،،، وقلم قاهر ،،، وآخر طاهر ،،،
و هناك قلم متطور ،،، وآخر متنور ،،، وقلم ممتع ،،،
وهناك قلم  معتم ،،، وقلم يبعث الضوء ،، وقلم ينفث السوء،،،
ها قد تعددت الأقلام والحبر واحد ،،، فاحرص على اختيار حبرك وقلمك ،،، تحقق حلمك وتشفي ألمك،،،
منقول
اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

بلدية الرشيدية تحتفي بالتفوق والمتفوقين 2018


 كلمتنا بالمناسبة:
بسم الله الرحمان الرحيم،والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد(ص)،وبعد:
     السيد رئيس المجلس الجماعي لمدينة الرشيدية وأعضاء مكتبه المحترمين،السادة  ممثلي السلطة المحلية والأكاديمية الجهوية والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية،السادة مديري ومديرات المؤسسات التعليمية بالمدينة،زملائي في جمعية أبراج الرشيدية للثقافة والتنمية،السادة الآباء المحترمين والسيدات الأمهات الفضليات،أعزائي التلاميذ المتفوقين والتلميذات المتفوقات،بقية الحضور الكريم كلا باسمه وصفته وأسرته ومؤسسته،

أصالة عن نفسي،ونيابة عن أعضاء مكتب الجمعية،لا يسعني في البداية إلا أن أحيي جمعكم الطيب المبارك هذا،على الأقل لاعتبارات ثلاثة أو أربعة،أولها، لأنه يتزامن مع الذكرى 19 لاعتلاء صاحب الجلالة عرش أسلافه الميامين وهو راعي التفوق والمتفوقين،ثانيا،لأنه احتفاء بالتفوق الدراسي و تتويج للمتميزين فيه وهم أهل لذلك،وثالثا،لأنه تتويج مستمر على مدى السنوات،يشمل مختلف الشعب ومختلف المستويات الإشهادية وفي جميع المؤسسات على صعيد المدينة،وقد بلغ اليوم نسخته 9 رغم كل التكاليف والتضحيات الجبارة،رابعا،لأنه عمل تشاركي بين مختلف الفاعلين الجماعيين والتربويين والمدنيين وغيرهم،وخير ما اجتمعت عليه الأمة وتعاونت عليه الجهود مثل هذا العمل التربوي التحفيزي التشجيعي لأنه ولا شك يستجيب لنداء المواطنة ويلبي الحاجيات النفسية والتحفيزية للنشء،وفي ذلك حقهم في الجماعات والجمعيات.

       أيها الحضور الكريم،لا يفوتني أن أتحدث في هذه العجالة مع الآباء والأسر والأولياء،وأشكرهم على ما يبذلونه ويكابدونه من أجل توفير أجواء الاستقرار والاطمئنان النفسي والتربوي لأبنائهم،وإن كان ذلك واجبهم فشكرا لهم على تأدية الواجب،وليسمحوا لي أن أشد على أيديهم بحرارة و أؤكد لهم أن أمر الأسر هي كل شيء وعليها ومعها يبنى كل شيء،فلتدم لنا أسرنا ولأبنائها منبع الجو الأسري النقي الدافئ و فضاء قيم المودة والرحمة والتربوية المتماسكة البناءة،ولتدم لنا حصوننا الداخلية نقية نظيفة،حية وحيوية،أمنة مطمئنة تؤتي متفوقيها كل حين بإذن ربها.

       ولا يفوتني أيضا أن أتحدث مع السادة المدراء والمديرات و غيرهم من الأطر التربوية في مؤسساتهم التعليمية،فهم في الأول وفي الأخير آباء وأولياء بما في الكلمة من معنى،ولا يريد الآباء والأولياء لأبنائهم وأبناء هذه البلدة وهذه البلاد إلا الخير والسداد والسؤدد،فشكرا لهم جزيل الشكر،على ما يبذلونه من تضحية جسيمة ومواكبة وحرص دائم رغم كل الظروف والملابسات والإكراهات والسياقات،فشعارهم أن تظل المؤسسات التعليمية كما كانت دائما معين العلم والمعرفة وينبوع التربية والمواطنة ورافعة التنمية والديمقراطية،والقلاع المحصنة لخيارات الوطن وحاجيات المواطن،وخير دليل علة ذلك أنها أنتجت ولازالت تنتج والحمد لله مثل هذا النبت الطيب و أثمرت ولا زالت تثمر مثل هؤلاء المتفوقين الذين نجتمع اليوم لتتويجهم وفي ذلك تتويج لكل من ساهم في تفوقهم وعلى رأسهم ولاشك مربوهم ومديروهم في مختلف المؤسسات؟؟.

       والآن اسمحوا لي أن أتحدث ببعض الكويلمات إلى بناتي المتفوقات وأبنائي المتفوين،فأولا،بارك الله فيهم وأبارك لهم تفوقهم الباهر والمشرف هذا،والنتائج السارة التي حصلوا عليها خلال هذه السنة الدراسية،كما أتمنى لهم الاستمرار في الجد والاجتهاد حتى يحققوا النجاح المرجو في السنوات الدراسية المقبلة،بل ويحققوا النجاح في حياتهم المهنية ومكانتهم الاجتماعية بصفة عامة..فما أحوج الوطن إلى أمثالكم من النماذج الايجابية الناجحة التي ستكون إن شاء الله بلسما لجراحه وبذرة لأفراحه،مفاتيح للخير مغاليق للشر،يساهمون فعلا في تحريك عجلة التنمية ورفع التحديات؟؟،

       غير أن النجاح الدائم لا يتحقق ولا يستمر إلا بالطموح والأهداف القوية،فاجعلوا لأنفسكم أهدافا قوية في حياتكم،واعلموا أن النجاح بداية الطريق لتحقيقها،وسيلة لا غاية،وأن النجاح نجاحات كما قلنا،نجاح في الدراسة ونجاح في العمل ونجاح في الأسرة وفي المجتمع...، وأس وأساس كل هذه النجاحات ولا شك هو النجاح مع الله سبحانه وتعالى،فاجتهدوا في دراستكم على الدوام..واستقيموا في أخلاقكم بالتمام..وبروا آباءكم وأحسنوا خدمتهم..واسمعوا لنصائح أساتذتكم وأحسنوا معاملتهم،وأخلصوا في صداقاتكم واختاروا لها من يستحقها فالصاحب ساحب والطيور على أشكالها تقع،فخالطوا الناجحين فالنجاح معدي ولا تخالطوا الفاشلين فالفشل أيضا معدي،داوموا على السؤال تلو السؤال،فالسؤال باب العلم والمعرفة وباب البحث والحلول لكل المعضلات وتحقيق الأحلام والأمنيات،باب الجد والاجتهاد والصدق والاستقامة والتقدم والازدهار؟؟.

       وأخيرا،أجدد الشكر لأعضاء المجلس الجماعي وأعضاء الجمعية وللجميع من ساهم ولازال يساهم معنا من قريب أو بعيد في تنظيم هذا الحفل البهيج لأبناء مدينتنا الغالية الرشيدية،وأقول للجميع ممن يحضر معنا أو سيسمعنا أو سيرانا،جمعيتنا جمعية أبراج الرشيدية للثقافة والتنمية رهن إشارتكم لدعم تمدرس أبنائكم،للمساهمة في تربيتهم وتكوين شخصياتهم ودعم تميزهم وانفتاحهم،لصقل مواهبهم وتفجير طاقاتهم..،عبر مختلف أنشطتها التربوية والتكوينية والترفيهية..،فمرحبا بكم مفيدين ومستفيدين،وستظل الجمعية وأعضاؤها منكم وإليكم وبكم ومن أجلكم...والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

**نظم الحفل المجلس الجماعي لمدينة الرشيدية بشراكة مع جمعية أبراج الرشيدية للثقافة والتنمية،وقد استفاد منه بجوائز قيمة حوالي 240 من التلاميذ والتلميذات المتفوقين والمتفوقات في كل المستويات الإشهادية وكل المؤسسات بالمدينة،وقد جرت أطواره في حفل بهيج يوم 13 يوليوز 2018،بواحة الرياضات الفسيحة والجميلة بالمدينة،وفي مقدمة الحضور والاستمتاع بفقرات الحفل جموع من أولياء  وإخوان وأصدقاء المتفوقين**

             الحبيب عكي 
اقرء المزيد

السبت، 7 يوليو 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

إني اخترت منصتي يا وطني


في الحقيقة،أنا مثل الكثيرين من الناس،لا أحب الخوض في المسألة الفنية عموما والغنائية منها خصوصا،وأرى أن الجدل الملازم لهما على الدوام قد أصبح اليوم عقيما ولا جدوى من اجتراره،خاصة أن جل الناس إن لم يكن كلهم،قد أصبحوا يستهلكون مختلف أنواع الغناء المحلي والأجنبي،في مختلف المراكب والأماكن والفضاءات وبالمناسبات وبدونها،بل ويمارسونه بمختلف الوسائل و مختلف الأشكال والألوان دون خجل ولا وجل ولا أدنى حذر أو احتياط،بلواهم أو سلواهم في ذلك أن أذواقه قد عمت وألوانه قد طمت،وهم ربما لا يستهلكونه إلا ترفا وترفيها على السجية دون طقوس أو خلفية من الخلفيات التي تجعل منه حراما أو حلالا ؟؟.

إلا أن المهرجانات الفنية التي يختلط فيها الحابل بالنابل وتنقلب فيها الموازين مثل"موازين"،أصبح مشروعا إحياء هذا الجدل بقوة وعمق،فحين لا يرى الكثيرون في مهرجان "موازين" غير ديكتاتورية فنية تنضاف إلى كوم من الديكتاتوريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تطحن البلاد والعباد،أصبح من الواجب أن نتساءل مع المسؤولين هل هذا حرام أم حلال؟؟.و هل هذا حرام أم حلال أيضا،عندما يصر المنظمون والداعمون على تنظيم مهرجان دولي بإيقاعات العالم،هم لا يرون فيه غير الفن والثقافة والترفيه والانفتاح لفائدة طبقات شعبية بالدرجة الأولى،هي بنفسها ترى فيه عكس ذلك تماما،سخافة وتمييعا وتبذيرا فظيعا للأموال العامة والخاصة،لا زال أبناء الشعب وشبابه في أمس الحاجة إليها للتخلص من وطأة الفقر ومعضلة البطالة و هزال البنية التحتية التي لا نهضة ولا تنمية بدونها أوضعفها،وهي رغم كل الجهود المعتبرة،لا زالت تعاني بقوة من قلة الشيء كما يدعون،بل وأيضا من الفساد والتبذير وسوء التدبير بقوة كما لا يدعون؟؟.

وعندما يصعد المنصة مطربون ومطربات بين قوسين،دوليون ومحليون بلا قوسين،لا يشعرون بآلام الشعب ولا يقدمون له فنا قد نبع من همومه،كلمات ملاحمه كتبت بدمائه وشقاء يومه،وترانيمه تتوزع أحلامه وتعانق أماله،وهم طليعة نضاله من أجل الانعتاق والتنمية والتقدم والازدهار الحقيقي والمعياري كما هو متعارف عليه في جميع الدول؟؟،ولكن الذي حدث ويحدث هو العكس،كل جهدهم أنهم يحاولون أن يظهروا على الشعب المسكين مظاهر الفرحة والبهجة والسرور كما ألحت وتلح على ذلك السلطات ودوائرها،وهي بالتأكيد فرحة مزيفة مصطنعة وقرحة عميقة لها ما يبررها،ولكن لا يهم المخرجون والممثلون والكومبارس من كل ذلك غير عائد سهراتهم عليهم بكم،ومتعة أسفارهم عليهم كم وكم،ولذة موائدهم عليهم أيضا بكم،أفتونا أيها المفتون حرام هذا يا قومنا أم حلال؟؟.وعندما لا يعرف الفنانون وأشباه الفنانين ومخنثيهم ومنحرفيهم..،أن الشعب جل الشعب مقاطع لهم ولمهرجانهم ومن منصاتهم قد فر ولفضائياتهم قد هجر،ولكل سياسة التبذير التي ورائهم وثقافة التمييع التي ينشرونها،ويبلغ بهم السفه والخرف أنهم لم يخجلوا من الصياح والهرطقة والعياط والمياط في منصات فارغة أو تكاد حتى أنها لا تجد من يرد صداها غير بعض الحواجز الحديدية الصدئة الصماء،وصفوف من رجال الأمن بكل الأصناف تحسبا للذي في بلطجة المهرجانات قد يحل ولا يحل،على الأقل كان من الحكمة الأخذ بحكمة المثل المغربي وفتوى الفقيه المفتي:"موازين حلال ..موازين حرام..الترك أحسن"؟؟.

من منصة "النهضة" إلى منصة "سلا" إلى منصة "السويسي"..،ما أكثر المنصات حين تعدها،ولكنها في الفرجة والإعلام قليل،مهرجان "موازين" في الرباط،و الموسيقى الروحية في فاس،و"تيميتار" في أكادير..،خلاها مولاها:"حتى حنا عندنا مشاريع، عفوا "موازين" من واد نون لأم الربيع"؟؟.منصة "السويسي"ومنصة"باب بوحاجة"ومنصة"باب الماكينة"ومنصة "حاحة وملاحة"...،ليس في عز الامتحانات ولا في عز المقاطعات الشعبية لبعض المنتوجات الوطنية فحسب،بل في عز إعلان الأحكام القاسية على أبناء حراك الريف،وتلك منصة المنصات التي تربعت في بهوها بفخر واعتزاز وعلى جدها و لهوها شهامة وإباء أوركسترا "الزفزافي"،وحولها الملايين من قلوب المغاربة أبناء الشعب،إنها المنصة الحقيقية وإن لم تكن وحدها فلها مثيلاتها في "جرادة" و"زاكورة" و"الصويرة"..،وكلها منصات غاصة بالجمهور الحقيقي المتعطش لرغيف الخبز الأبيض في الزمن السياسي الأسود،حتى أن منهم من سقط  تدافعا مغشيا عليه من قلة الهواء،ومنهن من سحلت وأجهضت جنينها على كيس دقيق،أما السجن والمحاكم والعطش فحدث ولا حرج؟؟.

فعلا،أنا اليوم اخترت منصتي يا وطني،أنا اليوم اخترت منصتك من على جبال الريف،منصة الحراك الراقي والاجتماعي الصرف،تنادى فيها الدكاترة والباحثون الجامعيون وحشود من المواطنين عبر كل المنصات الاجتماعية عبر الوطن،تنادوا حول مطالب سياسية واقتصادية فكرية واجتماعية تحت عنوان:"المجتمع المدني وسؤال معضلة الهجرة"،واسمحوا لي أن أنقل إليكم بعض الأصداء الرائعة والصادقة ولو عبر الأثير،هنا من المركب الثقافي للشمال،وبعيدا عن الدعاية والأضواء،يقول المناضلون والسياسيون والباحثون والدارسون وكافة الفاعلين والمهتمين والخبراء،لا شك أن الهجرة اليوم تشكل معضلة الجهة في الشمال وكل الجهات عبر المملكة الشريفة السعيدة الشهيدة المجيدة،ولا شك أن تاريخ الهجرة والمهاجرين فيه الإيجابي والسلبي والمستحب والواجب،ولكنه لا يكاد يختلف اثنان أن معضلة الهجرة اليوم أمر غير طبيعي اضطراري وليس اختياري،وفظاعة الهجرة أن المهاجر من شدة القهر وانسداد الأفق الفكري والثقافي قبل السياسي والنضالي،يتصور أن وطنه الرحب سجن لابد أن يغادره،وأن بيته الدافىء موبوء لا بد أن يفر منه،وأن مدرسته الحيوية خانقة لابد أن يتركها وفي أي وقت وفي أي سلك وفي أي مسار،ونتيجة الاختيار تقرر القرار و قابل المهاجر المسكين البحر وغيومه وأهواله بوجهه الشاحب،وأعطى ظهره للوطن المعقوف حارقا فيه كل الأوراق والهوية وربما المرجعية والانتماء؟؟.

ويبقى كل الناس مهاجر فمن لم يهاجر إلى الخارج ففي داخل الوطن مهجور و مهجر أو مهاجر،ويهاجر المهاجر إلى دولة الاستقبال ذليلا مهينا وأول ما يصل المواصل يقبل الأرض و يجثو على ركبتيه أمام ساداتها وسدنتها وكهنتها وسماسرتها..،وفي طقوس غريبة ما كان يوما يتصور أنه سيأتيها،يعلن أنه فقير معدم لا وطن له إلا وطنهم فليؤووه وإن في الحدائق والمحطات أو تحت الجسور وعلى قارعة  الطرقات؟؟،و يعلن أن لا قيم له غير قيمهم غير البالية،فليعلموه وليغرسوا فيه ما شاءوا من فضلهم حتى لو كانت أفكارا وسلوكات عنصرية إرهابية متطرفة؟؟،ويعلن..ويعلن..ويعلن أن لا عمل له وهو مستعد لأن يعمل في أي شيء..أي شيء وبأي شيء..أي شيء،فقط فليشغلوه ,وإن في المقاهي والملاهي أو حتى دورة المياه و دور العجزة؟؟.ضجيج أرقام مهولة تتحدث عن المأساة وتدين الجميع..الجميع،3286 حالة وفاة في أعالي البحار ما بين 97 و 03،وهو رقم يمثل فقط الثلث المنتشل من الجثث الغرقى،وهو بحجم ضحايا حرب الطرقات؟؟،مليون ونصف مهاجر غير شرعي إلى دول أوروبا وحدها،و 50 ألف إحباط محاولة هجرة سرية في الشواطئ المغربية،و حوالي 10 ألاف طفل قاصر في ملاجئ إيطاليا وإسطبلات اسبانيا،و800 مليون أورو عائدات السمسرة في وهم الهجرة ومافياتها،بما يفوق عائدات تجارة الجنس والمخدرات والأسلحة في السوق السوداء؟؟.

         فماذا يمكن لجمعيات المجتمع المدني أن تفعل،وكيف يمكن لتدخلها في التخفيف من المعضلة أن يكون مثمرا وأفضل من غيره من التدخلات:
1- يمكن تأسيس جمعيات أصدقاء المهاجرين للاهتمام والبحث الميداني في الموضوع،خاصة ما يخص محاربة الريع والفساد الذي هو عمق المسألة بما ينخر استقرار البلدان وتنميتها ويقوض فيها العدالة الاجتماعية والمجالية؟؟.
2- المناولة المدنية لمعضلة الهجرة بعيدا عن التعاطي السياسي للدولة ودورها الدركي في المنطقة مقابل حسابات ومساعدات،والتأكد بأن المعضلة قد استفحلت بالمقاربة الأمنية وحدها؟؟.
3- الاطلاع على التجارب الأخرى والمثمرة لبعض الدول مع الهجرة،ومنها هجرة العقول والطاقات والكفاءات،كتجارب تركيا و اليونان وألمانيا وكندا وأمريكا و أمريكا اللاتينية..؟؟.
4- المرافعة الحقوقية لدى الدوائر الحكومية والهيئات المعنية بضرورة توفير الحقوق الاقتصادية والعيش الكريم للمواطنين،وتحصينهم ضد ما يقع للعديد من أبناء الريف،لا دراسة يتمون ولا بوابات الهجرة يعبرون؟؟.
5- توعية الفئات الهشة في المناطق المهددة بالهجرة عبر المشاريع الذاتية والتعاونية البديلة وعبر الأشرطة الوثائقية والأنشطة التربوية والفنية عن التجارب المريرة والأحلام المجهضة للعديد من المهاجرين؟؟.
6- المساهمة في تقديم خدمات اجتماعية للمهاجرين وأبنائهم كتعليم اللغة والتقيد في المدرسة و ولوج المستشفى وغير ذلك من حقوقهم المشروعة ومما سيساعدهم على إيجاد فرصة شغل حقيقي والاندماج الاجتماعي؟؟.
7- تأسيس شركات و جمعيات مواطنة لتشغيل الشباب و تأطيرهم وتكوينهم وتأهيلهم لمساعدتهم على صقل مواهبهم وتفجير طاقاتهم والحفاظ على قيمهم وتفعيلها في حياتهم قبل و فوق كل شيء؟؟.
8- عمل الجمعيات على الاستثمار في العودة إلى طينتنا وملتنا و قيمنا الوطنية وتضامننا الأسري وما عهدناه في أسرنا من عزة وكرامة ومن حماية الأبناء والنساء من كل ما يهددهم،ومن ذلك الهجرة غير الشرعية،حتى لا يتعرضن للمهانة والابتزاز والاغتصاب في مزارع إسبانيا ولا غيرها،ونحن في الحقيقة من يتسبب في ذلك قبل غيرنا؟؟،إني اخترت منصتي يا وطني وانتصبت من على جبال الريف شامخة شاهقة محلقة في الأعالي،فاختر منصتك يا وطني بعيدا عن "النهضة" ففيها سقوطك،وعن "السويسي" ففيها سقمك،وعن "حاحة وملاحة" و"الماكينة" التي فيها طحنك..،لا تحبو على ركبتيك يا وطن ويا مواطن وأنت بفضل الله تستطيع الطيران بجناحيك،فلتكن منصتك منصة أبناء شعبك في "جرادة" و "زاكورة" و "الصويرة"..،ولتكن منصتك منصتنا من على جبال الريف الشامخ أفضل،لأنها في الحقيقة منصة الحاضر والمستقبل؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الخميس، 5 يوليو 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

10 أفضل طرق تربوية لغرس القيم وبناء الشخصية؟؟


1- وحدها القيم تأبى التمييع والاستغفال: 
         لا شيء أخشاه على النشء إذا لم تخدعه العناوين وتتشابه لديه القدوات وتتساوى عنده الاختيارات والمسارات والمآلات،فلا يبقى في ذهنه معنى لشيء اسمه انتماءات ومرجعيات أو هويات ومتطلبات والتزامات،بل يهيم في فيافي الحياة كما الجحافل من المخلوقات تهيم من غير مقصد ولا دليل ولا قيم ولا بوصلة،اللهم ما كان من قيم وبوصلة التيه والإصرار على المسار رغم اليقين بكونه لا ينتهي إلا إلى الباب المسدود وربما هاوية الإعصار والدمار؟؟.قال تعالى:"أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم" الملك/22.والصراط المستقيم طبعا يقتضي قيم الحق والاجتهاد والاستقامة عليها مهما كانت لك أو عليك،ومهما احتشد الناس عليها أو عنها انفضوا،قيم لازال التاريخ يحدثنا عن روعتها وكيف كانت فريدة كل الأزمنة والأمكنة جالبة للخير والتيسير دافعة للشر والتعسير،بانية التقدم والحضارة وهادمة للتخلف والخسارة،وقبل هذا وذاك صانعة للإنسان الحقيقي،الإنسان النبي والرسول،الصحابي والتابعي،الداعية المجاهد والملتزم الحركي المناضل،وغيرهم وغيرهم ممن نسجوا وينسجون على الدوام ملحمة هذه القيم الربانية والإنسانية الخالدة والتي تأبى إلا الوضوح والسداد والصمود والامتداد ورفض المسخ والتمييع أو خداع أو استغفال أصحابها تحت يافطة الأسماء والمسميات المعاصرة التي لا تمت في الغالب إلى الواقع والحقيقة إلا بعكس مظاهرها وإدعاءاتها؟؟.وحتى نعرف لماذا اللوبيات الفاسدة والتيارات الهدامة تركز في تدخلاتها المحلية والدولية وبرامجها الإعلامية والفنية ودعمها المادي وفلسفتها العامة على هدم القيم وإفساد الأخلاق حتى يتسنى لها استعباد الإنسان واللعب بمشاعره وصناعة فكره والتحكم في مساره وإحلال قيمه الليبرالية المتوحشة والاستهلاكية المفرطة والشهوانية المتحررة والعدوانية المدمرة وتعبئته وتجييشه لخدمة مصالحها رغبة ورهبة منه ولو عبر الأقطار والقارات،

          وحتى ندرك هذا نسوق بعض النماذج من قيم المحبة والمقاومة.فهذا رسول الله (ص) يجيب المشركين وقد أعيتهم مساومته (ص) على دعوته فيقول:"يا عم،والله لو وضعوا الشمس علي يميني والقمر علي يساري ما تركت هذا الأمر حتى يبينه الله أو أهلك دونه"ما تركت هذا الدين ودعوة التوحيد والرحمة والعدل والجهاد وحقوق العباد...؟؟.وهذا بلال بن رباح رضي الله عنه يبتك آذان المشركين  بصرخة التوحيد:" أحد أحد..أحد أحد"،ويتحمل من أجلها أشد العذاب ويجرأ على ذلك ويصبر عليه حتى لو خالفه كل العالمين؟؟.وتلك الصحابية التي أصيب ابنها وزوجها وأبوها وأخوها في معركة"أحد"،فلما نعوا لها قالت:ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا:خيراً هو بحمد الله على ما تحبين، قالت:أرونيه أنظر إليه، فأشاروا لها إليه، فقالت:"كل مصيبة بعدك يا رسول الله جلل"،يعني صغيرة وهينة؟؟.وذاك الصبي الذي رفض أن يوسع مثل أقرانه لأمير المؤمنين عمر بن الحطاب في طريقه أو أن ينهي لعبه و يفر منه كما فروا،لا لشيء إلا أنه لم يجد مبررا لذلك،فأقره سيدنا عمر على رأيه وفعله؟؟.وتلك الفتاة التي أبت على أمها إلا أن تكف عن خلط اللبن بالماء فقالت الأم:"إن عمر لا يرانا"،فما كان جواب الفتاة إلا أن قالت:"ولكن الله يرانا"؟؟.وذلك "الطائي" الذي عاد إلى "النعمان" وفاء بعدما أوصل قوته إلى أهله وأوصى بعياله وفي عودته إزهاق روحه،وشريك الذي ضمنه ولم يكن يعرفه وفي ضمانه مغامرة بروحه لو لم يعد،ولكن كل ذلك أنتج قدوات جعلت "النعمان" يضع يوم بؤسه عن الناس ويجعل كل أيامه أيام فرح،فسار عليهم المثل "حال رجل في ألف رجل خير من مقال ألف رجل في رجل"؟؟.

2- محبة الرسول (ص) واتخاذه قدوة قيمة القيم
القيم سياقات ومرجعيات ومقاصد وقوميات ودعوات وتحديات،بمعنى آخر أن لكل الأقوام قيمها التي تجسد تاريخها وهويتها وحياتها وخصوصيتها ومطامحها ودعواتها الدينية والسياسية وعاداتها الاجتماعية وهممها الإنتاجية وأمزجتها الاستهلاكية...،وطبعا قد يكون منها الصائب والخاطئ والمقبول والمرفوض والمنحصر عبر الزمان والمكان والمعمر الشائع المشترك بين الأقوام والأمم،لذا يبقى السؤال المشروع دائما مطروحا: ما هو المرجع لقبول خلق معين وإعطائه قيمة رفيعة إلى درجة التبني والإشاعة بين العباد أو الرفض والمحاربة  في البلاد وبين العباد؟؟.طبعا خير المراجع هو مرجع الإسلام وما أقره من الحكمة الإنسانية المتوالدة والخالدة،قال تعالى:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا "المائدة/ 3.وقال أيضا:" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما "ص/246؟؟.
ومن بديهيات انتمائنا لهذا الدين وبديهيات محبة وإتباع خير من جسده ودعا إليه وجاهد من أجله وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي وصفه الله تعالى في سمو قيمه وأخلاقه فقال:" وإنك لعلى خلق عظيم "القلم/4.وقال عن نفسه(ص):"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"رواه البخاري،قال تعالى:" لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا "الأحزاب/21،فرسول الله هو القدوة وهو الداعي وهو الهادي وهو الماحي صاحب الشفاعة،إمام المتقين وسيد المرسلين وقائد الغر المحجلين...،ولا ينبغي اعتقادا وتعبدا تقديم أحد عليه قولا ومحبة وإتباعا،قال تعالى:"
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "الحجرات/1؟؟.وفي ما رواه الإمام أحمد من حديث جابر رضي الله عنهما: أن عمر رضي الله عنه أتى النَّبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه عليه فغضب وقال : " لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني"؟؟. 

           وأخيرا كلنا يدرك مدى خسارتنا بسبب ضعف الاقتداء برسول الله في حيتنا أفرادا وأسرا،وطنا وأمة،مثلا: مدى تحمسنا اليوم لطلب العلم في زمن الهدر المدرسي والأمية المجتمعية والعزوف عن القراءة؟،مدى سلامة عباداتنا وسنيتها في زمن الطوائف المذهبية والملل المنحرفة والنحل المبتدعة؟،مستوى المبادرة والوحدة والتعاون والتضامن مقارنة بمستوى التفرقة والتشرذم والفقر والحاجة في المجتمع،الرشوة والوساطة،التحرش والاستغلال الجنسي والاقتصادي،ومختلف الحقوق المهضومة...؟؟.وأيضا لنا أن نتصور كم سنربح بالمقابل في حيتنا العلمية والعملية أفرادا وأسرا و وطنا وأمة إذا صححنا انتمائنا ومرجعيتنا بما يليق من تصورات والتزامات نرفعها إلى قيم العقائد والعبادات،فنعرف الله ونؤدي حقه،ونقرأ ونفهم القرآن ونعمل به،ونحب رسول الله (ص) ونحيي فينا سنته،ونعادي الشيطان ونبتعد عن غوايته،وأن نحب الجنة ونعمل بما يقربنا إليها من الخير،ونخاف من النار ونبتعد عن ما يقربنا منها من الشر،وأن نشتغل بعيوبنا عن عيوب الآخرين ونستر الناس كما الله على الدوام يسترنا،وأن نؤدي شكر نعم الله علينا ظاهرة و باطنة حتى نستديمها ونستزيدها بالشكر ولا ننقصها ونحرمها بالكفر،ولابد أن نأخذ العبرة مما ندفنه كل يوم من موتانا وأكل آخرتنا من دنيانا،قال تعالى:"ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين"المطففين/ 4 - 6 ؟.وديدن كل ذلك محبة الرسول (ص) النعمة المهداة والرحمة المسداة الصادق الأمين الشاهد الهادي،فلا يعقل أن يوجه حياتنا وحياة أطفالنا وشبابنا كل من هب ودب من القدوات التافهة والتائهة من بعض الأبطال الفنانين و مدبلجاتهم و الرياضيين ومبارياتهم والإعلاميين وتضليلاتهم وعارضي الأزياء وموضاتهم،والقدوات الحقيقية من الرسول (ص) وأصحابه الكرام هدايتهم تهدينا وفضلاء العصر وحكمائه مناراتهم بوصلتنا؟؟.
 3- غرس القيم أية بيداغوجيا وأي منهاج؟؟
          إن الانطباع العام من أن ناشئة اليوم قد هجرت قيم المجتمع الأصيلة واستبدلتها بقيم غريبة مستوردة ومستقاة من الشارع والإعلام والفن والرياضة والأنترنيت،لا يفيد بأن النشء يرفضون هذه القيم التي هجروها واستبدلوها ما دام العديد منهم  يعودون إليها ولو بعد حين بل فيتبنونها ويدافعون عنها،مما يعني أن هناك إشكالات بين النشء وهذه القيم ومناطق تحتاج إلى اشتغال أكثر لعل أولها ضرورة التعريف بهذه القيم المهجورة تعريفا واضحا يتيح الإقدام أو الترك عن وعي وبينة،وإشكال آخر يكمن في منهجية غرسها في صفوف الأجيال الصاعدة تربية ودعوة وترغيبا لا تقليدا وفرضا وإكراها،ترى أية منهجية وأية بيداغوجية ستسعفنا في غرس القيم والحفاظ السلس على هويتنا حتى لا نكون في الكون مجرد كائنات مشوهة كالغراب يريد تقليد مشية الحمامة فلا هو أتقنها ولا هو تذكر مشيته القديمة،فأصبح غريب نوعه وفريد جنسه؟؟.لذا كمربين وآباء ومؤسسات تربوية وإعلامية نقترح ما يلي:

1-         معرفة مفهوم القيم والنوع الذي نحتاجه منها:
وتمييزها عن غيرها من التقاليد الراكدة والعادات الوافدة والقدرات الناقصة والاستعدادات السلبية والاتجاهات  الفكرية المضللة...؟.فالقيم هي مجموعة من المشاعر والتصرفات تكتسب مبررات وقناعات معنوية بالأساس تعطيها صفة التلقائية والرضا والديمومة وهي الأكثر حضورا في الاختيار وصناعة القرار والأكثر تجسيدا للسلوك والأخلاق؟.

2-         معرفة أهمية القيم في حــياة الفرد والمجتمع:
         كالشعور بالاطمئنان والسعادة والتعايش والتكافل والتضامن..،فما يميزنا عن غيرنا من الكائنات هو العقل والإرادة والروح والعبادة كما قال الشاعر:أقبل على النفس واستكمل فضائلها ** فأنت بالروح لا بالجسد إنسان.من هنا ضرورة تمييز القيم الإيجابية عن أضدادها من القيم السلبية وبالضد تعرف الأشياء،وليس العلم كالجهل ولا البناء كالهدم ولا الاجتهاد كالكسل ولا الصدق كالكذب  ولا الفضيلة كالرذيلة ولا النظام كالفوضى ولا النظافة كالأوساخ...؟.

3-        معرفة مدى خسارة الفرد والمجتمع في غياب القيم أو ضعفها:
        وخاصة قيم المحبة كالرحمة والاستقامة والأمانة والصدق والإخلاص والدعوة و الحوار والاحترام والتعايش أو كما نشكو اليوم مثلا من ضعف قيم الحماس للتعلم والاجتهاد والعمل والإنتاج والعدل والمواطنة والعمل والكرامة والإنصاف والوحدة والتضامن والحفاظ على الملك العمومي والمصلحة العامة..؟.

4-        اليقين بخطأ كل من يراهن على الإصلاح والتنمية بعيدا عن القيم والأخلاق:
   الإصلاح والتنمية  في أبعادها السياسية والاقتصادية...،بعيدا عن القيم والأخلاق أو ربما معتمدا في الأول والأخير على قوة القانون،وهذا خطأ جسيم لأن القيم كما قلنا هي المحفزة للقدرات والموجهة للاتجاهات والمحددة للاختيارات والصانعة للقرارات ومنها قرارات الدول والأمم؟.

5-         تحبيب القيمة إلى النشء والإقناع بأهميتها المعنوية والمادية الفردية والمجتمعية،بدل الفرض والإكراه:
        لمجرد العادة والتقليد أو فارق السن أو العيش في أحضان الأسرة أو غيرها من المؤسسات خاصة التربوية والتعليمية والتي ترى ضرورة الحفاظ على قوانينها وعاداتها وطقوسها البالية لمجرد أنها مؤسسات مستقبلة وحاضنة؟.

6-     إعطاء البدائل الإيجابية للقيم السلبية والمستوردة والتي تتعارض مع الخصوصية والهوية:
         وتدريب النشء عليها بإظهار حقيقتها في تربتها وخارجها والإقناع بضرورة تجديد العزائم والاهتمامات وتوفير القدوات المساعدة على الاختيارات الصائبة والمشجعة على السلوكات البناءة،والتحفيز على تبني الإيجابية والهوية ودعم اتجاهاتها؟.

7-         اختيار الحوامل المناسبة لغرس القيم حسب الفئات العمرية:
           من طفولة مبكرة (اللعب والمتعة)إلى طفولة متوسطة(الأدب والخيال)إلى الطفولة المتأخرة(المغامرة والمنطق)إلى المراهقة والشباب(الفلسفة والمشاركة والنماذج)؟.والانتباه للخطير من القيم الهدامة لمختلف الفئات والبيئات كانحرافات ترك العبادات وارتكاب الكذب والسرقات و ممارسة الميوعة والفوضى والتعدي والنصب والاحتيال والكسب الحرام عبر عصابات التدخين والقمار والمخدرات والدعارة وغير ذلك من أتون ومتاهات المجتمع؟؟.

8-        التربية الشمولية الجامعة والجماعية المؤسساتية:
       جامعة بكونها فكرية وجدانية حركية وسلوكية..،باعتبار الإنسان يحتاج إلى كل هذا،وجماعية بكونها نتاج كل الفاعلين والمتدخلين بدءا من أفراد الأسرة والجيران والجمعية وغيرهم من الأساتذة والأقران فالتربية كما يقال في أهم اتجاهاتها هي:"تأثير الجماعة في الفرد أكثر منها تأثير الفرد في الفرد أو تأثيره في الجماعة"؟.

9-        البيئة المناسبة للقيم والمحيط الراعي لها والمحفز عليها:
       وخاصة البيئة المحافظة والمنتجة لا البيئة المتحللة والإعلام الهادف لا التجاري الفاسد،بيئة ومحيط يحترمان القانون ولا يسمحان بما يخالفه من قيم الانحراف والجريمة التي تهوي بالأفراد وتغرق المجتمع في الرذيلة بدل الفضيلة؟

10-   ضرورة المربي القدوة والرفقة الصالحة:
       لأن "الصاحب ساحب" و"الطيور على أشكالها تقع"ولأن القيم حتى تكون مقنعة ينبغي أن تجسد،وأول من يجسدها هو المربي الفاضل،العالم بأهم المدارس التربوية وأساليبها،والذي يؤمن بأهمية القيم والفضائل وأفضليتها،ويتصرف بها كما يأمر بها غيره،قال تعالى:"وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ"هود/88.وقال الشاعر:" يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ ***هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ "؟؟.
                                                                                                                                     الحبيب عكي
اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة