Top Ad

الأربعاء، 30 مايو 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

عنف خريبكا مجرد تفاصيل فما هي الحقائق؟؟


        مرة أخرى تفجرت موجة التوتر والعنف المدرسي،من مكناس إلى الرباط،ومن تطوان إلى ورزازات..،لا تزال موجة العنف المدرسي تتدحرج وتكبر ككرة الثلج،لتحط اليوم بكل شظاياها الحارقة في عاصمة الفوسفاط بمدينة "خريبكا"،وفيها تجرأت تلميذة في الإعدادي من ممارسة شغبها وتهورها وميوعتها وقصورها داخل حجرة الدرس،فحرضها شيطانها وأغواها ما أغواها،فقذفت غير ما مرة أستاذها في مادة الرياضيات بالطباشير وأخذت خلسة تطلق من هاتفها النقال بين الفينة والأخرى مقطع موسيقى شعبية لتضحك وعبثها والزملاء على جدية الأستاذ وانهماكه في شرح و صرع طلاسم الزوايا والمثلثات والمنحرفات والمستقيمات والمعادلات والمجموعات،لعلها بذلك أيضا تحول مادة الرياضيات الصعبة إلى مادة النشاط والرقص على إيقاع "العلوة"؟؟.مما أفقد الأستاذ المسكين صبره وهشم أعصابه فكانت ردة فعله اتجاهها عنفا معنويا همجيا وماديا فظيعا من ضرب مبرح وشتم مقبح فاق كل التصورات،وزاده التوثيق الإعلامي والانتشار السريع على مواقع التواصل الاجتماعي لهيبا وفظاعة؟؟.

         وبسرعة فائقة،تحول الأمر من مجرد حدث معزول معتاد إلى قضية رأي عام وطني ساخن،اصطف الناس حولها اصطفافات قطبية حادة،وكانت كلها متناقضة لا تجتمع على شيء غير أن العنف مرفوض ومدان كان كيفما كان وممن كان،ارتبك الجميع وهاج وماج،الأساتذة يتضامنون مع الأستاذ رغم خطئه البين،والتلاميذ متضامنون مع الأستاذ أيضا في مسيرات وشعارات تشيد بكفاءته وعطائه المعروف وتطالب بإطلاق سراحه وعودته إلى قسمه،في إشارة واضحة إلى رفضهم رعونة وعنف التلميذة رغم أن بعضهم مثلها طالما كانوا له أبطالا؟؟.غير أن المرتبك الأكبر قد يظل الوزارة الوصية على القطاع إذ حدث وأن جيشت بسرعة البرق وفدا رسميا من أعلى المستوى،ضمنه السيد المفتش العام والسيد مدير الأكاديمية،إجراء طالما انتظرته الشغيلة التعليمية في أمور أخطر وأجدى على الساحة دون جدوى،ولكنه ظهر للتو بقدر قادر وأمر آمر أو متآمر،وفي خطوات غير محسوبة العواقب قام أعضاء الوفد بزيارة مواساة إلى عائلة التلميذة،في إدانة صريحة حسب الرأي العام لشخص الأستاذ/الأساتذة،رغم أن القضية لا تزال في طور التحقيق،مما عجل باعتقال الأستاذ وحمله قسرا إلى السجن بينما التلميذة خصمه في القضية طليقة تمرح في منزلها ومع ذويها؟؟.

         استعرت القضية،واختلطت أوراقها وتفاصيلها وتداخلت خيوطها وحيثياتها،ولكنها كانت عند الباحثين والمهتمين من التربويين والسياسيين،مناسبة أخرى لإثارة كل أمعاء البطن التعليمي وأوجاع رهانها المجتمعي،ودائما في إطار التصعيد والتسعير المغلف في معظمه بضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة،الأمر الذي غالبا ما ينتهي بمحاسبة كبش الفداء ممن لا ينبغي أن يحاسب،والعفو والصفح عن المتورط الحقيقي ممن ينبغي أن يحاسب،لأنه فقط هو الذي يحاسِب بدل أن يحاسًب؟؟.وهكذا هدد الوفد الوزاري بعزمه على ضرورة محاسبة كل الأطراف ممن قد تكون لهم صلة بالموضوع أستاذا/أساتذة،حراسة/إدارة،مديرية/أكاديمية..،وكل شيء إلا التلاميذ الذين يطالب أولياؤهم بضرورة إنزال أشد العقوبات بالأستاذ/الأساتذة الفاشلين الذين دأبوا على تكسير عظام أبنائهم بدل تربيتهم،وكيف بهم أن يربوهم وهم حسب زعمهم أحوج إلى التربية وإعادتها؟؟،في حين يرى البعض أن الفاشلين الحقيقيين هم الأسر والآباء الذين استقالوا من تربية أبنائهم واستسلموا لنزواتهم وعنادهم بشكل فظيع طالما تفجر عليهم عنفا وانحرافا في البيوت قبل الأقسام؟؟،كما فلتت وتفلت الوزارة مرة أخرى من المحاسبة والعقاب وجل الرأي العام يرى أنها من أكبر أسباب العنف بسبب سياستها الميدانية المتعثرة وقوانينها المتجاوزة والتي أصبحت تحول فضاءات التربية والتكوين و دروس العلم والمعرفة داخل الأقسام إلى حلبات للصراع والنبال وملاحم للرجم بالطباشير والملاكمة وأعراس اللهو والعبث و الرقص على إيقاعات"العلوة"؟؟.

         مواقف مستعرة وملتهبة كادت أن تشعل حرب داحس والغبراء في رمضان المبارك وتفسده على الجميع،لولا أن المغاربة فعلا استطاعوا أن يعودوا إلى رشدهم وأصالتهم ويزيلوا بعض الصدأ عن فطرتهم الكريمة و مواطنتهم السمحة،وبفضل الله وتدخل ذوي النوايا الحسنة،غلبوا الغفران على العدوان والصفح والمغفرة على الُثأر والعصيان،مما أنهى القضية الشائكة بالصلح لا غالب فيها ولا مغلوب،وانتهت نهاية سعيدة تحولت فيها المؤامرة إلى المؤازرة، وجلسات الحكم بالسجن والإدانة إلى حفلات التكريم و السراح،استقبلت خلاله التلميذة المشاغبة سابقا أستاذها بباقة ورد عند خروجه من السجن فأعلنت صفحها عنه أمام الملأ الغفير ممن حضروا احتفاء خروجه من السجن،كما قبل الأستاذ بدوره رأس التلميذة قبلة الآباء للأبناء استسماحا لها أمام كل الكاميرات والشاشات؟؟.وهكذا عاد "الخريبكيون" إلى مجد تاريخهم الوضاء رغم كل المعاناة خاصة على مستوى التشغيل وتحديث هيكلة المدينة،واستلهموا من أمن وسلام مدينة الأخيار و الأشراف والعلماء والصالحين(بوعبيد الشرقي)،وخريجيها وطاقاتها المعاصرة من السياسيين والنقابيين والجامعيين والمثقفين والفنانين..(المالكي والبسطاوي)،واستنشقوا من عبق تظاهراتها الثقافية والفنية الوطنية (عبيدات الرمى)والدولية في مهرجان السينما الأفريقية(ملتقى الحضارات)،كما انتبهوا إلى أن مدينتهم مدينة الصيد والرماية والسباحة وهي المليئة بملاعب وأندية الفوسفاط لكرة المضرب وكرة القدم والغولف والفروسية وغيرها من الرياضات الراقية فكيف تليق فيها مظاهر العنف وهي المحاطة بكل هذه الخيرات والبركات؟؟.


هدا القوم من روعهم وتصالح الأساتذة مع تلاميذتهم،ليبقى الخاسر الأكبر مرة أخرى هي الوزارة وسياستها التي أغرقت القطاع في دوامة من العنف والعنف المضاد،كل المعنفين فيها والمعنفين مجرد ضحايا،وحتى ما يتفجر من العنف في البيت والشارع وغيرها من الفضاءات والمؤسسات إنما هو رجع الصدى؟؟.كما يبقى الخاسر الأكبر أيضا هم أبناء "ريبكا " و "مونيكا" و "جوندارك" الذين ملؤوا الدنيا هرجا ومرجا بضرورة نفي كل مفاهيم الهوية والمرجعية وما تطفح به من مفاهيم العدل والعفو والصفح،وضرورة استبدالها بالمواثيق الدولية والمرجعية  الكونية،في حل هذه القضية واعتبارها قضية حقوقية ونوعية بامتياز،وأي انحراف بها عن هذا النسق هو انحراف قد ينسف بحقوق الأطفال والنساء على امتداد الوطن،وعلى المسؤولين أن يعدوا له الجواب عندما سيسألونهم عنه في ردهات المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية؟؟.وبالتأكيد يبقى من الخاسرين أيضا كل أستاذ لا يشرف بسلوكه الأرعن فئة الأساتذة،لأن التمكن من المادة لا يغني من حسن السلوك والتعامل الإنساني،وكل تلميذ لا يشرف فئة التلاميذ بشغبه وكسله أو حتى اجتهاده لأن حسن الاجتهاد لا تغني عن حسن السلوك واحترام الآخرين،وكل إداري ليس له في إدارته أي مشروع تربوي ولا تنموي ولا يرى منها غير ما قد تمنحه له من امتيازات ربما لا يحرص عليها بغير الاستسلام للإكراهات وغض الطرف عن المخالفات المتناسلة والمشاكل المتفاقمة،وكل مديرية...وكل أكاديمية...وكل...وكل...؟؟.

كم حدث وأن شكوت إلى أحد الزملاء كل هذه المظالم التي تنهال كل سنة وكل يوم على القطاع وبكل أحجام وألوان العنف المادي والنفسي،تبخيس وتشهير،سخرية و تنكيت،منارات ومسارات اقتطاعات وامتناعات وتقاعدات وتعاقدات..،فما يكون جوابه إلا قوله تعالى:"قل هو من عند أنفسكم"،كل شيء من فلتات وتفلتات بعض العاملين في القطاع،وهم ببعض سلوكهم السيء والمتهور والتهربي والأناني..،من يفتحون على أنفسهم وعلى غيرهم كل أبواب الرياح النتنة والمياه الآسنة،صحيح أن الصورة ليست بكل هذه القتامة ولكن قد يكون ذلك منظر من مناظرها السيئة على قلتها أو كثرتها،ولن يتعافى الجسد التعليمي إلا إذا تعافت كل أعضائه وأطرافه واشتغلت بشكل مسؤول كنظام واحد متماسك الحلقات ومتكامل المهام ومتعاضد من أجل الهيبة والكرامة؟؟،وأخيرا يبقى الخاسر الأكبر كذلك بعض سادتنا العلماء الذين لم نسمع لهم حسا ولا ندري لهم رأيا،وهم الذين طالما تغنوا بضرورة انخراطهم في المجتمع والعمل الميداني في الواقع والاهتمام بهموم الناس وقضايا البلاد والعباد،وإذ بهم ينسحبون من كل القضايا الشائكة وكأنهم لا يهمهم لا الآباء ولا الأبناء،ولا الظالمين ولا المظلومين ولا التهدئة ولا التصعيد،ولا تهمهم الصحة ولا التعليم ولا المقاطعة ولا الممانعة ولا غيرهما من قضايا الفساد والاستبداد على امتداد الأمة،التي لا زالت الشعوب بمفردها كل يوم تقود ملحمتها بصمود وإباء،دون سند العلماء ولا وسيط البرلمان،اللهم ما كان من شيوخ"الفايسبوك" وممثلي"الواتساب"وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي،وكفى بها هيئة علماء بالحق تصدح ومجلس برلمان عنه يرافع؟؟.

إن الانخراط في هذه الحادثة التعليمية المرة،ليس انخراطا مجانيا ولا مزاجيا مع الأستاذ ضد التلميذة أوالعكس،وليس انخراطا فئويا تحامليا مع المؤسسة التعليمية ضد الأسرة المجتمعية أو العكس،وليس...وليس...،بل هو في الحقيقة انخراط واع ومسؤول مع أو ضد القيم في الوسط المدرسي والحياة العامة،تكون أو لا تكون وكيف ولماذا؟؟،انخراط مع أو ضد تحمل المسؤولية فيما يسند إلينا من مهام وما نلعبه من أدوار،آباء وتلاميذ أو أساتذة وإداريين خاصة الذين يبقون غير مسموح لهم في جميع الأحوال بأن يمارسوا العنف بأي شكل من الأشكال حتى لو كانوا هم ضحايا له وكثيرا ما حدث ولا يزال؟؟.مع أو ضد تغيير العديد من القوانين والمذكرات التعليمية التي أصبح العديد منها عاجزا متجاوزا،وعلى سبيل المثال ماذا فعلت مذكرة "البستنة" بالشغب والمشاغبين في الوسط المدرسي؟؟،إلى أي حد تعتبر المقاربة الحقوقية شاملة فيها الحقوق والواجبات،إلى أي حد تعتبر ناجحة و منصفة لجميع الأطراف في الوسط التعليمي؟؟،هل يمكن للمسألة التعليمية/التعلمية أن تسير دون قدر معين من الجدية والانضباط والحزم،وهل كل حزم يعتبر قسوة وعنفا وترهيبا..ضد حق اللعب والترفيه وبيداغوجيا "دعه يلعب دعه يشاغب"؟؟،ولماذا لم تفعل مذكرة منع الهاتف النقال في المؤسسة التعليمية و كل يوم يثبت تورطها في نشر غسيل ومآسي القطاع،والذي بالمناسبة ينبغي أن ينشر ما دامت العديد من مصالحه لا يحركها شيء مثل رهاب الفيديوهات؟؟.

وأخيرا،مع أو ضد تغيير قنوات التعبير والترافع من قنوات تقليدية موصودة وعاجزة،و من وسطاء صم بكم يكادون لا يحركهم أي أمر فردي أو جماعي محلي أو وطني مهما كان جللا،وكم شكا رجال ونساء التعليم من الاكتظاظ ومن تراجع المردودية وتدني السلوك والحركة الانتقالية..والدراسة الجامعية..ومن نقص العتاد التجريبي و الوسائل التعليمية..ومن..ومن ..ومن..مما يرونه كممارسين يخنق القطاع ويتيه به في العبث دون جدوى؟؟،مع أو ضد تغيير هذه القنوات إلى قنوات افتراضية،صحيح أنها  مفتوحة على كل شيء،ولكنها لا تطرق ولا تنتظر أمام باب أي مسؤول،ولا تأخذ منه موعدا بالأسابيع والشهور ولا تنتظره بالاجتماعات والاجتماعات؟؟،ولا شك أن هذه الوسائل الافتراضية  بالإضافة إلى ترافع الأساتذة القوي وعلى الصعيد الوطني،والترافع التلمذي المحلي المتصاعد،وفي ظرف أمني وحقوقي وجيوستراتيجي حساس،كل هذا حسم بسرعة وحماسة وبراعة وبراءة في هذه القضية وغيرها من القضايا الفردية والجماعية،المحلية والوطنية بل والدولية؟؟،ليبقى الشأن الوطني من درس إلى درس...ومن فيديو إلى فيديو...من درس وفيديو"الحسيمة"،إلى درس وفيديو"زاكورة"،إلى درس وفيديو"الصويرة"،إلى درس وفيديو"جرادة"،إلى درس و فيديو"المقاطعة" إلى درس وفيديو"خريبكا"،مع الأسف،دولة بالطول والعرض أصبحت تحركها الفيديوهات ما لا تحركها المؤسسات،ترى هل سنستفيد من درس وفيديو أي درس وفيديو،أو على الأصح متى سنستفيد من درس وفيديو أي درس وفيديو؟؟.

الحبيب عكي
        

اقرء المزيد

الاثنين، 21 مايو 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

رمضان والمقاطعة وشربة البطاطس؟؟


       رمضان شهر التربية،وصدق من قال:"أمر التربية هو كل شيء،وعليه يبنى كل شيء"،تربية على الصبر والتصبر والاصطبار على مقاومة المكاره والثبات على الطاعات،وبشكل تلقائي فردي وجماعي يمتد عبر كل أقطار الأمة وأمصارها،تربية على تزكية النفس واستكمال فضائلها بالتقرب إلى الله تعالى بتحطيم الأهواء ومخالفة شرور النفس وجبروت سلاطينها وغواية شياطينها،وعلى رأسها ما بين لحيي المرء من شهوتي البطن والفرج؟؟،تربية على التحرر من قبيح العادات الاستهلاكية والسلوكية وإحياء الجميل من العبادات الروحية والاجتماعية،خاصة تلك التي جفت منابيعها من حياتنا أو تكاد فحولت الواقع إلى جفاف وجفاء لا يطاق غابت فيه أو تكاد العديد من معاني النبل والإنسانية الحقيقية؟؟،تربية على الوحدة الشعورية والتعبدية والتنسكية والاجتهادية والجهادية بين جميع الفئات الاجتماعية فينمحي بينهم كل ما صنعوه من أوهام العبادة وأصنام التفرقة والصراع،وتحل بدلها آصرة الأخوة والتراحم والتعاون والتزاحم في قوافل الصيام وصفوف القيام لا فرق بين الغني والفقير ولا بين الحاكم والمحكوم،الكل حقا متساوون كأسنان المشط،على أبواب الرجاء واقفون ومن أبواب الخوف وجلون،على الإنفاق والصدقات وكل أشكال التضامن يهبون كالريح المرسلة ولا يريدون من أحد شيئا غير وعد الله لهم بالجزاء والشكور،"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"والصوم عند الله جنة وجزاؤه الجنة؟؟.

         أما المقاطعة فبينها وبين الصيام ما بينهما،فالصيام نسك وإمساك والمقاطعة ثقافة وعي وإمساك،إمساك عن الاستهلاك الذي ما فتىء يستعبد المرء ولا يبالي بأي قيد قيده أو في أي بحر قذفه وأغرقه،قيد السلف والاستدانة من الأفراد والمؤسسات والوكالات على مدار السنة والسنوات،أم في البرك الآسنة لأمراض العصر المزمنة بسبب التخمة والبدانة والشراهة؟؟،صدق من قال:"اللهم إني صائم"،عن اللغو والرفث وعن الفجور والعبث،وصدق من قال:"اللهم إني مقاطع"،لكل منتوجات ملتهبة الأسعار،تأتي على القدرة الشرائية لأبناء هذه الديار كما تأتي النار على الحطب وسط الريح والإعصار،مقاطع لكل شركة غير مواطنة ديدنها السعي المفضوح نحو أرباح خيالية قد تكون قانونية أو مغلفة به ولكنها غير أخلاقية،قناطر مقنطرة من مجرد الماء(سيدي علي)والحليب(سنترال)والمازوت(أفريقيا)تجاوزت أرباحه وحده في وقت وجيز 17 مليار؟؟،رمضان شهر التخلية والتحلية شهر الإقدام والإحجام،وبشكل تعبدي وتطوعي لسويعات محدودات وأيام معدودات،سرعان ما يعم عائدها التربوي والاجتماعي كل الأفراد والمجتمع بشتى المبادرات والمراجعات والعبادات والمعاملات؟؟.وكذلك المقاطعة ما هي إلا لمنتوجات محدودات ولأسابيع معدودات،وسرعان ما استطاع غيثها السياسي والاجتماعي كشف الشجرة الخبيثة التي تخفي الغابة،وقانون الغاب الذي لا زال يسري بين الذئاب والحطابة،ذئاب ألقمت المقاطعة أنيابها وأنزفت دمائها وأفدحت خسائرها،حتى أن منهم من طالب بالصلح وتجديد الود والصفح ومنهم من وعد بتخفيض الأسعار وتجويد الخدمات المشفوعة بالهدايا(4+1)والبقية تأتي،ومن يدري ربما انقلبت الأمور يوما وأصبحت العروض كما قال أحد"المداويخ"(1+4)؟؟.



         أما عن شربة البطاطس -عفوا- شربة الحليب،ورحم الله المبدع المغربي أحمد "بوكماخ" في رائعته أكلة البطاطس،التي نستسمحه رحمه الله أن ننسج عليها خاطرتنا هذه "شربة الحليب" لما لهذه الأكلة من أحداث خالدة ومعاني لازالت تؤثث واقعنا السياسي والاجتماعي بقوة،خاصة في هذه الأيام الطيبة المباركة التي اختلط فيها الحليب ومشتقاته بالبطاطس و فصائله وفسائله في محاولة يائسة لصنع "حريرة" مغربية حامضة،ربما  لا يعلم اسمها ولا رسمها ولا حموضتها وخطورتها إلا الحكومة وشعب"المداويخ"؟؟. قالت الشركة ل"المداويخ" اشربوا الحليب واحمدوا الله أيها "الجيعانين"؟،قال "المداويخ" نحن لا نشرب حليب "سنترال" ولا ماء"سيدكم علي" ولا "مازوت" أفريقيا؟،"جوعنا في كروشنا وعنايتنا في روسنا" أو بالعربي الفصيح "تجوع الشعوب ولا تجر من بطونها"،ويكفينا شبعا ونخوة أننا سنظل نحتج ضد غلائه في الفايسبوك؟،قالت الشركة للفايسبوك:"إن بضائعنا رخيصة ولا أرخص رائعة ولا أروع،ف"لا تدصر علينا الكتائب الإلكترونية"للحزب المعلوم الذي يسترزق ب"المداويخ"؟،قال الفايسبوك:"انا حائط من لا حائط له،ومن حق من أوجعتموه في الواقعي أن يلجأ إلي في الافتراضي،ولكم أن تبحثوا أيهما للآخر مخرج أو مدخل"؟،قالت الشركة للشرطة اقبضوا على الفايسبوك والواتساب وكل المواقع الاجتماعية الإباحية العاهرة،وقد سرقت منا ما سرقت من الأبناء والأموال،وأفلست لنا الشركات وحطمت فينا الطنوحات؟،قالت الشرطة نحن لا نقبض إلا على من يملأ الشارع صياحا عرقلة ونباحا،يسفه السياسات ويرفع الشعارات في كذا مسيرات وتظاهرات،أولائك نكسر منهم الظهور ونسيل منهم الدماء ولأجنة حلائلهم منا الهراوات و"البرودكانات"؟؟،صاحت الشركة وا قضيتاه وا قاضياه أحكم على الشرطة ودبج لها السياسي من الملفات والصوري من المحاكمات؟،قال القاضي:"خايبة حتى في التعاويد،أن تكون التهمة "جامجمات وبارطجات"؟،قالت الشركة للسجان أسجن القاضي حتى من باب يا ما في السجن مظالم،ولكما منا الماء والحليب وإن شئتما فحتى"المازت"،قال السجان:"كاع ما حبست كروش الحرام وقد عادت فيها اليوم أبطال،وماؤكم اشربوه وحليبكم ريبوه،أفيعقل أن يرفضوه خارج السجن ويشربوه داخله"؟؟،أسقط في يد الشركة المسكينة فلجأت إلى حكومتها المعلومة،وحتى قبل أن تشكو إليها ما أصابها من "بهدلة و جرتلة"،خرج للتو السيد الحنجوري الناطق الرسمي باسم الحكومة – عفوا – باسم الشركة والقطاع الخاص،فأخذ يرعد ويزبد ويهدد ويبدد ويعيد ويجدد فقال:"نحن سندخل السجن كل مقاطع أفاك..في الحليب وسيدي علي مشكاك..على الشركة والحكومة مشوش بعكاك..للاقتصاد الوطني قد نصب العداء والشراك"؟؟،ارتعد السجان في زقاقه فقال:"قالتها الحكومة..ونحن أبناء الحكومة..أما وقد قالتها الحكومة..فأنا سأسجن القاضي"،وقال القاضي:"أنا سأحكم على الشرطي"،وقال الشرطي أنا سأعتقل الفايسبوكي،وقال الفايسبوكي أنا سأنكز المقاطعين...،إلا "المداويخ" فقد قالوا:"اللهم إننا صائمون..لسلعهم مقاطعون..إمضاء:سكان مقاطعة سيدي علي- سنترال -أفريقيا"؟؟.

         أسفي على بلدان درس سياسيوها ورجال أعمالها أيام دراستهم في قراءة "بوكماخ"،ولم يستطعوا بعد دراستهم وهم في مناصبهم أن يتمثلوا ولو جزء بسيطا من حكمة أم "بوكماخ" التي استطاعت أن تؤكل ابنها والأطفال وكافة القوم إلى اليوم أكلة البطاطس،وبمجرد الحوار والإقناع،لا إكراه ولا إرغام في الأكل ولا قهر ولا تهديد،بل في أعقد الأحوال مجرد الحيلة والحيلة أحسن من العار؟؟،أسفي على حكومة تسعى كما يقول أحد "المداويخ"أن تستعيد السياسة المشؤومة للشعار البائد"كل ما من شأنه"،وكل ما من شأنه بمجرد التقديرات والأمزجة الخاصة والأهواء والحزبية والقبلية رغم أنف الدستور والقوانين؟؟،لكن لا علينا فالحكومة والشركات الخاصة قد اعترفت أخيرا بأخطائها وأعلنت توبتها ورغبتها في الصلح وطي صفحة الأزمة والمحنة بل وكل المحن والأزمات؟؟،وأكيد أن الصلح خير،ولكن طي الصفحة فكما أن هناك من يريد طيها فهناك أيضا من يريد فتحها ومن يريد التمعن فيها واستيعاب دروسها ورسائلها،فعلى أي أساس يريد كل منا ما يريد وبأي دفتر تحملات ومسؤوليات و وفق أية أجندات؟؟.وعلى أي ليكن مهما يكن،فلا ينبغي أن يكون هناك أي شيء على حساب النقص الحقيقي من الأسعار أو على الأقل التوازن الدائم بينها وبين الدخل،ولا صلح على حساب الحماية الحقيقية للقدرة الشرائية للمواطن ومحاربة الجشع والاحتكار والزواج العرفي بين المال والسلطة؟؟،ولابد من تفعيل المؤسسات الضامنة ذلك وعلى رأسها مجلس المنافسة والمقايسة وضرورة إعادة توزيع الثروة واحترام الديمقراطية والحقوق والإنصاف في التنمية المجالية؟؟،وهكذا إن أردنا حقا محاربة الفساد والاستبداد،فلا صلح قبل استرجاع 17 مليار المختلسة من المال العام،فهل تجرؤون على ذلك..هل تجرؤون..كلنا يرجو ذلك؟؟.

الحبيب عكي 

اقرء المزيد

الأربعاء، 16 مايو 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

أروع القفشات مرارة في ملحمة المقاطعة.


  طبعا،لا يسع المرء إلا أن يتمنى الخير والنماء لكل البلاد والعباد،وأن يتمتع الجميع بالأمن والسلام والازدهار والرخاء،ومساهمة في تفتيت جليد التوتر وعوامل الصراعات والفتن التي قد تأتي على الأخضر واليابس وبالمجان،نكتب اليوم عن أروع القفشات مرارة في حملة المقاطعة الشعبية لبعض المنتوجات الوطنية،قفشات تكمن فيها ولاشك بعض مظاهر التأجيج والتازيم كما تكمن فيها العديد من مداخل الحلول والانفراج:

1-    ليلة القبض على الفايسبوك والواتساب:
         وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التي بدأت منها حملة المقاطعة في تجاوز صارخ للغة الشارع والمعهود من استعراض العضلات والهراوات وفبركة الملفات والمحاكمات،أو كذلك تجاوز المنخور من الوسطاء التقليديين من الأحزاب والنقابات و ما اصطلي به الشعب  ولا يزال من عجز الحكومات وغرابة السياسات وميوعة المؤسسات وضعف الإصلاحات،فما كان من الهاربين من تحمل المسؤولية ومواجهة الحقائق إلا أن يتوجهوا باتهاماتهم ضد الفايسبوك والواتساب وعبث العالم الافتراضي،وكفى بالمرء حمقا أن يدبر عالمه الواقعي من عالمه الافتراضي؟؟.

2-    قاموس وسخ من النعوت و التهديدات:
         نهلت منه العديد من التصريحات الرسمية والبلاغات الحكومية والاتهامات المجانية:"مداويخ".."خيانة وطنية".."كتائب ألكترونية".."قطيع".."جياع".."مجهولين"..،ورغم ذلك انهالت على أصحابها تهديدات علنية صريحة وفصيحة بالسجن للمقاطعين والنشطاء،مما يفيد في الأول وفي الأخير بقصور الشعب وتهوره عند بعض ممثليه ووزراءه ورجال أعماله،ولابد من التعامل معه - حسب زعمهم - بسياسة الوصاية و فرعونيه:"لا أريكم إلا ما أرى"؟؟.

3-    السخرية تهزم الجشع والريع والاستبداد:
سخرية عفوية سوداء فظيعة شهدتها الحملة،وفي غياب وانسحاب الفنانين الكوميدين الذين ألفوا أن يضحكوا علينا وأن يلعقوا من همومنا و جراحنا،أطلقت الطبقات الشعبية عنانها في إبداع العديد من الوسائط والوصلات الفنية الساخرة من أغاني وسكيتشات،فيديوهات ولايفات،حوارات وتحليلات..،كانت في الحقيقة أقوى سلاح نجح في تأجيج المقاطعة ومواكبتها وهزم التعتيم الإعلامي الرسمي الذي طالما ادعى بأنه وطني مهني ومحايد و في خدمة الشعب؟؟.ومن ظريف ما سخر به القوم من وحي الحملة أن "مدوخا" طلبت منه زوجته الخروج بها إلى مكان هادىء وساحة خالية لتغيير الجو،فقال لها:"عرفتها محطة أفريقيا"؟؟،وآخر أبطأت عليه عائلته في الزواج فقال لها:"إما أن تزوجوني الآن وإلا سأفعل الأفاعيل كلها،قالوا له وماذا ستفعل إن شاء الله؟؟،قال لهم:"سأذهب الآن لشرب القهوة بحليب سنترال في محطة أفريقيا"،فما كان منهم إلا أن زوجوه؟؟.

4-    الاستفزاز لغة المنهزمين والضعفـــــاء:
           استفزازات تمثلت في لقطات حية بالصوت والصورة لوزراء وحزبيين ومقاولين يشربون أقداحا من الحليب،باليمين وبالشمال واقفين أمام الملإ وعلى الشاشات،وكأنهم أبطال الديجتال لإبطال مفعول المقاطعة الشعبية لمنتوجاتهم وسياستهم،وظهروا في الحقيقة كأنهم أطفال أو مراهقون يعلنون إفطارهم أمام الملإ وعلى الشاشات،ويصورون أنفسهم سعداء لا يبالون،وهم على عكس ذلك كما يحكي عنهم أحد"المداويخ"بأنهم لا ينامون من شدة الهم والحزن،ومنهم من يحلم نفسه يتبول الحليب"رايب"،ومن يحلم بماء سيدي"البيئر"يقطع أمعاءه،ومنهم من يتبول الغاز المعدني،أو هكذا أوحوا للشعب على أنهم كائنات أخرى لا يهمها إلا إفراغ جيوب الشعب وصعود أرصدتهم؟؟.

5-    حوار البيانات العسكرية:
لم تخجل الحكومة بكل فئاتها وفي برلمانها ومؤسساتها وعبر ندواتها وبلاغاتها من أن تنصب نفسها قاضية ومحامية على القطاع الخاص وشركاته المفلسة،فأعلنت اهتمامها وتضامنها مع شرذمة من زبانيته وبضعة آلاف من أبناء القطاع على حساب الملايين من أبناء الشعب،وأبناء القطاع أنفسهم مع المقاطعة لمحاربة الجشع والاحتكار،وأبناء الشعب هم من أعطوا الحزب الأغلبي الحاكم 125 مقعدا وطالما ادعى أنه يمثل إرادتهم المسروقة وحلمهم المجهوض؟؟

6-    خطب الفتاوي المنبرية:
        وفي تدخل سافر وقع المحظور وتدخل الدين في السياسة على غير العادة،فعتم خطباء المساجد على الموضوع،ولم يجرأ أحد من الاقتراب منه إلا ببعض الفتاوي المهترءة كالقائلة بأن ترك الحليب ونعمة الماء ليس من السنة،ومن رغب عن سنتي فليس مني،أو تلك القائلة بأن من لم يأكل "الكسكس" يوم الجمعة بحليب"سن.."أو يشرب ماء سيدي"ع.."غير ناس فلا جمعة له؟؟،وأما من تجرأ وأصل للمقاطعة في إرث الصديق وشرائه بئر معونة من اليهودي،أو أرث عمر في قوله:"أرخصوا اللحمة بالترك"،فقد عزل؟؟.

7-    وتفجرت في البلاد مياه الأسياد:
          ما أن قاطع الناس ماء "سيدي علي"،حتى تفجرت على طول البلد وعرضها مياه الأسياد ولكل ماء سيده وسيدته،ماء سيدي"الروبيني"وماء سيدي"الدلو"وماء سيدي "البيئر"وماء لالة "العوينة"وماء لالة"الكلتة"وماء لالة"النطفية"..،وحتى في الحليب ظهر حليب "الجبال" وحليب "السهول" وحليب "الوديان"وحليب "التلال"وحليب"الجمال"وحليب"الماعز"وحليب"البغال"..؟؟،لا يريب الله حليبا إلا وأطرى بدله حليبا وحليبا،ولا يوكح الله عينا إلا وفجر بدلها عيونا وأنهارا،و"اللي ما عجبو حال يشرب ماء سيدي"البحار"؟؟.



8-    ها الماء لله واللي عطا شي لله:
         ما أن وعى أبناء الشعب حقيقة مثلهم الشعبي هذا،وما أن أرادوا بسببه محاربة الجشع والريع والاحتكار والاحتقار..،حتى ظهرت في المحطات والأسواق والمقاهي والملاهي..، فيالق و بيادق و جوقات توزع كل شيء على الناس بالمجان،التمر والحليب،والماء والغازوال،والمشروبات الغازية..؟؟مدعين أصالتهم وكرمهم وانتمائهم إلى مرجعية الشعب القائلة:"الناس شركاء في ثلاث..الماء والكلأ والنار"،وما وزعوا إذ وزعوا ولكن المقاطعة قصمت ظهرهم؟؟.

9-    خليه يريب وخليها تصدي:
عند الشركة أو عند الفلاح،في الحقل أو في المعمل،على حساب العمال أو الدكانيين أو الوسطاء أو على حساب الدولة،المهم أنا لا شأن لي ولا لعائلتي ولا لمقهاي ولا لسيارتي بالغلاء وبما يفوق قدرتي الشرائية،"حليبكم خليه يريب..وماؤكم عومو به..ومازوتكم حرقوه"ولا تعرفوا"حرقوا الحليب بالمازوت وطفيوها بماء سيدي علي"على حد قول أحد "المداويخ"،؟؟والحمد لله الذي عوضنا عن مشروباتكم الجشعة بمشروبات ومشروبات صحية وشعبية أقلها الشاي وفي الشاي المنعنع الأخضر المفتول ما أحلى وما أرخص و"الصينية والبراد واللمة مع الأحباب"؟؟،فمما حفظنا في كرامة الشعوب وعيشها الكريم قولهم:" تجوع الشعوب ولا تجر من بطونها"؟؟.

10-    اشربوا الحليب،فما منكم إلا شاربه:
          قفشة أعجبتني يدعو فيها مبدعها عبر اللايف المواطنين على لسان الحكومة والشركات،بأن يعودوا إلى رشدهم وبأن يكفوا على مقاطعة الحليب لأنه لا غنى لهم عن شربه إن عاجلا أو آجلا،خاصة وأن الحكومة قد هددت بسجن المقاطعين،وإذا ما حدث هذا فإنها ستدخل كل أبناء الشعب المسكين إلى السجن وهناك ستفطرهم إدارة السجون بالحليب وتغذيهم بالحليب وتعشيهم بالحليب؟؟،ومن يدري ربما تبرم الحكومة صفقة العمر مع الشركات المعنية حتى يبقى الحليب هو الغذاء الرئيسي والأساسي والإجباري في كل سجون العالم؟؟.ففوتوا الفرصة على الجميع،واشربوا الحليب في منازلكم وأنتم أحرار..خير لكم من أن تشربوه في السجن وأنتم "مداويخ"؟؟.

11-    فضيحة قائد مقاطعة أنه مقاطع:
            لا أدري ما الذي يحمل بعض رجال السلطة - وكأنهم ليسوا من أبناء الشعب أو ليس الشعب من أوصلهم إلى مناصبهم-؟؟،لا أدري من يحملهم على التنكر للمقاطعة والتبرؤ العلني من حملتها،رغم أن بعضهم على باب مكتبه لافتة تحمل عبارة:"قائد المقاطعة"؟؟،وخوفا من أن يصدق الناس ذلك أو يوشي به بعضهم،فقد زين المسكين جنبات مكتبه بأقداح الحليب وقارورات الماء المعدني وخراطيم الغازوال يعرضها على المواطنين ممن يلجون عنده،و هو على سجيته يرفع الشعارات ومن خوفه كأنه يغنيها:"المقاطعة هي الحل..المقاطعة هي الحل"،سمعه الموظفون فهربوا خارجين للعمل مقاطعين،لولا أنه قد نادى عليهم لا تخافوا ولا تهربوا فالمقاطعة هي الحل لمن أراد شهادة السكنى أو عقد الازدياد..؟؟.

12-    ويبقى السؤال في الحقيقة من يقاطع من؟؟:
رغم أن الواقع هو من فرض هذه المقاطعة وكان سبب انتشارها ونجاحها في وقت وجيز،إلا أن بعض الأقوام لا يزالون يشككون فيها وفي دواعيها وأهدافها وخاصة في من كان ورائها،عوض التقاط رسائلها والتفاعل الايجابي معها،فلم يجدوا مع الأسف إلا أن ينسبوها إلى عبث العالم الافتراض،ومن الطامة أن يدبر الواقع من الافتراضي فبالأحرى أن يقوده،أو في أحسن الأحوال تنسب الحملة إلى خصم سياسي ستسهل تصفية الحسابات معه،وتجييش الشعب ضده في محاولة للقضاء عليه بالضربة القاضية؟؟.وبغض النظر عن كل هذا،يبقى السؤال في الحقيقة كما يقول بعض المداويخ:"من يقاطع من"؟؟،أليست هذه المنتوجات بمائها المعدني وحليبها السنترالي وغازها الأفريقاني هي من تقاطعنا؟؟،من حرمت على نفسها الاقتراب من أفواهنا ودخول بطوننا وخزانات سياراتنا؟؟،أليست مثل طبقات أرباب هذه الشركات هي من تقاطع المغرب في عطلها وأسفارها وتقاعدها وسياحتها وأكلها وشربها ولباسها،ولغتها وتدريسها..؟؟،يقول"مداويخ"آخرون؟؟.

13-    ويبقى المغرب في مصاف الدول الكبرى في العالم:
           يعني الدول المتقدمة التي طالما قارنتنا بها الحكومة وبإحصائياتها وانجازاتها وتراكماتها في الحريات..في التشغيل..في الصحة..في التعليم..في..وفي..،وحتى أن الشعب المسكين قد صدق ذلك..وهل من المعقول أن تكذب عليه حكومته ولمصلحة من؟؟،لكن الصدمة كانت قوية حينما بادر مغاربة الخارج بكشف الحقيقة،فنقلوا لنا ومن أسواق المهجر بالصوت والصورة أثمنة نفس المواد الاستهلاكية،وهم الآن يفكرون كيف يمكنهم إرسالها إلى ذويهم في المغرب،فقط لو أن الجمارك ستسمح بمرورها وعدم قرصنتها،على أي ها أنتم ترون أن المواد الاستهلاكية في دول المهجر أرخص أثمنة وأكثر كمية وأرفع جودة،نعم،رسالة رسائل المقاطعة وسؤالها العميق هو سؤال محاربة الجشع والاحتكار والاحتقار،سؤال تأهيل الاقتصاد الوطني وتحريره من المضاربة والفساد،سؤال توزيع الثروة والعدالة الاجتماعية والإنصاف،سؤال الحرية والكرامة والديمقراطية والتنمية،أسئلة حارقة ولاشك من مداخلها الواسعة أجور أعلى وأثمنة أدنى.. أجور أعلى وأثمنة أدنى؟؟.

الحبيب عكي
اقرء المزيد

الخميس، 10 مايو 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

ماذا يا معالي الوزير..لو أبقينا الشركات وسرحنا الشعب؟؟


  لاشك أن المقاطعة الشعبية الواسعة لبعض المنتوجات الوطنية في المغرب،حليب "سنترال"لصاحبها"ج.دانون"..ماء معدني "سيدي علي"لصاحبتها "م.بنصالح"..غازوال محطة "أفريقيا"لصاحبها الوزير"ع.أخنوش"..،قد اشتد وقعها الاقتصادي والاجتماعي والنفسي والسياسي،ليس فقط على أصحاب هذه الشركات العملاقة وملاكها الكبار،بل أيضا على من يوالونهم من عفاريت السياسيين وتماسيح الحكوميين المتورطين في هذه اللعبة التحكمية الاستنزافية المكشوفة؟؟.وقد رافق هذه الحملة الأولى والفريدة من نوعها في المغرب،العديد من الابداعات الاشهارية والسخريات الفنية والتحليلات الاقتصادية..،لاقت تجاوبا منقطع النظير من كل الفئات الاجتماعية والطبقات الشعبية،كما تلاقي ترويجا خياليا على مواقع التواصل الاجتماعي حطمت كل الأرقام القياسية من حيث الاعجابات والتقاسمات والتعليقات..؟؟.

وبالطبع،لم يكن شعب الفايسبوك يلعب ولا فرسان العالم الأزرق يعبثون ولا مناضلي العيش الكريم ومحاربة الغلاء في زحفهم يتراجعون،فقد كان للمقاطعة صداها الحقيقي والواسع على أرض الواقع،أفقدت بعض الشركات المستهدفة في وقت وجيز 57%  من أرباحها حسب ضجيج الأرقام إن صحت في غياب تفعيل الحق الدستوري في الوصول إلى المعلومة؟؟،ولكن الملاحظ أن محطات أفريقيا مثلا قد أصبحت خاوية على عروشها لا حركة فيها ولا سكون إلا بإذن الله،إلا من بعض زبناء الشركات والمكاتب الوطنية التي لا ندري كيف ومتى نالت صفقات وريع تزويدها بالمحروقات؟؟،وقد أصبحت حتى المقاهي خالية مما كان يملؤها من المياه المعدنية المعلومة التي كانت ترافق حمل فناجين القهوة والشاي إلى الزبناء،فقد استبدلت بغيرها من مياه سيدي"الروبيني"وسيدي"الدلو"،واستبدل كذلك الحليب المعلوم بأنواع أخرى بل تم الاستغناء عنه إطلاقا واستبدل بالمشروب الشعبي للمغاربة ألا وهو الشاي المنعنع الأخضر المفتول والصينية والبراد واللمة مع الأحباب؟؟.

وبالمقابل،أرعدت وأزبدت وأمطرت علينا الحملات الرسمية وشبيه الرسمية المضادة للحملة الناجحة،وعبثا حاولت وتحاول النيل من عزم المقاطعين والفت من عضدهم وإصرارهم و زحفهم اليومي الخرافي،وهم يتحدون في ذلك كل من ألف ثقب جيوبهم الفارغة و الاستحواذ على أرزاقهم القليلة،وتحطيم قدرتهم الشرائية الهشة،سلمية وحضارية استطاعت ولأول مرة في تاريخ الاحتجاجات أن تعطل كل المقاربات الأمنية الضيقة والشطط في استعمال السلطة،فتركت كل هراوات رجال الأمن الأشاوش تصدأ وكل المحاكمات الصورية تتهم وتحاكم نفسها؟؟،وقد حمل كل ذلك الناس على التصدي بنجاح باهر لكل صواريخ المنافسين والأعداء والتي عبثا أطلقوها عليهم تارة باسم الفلاحين وتارة باسم رجال الأعمال وتشجيع المقاولة والاستثمار،وتارة باسم الاقتصاد الوطني.. وتارة..وتارة،وكم بتكوا أذان القوم بقاموس عباراتهم السمجة،فمن قائل "مداويخ" وقائل "خيانة وطنية"وقائل "قطيع"و"كتائب إلكترونية"وقائل..وقائل..،وتلك ثقافتهم ومؤشر هزيمتهم؟؟.


       ولعل أفظع قول ورد في حملة المقاطعة الوطنية الناعمة هذه،ما ورد على لسان رئيس الحكومة وهو يصف المقاطعين ومن يصنعون دعائم المقاطعة ودعايتها ويرسلون رسائلها الاحتجاجية بأنهم "مجهولون" وهو لن يرد على المجهولين،وبأن همه الآن كيف يدعم آلاف الفلاحين والعائلات التي تضررت ولازالت تضرر من الحملة؟؟،وصدق على المعضلة من وصفها بقولهم:"سكت دهرا ونطق كفرا"،رئيس حكومة يفكر في بضعة ألاف من المتضررين - حسب زعمه - بدل أن يفكر في ملايين من أبناء الشعب،ويتدخل بكلام كان من المفروض أن يكون جزء من الحل لا مساهمة في التعقيد،لم يفكر في الرسائل الجوهرية للحملة وأسئلتها العميقة..كسؤال تراجع الطبقة الوسطى في المغرب إلى أين؟؟..سؤال التدهور المستمر للقدرة الشرائية للمواطنين وضرورة إعطاء المؤشرات الحقيقية والفعالة لحماية المستهلك؟؟،سؤال توزيع الثروة والعدالة الاجتماعية والإنصاف؟؟،سؤال الاحتكار والمنافسة غير الشريفة،إلى درجة أن الوزير المعني في الحملة قد تمكن من الاستحواذ على خمس وزارات في وزارة واحدة..وكاد يسيطر على 6 أحزاب وطنية مكنته من أن يعرقل بها تشكيل الحكومة مدة 06 أشهر ولا زال ربما؟؟،ويقال أنه سيطر على كم..وكم من شركة،وذكر في كم..وكم من حراك؟؟،لم يفكر السيد رئيس الحكومة في سؤال الريع والسلم الاجتماعي الذي ينخر كل يوم بسبب امتزاج صنع القرار السياسي بصنع الثراء الاقتصادي الخاص؟؟،ولا في سؤال تأهيل الاقتصاد الوطني الذي لا زالت حفنة من الشركات الأجنبية تمسك بتلابيبه وتصنع لنا حتى الحليب و الجبن بعد عقود وعقود من التنمية؟؟،ولا في سؤال الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان وعلى رأسها حق المقاطعين وسلمية مقاطعتهم..،لم يجد المسكين إلا وصفهم ب"المجهولين"وقدماه لم تجف بعد من تجواله بالأمس عبر الأزقة والشوارع يخطب ودهم ليصوتوا عليه؟؟.

لذا لم نستغرب من خرجة وزيره في التشغيل بأنه غير معني بالمقاطعة ولا بالحليب والغازوال ولا ب"خيزو ومطيشة"،كما سبق له وأن صرح بأنه معني فقط بالشغل وليس بالتشغيل،رغم أن وزارته لا تحمل غير هذا العنوان،لا ندري لما عين في وزارة التشغيل ولا ماذا يريد أن ينجز فيها خارج إطار تنمية التشغيل؟؟.كما لا نستغرب أيضا من الخرجة الكارثة للسيد وزير الحكامة وأسعار المواد،التي لا تفتأ تلتهب دوما رغم أنف وزارته ودكتوراته وحنكته العلمية وخبراته الجامعية وتجربته الحكومية..؟؟،بحيث صرح السيد الوزير بصدقه وقوته المعهودة في قبة البرلمان،بأنه ونحن على أبواب رمضان،يخاف على المغاربة إن هم استمروا في هذه المقاطعة أن تعلن شركة الحليب المستهدفة إفلاسها وتسرح عمالها وتغلق أبوابها ويحمل أربابها وهم من الأجانب مفاتيحها ويتركون البلد،وهم الذين ينتجون لنا في شركتهم أزيد من 50 % من الحليب ومشتقاته؟؟،من أين ذلك الوزير من تلك الحكومة،ومن شابه رئيس حكومته فما ظلم،وزير حكامة يخشى على الشركة الجشعة ولا يخشى على الشعب المقهور،وزير لا يقر ولا ينفي ما يروج من أن قيمة البضائع وتكلفتها كالماء المعدني مثلا لا تتعدى 5 إلى 20% مما يباع به للعالمين،؟؟وزير أعلنت الشركات رفض تصريحاته وبأنها لا تنوي مغادرة البلاد ولا التعنت في الأسعار إذا ما راجعت الحكومة  ما تفرضه عليها من الضرائب؟؟،من أين لكم كل هذا الخوف والترهات يا سيدي وقد أوردتكم كل الموارد السياسوية السيئة الذكر..مهزلة "الموازنة" و"المقاصة" ومأساة "التقاعد" و"التعاقد"..وغير ذلك من القرارات اللاشعبية والمواقف الاجتماعية والسياسية المخجلة؟؟،لكن لا عليكم معالي الوزير،نحن أبناء الشعب نقترح عليكم مخرجا مريحا يحفظ لكم ماء الوجه إن كان سوء القول قد أبقى لكم منه شيئا وأنتم القائلون:"اللي بغا يقري ولدو يضرب يدو لجيبو".."واش بغيتو الحكومة تطيح لكم الشتاء"..فما رأيكم فقط معالي الوزير:"لو تبقون الشركات وتسرحون الشعب"..على الأقل في كل العالم سيجد أجور عمل أعلى وأسعار مواد أدنى؟؟.

الحبيب عكي 

اقرء المزيد

السبت، 5 مايو 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

تجوع الشعوب ولا تجر من بطونها؟؟

       هي ولاشك أجواء سوريالية هذه التي أصبح يعيشها اليوم مغربنا المعاصر،لعل أبرز تيمتها هذه المقاطعة الشعبية لبعض المنتوجات الوطنية في ظل السياسات المتعالية لبعض السياسيين و رجال الأعمال على أبناء الشعب،سياسات مخادعة رغم كل بريقها المزيف والدعاية المغرضة لها على أنها المن والسلوى والمنقذة من التخلف البنيوي والهيكلي:المغرب الأخضر..المغرب الأزرق..مغرب النور..عشرة ملايين سائح..كأس العالم..أكبر تظاهرة دولية وأكبر..وأكبر،ولكن كل هذه المشاريع الضخمة تبدو في الحقيقة وكأنها فارغة أو على الأصح بعيدة عن واقع الشعب الذي لا يزال بها ومعها غارقا في أوحال الفقر والهشاشة والإقصاء والغلاء..،إلى درجة أن الخطاب الرسمي وعلى أعلى مستوياته قد وصف المعضلة بالنموذج التنموي الفاشل؟،وتساءل غير ما مرة مع الشعب وبكل صراحة أين تذهب ثروة المغرب؟،ولماذا البلد وبعد عقود وعقود من الحرية والاستقلال لا زال يسير بسرعتين وبأوجه متعددة مغرب غير نافع ومغرب نافع ومغرب منتفع؟؟.

         في حين،أن اللوبيات المستفيدة من أوضاع الفساد والاحتكار وتداخل السياسي والاقتصادي والغلاء الفاحش وضرب القدرة الشرائية للمواطنين..،لا تتردد في أن تنعت المواطنين الأحرار با"المداويخ"وبا"الخيانة الوطنية"وبا"الانفصاليين"وبا"الكتائب الإلكترونية"و"زعزعة الأمن"..،لا لشيء إلا لأنهم أخيرا وكمواطنين تجرؤوا وعبروا عن موقفهم و رفضهم العلني والصارخ لسياسات لا تخدم غير زبانيتها وفراعنتها الذين اعتادوا على تكريس أزمتنا الاقتصادية والاجتماعية دون رقيب ولا حسيب؟؟،وذأبوا على إذاقة الناس كل المرارة والاحتقار:"مداويخ"و"زوج فرانك"و"20 درهم"و"اللي عطانا اختو يجي يديها"و"الليشمانيا"و"عمارات باريس"و"اطحن امو"..،وكل هذا قد خلف ويخلف احتجاجات جماعية لازالت أصداؤها تتفجر وشظاياها تتطاير غير ما مرة عبر الزمان والمكان وأمام البرلمان وفي وسائل الإعلام:"قائد الدروة"و"مي فتيحة"و"محسن فكري"و"مي عيشة"و"ضحايا كيس الدقيق"و وقفات المعطلين وأساتذة وأطباء الغد،والحراكات الجماعية والهادرة للريف وزاكورة وجرادة..،والتضامن الواسع الذي لقيته عبر مختلف المدن والبوادي؟؟.

         إن حملة المقاطعة الشعبية هذه وعلى كونها من"المداويخ"،منظمة أو عفوية،محدودة أو مفتوحة،ما هي في نظر تحليلات الكثيرين إلا حلقة جديدة من المسلسل الرهيب للتوتر الدائم للعلاقة بين الحكام و المحكومين،محكومون من مختلف الفئات والطبقات وحكام ممثلين في المؤسسات "الإصلاحية" والمقاولات "الاستثمارية" والرجالات "الريعية"..،وكالمعتاد قد يتجاوز الشعب عن الحكم والنظام،ويستغني عن العديد من الخدمات حتى وإن كانت ضرورية وملحة،لكن حينما يصل الأمر إلى قوته اليومي وضرب قدرته الشرائية فإنما للصبر حدود؟؟،وكل هذا أيضا يحمل في طياته أسئلة جوهرية عديدة أهمها سؤال توزيع الثروة في البلد،وهو في نفس الوقت سؤال العدالة الاجتماعية والإنصاف؟؟،وقد كان الشعب ولا يزال يخوض معركة تحقيقها بكل الأشكال،وإن كان هذه المرة بشكل حاد تجاوز كل الوسطاء والنخب وحتى الشارع ورجال الأمن والمحاكمات؟؟،فضاؤه الوحيد هو العالم الافتراضي وشعاره ما جاء بشأن ثقافة المقاطعة والمدافعة في الأثر النبوي:"لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع"،وفي الأثر الصديقي:"أنه اشترى بئر ماء من اليهود حتى لا يحتكروا السقي منها والغلاء"،وفي الأثر العلوي:"عجبت لمن بات جوعان ولم يشهر سيفه"،وفي الأثر العمري:"أرخصوها بالترك"يعني اللحمة والسلعة؟؟.

         فهل يعقل بعد الربيع العربي وارتفاع منسوب الحرية والحقوق والشجاعة في المبادرة والمغامرة والإصرار على المشاركة والمرافعة وتملك القرار،هل يعقل ألا يدرك أصحاب الشركات والمقاولات أوضاع شركاتهم"المواطنة"ومدى قربها أو بعدها من المواطنين؟؟،ألم تكن هذه المقاولات الثرية والأبناك الضخمة في مناطق احتراق"مي فتيحة"وطحن"محسن فكري"وسحل"ضحايا الدقيق"وهم يدعون خدمة الصالح العام والمساهمة الفعالة في تنمية الاقتصاد الوطني؟؟،ألا يبتك صراخ الاحتجاجات الصاخبة للمعطلين كل يوم آذان البرلمانيين والحكوميين في العاصمة،ألا يدمي قلوبهم شكل المطاردات الماراطونية بينهم وبين الشرطة والعساكر،وحجم الدماء التي تسيل منهم في كل اشتباك من سلخ الظهور وكسر العظام أمام الملأ ووسائل الإعلام وفي عهد الحقوق والحريات؟؟،ألا تشير البحوث والدراسات ومعاهد الإحصائيات إلى ارتفاع ظاهرة الهجرة السرية والعلنية واستفحال مظاهر البطالة المقنعة وظاهرة القروض الاستهلاكية في صفوف الموظفين وغير الموظفين؟؟.

         ألم يكن هؤلاء "المداويخ" كما يصفونهم -غفر الله لنا ولهم - ،ألو يكونوا على حق حينما اعتقدوا أن الماء ماء الله ولا حق لأحد أن يستفرد به ويستثمر فيه ضدا على الحديث:"الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار"؟؟،هل أخطؤوا حينما قاطعوا جرعة حليب أغلى المحتكرون سعرها بسم الفلاح والفلاح كل يوم يشكو بخس نصيبه منها ولا يفتىء كل موسم يصرح أن بقرته ترضع أثدائها،ولا يكره من يدله على كيف يتخلص منها ومما تراكم عليه من ديونها؟؟،هل كان القوم "مداويخ" حقا حينما صدقوا بهرطقة "الموازنة"في أسعار المحروقات،فأصبحت "موازنة" ضدهم وضد المنطق لا تلبث إلا في ارتفاع دائم مهما رخصت أسعار المحروقات في الأسواق العالمية؟؟،و لماذا أسعار هذه السلع وغيرها أرخص في الدول التي يتقاضى سكانها أجورا أضعاف ما يتقاضاه المغاربة،وكم لدينا ممن يتقاضون الأجور أصلا،ونحن نشهد على مأساة الأجيال المعطلة والقنابل الموقوتة تتفاقم كل عام بيننا ؟؟.

         ألا شيء من ماء الوجه والمرءة يا أصحاب الماء المعدني قبل أن يقضي عليكم ماء سيدي "الروبيني" وماء سيدي "الدلو"؟؟،شيء من القناعة يا "سنترال"قبل أن يستغني الناس عنكم اضطرارا بالشاي المنعنع الأخضر المفتول والصينية والبراد وعيطي على الأحباب؟؟،شيء من الموازنة والمواطنة يا "أفريقيا" وأنت تدعين عمق الأرض فما يصلح العمق إذا العمق فسد؟؟،شيء من فصل ممارسة السياسة عن صناعة الثروة فما دخلت الدولارات في صناعة القرارات إلا معا أفسدتهما؟؟،شيء من حماية الحقوق الدستورية و الاقتصادية والاجتماعية للمواطن وحقه الفعلي في العيش الكريم يا دولة،أين ضبط التلاعب في الأسعار وأين ملائمتها مع الأجر والدخل واللادخل حتى تكون في متناول الجميع؟؟،شيء من حماية المستهلك يا جمعيات وشيء من محاربة الاستهلاكية يا مواطنين،تعودوا على الشراء من الصغار وكسروا احتكار الكبار،فليس الجد هزلا وليس الاستغفال استهبالا وليس الغلاء إلا غولا،وربما هكذا وهكذا فقط يمكن أن نمر يوما إلى مقاطعة ما هو أهم وأخطر...مقاطعة أداء فواتير أو على الأصح ضرائب وإتاوات الماء والكهرباء والدواء والاستشفاء والنقل والهاتف..؟؟.

هكذا وهكذا فقط،يمكن أن يحارب الشعب الفساد بنفسه وتضحياته دون مؤسسات مميعة و وسطاء عاجزين وفاسدين،وهكذا وهكذا فقط،يمكننا أن ننقذ البلد مما هو خطير وما هو أخطر،و يمكن كذلك - وهو شيء مهم - اقتناعنا بجدوى المقاطعة عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني الغاصب وتكالبه مع حلفائه ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والأمة الإسلامية؟؟،وهكذا وهكذا فقط ،يمكن ربط المسؤولية بالمحاسبة وفرض احترام الديمقراطية والإرادة الشعبية والحقوق الدستورية،ومحاربة كل البرامج الحكومية خارج دفتر التحملات والبرامج الانتخابية على ضوء الحاجيات والتعاقدات،هكذا وهكذا فقط،يمكن أن نحارب كل السياسات المغلفة لتسول المساعدات الأجنبية بكل الطرق،وسياسات الاستقالات المجتمعية الجماعية و تفويض تدبير شؤوننا الداخلية لغيرنا من الشركات الأجنبية حتى في الماء والكهرباء و الهاتف والنقل والنظافة...وكأن على أكتاف شبابنا والنخب والسلطات والفاعلين السلاسل وعلى أكفهم الحناء؟؟،هكذا وهكذا فقط،سنجعل من المقاطعة ثقافة شعب وحرية سجين،فقاطعوا منتوجات جشعة هي في الأصل من تقاطعنا وتحرم عنوة على نفسها الاقتراب من أفواه الضعفاء،وهي بذلك تستحق كل ما ينظم ضدها من حملات ويرفع ضدها من شعارات:"حليبكم،خليوه يروب..ماؤكم،عوموا به..مازوطكم،حرقوه"،ورحم الله من قال:"تجوع الشعوب ولا تجر من بطونها"؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة