Top Ad

الأربعاء، 20 سبتمبر 2023

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

لله در المغاربة في كل هذه الأشكال الابداعية التضامنية.

       لله در المغاربة - حفظهم الله ورعاهم - في كل هذه الأشكال الإبداعية التضامنية اليومية التي ما فتؤوا ولا زالوا يبذلونها اتجاه إخوانهم من ضحايا زلزال الجمعة 8 شتنبر 2023 الذي ضرب منطقة الحوز وضواحيها بقوة 7 درجات على سلم ريشتر، لتمتد زعزعته ودماره وهلعه إلى جل مدن وقرى المغرب خاصة مدن وقرى شيشاوة وتارودانت وورزازات..، قامت على إثرها مبادرات تضامنية.. فورية.. عفوية.. قوية.. شعبية.. عارمة.. دائمة.. متفاعلة جدا عبر الاعلام البديل لمواقع التواصل الاجتماعي مما ساعدها على التطور بسرعة فائقة في الكم والكيف والتنظيم ووجهات التوزيع حسب المستجدات والمتطلبات الميدانية، ولا يملك المرء اتجاه كل هذه الأشكال التضامنية المتنوعة إلا أن يبدي إعجابه بروعتها ويرفع قبعته أمام جودها وكرمها ويبدي تقديره لمنظميها وموصليها وموزعيها، وعزمه على المشاركة فيها ككل المغاربة الفضلاء أفرادا وجمعيات وجماعات.. بل وككل العالمين جاليات وهيئات ومؤسسات.

 

            من أين يملك المغاربة الشرفاء كل هذا المخزون التضامني المتدفق؟، مخزون لا ينضب معينه ولا ينقطع سخاؤه، وكيف ينضب وكلما نادى الواجب الوطني هب أبناؤه البررة رجالا ونساء.. شبابا وشيبا.. أطفالا وطفلات.. موظفين وموظفات.. حرفيين وحرفيات.. يجودون بالغالي والنفيس من دمائهم الزكية.. من أموالهم المباركة.. من مؤنهم الغذائية وسلعهم الاستهلاكية..، مبادرات فردية.. حملات جمعوية.. قوافل شعبية.. ومخططات رسمية.. الجنوب يصل الرحم بالشمال.. والشرق في تكاثف مع الغرب لإغاثة المنكوبين.. جماعات ترابية وفيالق عسكرية.. وبعض فرق الإغاثة الأجنبية.. والكل على قدم وساق، منخرطون يدا في يد، ينسجون ملحمة اسعافات وطنية وجهود إغاثية في الميدان، ملحمة، تخفف فعلا من هول الكارثة زلزالا ووباء كانت أو فيضانا وثلوجا أو جفافا وحرائق.

 

            صحيح، أن كل دول العالم عندما تجتاحها كارثة طبيعية أو حتى اجتماعية، تظهر فيها بعض مظاهر التضامن والتآزر الإنساني، ولكن من أين لها بمثل تضامن المغاربة وقد عشناه وكل العالم غير ما مرة في الثلوج والفيضانات في جائحة "كورونا" وفي حوادث الطرقات.. واليوم في زلزال الحوز 2023 وقد سجل أروع مظاهر التضامن التي ولا شك خففت ولو نسبيا من آلام الضحايا المكلومين، وزرعت الفرحة في أبهى حللها في وجوه المواطنين طالما تناقلت جراحها وأفراحها كل شاشات العالم. من سينسى صورة ذلك المتضامن المسن صاحب الدراجة الهوائية وهو يفرق أريج قلبه الدافىء.. الطفل المتضامن صاحب الهدية والرسالة الأخوية بعبق المحبة إلى صديق ضحية مفترض.. صاحبة الخاتم ذات القلب الكبير، وصاحبة الزعفران التي أرادت التصدق بشيء منه وقد جيء للتصدق عليها.. المتبرعون بشاحنات من الخيول والبغال لنقل البضائع إلى الأعالي.. مبدعو الخيام القصبية المغطاة.. حملات موضوعاتية متخصصة كالمقابلات النفسية والترفيه على الأطفال والحلاقة للرجال..، وصاحبة جامع الفناء في قلب الزلزال.. "الشواء والكفتة والحريرة والمشروبات وأرا برع.. "تيك توك" وداك الشي وعاش الملك"، أولاد وبنات "تيك توك" بأنفسهم وقد استفاقوا من روتين تفاهتهم اليومي وأصبحوا رجالا ونساء مسؤولون وهم يصورون مآسي الكارثة والدواوير التي لم تصلها المساعدات، ولعلهم قد ساعدوهم بذلك جهد الإمكان.

 

            ولم تقتصر أشكال التضامن وجهود الإغاثة على هذه الأشكال الفردية والعفوية وحدها - على أهميتها -، ولا حتى على جهود جمعيات المجتمع المدني التي أبهرت الجميع وكانت تدخلاتها وتضحياتها ومساعداتها أقوى وأسرع وأشمل وأدوم وأكثر تنظيما، وكادت تغطي بتلك الفعالية والنجاعة على كل المبادرات، ولكن، هناك أيضا جهود رسمية معتبرة وغير مسبوقة بلغت حد تنصيب المستشفى الميداني.. استعمال الطائرات العسكرية للإغاثة.. فرق النشل والإنقاذ.. حساب بنكي للتطوع المالي المفتوح والدائم (126).. إعلان تعويضات للمتضررين.. تشييد إعداديات وثانويات ميدانية لاستئناف دراسة تلاميذ المنطقة في مدينة مراكش.. هذا فوق أس وأساس هذه الحماسة المواطنة والمسؤولية كلها وعلى رأسها طبعا، الزيارة الملكية الميمونة التي حظيت بها المنطقة المنكوبة وما رافقها من تفقد جلالته للمكلومين وما اتخذه - حفظه الله - لصالحهم ولصالح إعمار المنطقة من قرارات سديدة ومستعجلة على رأسها تبرع جلالته بدمه وماله ودعوة الحكومة إلى متابعة ذلك.

 

            مظاهر تضامن شعبي عارم.. شامل.. دائم..، صدق من عبر عنه ب "تعبئة مملكة.. تعبئة ملك وشعب"، تعبئة مشرقة ومبهرة سرعان ما نالت إعجاب كل العالمين، فبادرت حوالي 70 دولة للمساهمة فيها، أذن فيها لأربعة فقط من غير بعض الحساد والمتعاليين التاريخيين طبعا، ترى، ما السر في كل هذا.، وما هي العبر والدروس المستخلصة منه؟، وما بعض الشوائب التي قد تكون شابت الأمر؟، وكيف يمكن إصلاحها للرقي وإصلاح ما يمكن إصلاحه من أجل حاضر ومستقبل أفضل؟. إذن فوق بعد التوثيق لمختلف المظاهر التضامنية التي نحن بصددها لكل غرض مفيد للدارسين والباحثين والسوسيولوجيين والسيكولوجيين والمسؤولين أصحاب القرار ككل، نقف على سر الأسرار - في نظري -  وهو سر يطمئن المغاربة على أصالة هويتهم و متانة وحدتهم وصدق وطنيتهم التي يستمدونها دائما لحظات الجد من دينهم الإسلامي ونبل معدنهم الوطني الذي يجسدونه إذا جد الجد في أحسن شعارات جامعة وهي: رحماء بينهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالتضامن والتعاون، ومن كان له فضل زاد عاد به على من لا زاد له؟.

 

            شعار توحيدي لا شمال فيه ولا جنوب ولا شرقاوي ولا غرباوي... وكل ما كان يتندر به القوم أو حتى يتصارع من أجله أحيانا، فإنما هو من خواء الترف الفكري والصراع الإيديولوجي الذي يسود عند البعض في أوقات الفراغ؟. يسجل الناس كذلك شساعة المنطقة وترامي أطرافها وهشاشتها القوية والعميقة وصعوبة مسالكها وتضررها إن لم يكن غيابها مما عقد جهود الإغاثة والمساعدة؟، وقتامة أخرى سوداء كالحة تمثلت - مع الأسف - في ضعف إلى غياب تدخلات الحكومة والأحزاب وكأن الأمر لم يؤمروا به أو ليس من شأنهم واختصاصهم ولا يعنيهم، أو ربما فقط من عجزهم وسوء تقديرهم؟، كما نسجل - مع الأسف - أن أسلوب التدبير الإداري في الظروف العادية لا يناسب ظروف الطوارئ ولم يبدي بعض المسؤولين ما يلزم من الإبداع والمرونة كما حدث في عدم السماح بدفن الموتى مثلا، الأمر الذي كان متأخرا بدعوى ضرورة معاينتهم من طرف السلطة وإحصائهم حتى يتمكن ذويهم من الحصول على شهادة الوفاة، وكان الأمر يكفي بتكليف أهل الدوار أحدهم أو لجنة منهم بذلك والثقة فيهم؟، أو كما حدث مع بعض القياد الذين اشترطوا على بعض الجمعيات الحصول على الترخيص لجمع التبرعات بدل مجرد الإشعار؟.

 

وشائبة أخرى قد شابت ملحمتنا التضامنية الناجحة رغم كل شيء، وقد تمثلت في ضعف وغياب التنسيق بين الجهود الرسمية وجهود جمعيات المجتمع المدني، هذه الجمعيات التي أبانت مرة أخرى عن علو كعبها ومخزون طاقتها الاقتراحية والتعبوية التطوعية ومساهمتها التنموية الميدانية، مخزون هائل لا تستوعبه ولا تشجعه بعض السلطات حتى عند الأزمات، فعسى أن تكون محنة الزلزال هذه منحة بين الطرفين وفاصلا بين عهدين، عهد مضى باستفراده وتوجسه وصراعه وعهد سيأتي بانفتاحه وثقته وتعاونه، وهو عهد سيستوعب فيه هذا البلد الجميع ويخدم الجميع من طرف الجميع، بما في ذلك إعادة إعمار المناطق المنكوبة والتنمية الحقيقية لمناطق الأرياف، وهذا موضوع آخر ولكن لابد فيه في البداية والنهاية من المقاربة التشاركية، وعسى أن تكون لها تشاركية زلزال الحوز 2023 بعد تقييمها وتقويمها واستدراك المستدركون لاستدراكهم، عسى أن تكون لها منطلقا ومرجعا، حاملا و مخرجا؟. ورحم الله الموتى الشهداء وكان في عون المكلومين الأحياء، ودام المغاربة في السراء والضراء متضامنين متعاونين رحماء بينهم.

الحبيب عكي

 


اقرء المزيد

الأحد، 3 سبتمبر 2023

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

شعارات الدخول المدرسي وسؤال القيم؟.

لقد دأبت وزارة التربية الوطنية على وضع شعار لها بداية كل موسم دراسي، تختاره عن دراية وتركبه بعناية وهي ترجو به ومن خلاله إثارة اهتمام كل الفاعلين وتوجيه جهود كل المتدخلين للتضافر والتعاون على الحد من مظاهر تربوية مخلة عميقة وتحديات ومستجدات جوهرية علاجها ولا شك سيؤدي إلى علاج غيرها من الظواهر المعيقة والتي ترتبط بها بشكل من الأشكال وهي تؤسس لكل مظاهر الإعاقة والتوترات المزمنة والمستفحلة في القطاع، وكل هذا سيساهم ولاشك في وضوح الرؤية ودقة الوسائل ومعيارية المؤشرات لتحقيق المقاصد التربوية والغايات التنموية والقيم الوطنية الحضارية التي شئنا أم أبينا ما وضعت المدرسة إلا لتحقيقها ورعايتها وإذ بظروفها الحالية وروتينها اليومي أصبحت وكأنها تغتالها بضراوة من فضاءاتها وتجتثها بلا هوادة من كل الفضاءات المجتمعية؟.

 

جميلة إذن، هي سياسة وضع الشعارات التي دأبت على وضعها الوزارة، وأجمل منها أن تكون هذه الشعارات والمعالم الارشادية قد اختيرت بعناية وهي تطفح بكل معاني التربية والواقعية والإصلاح.. والطموح والجدية والنجاح، وهو ما توفقت في مجمله الوزارة إلى درجة كبيرة ويقف عليه بكل يسر وسهولة كل مستقرئ لشعاراتها، على الأقل في السنوات الأخيرة:

·        2016 : " التربية والتكوين مسؤولية لتنمية شاملة ".

·        2017 : " دخول مدرسي في محيط نظيف وآمن "

·        2018 : " الضبط والانضباط رهان مدرسة مواطنة"

·        2019 : " من أجل مدرسة مواطنة ودامجة ".

·        2020 : " من أجل مدرسة متجددة ومنصفة".

·        2021 : " من أجل نهضة تربوية رائدة لتحسين جودة التعليم"

·        2022 / 2023 / 2024 : " من أجل مدرسة ذات جودة للجميع".

 

التربية.. التكوين.. التأهيل.. المواطنة.. السلوك المدني.. المحيط الآمن.. الدمج والإنصاف.. تكافؤ الفرص .. مدرسة النجاح والشراكة والانفتاح.. الرقمنة والتناوب والجودة.. إلى غير ذلك من الشعارات الجيدة والعميقة، ولكنها – مع الأسف – تبقى مجرد شعارات أو تكاد، ولم تستطع إقناع أي كان حتى واضعيها المنصفين بشيء من أثرها الإيجابي على أرض الواقع الذي لا زالت تستفحل فيه مظاهر التردي والقلق التربوي على مختلف المستويات وفي صفوف شتى الفئات، التي لا تخجل من أن تضع لها شعاراتها الحقيقية مقابل الشعارات الوهمية للوزارة، ومن ذلك:

·        " تزاحموا تراحموا" ،  تعبيرا عن ظاهرة الاكتظاظ التي لا تطاق.

·         " العكر فوق الخنونة"، سخرية من صباغة الأقسام في عهد "حصاد".  

·        " لازالت دار لقمان على حالها"، تعبيرا عن غياب أي جديد في المؤسسة.

·        " اللي في راس الجمل في راس الجمال"، توقيع المذكرات وعدم تطبيقهـــــــا.

·         " اللي بغا يربح العام طويل"، تأسيسا للكسل والغياب والفرار عند التلاميذ

·        " عادت حليمة إلى عادتها القديمة"، استسلام أمام تفشي الفوضى التربوية.

 

عادت حليمة إلى عادتها القديمة، والمؤسسة التعليمية إلى ضعفها وهشاشتها التجهيزية والتدبيرية والتحصيلية، ليبقى السؤال هو لماذا شعارات التغيير والإصلاح للوزارة لا تمطر غيمتها على حقول المؤسسات، فتسقي ما بحدائقها من قحط وجدب، و ما بمختبراتها من فقر وسغب، وما بأساتذتها من نصب وتعب، وما بفصولها من اكتظاظ وشغب، لعل طموح التحصيل التربوي النبيل يتيسر بحق ويزهر بكثافة ويكون دواء جراح وبلسم أفراح على الجميع؟. التأهيل، في ما نؤهل نشئنا والبطالة والهجرة لبدت كبد سمائهم وعكرت صفو حياتهم؟، السلوك المدني، كيف يتمثله نشء في محيط لا يوفر لأبنائه غير كثير من خدمات العنف؟، الشراكة، كيف تزهر في مؤسسات بعض مدراءها شعارهم : " هذا نهار الأحد، حد ما يسال في حد"؟، والجودة، من أين ستراها مؤسسة نائية لا زالت معركتها اليومية، كيف تؤمن لتلاميذها بعض المواصلات والاقامات ولو بنصف تغذية ونصف مبيت ربما بربع كسرة و نصف سرير.. ههييهه؟.

 

يقول الدكتور "عبد الهادي مفتاح" في مجلة عالم التربية عدد 19 ص 217 : " إن هناك فراغا وخلو المقررات والبرامج التعليمية من كل محتوى حقيقي، وليس ذلك بسبب غياب المضمون والجدية والجودة، وإنما بفعل المساطير الإدارية والقرارات التنظيمية التي تعطي الأولوية للشكل على حساب المضمون، كتسريع وثيرة الإنجاز الفصلي لهذه البرامج لاعتبارات قانونية وتنظيمية أكثر منها معرفية علمية وتحصيلية، مما يولد الشعور بانعدام المسؤولية لدى الفاعلين التربويين، على اعتبار أن المسؤولية الوحيدة التي يحاسبون عليها تتمثل في مدى انضباطهم وانسجامهم مع الشكليات القانونية"؟. فأية مدرسة هذه التي لا يكون فيها للأستاذ حق الاجتهاد في عهد التشاركية واللامركزية والواقع الميداني أولا، أما تكفي هذه القيم والدوافع المشبعة بالمواطنة والاستقامة والخبرة أن تشفع له في ذلك؟. أم أن المقررون دائما هم من يقررون والمنفذون هم من ينفذون، وفيهم تمسح كل إخفاقات وكوارث المدرسة العمومية وكثير من مقارباتها غير الملائمة كالنجاح دون العتبة بسبب الخريطة المدرسية واستثقال التكلفة المادية للتعليم و قتل الروح النضالية والوحدوية في القطاع، وغير ذلك مما كان أصل الإشكال واستحلاه المقررون؟.

 

وهكذا يسترسل الدكتور والباحث الجامعي في تسجيل عدد من الملاحظات والتساؤلات عن القيم التي تجعلنا نخجل من التقييم الحقيقي لمخططات الإصلاح وندور حول شكلها بدل جوهرها؟، وبأية قيم نعترف بضعف وغياب تحقيق الكفايات الأساسية في مختلف المستويات التعليمية، ثم نتجرأ كمسؤولين بمواساة أنفسنا بأننا لم نقصر في بدل مجهودات جبارة وحتى الاستعجالية منها؟، وبأية قيم يستسلم الأستاذ المربي أما ضعف مستوى التلاميذ فلا يبذل جهدا في التجديد والتربية والتواصل وكأن شعاره قد أصبح "قل كلمتك وخذ راتبك وامشي"؟، ويستسلم التلاميذ كردة فعل لذلك ليقلبوا الفصول ساحات للانحرافات من تأخر وغياب وكسل وغش وتحرش وعنف وتكسير وإدمان.. حتى إذا كان الفشل والتعثر الدراسي مصيرهم، افتخروا بذلك.. "معاود ومطرود وبخير"؟، على ما استقوا من آبائهم وثقافة المجتمع التي أصبح فيها الكثيرون يرون بأن التعليم والمدرسة والتحصيل والشواهد.. مجرد عناء فارغ ومضيعة للوقت دون طائل غير البطالة والعنادية والاستلاب والاستهلاكية والهجرة السرية للقضاء في الأعالي؟.

 

إشكالاتنا التربوية قبل أن تكون وسائل وإمكانات.. فضاءات ومذكرات.. مشاريع وميزانيات.. فهي في المجمل والأساس إشكالات في الرؤى والقيم والانسان، ولا يمكن أن نعالج ما هو قيمي بمداخل وحوامل غير قيمية، عبثا نحاول أن نعالج ما هو سياسي (مشروع تربوي قيمي مجتمعي) بما هو اقتصادي مثلا (ميزانيات قروض ومساعدات)؟، لا يمكن أن نكسب معتقد إنسان رافض وقناعته فبالأحرى موقفه وتعبئته وفعله وسلوكه ولو وهبنا له كل أموال قارون وهامان وبنينا له مؤسسات فرعون والسامري، فسيبقى الرفض هو الرفض والمقاومة هي المقاومة، وغاية ما قد يحصل هو أن يكون هذا الرفض وهذه المقاومة ظاهرة أو خفية مؤقتة أو مستمرة، فكم عرف القطاع من زيادات مادية تلو زيادات  وهي ضرورية، ولكن، هل واكبتها نجاحات أم إخفاقات؟. مهزلة "التعاقد" ومأساة "التقاعد" خير جواب، وخراجهما الحنظلي المر الفاره أيضا خير جواب: " 4/3 من تلاميذ المستوى الابتدائي لا يتقنون الكفايات الأساسية وهي القراءة والكتابة والحساب، و100/13 من يصلون إلى مستوى الحصول على البكالوريا، و100/5 من ينهون الدراسة الجامعية بنجاح"؟. وفي غياب قيم الصدق والمواطنة والجدية والاستقامة والكفاءة والابداع.. هل يمكن أن ننتظر غير المزيد من هذا الوحل؟. حفظنا الله وإياكم.. حفظ الله النشء والوطن.

الحبيب عكي


اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة