Top Ad

السبت، 26 سبتمبر 2020

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

الأطفال وصعوبة التواجد الآمن في الفضاءات العامة.

 


       خلال مراحل نموه الأولى، يكون الطفل جد مرتبط بمحيط بيته الداخلي، من والديه وإخوته وأقاربه المعتادين، منهم يستقي كل العادات ويتعلم كل المهارات، ليكتشف في ما بعد، أن هناك عالما آخر خارجيا أوسع معرفة وأرحب معارف وأصدقاء وأكثر حرية في الحركة والألعاب،فيحاول اقتحامه واكتشافه لتوسيع اختياراته وتقوية معارفه وتكثير مهاراته،بأشياء جديدة تعزز مكتسباته القديمة وتضيف إليها أشياء جديدة يفتخر باكتسابها اعتمادا على نفسه، من هنا يبدأ انفتاحه على الآخرين بدءا من أقرانه من أبناء الجيران وأصدقاء الروض والكتاب في الحي؟؟.

 

         وتستمر مراحل نمو الطفل، من معارف العائلة والأصدقاء المعتادة والمشاعة إلى مرحلة المعارف العلمية المنظمة والمهارات المؤسسة والاختيارات الشخصية شبه المطلقة، فتأتي مرحلة خروجه إلى المؤسسات الخارجية من الروض والكتاب، إلى المدرسة و الجمعية، إلى الحدائق والملاعب، إلى السواقي والسويقات والغابات، إلى الشواطىء والملاعب والمخيمات..، بمفرده أو رفقة أحد أفراد الأسرة، ومرة رفقة الأصدقاء أو عبر تنظيم خرجات ورحلات ومسابقات ودوريات..مؤسساتية، وفي كل المؤسسات والفضاءات يكتشف الطفل النشء الحياة على حقيقتها، ويتكون من تجاربها حتى يشتد عوده و تقوي شخصيته؟؟.

 

         لكن اليوم، - وأكثر من أي وقت مضى - أصبح ولوج الطفل إلى هذه الفضاءات الخارجية العامة والضرورية، تهدده فيها مخاطر متعددة وتعترضه إشكالات ليست بالهينة:

1-       طفل في العالم القروي، يريد الولوج إلى روض فلا يجده بالمطلق، ويريد التنقل إلى مدرسة وهي عنه بعيدة فلا يجد وسيلة نقل مناسبة، قد يسبح في اليم فيصيبه تلوث أو غرق، أو يتفسح في الغابة فتتسلط عليه رفقة سيئة أو يتيه بين حقولها أو يعضه كلب ضال أو مسعور، و قد يلعب في الساحة غير المهيأة فيسقط و تأذيه أحجارها أو يلدغه عبر المغارات عقرب أو زاحف؟؟.

 

2-       وطفل في المدينة يتجول في السويقة فيتيه بين روادها، أو يركب الحافلة فينشل،أو يسخر إلى دكان الحي فتختطف منه دريهماته أو سخرته، أو يلعب مع أصدقاء فيتنمرون عليه، وفي الملاعب يكون ضحية الشغب، وفي الحدائق ضحية التغرير، وفي بعض المدارس ضحية التحرش والعنف والاعتداء، وفي بعض الجمعيات حدثت ضحايا اكتظاظ خلال الأنشطة أو حرائق في المقرات خلال الحفلات والأمسيات، أو حوادث في الطرقات خلال الرحلات أو غرق في الشواطىيء أثناء المخيمات..؟؟.

 

           ارتياد الأطفال للفضاءات العامة الخارجية إذن ضرورة تربوية واجتماعية وتكوينية ملحة،لكن بأية ضمانات  الأمن والسلامة الشخصية، سواء من الحوادث الطبيعية الناتجة عن التقصير أو الحوادث الاجتماعية، الجسدية منها والأخلاقية؟؟،وإسهاما منا في هذا الاتجاه الذي هو أمن وسلامة الأطفال في الفضاءات العمومية نقترح ونذكر بما يلي:

أ- على مستوى الفضاء العمومي: 

1-    ضرورة توفير الفضاءات العمومية بما يكفي وتأهيلها بما يلزم للارتياد.

2-    توفير وسائل النقل الضرورية منها وإليها، يعني البعيدة منها.

3-    وضع أمن وسلامة الأطفال والآخرين على رأس دفتر تحملات استثمارها.

4-    العدالة المجالية والعمرية والتخصصية في إحداث هذه الفضاءات وتوزيعها.

5-    إحداث شرطة المراقبة والوقاية في عين المكان، واستثمار الكاميرات في الشوارع والقاعات والمؤسسات.

6-    إدراج برامج التربية السليمة والمتكاملة في المدارس، صحية،فكرية،جنسية،طرقية،فنية..إلـــــى غير ذلك.

 

ب‌-   على مستوى الأطفال وأسرهم:

1-      إعطاء القدر اللازم من الاهتمام للأطفال داخل البيت وخارجه،رعاية وحماية ومشاركة.

2-      مرافقتهم في بداية خروجهم إلى الفضاءات العامة وتعريفهم عليها وعلى ضوابط ارتيادها.

3-      تلقينهم شروط السلامة الذاتية وتدريبهم عليها دون تهويل ولا تهيين.

4-      تشجيعهم على التعبير والحوار الأسري والاجتماعي والفكري في مختلف الأحداث والمواقف.

5-      تشجيع الأطفال على التأطير ضمن جمعيات المجتمع المدني،والمساهمة في البرامج الأسرية الجماعية.

6-      احترام أوقات الدخول والخروج وطلب الإذن من الآباء في ممارسة أنشطة أو مرافقة أصدقاء أو ارتياد فضاء.

 

ج‌-    على مستوى المجتمع والمجتمع المدني:

1-    إحياء الموروث الثقافي والتضامني و حسن الجوار في الأحياء، لحماية الأطفال من الغرباء والعصابات.

2-    إدراك أن التربية مؤسساتية جماعية وأن النجاة ليست فردية، ومن لم يؤدب أبناء جـاره أفسدوا أبناءه.

3-    إحياء الصداقة بين أبناء الحي والشلة والحمية،والدخول في الأنشطة المواطنة والحمـلات التضـــامنية.

4-    تفعيل أكثر وحقيقي لدور الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني في تأطير المواطنين وخاصة الطفولة والشباب.

5-     إحداث مرصد وطني لتتبع الظاهرة محليا و وطنيا و دوليا،والبحث لها عن الحلول الممكنة والفعالة علميا وتربويا وقــــانونيـا.

6-     ترافع المجتمع المدني على قضايا الطفولة والشباب،وخاصة من أجل إعلام وإنترنيت هادف وممتع يحمي ويبني الجمهور الناشء، ولا يكون بابا واسعا وحقيقيا وعلى مصراعيه لكل متاعب الأطفال وانحراف الشبـاب.

 

د-على المستوى الحكومي والسياسات العمومية:

1-     وضع برامج حكومية واضحة وتدابير ملموسة لحماية الطفولة والشباب.

2-    محاربة البطالة والفقر وغيره مما يؤسس لدى الشباب للانحراف الفكري والسلوكي.

3-    إحداث مراكز البحث التربوي والسوسيولوجي  حول الظاهرة عبر كراسي علمية وتخصصات جامعية.

4-    تنسيق محكم وفعال بين كل القطاعات العمومية المتدخلة في الشأن الطفولي والشباب والمرأة والأسرة.

5-    تطوير منظومة القانون الجنائي الوطني بما يردع الجناة فعليا ويعمل على التخفيف والحد من المعضلة.

6-    تقييم وتقويم موسمي مستمر للتراكمات والمستجدات والتحديات وفق معايير سمـاوية و مواثيق  دولية.

 

       ويبقى أمن الطفولة وسلامتها في الفضاءات العمومية، مسؤولية الجميع،ليس من باب التعويم أو تهريب المسؤولية، بل بالعكس ضرورة انخراط كل الأطراف في هذه المعضلة الاجتماعية الوطنية كل من جهته وبإمكانه، فما فشلت الكثير من سياسات التعليم والصحة والتنمية، إلا لأن العديد من الفاعلين المجتمعيين مهمشين، أولا، لا يسمح لهم بالتدخل على أرض الواقع،رغم الإطارات المرجعية والقانونية التي تسمح وتنادي بذلك(جمعيات المجتمع المدني نموذجا)، ثانيا، لأنهم لا يتدخلون - عند السماح لهم - إلا كأدوات تنفيذ ومساعدة كما يفرض عليهم الآخرون المانحون، ولو في مشاريع وحلول متيقن مسبقا من فشلها ومحدودية جدواها،لغياب المقاربة التشاركية الحقيقية من البداية،فما بالك بالمقاربة التشاركية كما ينص عليها الدستور في وضع السياسات و أجرأتها وتتبعها وتقييمها وتطويرها من طرف جميع الفاعلين وبمشاركتهم، ومن دون شك أن حماية الطفولة والشباب أولى بهذه المقاربة وإلا ستبقى كل حالة عنف واغتصاب أو حالة تفكك وانحراف أو حالة تعثر وهدر مدرسي أو حالة هجرة سرية وغرق..أو..أو..،مجرد أرقام إضافية نحو المجهول؟؟.

الحبيب عكي


اقرء المزيد

الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

دروس وعبر من مأساة البراءة والوحش؟؟.

 

      مرة أخرى،يهتز الرأي العام الوطني قاطبة هذا الأسبوع،على إثر الجريمة الشنعاء والبشعة التي ذهب ضحيتها الطفل الضحية والفقيد البريىء المسمى قيد حياته "عدنان بوشوف" (11 سنة من طنجة)،حيث امتدت إليه أيادي الغدر والخطيئة بالاختطاف والاغتصاب والعبث بجسده الغض الطري وقتله ودفنه،بطريقة وحشية قذرة،لازالت تفاعلاتها الغاضبة مستعرة ومستمرة،تعيد على الجميع طرح الأسئلة الحارقة للمرة كم وكم،ما الدرس المستفاد،ما الحل الناجع وما الإشكال،وهل للجرح من إيلام ولإيقاف نزيفه من سبيل،حتى لا يكون الضحية مجرد رقم آخر في متتالية لا تنتهي؟؟.

         أولا،تعازينا الحارة ومواساتنا الأخوية إلى أسرة الطفل الضحية "عدنان"،نسأل الله له الرحمة وفسيح الجنان،ولأهله جميل الصبر والسلوان،ثم نستسمحهم لبعض الحديث عن الموضوع الذي أصبح حديث الرأي العام المحلي والوطني،باعتبار الطفل طفل الجميع،وباعتبار ما أردنا له من الحفظ والسلامة لا زلنا نريده لكافة الأطفال،حفظهم الله جميعا.

         1- الدرس الأول: هو الغضب العارم والاستنكار الشامل، والتعبئة العفوية والحركة البحثية التلقائية،التي حظيت بها حيثيات الجريمة في كل مراحلها وبكل تفاصيلها (اختطاف..اغتصاب..عبث..قتل..دفن..إيقاف..) من طرف جميع فئات الشعب المغربي من أقصاها إلى أقصاها،في ساحة الجريمة أولا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ثانيا،مما أعطى الدليل القاطع وللمرة كم وكم،على أن هذا الشعب المغربي الأصيل على شيء متين،على قيم ودين وتضامن وتعاون، - مهما تنكر لقيمه بعض المتنكرين وحاول التشويش عليها بعض المشوشين - فما أن يشتد به الخطب حتى يعود إليها خيطا رفيعا فاصلا ومرجعا حكيما وأملا مفصليا؟؟.

         2- الدرس الثاني: أهمية الطفولة عند الجميع وأولوية حمايتها وضمان حقوقها،خاصة ما يتعلق منها بالمروءة والعفة والحرية والكرامة..،وهي عند الجميع خط أحمر مهما كانت ثقافته أو وضعه الاجتماعي،فقد يقبل بكل شيء إلا أن يرضى الدنية في دينه أو يرضى الفاحشة على أهله،لذا فقد يعافس المرء حقوقه وحقوق أهله في الصحة والتعليم..والسكن والإطعام..واللعب والترفيه..،فيبلغ منها ما بلغ ويجلب منها ما جلب مما كثر أو قل، تضحكه الأيام مرة وتبكيه الدهور مرات ومرات، ولا ضير في كل شيء إلا العفة والكرامة فمهما جاعت الحرة لا تأكل بثدييها،وهذا مقياس تحضر وتقدم وازدهار شعبنا،ولتكن للشعوب مقاييسها،فذلك شأنها،فكل الناس معافى إلا الديوثون ممن يرضون الفاحشة على أهاليهم والدنية في دينهم؟؟.

         3- الدرس الثالث: هناك فعلا أصوات نشاز،تحاول الخروج عن الإجماع الوطني،وتسعى جاهدة بالتشويش عليه،ومع الأسف كثير ما يتم لها ذلك ولو في الظاهر،ومنهم بعض المسيطرين على وسائل الإعلام "التائه" والمنشطين لبرامجه "المستلبة" وبعض الفاعلين  في مواقع التواصل والمواقع الإباحية ممن يروجون للشذوذ والرذيلة والفواحش والمجاهرة بها،ومنهم كذلك بعض لوبيات صناع القرار المأجورين وتدبير المؤسسات المأسورين؟؟.التي تنجح كثيرا في جعل المواطن بين تناقضات صارخة بين ما يعتقده ويريده من الدين والقيم والأخلاق وما يفرض عليه ولا يريده من بعض مظاهر الاستلاب الدراسي والتفسخ الإعلامي والميوعة الفنية..؟؟.

         4- الدرس الرابع: هو موضوع الطفولة والفضاء العام،وقد أصبح - أكثر من أي وقت مضى - إشكالا حقيقيا يقض مضجع الطفولة بما يهددها فيه من أخطار حقيقية في الشارع..في الأسواق والسويقات.. والسواقي والحارات..في الساحات والحدائق والغابات..في الملاعب والشواطيء..بل حتى في بعض المدارس والكتاتيب حيث بعض منعدمي الضمائر..ومنازل القسوة والعنف و جمعيات الأحداث والحوادث..،حيث فظاعة التيه..والاعتداء..والضرب والجرح..والتغرير والخطف..أو حدوث حريق أو غرق في مكان أو عض كلاب و لدغ زواحف..،آلاف من الأطفال يتعرضون لهذا في صمت،وقليل منهم من يشتكي أو يتصيد الإعلام مأساته؟؟،ترى كيف يمكن تجاوز هذا الوضع الرديء والحد منه،سؤال مجتمعي ينتظر الإجابة الكافية و الشافية،وفي انتظار ذلك ليس للطفولة غير الآباء والأقارب والجيران وأهل الحي،إذا ما وعوا أن النجاة نجاة الجميع لا نجاة الفرد،ونجاة الحي لا نجاة أسرة منه،ومن لم يطفئ النار في بيت جاره أحرقت داره،ومن لم يربي أبناء جاره أفسدوا أبناءه ؟؟.

         5- الدرس الخامس: هو هذا الإجماع الغاضب العارم الذي ينادي بضرورة القصاص للطفل الضحية "عدنان"، وأهله ومن خلالهم لكل الطفولة المغربية وهو حق مشروع،قال تعالى:"ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" البقرة/179. والجاني قد حكم على نفسه قبل أن يحكم عليه غيره،(حكم عليها بتغييبه كما غيب الضحية)،ومن لم ،يبد النتانة الجرثومية أنتنته،ومن لم يقطع رأس الأفعى لدغته،ومن لم يطفىء النار في بيت جاره أحرقته..؟؟،غير أن حماية الطفولة - في نظر الكثيرين - ليست مجرد قصاص على أهميته وردعه،حماية الطفولة مشروع متعدد الجوانب ومتكامل الحلقات،لا مجرد قصاص مهما كانت قساوته ولا صراخ مناسباتي حارق أو هيجان موسمي عاصف، حماية الطفولة تكامل مجهودات وتنسيق برامج وفعالية خطط بين:

                 1- الحكومة من جهتها بسياسات وبرامج واضحة وتدابير ملموسة تحمي الطفولة والشبـــــاب.

                 2- المؤسسة التشريعية بتجديد منظومة القانون الجنائي بما يردع الجناة من الوحوش البشرية.

                 3- العلماء والباحثون للبحث عن الأسباب المعقدة للظاهرة والمساهمة في علاجها ببرامج التربية الصحية والجنسية والبيئية والفنية..الهادفة والمناسبة ،و زرع القيم والأخلاق وتقوية الوازع الديني في المجتمع.

             4- الأسر المغربية بتربيتها "الوالدية" على قيم الدين والمسؤولية والاحترام والحقوق والمواطنة.. 

        5- الفاعلون التربويون في المدارس،والمدنيون في الجمعيات،والحقوقيون في المرافعات، والإعلاميون..ببرامج هادفة وحملات تحسيسية تحمي الجمهور الناشئ من الانحرافات الفكرية والسلوكية..ومن كل ما يهدد أمنه الروحي وسلامته الجسدية،أو يجلب المفاسد والمهالك على العباد والبلاد.

 

         6-الدرس السادس: وهو ضرورة الصدق والمصداقية في الأقوال والأفعال،سياسات وأفرادا وقوانين ومؤسسات،فحينما ننادي بمجتمع العفة والكرامة والقيم والأخلاق،فهل يستقيم حديثنا مع حديثنا في نفس الوقت من جانب آخر وربما بقوة أكبر عن "الحرية الجنسية"،و"الحرية الفردية" و"الإباحية والمشاعة" و "حرية التصرف في الجسد"..وحرية ممارسة الدعارة والدعارة المقنعة حتى للقاصرين؟؟،بل ونروج لذلك بخردة من البرامج الإعلامية والمدبلجات المزبلية والمواقع الإباحية،و تسليط الأضواء على التافهين ورفعهم إلى مستوى القدوات والمشاهير،وغير ذلك من تفاهات  الأضواء البراقة التي لا تؤدي إلا إلى عكس ذلك؟؟. هل يستقيم حديثنا عن الاستقامة والعفة والكرامة وسياساتنا لا زالت تؤسس للفقر والتهميش وغير ذلك مما يسبب الهشاشة للناس ويدفع ضعاف النفوس منهم أفرادا وشبكات للدعارة الشعبية و الفاخرة،(بعض الأمهات العازبات..والمثليين و السحاقيين..والبدو فيلين..والزوفليين..) خاصة أولئك الذين يرون في ذلك تحررا وتقدما حتى لو مارسوا على الكلاب أو مارس عليهم الكلاب والعياذ بالله؟؟،

 

         وهذا لا يعني أننا ننادي بمجتمع ملائكي،فعلى الدوام هناك انحرافات في كل المجتمعات،ولكنها تكون قليلة،مستورة،وتحاصر،ويستتاب مبتليها ويساعدون على العلاج،وعند الإصرار والمجاهرة قد تطبق في حقهم حدود التعزير والتهجير والقصاص عند اللزوم ؟؟،ورغم ذلك تبقى الوقاية خير من العلاج،ومن سبل الوقاية ضرورة توعية النشء، فمن كثرة الغزو الفكري قد اختلطت لديه النماذج والثقافات و الأنماط والأساليب في الحياة،و لم يعد يجد أي حرج في أي نمط،حتى أن منهم من يعقد قرانه في الكنيسة بتراتيلها،ومن يعقده في جوقة شيطانية بطقوسها،ومن لا يعقده على شيء بالمطلق،لمجرد أنه قد تشبع بذلك عبر المدبلجات ولم يعد يرى في خطاياه بأسا ولا مخالفة،وصرف الشهوة عند المنحرفين ليس بالضرورة في تكوين الأسرة والأسرة الشرعية ما دام الاغتصاب والعلاقات "الرضائية" متاحة حتى بالمجان؟؟،وتبقى مقاصد الدين خمسة منها حفظ الدين وحفظ النسل..،ولا يتحقق هذا في المثلية و لا في السحاقية،وحرمة المسلم على المسلم في دمه و ماله وعرضه،ولا يتحقق هذا في الاعتداء البيد وفيلي ولا الزوفيلي..،وقد جعل الإسلام حدا للممارس على الحيوان فكيف بالممارس على الإنسان والإنسان الصبي القاصر..اتقوا الله؟؟.

الحبيب عكي


اقرء المزيد

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

فضاء الفتح يستنكر الاعتداءات الجنسية على الطفولة ويدعو لحمايتها..بيان

 فضاء الفتح يستنكر الاعتداءات الجنسية على الطفولة ويدعو لحمايتها..بيان



اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

فضاء الفتح يستنكر الاعتداءات الجنسية على الطفولة ويدعو لحمايتها..فيديو

فضاء الفتح يستنكر الاعتداءات الجنسية على الطفولة ويدعو لحمايتها..فيديو

 


اقرء المزيد

الأربعاء، 9 سبتمبر 2020

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

حلقات مفقودة بين السلطة والمواطن في تدبير جائحة كورونا (احتجاجات جهة درعة تافيلالت نموذجا)

 

       على خلاف ما كان مشهودا ومعهودا من التضامن السجي والتعاون المنساب بين السلطة والمواطن خلال مرحلة الحجر الصحي لتدبير جائحة "كورونا"،مما كان له بالغ الأثر الإيجابي في تقوية الصف الداخلي وتغيير المعهود من الصور السلبية لعلاقة السلطة بالمواطن،مما ساهم في تحقيق نتائج مبهرة في مختلف جبهات مواجهة الجائحة إن صحية كانت أو اجتماعية،ولا أحد ينسى التزام الجميع - رغم صعوبة المواقف والمواقع - بالإجراءات الاحترازية التي قررتها السلطة لمواجهة الوباء،ومحاربة الأخبار الزائفة المهولة للأحداث والوقائع والقرارات والمواقف،ولا أحد ينسى مشاركة الجميع - بشكل أو بآخر- في حملات التوعية والتحسيس بحقيقة الجائحة وخطورتها وسبل مواجهتها والوقاية منها،ولا الحملات التضامنية للتخفيف من آثارها الاجتماعية،وغير ذلك مما ساهم بشكل فعال في اجتياز المرحلة بأقل الضحايا والخسائر،نحن الآن - حقيقة - نحن على الأقل إلى عهدها؟؟.

 

         لكن اليوم،وبعد رفع الحجر الصحي وتخفيف حالة الطوارىء،يبدو أن الوضع قد تصدع بما يشبه الانفلات في بعض المدن والقرى أو يكاد (الجنوب الشرقي نموذجا)،وأصبحنا سلطة ومواطنين نعيش ونتألم لأجواء من التوتر والحيرة وتفشي الوباء بشكل مقلق وغير مسبوق،وكأنه جاء دورنا في ما شهدته وتشهده المناطق الأخرى ذات البؤر المعروفة،أو كأننا لم نستفد من تجربة الحجر الصحي شيئا ونحن الذين حققنا فيها أكبر مردودية صحية واجتماعية؟؟، فها هو الوباء يجتاح مدن وقرى المنطقة بشكل خطير ويستبيح عافيتها وعزلتها،وها هو التوتر والسخط والحيرة تتنامى بين أبناء المنطقة من ضعف الإمكان وضعف الرعاية وقلة المواكبة وبهدلة المستشفيات،وها هي قرارات سلطة الولاية - الاستثنائية - وباشويتها وقيادتها تخرج تجار وحرفيي درعة تافيلالت إلى شوارع مدنها وقراها في احتجاجات حاشدة وممتدة ومتصاعدة رغم ما يهددهم من مخاطر بسبب الظروف الصحية الصعبة للوباء،وما ينتظرهم من تردي أوضاعهم الاقتصادية بسبب ما فرض عليهم من غلق محلاتهم في أوقات مبكرة لا تراعي طقس المنطقة الحار ولا عادات أهلها في التبضع؟؟.

 

         ترى،ما الذي يحدث بين بعض السلطات في بعض المناطق وبين بعض المواطنين؟، ما هي الحلقات المفقودة بينهما في تدبير الأزمة؟،هل فعلا تغولت بعض السلطات أم تهور بعض المواطنين، وتمادى الجميع في تصدع الجبهة الداخلية وتمتينها في هذه اللحظات العصيبة مقدم على غيره من الحسابات والأنانيات والمحاسبات؟،لماذا كل هذا الرفض والتمرد على قرارات السلطة خاصة من طرف بعض الفئات المتضررة أوالمتهورة؟،لما لا تسلك السلطة مع المواطن أسلوب التواصل الفعال والإقناع والإشراك بدل الأوامر والتهديد والاستعلاء؟،أم كل ما في الأمر أن "كوفيد 19" اللعين قد أربكت شراسته وتوسعه مواقف وتصرفات الجميع؟،أم هناك أمور وبروتوكولات وطنية ودولية تتجاوز السلطة كما تتجاوز السلطة المواطن؟، وكيفما كانت الأحوال،ألا ينبغي أن نعود إلى هدوئنا وتعاوننا بدل التوتر والمغالبة والصراع والدوريات والمطاردة التي لا تخدم أحدا،بقدر ما تضر بسفينة وسمعة الوطن ما لم يستوعب ركابها قولا وفعلا فن القيادة وسبل التعاون من أجل النجاة؟؟.

 

         1- فمخطىء من يخرج السلطة من السفينة،وهم قادتها بل في الواجهة الأمامية لقيادتها،ولهم كل التحية والتقدير على ما قدموه لنا من خدمات وتضحيات طوال الأزمة والأزمات،هم من أبائنا وأبنائنا وإخواننا وأقاربنا وأصدقائنا ومواطنينا عامة،قد نتفق معهم في أمور وقد نختلف معهم في أخرى، ولا ينبغي أن يفسد ذلك للمواطنة والتعاون قضية،ورحم الله من قال:" لهم إكراهاتهم ولنا اختياراتنا"،وإن كنا نتمنى أن يكون للجميع نفس الاختيار ما دام لهم نفس الإكراه؟؟.

 

         2- ومخطئة كل سلطة تتعالى على المواطن وخدمته برهان مصداقيتها ومبرر وجودها،أو تحتقره أو تهمشه أو تتهمه في وطنيته وانتمائه وتحط من مواطنته،أو تغمطه في حقوقه وتستهين بشكواه وتصد في وجهه أبوابها،نحن اليوم نرفع شعار: سلطة القرب،والمقاربة التشاركية مع المجتمع المدني وغيره من الفاعلين،وتخليق المرفق العام والحياة العامة،وتكامل الشرعيات والتمثيليات في ذلك،كل هذا وعلى رأسهم السلطة والمواطن في سفينة الوطن لا تبلغ شط النجاة دون قيادة حكيمة وحماية وتعاون من طرف الجميع؟؟.

 

         3- مخطىء من لازال يشرع للمواطنين،وربما بما يخالف القانون الوطني والدولي أحيانا،و دون إشراكهم عبر هيئاتهم وممثليهم وأصواتهم ومطالبهم المشروعة عبر هدير الشارع وصخب الوقفات وغضب الاحتجاجات،أليست وسائل الإعلام اليوم تطوف بالجميع عبر القرية العالمية الصغيرة وترفع منسوب الوعي الحقوقي والسياسي في كل شيء،و درعة تافيلالت ليست جهة استثنائية حتى يتعامل معها بمنطق الخوف الزائد أو شرعنة المنع الرحيم والقمع الرجيم؟؟،درعة تافيلالت منطقة جبر الضرر..لا مزيد من الإضرار،هي في هذا "الكوفيد 19" منطقة رقم 01 حسب تصنيف الحكومة،فلماذا يقرر لها المقررون من الحجر والتشديد بما ليس حتى في المناطق رقم 02 ؟؟.

 

         4- مخطىء من يهرب المواجهة عن وجهتها أو يحرف النقاش عن موضوعه،فمعضلة "الكوفيد 19" تواجه صحيا واجتماعيا..سياسيا واقتصاديا..ولا يمكن تركيز المواجهة على الأوامر و القرارات الأمنية على حساب غيرها..ولا يمكن تحريف المواجهة إلى  إخضاع المواطن بدل التغلب على الجائحة،الانتصار الحقيقي ليس على المواطن ولا على السلطة بل على "الكوفيد" الذي يستبيح ويجتاح الجميع،وتظل كسرة الخبز وسلامة الأبدان معضلة صعبة تتجاوز الجميع سلطات ومواطنين ما لم تتدخل الدولة،والدولة قد قالت كلمتها،ليس بالإمكان أفضل مما كان،يعني على المواطن "الحرفي" و"البدون" أن يتدبر أمر قوته ولو بين أنياب"الكوفيد"؟؟.

 

         5- مخطىء من يشخصن الموضوع في شخصه ومؤسسته أو هيئته و جهته  أو منبته وطبعه..،ويحارب الطواحن الهوائية وحده تحت شعار:"إلى الأمام..لا رجوع.."،والحاجة إلى فريق عمل و فريق متكامل علميا واجتماعيا..سياسيا واقتصاديا..،ينصت إلى نبض الشارع،ويمتلك الشجاعة في الاعتراف بما قد يرتكب من الأخطاء خلال تدبير الجائحة وبالتالي تداركها وإصلاحها،كمسألة غياب المستشفى الميداني الذي طالب به الفاعلون، أو على الأقل الزيادة في عدد التحاليل بما يواكب ارتفاع الحالات،والفعالية في علاج المصابين و تفقد وحصر المخالطين..؟؟.

 

         وتظل "كورنا" - على ما أعتقد - عدوة الجميع لا صديقة أحد من المواطنين ولا من المسؤولين ،فلماذا يتنازع القوم بشأنها ويتحاربون بين من لا يتحملها ولو لحظة واحدة (...) ومن ربما يريد استدامتها أبد الآبدين (...) حتى يعلق عليها كل المعلقات،احتجاجات الحرفيين والتجار،وقبلها احتجاجات سائقي السيارات والحافلات،وقبلها أصحاب المقاهي والقاعات والمقاولات..؟،هل فلسفتنا الآن لا زالت هي القضاء التام على مجهول فتاك غير مرئي أم التعايش معه بأقل الأضرار الممكنة؟،إنقاذ الإنسان أم إنعاش الاقتصاد،استشفاء الفرد والأفراد أو استشفاء الجميع؟،هل خطتنا الإستراتيجية لا زالت كما هي في البداية مبادرة السلطة بإمكانها وأطقمها وأوامرها أم تداركنا ذلك إلى ضرورة مشاركة الجميع و وعيهم بكل وطنية ومسؤولية وعلى رأسهم المواطنين والمجالس والفاعلين؟،بين البروتوكول الصحي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي..،هل هناك توافق في الاتجاه الصحيح أم مغالبة في الاتجاه الخطأ ؟،

 

         ألم تنجح أقوام في مواجهة "كورونا" فقط بثقافة الحياة المنظمة،عمل وأنشطة.. وفن ورياضة..وكل شيء منظم وفق بروتوكول الوعي والمواطنة والنظافة والتعقيم والتقارب الاجتماعي والتباعد الجسدي،فلماذا يريد البعض الآخر مراقصتها فقط بثقافة الاستفراد والمنع "الرحيم" والقمع "الرجيم"؟،لا عمل ولا أنشطة..ولا فتح محلات.. ولا..ولا..ولا حركة ولا سكون إلا بإذن الله؟؟،نعم،ألم يقولوا أن "الكوفيد" يواجه بقوة المناعة،فلا شيء يضعفها مثل الحجر والعزلة والخمول والكآبة..والانتظار،وذلك ما سيتعرض له المرء إذا أدخل داره أو غادر محل رزقه قبل الوقت،ذلك ما سيتعرض له المواطن وهو بين مطرقة "الكوفيد" وسندان كسرة "الخبز" وفرن قرارات "المقررين"؟؟.

الحبيب عكي


اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة