Top Ad

الخميس، 29 أبريل 2021

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

بيسان وأنشودتها التي هزمت المفاوضات وفضحت المطبعين

بالعودة         بالعودة إلى الأنشودة الفلسطينية المقاومة الرائعة "يا طير الطاير يا رايح عالديرة.."، تستوقفك العديد من أسماء المدن والقرى الفلسطينية، وتتساءل عن جمال موقعها وخيرات أرضها ومزايا أهلها..، عن عمقها الفلسطيني وتاريخها النضالي، وحظها العاثر مع المستعمر الاستيطاني الاستئصالي، وهل لا زالت فلسطينية أم استوطنت وتهودت من طرف الكيان الصهيوني؟، وعلى رأس تلك التساؤلات قول الشادي في مقطع من الأغنية الأنشودة التي أزعجت "النتن ياهو" وسرقت النوم من جفونه، ورأى فيها صاروخا يفجر كل مفاوضاته البزنطية ولا تعترف بشيء اسمه "إسرائيل" ولا واقع اسمه "مستوطنات" حين تقول:"..بشر "بيسان" بعودة أهلها"؟؟، فما هي "بيسان" وأين توجد؟، ما هي قضيتها وحكايتها وحكاية أخواتها؟، وكيف أصبحن قضية وطن وحكاية شعب؟؟.

 

          "بيسان"، مدينة قروية جميلة في الشمال الفلسطيني بين "طبرية" و"الناصرة" على مشارف الغور الأردني الخصيب، مساحتها حوالي 3،7 كلم 2، تواجدت منذ حوالي 6000 سنة قبل الميلاد، ساكنتها قبل النكبة حوالي 6000 نسمة أغلبهم من العرب المسلمين الكنعانيين (90 % ) إلى جانب بعض المسيحيين (10%) وأقلية قليلة من بعض العائلات اليهودية في خرابة اليهود، "بيسان" فضاء سياحي أثري قديم ومركز تجاري وعسكري بين دول المنطقة، واحة زراعية خضراء تكسوها نباتات الحنطيات وتغطيها أشجار الحمضيات، وكذلك أشجار النخيل والموز والزيتون، من معالمها التاريخية والسياحية، المسرح الروماني والمدرسة البيسانية للبنين والبنات والمسجد الفاروقي التي حدث فيه المحدث الكبير "محمد الحسن البيساني"؟؟.

                  

         وكالعديد من أخواتها وجاراتها من المدن والقرى الفلسطينية، فقد كانت "بيسان" من ضحايا النكبة، إذ داهمها العدو الصهيوني سنة 1948، فهجر أهلها إلى غور الأردن (20 كلم)بعيدا عنها، وبقيت سنة كاملة وهي فارغة على عروشها قبل أن يدمر العدو بنيانها ويعيد بنائها على شكل مستوطنة إسمنتية مشوهة كئيبة، استقدم إليها بعض المهجرين خاصة من اليهود المغاربة؟؟، وكالعديد من المدن والقرى الفلسطينية، لا زال الفلسطينيون يتشبثون بفلسطينيتها ولا يعترفون بأمر واقع استعمارها واستيطانها وتهويدها وإن بشكل فظيع وممتد عبر كل ما مضى من عقود الاستعمار، وكل أشكال المقاومة البطولية الجهادية والإبداع الفني والترافع الديبلوماسي والقانوني القومي والدولي يدل على ذلك:

 

1-  مثل هذه الأنشودة الاختيار والمسار " يا طير الطاير يا رايح عالديرة.."، وهي لوحة تشكيلية رائعة بالعديد من المدن والقرى الفلسطينية الخلابة، الحقيقة التي تزعج العدو الصهيوني وتسرق النوم من عيونه، و قد وصل الأمر برئيس الكيان الغاصب "النتن ياهو" إلى أن شكا أمرها إلى وزير الخارجية الأمريكي السابق "جون كيري"، بإنها الحقيقة المرة التي تتكسر بمجرد الشدو بها كل مفاوضات وأوهام السلام (الاستسلام)، ليبقى شعار الثورة الفلسطينية الخالد:"تحرير فلسطين..كل فلسطين..من النهر إلى البحر"؟؟.

2-  تسمية الفلسطينيين أبنائهم وبناتهم بأسماء مدنهم وقراهم، بعدما رفضت غطرسة وتهويد العدو الصهيوني، إطلاق تلك الأسماء على مجرد الشوارع والمدارس وغيرها من الهيئات والمؤسسات، وهكذا يفتخر الفلسطيني أن تكون زوجته الدكتورة "بيسان" وابنته المهندسة "بيسان" وحفيدته أيضا الأستاذة "بيسان" بمعنى بيت السكون والشيء الجميل المنقطع النظير، ويفخر بأن يطلق على ابنته "صفد" بمعنى العطاء وحب الوطن، أو "كرمل" بمعنى جنة الله في الأرض، أو "يافا" بالمعنى العربي الكنعاني وهو يعني "الجميلة"، إلى غير ذلك من أسماء المقاومة "كفاح" و"جهاد" و"حنين" و"عرفات" و"ياسين" و"إسماعيل" و"عائد"..، وفي ذلك تشبث بحق التحرير والعودة وإحياء للذاكرة وتوريث القضية للأجيال؟؟.

 

         أيها المطبعون، بشروا "بيسان" بعودة أهلها، ما دامت ذاكرتكم مشروخة، والذاكرة صمود ومقاومة، وها هم أجيال الذاكرة السطحية من بعض مستوطني المخيمات، لا يدرون كيف وجدوا أنفسهم في هذه المخيمات ولا من أين جاؤوا إليها ولماذا وإلى متى؟، بل ربما يرون فيها وفي مشاكلها كل ذلك الوطن الذي يتحدث عنه الآخرون ؟، ومن حقهم أن يعيشوا فيها بكل ذلك الذي يستدرجهم إليه العدو أو حتى يجود به عليهم من خبيث المواقع والسجائر ورديء المشروبات والمأكولات والملبوسات..مما يرفضه ويقاطعه ويقاومه الآخرون في الداخل؟. أبعد هذا ننتظر منكم أن تبنوا فينا وترمموا ذاكرة الصمود والمقاومة كما يوصي بذلك الخبراء المواكبون للقضية وتطوراتها، أم تراهنون على أن السابقون يموتون واللاحقون ينسون؟، هل توصون أيها المناضلون في التطبيع والتركيع والتضبيع والتضييع، ببعض هذا الذي يمكن أن يكون برنامجا نضاليا حتى لجمعيات المجتمع المدني:

 

1-     بإطلاق أسماء المدن والقرى والمقاومين والشهداء على الأبناء والبنات كما على الشوارع والمشاريع والفرق والمؤسسات..؟؟،

2-     بتشجيع الحكايات الشفهية بين الأجداد والأحفاد بما يجعل لديهم الأحداث والوقائع والبلدات..،وكأنهم يرونها رأي العين..ويستطيعون إعادة بنائها كما كانت وأفضل متى أتيح لهم ذلك؟؟،

3-     بإحياء الأنشطة التربوية في المخيمات والجمعيات والأنشطة الموازية في المدارس والكليات..، والاشتغال مع النشء من أبناء المدن والقرى على مختلف الإبداعات والمسابقـات؟؟،

4-     بدعم كتابة ونشر المذكرات الفردية والجماعية، وتوثيق مونوغرافيات المدن والقرى، وتاريخ المقاومة والنضال وبطولات المقاومين والشهداء..ورقمنتها حتى تكون في متناول الجميع؟؟،

5-     بفتح المتاحف والمكتبات والقاعات المتعددة الاستعمالات والتخصصات، تحتفي بكل الثقافة والتراث الفلسطيني، وما يزخر به من الأغاني واللباس والعادات.. والبطولات والكتب والحكايات..؟؟،

6-     بفتح تخصصات في الدراسات الجامعية العليا حول الثقافة الصهيونية وأساليبها في العمل والاستيطان والعدوان..، وفي تطوير أساليب مقاومتها ومناهضة مختلف أشكال التطبيع ؟؟،

 

          أيها المطبعون، بشروا "بيسان" بعودة أهلها، ما دامت ذاكرتكم مخرومة تحرص على المفاوضات وتؤمن بأوهام السلام وحلول اللاحلول، فإذا بثقافة التطبيع والتركيع والتضبيع والتضييع عندكم لا ترى بأسا من أن يصبح مجرد الكيان دولة، والدولة دولتين، والعاصمة عاصمتين، والكيل مكيالين، وبيت المقدس ربما بيت الهيكل، وتل الربيع تل أفيف و"بيسان" بيت شان، واغتصاب الأرض استيطان، وعدو الأمس صديق اليوم، والاستسلام صلح، والهزيمة سلام، والمقاومة إرهاب، والشهيد انتحاري..والمهجر لاجىء..؟؟. ماذا تحقق من مطالب الشعب الفلسطيني وماذا رفع عنه من المظالم حتى تتبدل المواقف وتنفلت تكتلات الأخوة والوحدة والنصرة والمقاومة؟؟، هل حررت الأراضي؟، هل توقف الاستيطان وتهويد القدس؟، هل أقيمت الدولة؟، هل تحرر السجناء؟، هل عاد المهجرون؟..وهل..وهل..لا شيء؟؟.

 

        أيها المطبعون، بشروا "بيسان" بعودة أهلها، لا لأنه من واجبكم أن تفعلوا، أو لأنكم مقتنعون بذلك وستفعلون، أوأن العدو والمصالح الضيقة ستترككم تفعلون، أو لأن مستنقع التطبيع الذي تغرقون فيه سيسمح لكم بذلك، أو أن العدو قد طغى وتجبر وهود أرضا غير أرضه وشوه فيها كل ملامح الحياة العربية بمستوطنات إسمنتية كئيبة أطلق عليها شماتة أسماء المجرمين الصهاينة، أو أن كل عرابي النفاق الدولي وتياره الجارف، قد ناصر العدو الصهيوني في المحافل الدولية بالفيتوهات والصفقات والصفعات..، وكان لزاما على أهل القضية وإخوانهم أن يكونوا في مستوى التحدي والتصدي بقوة الحق لا حق القوة، وأن يتجاوزوا من أجل ذلك كل العوائق والشبهات القديمة والحديثة؟؟،

 

تقول بعض كلمات الأنشودة: "يـا طير الطاير يـا رايح على الديرة /// تحميك عيوني وتصونك عين الله ..والله يا مسافر شعلانه هالغيرة /// فلسطين بلادي حلوة يا ما شاء الله.. ميل ع صفد حـوِّل ع طبريا /// لعكا وحيفا سلم عبحرها...ولا تنسى الناصرة ها لقلعة العربية /// بشر بيسان برجعة اهلها، وامرق على غزة و بوسـلي رملها /// اهلا نشامى ورجالا جبارة..والقدس العــاصمة والأقصى علمها /// ان شاء الله يا ربي تجمعنا بديــارها ".. بشر "بيسان" برجعة اهلها، بشر "صفد" و"عكا" و"طبريا" و"الناصرة" و"يافا" و"حيفا" و"أريحا" و"جنين"..بغلبة الشوق والحنين، لا لشيء مما سبق، ولكن فقط، لأنه لازالت أنشودتنا الوطنية المقاومة الرائعة توقظ فينا الأنين والشوق والحنين، حتى عادت أنشودة وأغنية كل الأجيال يشدو بها الكبار والصغار فهي في خط النار كالإعصار، هي القرار وهي الاختيار..ونعم القرار ونعم الاختيار يا أهل الدار والديار؟؟.  

                الحبيب عكي          


اقرء المزيد

الجمعة، 23 أبريل 2021

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

رمضان وسينما الشباب وأفلامهم القصيرة في غياب الأندية والمعاهد

         جميل ولا أجمل أن يكون لدينا شباب يافع – ما شاء الله – يهتمون بالفن السابع إنتاجا واستهلاكا حد الهوس، ورائع ولا أروع أن يكون هذا الشباب المتقد - وهو ينتشي بدمقرطة تقنيات الإنتاج وما يجد فيها من حرية كبيرة -  قد أخذ بيده زمام المبادرة بكل عصامية في محاولة منه مقصودة أو غير مقصودة لتجاوز كل الطرق و الزعامات والمؤسسات التقليدية  لإنتاج الفن السينمائي، هذه التي لو وقف ينتظر ولوجها والعمل من خلالها، ما فتحت له بيروقراطيتها و وساطتها أبوابها الموصدة الصدئة، فبالأحرى أن يحظى ببعض دعمها أو مجرد ترخيصها من أجل التصوير الذي يعاني من أجله الشباب ما يعانون، وربما حتى لو حدث من هذا وذاك شيء فبشروط تعجيزية هي أقرب إلى الرفض والمحسوبية والركض المجاني منها إلى الانفتاح والقبول والاستحقاق والإدماج؟؟.

 

         ويبقى المتابع لإبداعات الشباب السينمائية – إن جاز التعبير – من خلال ما يبدعون في قنواتهم وبمناسبة رمضان وغيره من المسابقات والمبادرات، يجد أن اهتمامهم يرتكز على صناعة المحتوى بصفة عامة، وخاصة محتوى الغناء الاستعراضي، وبعض الروبوتاج المباشر عبر الصفحات الاجتماعية، و الفيلم القصير عبر "اليوتوب"، هذا الأخير الذي إذا ما أخذناه بمجرد المشاهدة قبل الدراسة والتحليل، نجد أنه مبستر بكثير من النظرة الاختزالية لمجمل الأمور، تغيب فيه القضايا الجادة للأمة والعالم، كما أنه لا يركز على هموم الشباب في شموليتها بل على جزء منها فحسب، وهو العلاقات العاطفية بين الجنسين ومغامراتها، وعلى بعض الدراسة والبحث عن العمل المفقود، بالإضافة إلى التشكي الدائم من صعوبة الحياة، دون إعطاء بدائل وحلول غير ظاهرة الاستهتار والمغامرة غير المحسوبة العواقب، وكل هذا يعزز الانطباع السيء الذي يظهر به الشباب في أفلامهم؟؟.

 

         ويبقى للفيلم الشبابي القصير أيضا بعض القيم المشاعة من مثل: احترام الصداقة والشعور بالآخر وتمني الخير له، مع عنف الانتقام منه في نفس الوقت كلما أظهر الغدر والخيانة، احترام الوالدين وخاصة الوالدة المتعاطف معها على الدوام حتى وإن كان الأمر ضد الوالد، الغيرة على الأخت وادعاء المسؤولية عليها عكس أخوات الآخرين المستباحات في كل المغامرات، ليبقى الطابع العام لهذه الأفلام هو التأثر بالإعلام و النسج على توجهاته العولمية والاستهلاكية بدل مناقشتها من أي رؤية كانت؟؟. وإن كان متجاوزا أن يكون للشباب رؤيتهم الفنية في الكتابة والسيناريو إن وجد، أو في أنماط التمثيل وتلقائيته، أو حتى في الأدوات البسيطة وغير الاحترافية في التصوير كبسيط الهواتف الذكية والمصورات الرقمية، أو فضاءات التصوير وهي في الغالب فضاءات أسرية و حدائق عمومية رغم منعها، ولكن تبقى هناك بعض الأمور الأساسية من اللازم مراعاتها واحترامها إذا أردنا أن نتحدث فعلا عن شيء يسمى السينما وسينما الشباب، ومن ذلك:

 

1- فكريا:

1-    ضرورة امتلاك مرجعية فكرية لأن السينما ليست مجرد صوت وصورة.

2-    ضرورة امتلاك مرجعية قيمية حتى لا نطبع مع القيم الهدامة من حيث نريد البناء.

3-  الحاجة إلى نضج أكثر يتجاوز المعيب من السطحية والارتجالية في الأفكار والشخصيات، لتجاوز مجرد "الترفيه" إلى شيء من "الرسالية" التي تجمع بين المتعة والإفادة.

4-  الحاجة إلى التعاطي مع مواضيع جادة والتي تشكل عمق ما يعانيه أو يطمح إليه الشباب، كإشكالية السلطة وأداء المؤسسات ورداءة الخدمات أو الحرية والكرامة والاستقرار الاجتماعي، أو التدين والقيم والتطرف والانحراف، أو المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان، أو التعليم والصحة والهجرة والبطالة وغيرها من القضايا الوطنية والدولية، وطبعا، يمكن أن يكون كل هذا من منظور الشباب؟؟.

2- تقنيا:

1- تملك مهارة وفلسفة الصورة والتمثيل عموما.

2-  تملك أدوات استنطاق الصورة وتحريك الممثل من زوايا التصوير..الديكور والإضاءة والصوت..الشخصية والموسيقى التصويرية وغير ذلك من عناصر السينوغرافيا.

3- وضوح المدرسة الإخراجية بين الكوميديا و الدراما والوثائقي والتاريخي...وغيرها من مدارس الإخراج.

4-   تملك تقنيات التوضيب وجودة الصوت والصورة..ومهارة النشر والتوزيع عبر المتاح من الفضاءات الرقمية والمدرسية والجمعوية وغيرها.

        وكان بالإمكان، أن تكون مجمل هذه الأمور يسيرة سهلة وفي متناول الشباب، وذلك مع تواجد شيء من المعاهد والكليات، ومراكز التكوين والأندية والجمعيات الفنية والسينمائية، لكن في غياب هذا وضعفه الشديد أوتمركزه في بعض المدن الكبرى فحسب، يبقى السؤال مطروحا ، كيف السبيل إلى إكساب الشباب الطموح اللازم من الثقافة السينمائية والمسعفة لهم في مبادراتهم وإبداعاتهم، والتي لا ترقى إلى المستوى السينمائي الحقيقي إلا بها، وفي هذا الصدد:

1-    لابد من بعض المعاهد والكليات وتسجيل الماسترات الفنية والسينمائية فيها.

2-    لابد من بعض المراكز الثقافية والمعاهد التكوينية الجماعاتية للقرب من الشباب.

3-    ومن المفيد جدا إحياء الأندية والجمعيات السينمائية وما كانت تزخر به من المشاهدات والنقاشات الهادفة، وكذلك التربية على ثقافة الصورة وصناعتها والذوق الفني السليم في الأندية التربوية للمؤسسات التعليمية.

4-    تنظيم مهرجانات سينمائية على هامشها دورات تكوينية حضورية وعن بعد لتبادل الخبرات وتقاسم التجارب.

5-    تشجيع حركة التأليف والنشر، والتوثيق السمعي البصري لمختلف الأعمال، والدعم الجماعي لمشــــــاريعها.

6-    الاطلاع على قدر محترم من الثقافة السينمائية وتاريخها وعلومها، وتحفها الدولية من الفكرة وإلى الشاشة.

7-    امتلاك ثقافة التعاون والعمل الجمــاعي في أجواء تخصصية وتكـــاملية منضبطة و محترمة للأخلاق العامة.

8-    إنشاء مواقع إلكترونية متخصصة وفتح قنوات على "اليوتوب" فردية وجماعية لترويج السينما وثقافتهـــا.

9-    تشجيع حركة النقد من طرف الخبراء والمتمرسين وضمنهم الشباب تحفظ للفن السينمائي شكله الإخراجي ومضمونه الرسالي.

10-    تبني القضايا الوطنية والإنسانية والترافع عليها سينمائيا، و تشجيع التواصل والتبادل الثقافي السينمائي الوطني والدولي بين الشباب.

 

           ويبقى الفن السينمائي، إلى جانب الدين والفلسفة كما يقول "علي عزة بيكوفيتش"، من أكثر الفنون شمولية وجمالية، اعتاد الإنسان على استخدامها لخدمة قضايا الفكر والتربية والثقافة، وأكثر الحوامل والمداخل تأثيرا في الإنسان وتعبئته وإطلاق ممكناته في تمثل العادات والعبادات ومختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية، بل إن السينما صناعة فكرة وإخراجا كما يقول "ألفريد فرج"، يمكن أن تكون من أكثر الجوانب المفيدة متعة وإفادة لكل مختلف الفئات العمرية، ومن أكثر الجوانب المربحة التي يمكن الاستثمار فيها للحفاظ على التراث اللامادي للشعوب وقيمها وعاداتها ونشر لغتها والسياحة في بلدانها، مسرح "بريطانيا" و سينما "كوريا" نموذجا، قال أحد السينمائيين: " كل أفلامي مبنية على فكرة الحصول على مشكلة، ومن ثمة إعطائي الفرصة كمخرج أو ممثل لألا أصبح كارثة حقيقية وأنا أحاول البحث لها عن حل، من خلال ظهوري بمظهر رجل عادي وبسيط ككل بسطاء الحياة "، شارلي شابلن.

الحبيب عكي


اقرء المزيد

الأحد، 18 أبريل 2021

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

إطلالة على رمضان في رحاب القدس والمقدسيين

لله ذر الفنان الفلسطيني وهو يلهج حنينا وأنينا بأغنيته الرائعة والمشهورة كالنار على علم، الأغنية الوطنية المقاومة: "يا طير الطاير يا رايح عالديرة..تحميك عيوني وتصونك عين الله "، الأغنية التي كلما تغنى بها الكبار والصغار، كلما أزعجت العدو الصهيوني وسرقت النوم من عيونه، بل وهددت المفاوضات البزنطية بين الصقور والحمائم بالانتكاسة والبوار، وها هو "النتن ياهو" رئيس الكيان الغاصب يشكو "نجارها" و"عسافها" و"شلشها" إلى وزير الخارجية الأمريكي السابق "جون كيري"، بأنها أغنية صاروخية لا تعترف بوجود شيء اسمه إسرائيل ولا بشيء اسمه مستوطناتها وقد كادت تغطي كل أرض فلسطين (70%)، إن الشدو بهذه الأغنية وحدها وتعليمها الأجيال الصاعدة لهو خطاب الكراهية وخرق واضح لمفاوضات السلام وحل الدولتين، ولهذا فنحن سنظل في حل من أمرنا وسنزيد من مستوطناتنا وتهويدنا ما دام الشادون يشدون بها أو حتى لا يشدون ههييهه؟؟.

 

على جناح هذا الطائر الشادي، و وثائقياته "اليوتوبية" سافر روح المؤمن الناسك خلال رمضان الألفة والمحبة والتضامن، تستكشف العديد من بلدات فلسطين الحبيبة على نغمات هذه الأغنية وتغريداتها الوطنية المقاومة وهي تتغنى بجغرافية فلسطين الرائعة وتاريخها النضالي وأعلامها الأبطال وأحلامها المشروعة كما عند كل بلدان العالم في اعتزازها بأوطانها، التي لا يسقطها ظلم الظالمين ولا ادعاء المدعين ولا حتى تطبيع المطبعين:

يـا طير الطاير يـا رايح على الديرة /// تحميك عيونـي وتصونك عين الله

والله يا مسافر شعلانه هالغيرة /// فلسطين بلادي حلوة يا ما شاء الله

 

ميل ع صفد حـــــــوِّل ع طبريا /// لعكـــــــا وحيفـــا سلم عبحرهــــــــا

و لا تنسى النــــاصرة ها لقلعة العربية /// بشر بيســـــان برجعة اهلها

 

أنا أنا يا قدس والدمعات هــاموا /// أنا أهلي في فيافي الأرض هــــاموا

افتخر فينا التــــاريخ وحنا هــــاموا /// كتر مـــــــا صبر شعبي عــالعذاب

على جنين وخذلي من مــــــارجها /// سلام لنابلس طــــول كرم وترابا
نتانيا اليافـــــا واشرب من ميتها /// رملة ورام الله ما تنسى النـــــاقورة

على العسقولــي بيت لحم حولــي /// على الخليل وها تلي من كرمها

فـــــي بير السبع على الربع سلملي /// تحيا أريحا بما فيهـــــا وركمها

وامرق على غزة و بوسـلي رملهــــــا /// اهلا نشـــــــامى ورجالا جبارة

والقدس العــاصمة والأقصى علمها /// ان شاء الله يا ربي تجمعنا بديــارا

 

يا طير الطـــاير يارايح على الديرة /// تحميك عيونـي وتصــــونك عين الله

والله يا مسافر شعلانه هـالغيرة /// فلسطين بـلادي حلوة يا ما شاء الله

 

رابط الأغنية بصوت محمد عساف: https://youtu.be/oso094N7R9w

 

ومرورا على مجمل المدن والقرى،حيفا وعكا..بيسان والخليل..غزة والناصرة..، ولم يرسو المقام بالناسك الجوال إلا في القدس العاصمة والأقصى علمها، وما أجمل رمضان في رحاب القدس وضيافة المقدسيين، فبالرغم من كل شيء،بالرغم من فيروس العدو المستبد ومن فيروس كورونا المستجد وما استلزمه من التدابير والاحترازات، لازال رمضانهم يحمل كل مظاهر الفرحة والبهجة في العالم الإسلامي وزيادة، احتفاء مبكر بقدوم الضيف الكريم، بتنظيف المساكن وتبضع المؤن وإعداد الحلويات المنزلية، بإضاءة الأنوار في الشوارع وفوانيس الأطفال في البيوت، ولافتات التكبير ولوحات التهليل على أبواب الدكاكين وباحات المقاهي..، الوحدة والتماسك والتعاون والتضامن والمقاومة والجهاد عندهم عادة متوارثة وعبادة أصيلة وأمانة ثقيلة، زيارات عائلية متبادلة وإفطارات جماعية في البيوت وفي ساحة المسجد الأقصى ولا أدفىء، حلق العلم والذكر وصلاة القيام ورفع الدعاء تضج بها ساحات الأقصى طوال الليل من الإفطار إلى الإمساك وبالأسحار تبتلا ورباطا ودعما وتثبيتا للمقدسيين المجاهدين، ما أسعد الروح المتعبة بسكينة الصيام في القدس وخشوع القيام في الأقصى، وما يوفق إليهما من كان، وما يوفق إليهما إلا ذو حظ عظيم؟؟. 

ما أكثر الحجاج من كل حدب وصوب إلى بيت المقدس في رمضان، من كل المدن والقرى الفلسطينية، و رغم كل الصعوبات والحواجز ومعابر التفتيش و الأسوار فهم يصلون ويعرفون كيف يصلون، ولاشيء يعكر صفوهم في بيت المقدس غير تواجد العدو ولو من وراء أحجار و أسوار،على أبواب المدينة معابر العدو تمنع عنك الدخول والخروج ولو بجواز وتصريح، وعلى مداخل المسجد جند العدو يمنع التجوال والصلاة لغير المسنين فوق الخمسين والستين ومن المقدسيين؟؟، فهذا وثائقي "الجزيرة" يحكي عن أم فلسطينية مسكينة تذرف دمعها غبنا وحرقة وهي بباب بيتها تودع زوجها وأبنائها وهم يهمون بالقيام بجولة عبر المدينة القديمة قصد بعض الفسحة والتسوق قبيل المغرب، وهي لا تستطيع مرافقتهم ولا التجول ولا التسوق معهم، لا لشيء إلا أنها من الضفة الغربية ولا تحمل بطاقة الهوية المقدسية؟؟، وكان في نفس الأسرة أن تتمتع ببركة الإفطار في ساحة الأقصى مع المئات من الأسر والآلاف من الحجاج الذين يتمتعون بذلك كل يوم، لكن كيف بهم أن يتركوا أمهم تفطر وحدها في البيت غريبة مستوحشة؟؟.

 

وهذا مسحراتي بالبارود، يطلق باروده كل يوم عند كل إفطار وعند كل إمساك، لكن حراسا من جيش الكيان اللعين يأبون إلا التضييق عليه والتفنن في المنع والإزعاج، دعواهم في ذلك أن البارود مزعج..البارود خطر..البارود مقاومة..البارود حماس..البارود بارود..؟؟، البارود يحتاج إلى دروس..البارود يحتاج إلى ترخيص..البارود متجاوز وليس ضروريا وينبغي تغييره ببارود لا ينفجر..بارود بلاستيكي..بارود لا يحدث صوتا ولا إمساك ولا إفطار ولا صيام ولا قيام..؟؟، إلا أن البارودي يصر على التشبث بعمله وحريته..بعقيدته وعبادته..بأرضه وطقسه..؟؟.وهكذا كان يقوم دائما بالمطلوب من أجل إطلاق البارود "واللي في راس الجمل في راس الجمالة"؟؟، قيل له دروس درس..وقيل له ترخيص رخص..وقيل له ترخيص شخصي شخص..وقيل له تجديد دائم جدد..وقيل له انتبه ولا تطلق نحو الناس فتنبه..وقيل له حول بارودك نحو غيرنا فحول..وهكذا توارثت المهنة التقليدية التطوعية الحضارية عقودا وعقودا..أبا عن جد وجدا عن حفيد..هوية وعقيدة ..مرجعية وانتماء..هكذا هي القدس..الأرض أرضنا..والبارد بارودنا..والصيام صيامنا..والجلباب والكوفية والديرة والبندقية والبيارة..الكل إلنا ولا حق لأحد أن يقرر لنا في شيء؟؟.

 

ما أحوج العالم الإسلامي إلى رمضانيات القدس المبهرة.. وقيامات المسجد الأقصى العطرة.. ورباطاته الجهادية خلف أبواب الأقصى وأعتابه الشريفة، رمضان شهر التحرير، وما أجمل أن يتحرر فيه المرء من استعباد العادة وقيد الهوى وضيق الأفق الأناني والمكاني، إلى سعة العبادة والتقوى، ورحابة الأخوة والأفق الإنساني العقلاني الرباني وسعادة الاعتمال فيه مع النفس من دواخلها ومع الآخرين من إخوة الدين والإنسانية، رمضان شهر الوحدة وطالما اشرأبت نفس الإنسان إلى ينابيعها الصافية لعله يروي ببعض مائها الزلال بعض عطشه الروحي المشتد، ويلم بها بعض شعته النفسي المحتد، ويرمم بها بعض تمزقه الأخوي الممتد، إن على مستوى بلدته القطرية (تازة وإميلشيل) أوعلى مستوى غيرها من بلدان الأمة الإسلامية و الكونية(غزة والخليل)، ولا زالت ويلات الخلافات البزنطية تتركها متباعدة، يجهل يعضها على بعض إن لم يحارب بعضها بعضا دون قضية تستوجب ذلك أو سابق عدوان ؟؟،

 

فهل هناك - لو ندري- أفضل من رمضان يحررنا من شرنقة النفس الأنانية وهي كل يوم تخنقنا من كثرة الرانات الملبدة للسطحية الفكرية والحياة الاستهلاكية والخرافات الإعلامية والهرولات التطبيعية، وهي لا تفتىء تغرقنا بمسخ وهمل من المفطرين علنا بغير عذر مرض ولا مشقة سفر ولا لظى معركة..، غير معركة تنكرهم للهوية والطعن في المرجعية وصدق الانتماء، حتى إذا ما بصروا بقضايا أمتهم لم يكادوا يرونها، بل ربما حاربوا ضدها بشراسة إلى جانب العدو، وربما حاربوا ضدها قبله و بعده، وكيف لا ولعنة الإفطار العلني والتطبيع المجاني ولو على حساب الحرب والعدوان والتهجير والاستيطان..، في أرض مقدسية متوضئة وضاءة صوامة قوامة لازالت  تلف بتلابيبهم الغريبة المغتربة السلبية المستلبة، وكل يوم يبوؤون بإثمها وإثم أبنائها المبدعون الأبطال، الكفيف منهم إمام، والمقعد على الكرسي شهيد، والطائر طائر والشادي شاهد..، يتطلعون إلى يوم يحررون فيه أرضهم وسيحررونها بإذن الله ما داموا على طريق ذلك، والخزي والعار لمن لم يكن معهم ولو بالصيام والدعاء على طريق ذلك، قال تعالى: " أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم"؟؟.

الحبيب عكي


 



اقرء المزيد

الأربعاء، 7 أبريل 2021

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

أسرنا والضغوطات النفسية..الاستيعاب والعلاج.

         لاشك أن مما يهدد استقرار وسعادة الأسرة المغربية والعربية بشكل عام، نوع وحجم ما ينتشر فيها من الضغوطات النفسية والمعتقدات الخرافية والتصرفات العشوائية..التي توردها الموارد، وكل الأسر في الواقع تعاني من ذلك بشكل وحجم ما أو بآخر، يزيد من خطورته عدم الاستيعاب أحيانا، وعدم الاعتراف والمواجهة بالتصحيح أحيانا، إلى التهوين والتكتم والإهمال أو عدم القدرة على التصحيح المطلوب، الشيء الذي ولاشك سيفجر الأمر يوما ما لتحرق شهبه الصغار وتتطاير شظاياه على الكبار، الفاعلون والضحايا على السواء، ليس فقط، إلى درجة قد يمسهم الأمر في صحتهم النفسية ومعتقداتهم الإيمانية، بل قد يتجاوزها إلى اعتلال صحتهم الجسدية وقيمهم الأخلاقية وتصرفاتهم البشرية وعلاقاتهم الاجتماعية..، وليس ذلك على مستوى الأفراد فحسب بل ربما أيضا على مستوى المحيط الأسري والمهني والأقارب والمعارف ككل؟؟.

 

         والضغوطات النفسية هي كل المشاعر السلبية التي تتلبس الإنسان، جراء أفكاره المعتلة وتعاملاته الخاطئة وحساسيته المفرطة وإخفاقاته في تحقيق بعض الرغبات والطموحات..، ما يخلق لديه بحكم التراكم والانزعاج نوع من القلق والتوتر والإحباط أو الاكتئاب والتفكير السلبي الزائد، الخفي والمعلن، الخفيف والحاد، اللازم والمتعدي، وكثيرا ما تغذيه أنماط الحياة المتوترة في عصرنا، عبر العديد من الحوامل الاجتماعية (السكن الجماعي غير المريح) والاقتصادية (الفقر والهشاشة أو الغنى والتيهان) و السياسية (لا تغيير ملموس يقع رغم الجهد) والثقافية (الاستلاب والاستهلاكية المفرطة) والصحية (ضعف المناعة ورداءة الخدمات)..، يزيد من حدة كل هذا عدم قدرة الإنسان على فعل شيء أي شيء اتجاه الأوضاع المختلة وبشأنها، إذ أصبح الأمر - بشكل ما - نمط حياة عامة، لا تتسم بغير كثير من العجلة والزحمة والضجيج وغيرها من الأمور المستنزفة للطاقة الإيجابية والشعور بالراحة النفسية والرحمة والمودة والطمأنينة والسكينة ؟؟.

 

         فهذه أسرة قد يعاني أفرادها من التفكك والهشاشة، ليس بينهم حوار، وإذا حدث فبدون تواصل، بينهم جدران من الأنانية والفرض وأمواج عاتية من التوتر والقساوة..، لا تراحم بينهم ولا مودة، ولا محبة ولا سكينة، ولا حوار ولا تواصل، ولا تماسك ولا تضامن أو غير ذلك مما تفرضه مسؤولية العيش الجماعي والأسري المشترك؟، وهذه أسرة كبارها على الدوام مستهلكون، لا وقت لديهم لغير معافسة لقمة العيش المرة صباح مساء، ويعتبرون ذلك أكبر همهم ومبلغ جهدهم وعطائهم لبعضهم البعض ولأولادهم، وهؤلاء الأولاد ورغم كل هذا الجهد المستنزف للآباء بشأنهم، فكأنهم لا يطعمونهم غير سحت ينبت فيهم شنيع النتوءات التربوية ويوردهم فظيع الموارد السلوكية، من الغضب والعنف والتفحش والتعثر الدراسي والإخفاق المهني والاكتئاب المزمن، الذي ربما قذف بهم في كوارث الانحراف والمخدرات، قبل الغرق بهم في نوبات الأعصاب والهيستيريا والتحدي المجاني والعناد السفسطائي الذي تعجز عن علاجه جلسات "الرقية الشرعية" أو حتى جلسات الطب النفسي في أبهى العيادات ؟؟.

 

         يحكي لي أحد الرقاة التقاة، وكنت كلما لقيته أسأله عن:"كيف حالك مع الجن؟، وكيف حال محرارهم اليوم مع البشر"؟، فيجيب: "لقد فعل الجن بالبشر ما أراد يا أستاذ، وسيظلون كذلك ما دام البشر مهووسا بدنياه على هواه بعيدا عن الصراط المستقيم"؟؟، يأتيك الواحد منهم يدعي أن به مس من الجن، وما أن أرقيه حتى يظهر لي أنه مجرد ضغط نفسي حاد وعلى أتفه الأسباب"؟؟، ولا يزال البشر تفعل به أفكاره المعتلة أفاعيلها ما لم يعودوا إلى كتاب الله وسنة رسول الله، محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك؟؟. فهذه تلميذة جنها مدير مؤسسة يريد الزواج بها..فأفقدها بمجرد التفكير في الموضوع بوصلتها، وكم من التلميذات يتعرضن لكذا ابتزاز أو غيره؟؟، وهذه عانس متقدمة شيئا ما في السن،عيرتها صديقتها - الحميمة يا حسرة - بعنوستها فتلبستها جنية شريرة مدمرة لأعصابها واستقرارها وتوازنها وعملها ورشدها، وكم من العوانس في مثل حالها ومآلها وليس لهن من الأمر إلا القضاء والقدر؟؟، وهذا ولد كان يرى كل يوم احتقار أمه في البيت من طرف زوجة أخيه، و أخوه و والده لا يفعلان شيئا، فتلبسه أخوه "شمهروشا" يحرق البيت بما فيها وعلى من فيها؟؟، وهذه زوجة أوصلتها "كورونا" مواصيل العيادات والمقابلات والتحليلات والشبكات والوصفات التي لا قبل لزوجها بها، لا لشيء إلا أن أبنائها وهم أرباب أسر، لم يعملوا ولم يساعدوا طوال عمر الجائحة الممتد؟؟، وهذه وتلك..وهذا وذاك..ولا أحد يستطيع التصريح ولا حتى التلميح بالسبب الحقيقي لما يعانون منه، لك الله يا أعصاب الشباب والشابات والرجال والنساء من حرب الضغوطات النفسية المدمرة؟؟.

         يقول النفسانيون والمدربون والباحثون والمهتمون أن من مظاهر الضغط النفسي في الأسرة ما قد يسود في طرف أو أطراف منها من:

1-    الشك والخوف والإحباط وفقدان الثقة والارتباك.

2-    تعكر المزاج والغضب والتوتر على أتفه الأشياء.

3-    الشرود وعدم القدرة على التركيز في التفكير والعمل.

4-    الاكتئاب والتمارض والتهرب من الواجب والشعور بالوحدة ولو وسط الناس.

5-    الشعور بالرفض و الإهمال و إيثار الصمت والانسحاب من اللقاءات العـائلية.

6-    ألام جسدية في بعض الأعضاء كالرأس والظهر والأسنان والمعدة و القولون..

7-    ارتفاع الضغط الدموي وخفقان القلب وضيق التنفس والإمساك أو الإسهـــال..

8-    اضطرابات النوم بالإكثار أو التقليل منه، بسبب الأرق والهروب من الكوابيس.

9-    الشره في الأكل أو فقدان الشهية وما ينتج عنهما من الزيـادة أو فقدان الوزن.

10-    الهذيان والذهان وما يؤديان إليه من رؤية أشياء وسماع أصوات غير موجودة.

 

وتبقى الوقاية خير من العلاج، ودرهمها خير من قنطار علاج، لذا من المهم جدا أن نتحدث عن سبل الوقاية من الضغوطات النفسية وكيف يمكن أن نحصن أسرنا منها ومن تأثيراتها السلبية على الصحة والجسد في كل الأوساط، أوعلى الأصح كيف يمكن أن التخفيف من تداعياتها، يضيف الأطباء المعالجون والخبراء أن كل هذه المظاهر السابقة للضغط النفسي والسلوكي والعضوي لا تعالج بشيء أفيد من:

1-    ضرورة التفكير السليم والمنطقي والمتحرر من الأوهام ومن الفوبيا.

2-    التوازن في برامجنا الحياتية بين الروحي والجسدي والفكري والترفيهي..

3-    قراءة القرآن الكريم والأدعية والأذكار، وتعزيز ذلك بمواسم العبادات وفضائها.

4-    التواجد الراتب في جماعة من الخيرين الثقاة والتحدث معهم مما يخفف الضغط.

5-    ضبط العلاقات الاجتماعية مع الناس فلا تابع ولا متبوع ولا فارض ولا مفروض.

6-    تغذية صحية ومتوازنة بدل الهروب إلى كوارث الكافيين والتدخين والكحول والمخدرات.

7-    ممارسة الرياضة والمشي والتنفس والتأمل، وتخصيص أوقات خاصة للهوايات والفسحات..

8-    عدم الإفراط في العمل إلى درجة الإجهاد والاستهلاك الدائم وضغط التفكير السلبي المشوش..

9-    قبول الذات والعمل على تنميتها دون المقارنة مع الآخرين  ولا الحساسية المفرطة اتجاه أقوالهم وتصرفاتهم.

10-    عدم متابعة أخبار الكوارث ولا إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وما تسببه من القلق والتشتت والمقارنات..

 

          وأخيرا، وفي إطار العلاج دائما، أكيد أنه مهمة كل الجهود السياسية التي سترمي إلى تخفيف الضغوطات في حياة المواطنين، وتلبية حاجة المضغوطين كالبحث عن الشغل والاستقرار، ومهمة كذلك كل الجهود الصحية التي ستعمل على علاج المرضى ومساعدة الضحايا والعناية بالمبتلين وأعدادهم مهولة وقد تزيد حسب ضجيج الأرقام على(70%)من المرضى، ومهمة كذلك كل الجهود التربوية والاجتماعية التي ستعمل على إيضاح المفاهيم وبناء التصورات وتنعيم العلاقات وإفشاء بعض المساعدات، ولكن أهم من كل هذا ما لا نستغني عنه من الجهود الفردية والأسرية والتي لا بد لها من إحياء آداب العيش الجماعي المشترك، وما يستوجبه من التعامل بين الناس باللطف واللين والاحترام المتبادل المفعم للرحمة والمودة والمعزز للثقة والسكينة، وقبل هذا وذاك رد المرء أمره إلى الله تعالى والتعلق به وحسن التوكل عليه، فهو صاحب الأمر كله في الحال والمآل، جلسة تربوية أسرية وعائلية يلتقي فيها الآباء بالأبناء، سمر ليلي واجتماع عائلي مرن و مرح، على موائد وفوائد من الذكر والعلم والمباح من البسط والترفيه، يسمح بالتعبير والإشراك، بالاهتمام والتنفيس، بالحوار والتواصل، بالتفقد والتحفيز والتشاور والتعاون..،التعرف على الحالات ومدارسة المشكلات واتخاذ القرارات..،وب..وب..وبما لا يعد ولا يحصى من أبواب الخير والمسابقة في الخيرات، وسواء كان الأمر واجبا أو مستحبا أو ضروريا يفرضه حال أسرتك علاجا أو وقاية، فرمضان كريم برحماته على الأبواب، ونوع من الحجر الصحي يلوح به فيه ربما، ولعلها تكون فرصة لتجريب ذلك لمن لم يألفه وكثرت ضغوطاته، وتعزيزه لمن اعتاد عليه فخفت وانعدمت ضغوطاته أو تكاد؟؟.

الحبيب عكي


اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة