Top Ad

الخميس، 24 يناير 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

ماء العينين،حكاية خلط جلط المغربي


        خلط جلط المغربي،أو التناقضات المغربية الصارخة،والتي دأب عليها الناس في حياة غريبة عجيبة،لا يزالون يخلطون فيها الظاهر بالخفي والمقصود بالعارض المشوش غير المقصود،في محاولة "سيزيفية" غير يائسة للوصول إلى خلطة الخلطات تسعف القوم في كل الأزمات وضد كل السكتات،وتكون لهم دواء لكل الجراح وبلسما في كل الأفراح،لكنها هيهات هيهات فالوضوح لا يأتي إلا مما هو أوضح منه،والغموض لا يؤدي إلا إلى ما هو أغمض منه،فإلى متى نقصد في رحلتنا الشمال ونحن متجهون نحو الجنوب،وإلى متى نتجه بسفينتنا نحو الغرب ونحن نريد الشرق،إلى متى هذا الخلط الجلط الذي علقم الدنيا في وجهنا،وكل مرة يقيمها ولا يقعدها إلا في الوحل والرمال بدل شط النجاة والآمال؟؟.

1-  خلط جلط الديني والسياسي: ذلك الشعار الذي طالما رفعه الجميع،وإن كان كل من جهته يعني به ما يعني،فمن قائل:"لا للدين في السياسة"،ومن قائل:"لا للسياسة في الدين"،ومن قائل :"من أجل سياسة دينية و دين سياسي"،ليبقى الأمر في الواقع كله خلط جلط بين مرجعيات بعضها يعطي الأولوية للقرآن وبعضها للسلطان،فلا الدين يبتعد عن السياسة ولا السياسة تبتعد عن الدين،والأسوأ في الأمر أن جوهر معظم الأمور في الحقيقة صراع سياسي تنطبق عليه قواعد الدين"دفع المفاسد وجلب المصالح"،وفي إطار اجتهادي"أنتم أدرى بأمر دنياكم"،ولكنه مع الأسف تغلف الأمور بطابع ديني صرف وغير عقلاني،ولنأخذ العدالة الاجتماعية مثلا،أو الإصلاح ومحاربة الفساد والتحكم والريع والاستبداد،أو الدعوة والتربية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،أو الوقوف في وجه التطبيع مع التخلف والانحرافات،هي أمور سياسية منذ الأزل والناس كل الناس يتحدثون عنها ويتدافعون حولها بما فيهم "الشيوخ العلماء" و"الراقصات العوالم"،أفإن تحدث عنها اليوم رجل متدين أو امرأة ملتزمة وقال أن هناك خللا ينبغي أن يصحح،قيل له راجع تدينك وأصلح التزامك أولا،حقا أنه خلط جلط المغربي الذي يستوعب الجميع؟؟.

2-  خلط جلط المحاسبة والاستهداف:فالمحاسبة تقتضي المسؤولية،والمسؤولية تقتضي دفتر تحملات واضح،ويبقى صاحبها بريئا حتى تثبت إدانته،أما الاستهداف فضحيته متهم مسبقا،ولابد من الإيقاع به بحجة أو بغير حجة،بل كل دليل منه أو من غيره فهو ضده ولو كان في صالحه،الاستهداف هو الانتقاء هو الانتقام بسم المحاسبة،هو التشهير والتشنيع دون حق الرد والدفاع،هو البحث المجاني عن كبش فداء لا ينطح غير المساكين الأبرياء،في حين أن قرونه المصمتة الطويلة تتكسر من طرف المسؤولين الحقيقيين عن تفاقم الأزمات ودوام الاختلاسات وانحراف السياسات،ورغم ذلك ينسلون مهنا بقدرة قادر كما تنسل الشعرة من العجين،بل ربما يرقون في الحال أعلى الترقيات، ولا يطالهم طائل رغم وقوعهم تحت كل الطوائل؟؟،لعبة سخيفة وقديمة لا تنطلي حتى على أصحابها الذين لا يملون من تكرارها مع كل معارض وكل مجاهد وكل مناضل وكل جامعي وكل حراكي..وكل..وكل..،فما المانع من تكرارها مع ماء العينين وصمغ الأذنين وحمرة الخدين وغطاء الرأس والعنق والصدر والنهدين وأظافر اليدين وجوارب القدمين؟؟.



3-  خلط جلط الحزبي والمخزني:المخزني الذي لا يرى حياته إلا بأحزاب سياسية حية وحرة أغلبية ومعارضة،وإذ به لا يكف عن توالدها و فطمها ورضاعتها والسخاء في دعمها وبرمجة معظم أمرها،وحتى من ولدت خارج هندسته و دهاليزه لا يكف عن  ترويضها وجعلها مجرد دكاكين سياسية موسمية،ومقاولات ريعية لشراء الذمم والولاء والتبوريض الفانطازي في المؤسسات ليس إلا،وبما أن الطعم ولاف،فسرعان ما انغمست هذه الأحزاب في تذوق كعك اللعبة و حذقت قواعدها،فأصبحت عوض أن تقود عملية الإصلاح التي كانت مبرر وجودها وتساهم فيها بشكل نضالي،أصبحت مع الأسف غالبا ما تدخل في معارك هامشية لكنها طاحنة ومعمرة كمعارك داحس والغبراء،غالبا ما تكون بينها ولا تتعداها إلى غيرها وكأنها هي رأس التحكم والفساد وساحتها ساحة محاربة الريع والاستبداد؟؟،أضف إلى ذلك خلط جلط الشخصنة التي لا تزال طاغية في مؤسساتنا إلى درجة كبيرة قد تختزل فيه كل الهيئة في الشخص ويعتبر فيه الشخص هو ذات الهيئة لا مجرد عضو فيها،شخصنة بعيدة عن روح المؤسسة والقوانين والتشريعات،وبنفس المنطق مع الأسف،لا زال  المخزن يواجه بعض مؤسسات الأحزاب في أشخاصها المناضلين وزعاماتها التاريخية،بعيدا عن المرجعيات والأدبيات الحزبية وحتى تقارير المؤتمرات الرسمية والمواقف الجماعية،التي سرعان ما قد يتنكر لها إذا ما رأى نفاذ بطارية صاحبها وضعف محركه أو ضرورة استبدالهما بأفضل منهما؟؟،


4-  وأخيرا،خلط جلط الالتزام والحرية الشخصية: وهو خلط جلط من نوع آخر،وأبطاله ممن يخلط عليهم ويجلط وإذ بهم هذه المرة هم من يخلطون ويجلطون،أحيانا بكل عفوية وسذاجة وأحيانا أخرى عن قصد وإصرار وتحدي الشخص الذي لا يبالي بالآخرين،بل ويرى انتصاره في تجاهل رأيهم وكسر قيدهم،هذا رغم ما يدعون من أنهم ملتزمون بالقوانين الشرعية كمرجعية حاكمة،ولهم انتماء ملزم ومصيري أمام الله،ثم أنهم لا يتنكرون للقوانين الوضعية والإجماع الوطني لممارسة اللعبة وإدارة المؤسسات وتحمل المسؤوليات،ولكن لا ينفي كل ذلك حريتهم الشخصية في بعض المواقف والسلوكات التي سرعان ما تتحول بواعثها عندهم إلى فتاوي شخصية وقرارات تنفيذية محسومة وغير قابلة للنقاش،ما دامت تلزمهم هم قبل غيرهم،وما داموا ينظرون إليها على أنها منسجمة غير مضطربة،وهي في الحقيقة قد تكون غارقة في الاضطراب،لكنها عندهم إن لم تحقق المصلحة العامة فيكفي أنها تحقق لهم الحرية الشخصية والمصلحة الفردية،أو ربما حاجة ضرورية لا يدري بها غيرهم،أو ربما نزوة عابرة أو مجرد ضعف يعتري صاحبها كما يعتري كل الناس؟؟،

         ويبقى الأمر على كل حال خلط جلط،لأن المسؤول ينبغي أن يكون مسؤولا،وأن تتوقف حريته عند حقوق الآخرين ومراعاة مشاعرهم ومعتقداتهم والتزاماتهم وإلا استنكف عن خدمتهم وتولي مسؤولياتهم وإدارة مؤسساتهم،وإلا فلا يستغرب بعدها إذا تساءل المتسائلون مثلا:"لمن يجمع الإخوان اليوم أموال رواتبهم العليا؟،ولمن يكونون ثروات فتراتهم أثناء ممارسة الشأن العام؟،ومن سيتقاضى معاشاتهم المعتبرة وربما الاستثنائية فيما مروا منه من مناصب الدولة؟؟،لماذا يغير بعضهم بلد دراسة أبنائهم إلى خارج الوطن،ولماذا يجدد ويوسع بعضهم مساكنهم،وبعضهم يغيرون ويعددون زوجاتهم كما يغيرون ويعددون سياراتهم؟؟،وهل هذا من مستلزمات المصلحة العامة،أم من مقام لا تنسى نصيبك من الدنيا،والله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده؟؟.خلط جلط يومي يخلط كثيرا من الأمور في حياتنا،فيرد الأبيض أسودا والأسود أبيضا،في فتنة تدع الحليم حيران،الدين سياسة والسياسة محاسبة واستهداف وانتقام وضرب تحت الحزام،فاضرب واضرب المقيد  حتى يخاف الطليق؟؟،إنه خلط جلط لن يفكنا منها غير الوضوح والشجاعة لتسمية الأشياء بمسمياتها ومواجهتها بكل تجرد ومسؤولية،وليس بمنطق الحرب خدعة والسياسة مناورة وطلاسم،وفي انتظار ذلك سيبقى بوعشرة وبوعشرين وعبد الله وعبد الرحمان وعبد العالي ونادية وفادية وأمل وأمينة وسوسو وسوسن...،مشرع عليهم كل جحيم المناورات،مقذوفة في وجوههم كل حمم الطلاسم إلى إشعار آخر،ومن يدري ربما يعود الجميع إلى رشده فيكون قريبا،و ربما يتمادى الجميع في غيه فيكون أيضا قريبا؟؟،

الحبيب عكي

اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

ماء العينين،خشقجة الالتزام و شمهرجة النضال


يقال أن الدول الراقية تناقش الأفكار وتعمل على إنتاجها وتشجيع الموفقين إليها بل وتنفق عليهم من أجل ذلك مستحقات وامتيازات إن في الداخل أو في الخارج،فيكونون لها إلى جانب الطاقات المواطنة والسواعد المناضلة ركائز نهضتها وتقدمها والتغلب على كل المستحيلات في مختلف المجالات ولفائدة كل الفئات،بينما الدول المتخلفة مع الأسف لازالت تناقش الأشخاص والأشياء وتعمل على اتهامهم في نواياهم وإحباطهم في مساعيهم و الزج بهم طال الزمن أوقصر في متاهات العزوف والتراجع والنسيان،ولا غرابة بعد ذلك وبذلك أن تستمر في مثل هذه الدول الأزمات وتتفاقم فيها المشكلات،وتقوى فيها التدخلات واعتمادها على المساعدات التي تمرغ عيش وكرامة المواطن في أوحال المهانات؟؟،فكيف انجرفت نقاشاتنا وقضايانا الكبرى مع الأسف إلى هذا المستنقع الذي قد لا يسلم منه أحد حتى قال عنه الله تعالى:"تبينوا"و"لا تنابزوا"،وقال عنه الرسول(ص):"لا تحاسدوا..لا تناجشوا..لا تجسسوا..لا تحسسوا.."وقال عنه المسيح(ع):"من كان دون خطيئة فليرجمها"؟؟،بالأمس،كنا نحارب التكفير..والتعميل..والتخوين..والتهميش والإقصاء..وكنا ننادي بالمساواة وتشجيع الممارسة السياسية للنساء ولو بالكوطا والمناصفة وتجريم التحرش..وكنا ننادي بالتعايش والتسامح،وحتى بحرية المعتقد والحرية الشخصية التي يكفلها الشرع والقانون،واليوم يسقط كل شيء وكأننا لسنا على شيء،أم أن الأمر قد تعلق بصيد سياسي سمين عجزنا أن نواجهه بنفس سلاحه فلا بأس أن نكيد له وندعي أن واقعته المشينة فعلا قد وقعت،ومما يحفظه الناس في الدين أنه إذا وقعت الواقعة فليس لوقعتها كاذبة؟؟.

دوريات ضد حرية المجال الرقمي المزعج والمتعارف عليها دوليا،ودوريات لمراقبة التدوينات وربما المكالمات،وسياسات لإفشال الحوار الاجتماعي وتنمية اليأس والاحتقان،بل وحتى التهرب من الأسئلة الملكية الجوهرية والتي لا تزال عالقة من مثل:"أين ثروة المغاربة؟؟،وإلى متى يسيرون  بسرعتين؟؟،ناهيك عن الاتهام الإعلامي السافر للمرجعية الدينية ككل في خلط مجاني بينها وبين الإجرام الشنيع،الذي اتخذه البعض ذريعة للتضييق عليها وعلى أهلها والضرب في بعضهم طولا وعرضا ودون رقيب ولا حسيب،محملا إياهم كل مسؤوليات الأرض والسماء والدنيا والآخرة؟؟،والغريب أن يقع ذلك في عهد أهم حكومة نذرت نفسها لمحاربة الفساد والاستبداد،وإذ بها قد أصبحت كما يبدو أولى ضحاياهما ومن أكبر أسلحتهما الفتاكة التي يشهرانها ضد الإرادة الشعبية للفقراء والمساكين الأبرياء؟؟،ولكن،شوهوا صورة المناضلين ما شئتم و"خشقجوها"،وهدموا قدوتهم في النفوس ما بدا لكم و"شمهرجوها"،وأضعفوا قوتهم وعزمهم على الانجاز،وجروهم كما يقال إلى الاعوجاج والانزعاج،وحاسبوا نواياهم وانتمائهم ما حلى لكم،فقط لا تنسوا أن الناس أعرف بأنفسهم من غيرهم،و محاسبهم ومحاسب الجميع مولانا الحكم العدل،وهو قاضي القضاة الذي سيضع الموازين بالقسط يوم القيامة فلا وزير عنده فيؤتى ولا حاجب ببابه فيرشى؟؟.

فيا ماء العينين،أيها الصوت النسائي الصاعد في حزبه عن جدارة واستحقاق،ودون السائد من محاباة القرابة أوالتوريث والريع العائلي؟،يا أيها النضال السياسي الذي هزم أساطين الانتخابات وقيادات الأحزاب وزعاماتها في دوائر الموت،داخل وخارج بلدتها وداخل وخارج لائحة الريع الوطنية،هل يكون ذلك دون ضريبة،و تفرج يا سلام؟؟،ماء العينين،أيتها المقتدرة التي أهلها حذقها السياسي لتستفيد العديد من الهيئات والمؤسسات من خدماتها واستشارتها في مجلس الجهة والعمل النقابي والمجلس الأعلى للتعليم قبل الجمعيات والحزب والبرلمان؟،لكن،أيتها المؤمنة بالمساواة وبالمناصفة نحن من يحدد"كوطتها"ونحن من نعين نسائها ورجالها ممن يوافق عليهم؟؟،أيتها الناشطة في العديد من المؤسسات إنما هي مؤسساتنا ولا ينشط فيها إلا من نريد وبرضانا؟،أيتها المتدينة الملتزمة إنما الدين ديننا نسبغه على من نشاء ونشوهه التزامه على من نشاء؟،أي تحكم تدعين؟،وبأي إرادة شعبية وحياة ديمقراطية حقيقية تتمسكين؟،وأنت ترين كيف أسقطنا بدعة مبدعهما وتركناه رغم كل شيء على شفا جرف هار،وكأنه لم يكن شيئا مذكورا؟،بأية ولاية ثالثة تنادين وأي فساد تحاربين؟،أما يكفيكم أن تركناكم وحزبكم وزعيمكم لمجرد عفاريتكم وتماسيحكم فلم تقووا عليها فكيف بكم علينا؟؟.

و يا بوعشرة..وبوعشرين..ويا عبد الله..وعبد الرحمان..وعبد العالي..ويا فادي وفادية ونادية ويا أمل وآمينة وسوسو وسوسن..،يا ماء العينين ويا طلائع كل ضحايا النضال في هذا الوطن،يا كل من صرختم وتصرخون في كل الحراكات الاجتماعية في الشمال وفي الجنوب وفي الشرق وفي الغرب،وتصرخون في كل المؤسسات التمثيلية وفي إطار القانون والإجماع الوطني وقد بحت حناجركم وأسمعتم لو ناديتم أحياء ولكن لا حياة لمن تنادون:"هذا مغرب الله كريم..لا صحة ولا تعليم"و"الفوسفاط وزوج بحور..والمواطن عايش مقهور"؟،يا من ترفضون التطبيع مع التخلف،وترفضون القيام بدور الحمار في الطاحونة،وترفضون..وترفضون..،وترفضون قضاء حياتكم في صحة أو تعليم أو أية وظيفة تعلمون مسبقا أنها ليست كذلك على ما يرام،ولن تؤدي إلا إلى حياة من يأكل القوت وينتظر الموت؟؟،اعلموا أنه لا أحد فوق القانون ولا قانون فوق ضمير الإرادة الشخصية،ولكن فقط ليعرف الإنسان ماذا يريد وليسعى إليه فتلك رسالته وذاك شأنه وقضاؤه وقدره،واعلموا أنكم روح هذه الأمة وتيارها الناهض بإذن الله،"ويسألونك عن الروح ،قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"الإسراء/85،"

وصدق من قال"ّماشي في الخنق كاين الحق.. ماشي في الخنق كاين الحق"،و"قتلوهم عدموهم..ولاد الشعب يخلفوهم"؟؟،كلنا طبعا ضد "خشقجة" حرية التعبير،وضد "شمهرجة" المشاركة في التغيير،ولكن إلى متى يبقى الديك المخزني أو أي ديك من أية فصيلة أخرى،يرى المناضلين في أحزابها،ويختصر مواقفها وتصرفاتها في مواقفهم،وبالتالي لا يجد غضاضة من يواجه ويضيق على المناضلين وهو يستهدف ترويض أحزابها،هذه الأحزاب التي لا ترى أصلا إلا مجرد بيادق تنفيذ لا حياة لها إلا في موالاتها لا في استقلاليتها فبالأحرى معارضتها،إلى متى يظل هذا الديك لا يرى الناس إلا مجرد حبوب تستوجب النقر على رؤوسها وكسر عظامها وإسالة دمائها وإجهاض أجنتها في الشوارع وقمع حراكاتها وتفريق احتجاجاتها والتهامها فرادى وجماعات ولا يخشى منها أن تكون شوكة وعلقما في حلقه أو صخرة ومرارة في بطنه ولا..ولا..؟؟،إن يكن ذاك فذاك شأنه،ولكن لا ينبغي بحال من الأحوال أن تتكرر بيننا "خشقجة"الملتزمين ولا "شمهرجتهم"المناضلين،وللخشقجة والشمهرجة ألف وجه قبيح و وجه؟؟،ولا ينبغي من جهة أخرى أن تكرر بيننا حكاية الديك وصاحب المزرعة،إذ أمره هذا الأخير كما يحكى أن يكف عن الصياح بالآذان وإلا نتف ريشه،فلبى الديك أمره خوفا من النتف،وبعد مدة استمرء صاحب المزرعة اللعبة فأمره أن يقاقي كالدجاجة فامتثل الأمر أيضا خوفا من السلخ،ثم عاد إليه بعد مدة أخرى يأمره أن يبيض كالدجاجة وإلا ذبحه هذه المرة،فتأمل الديك في الأمر المستحيل وبكى حتى ابتل ريشه فقال:"يا لينتي بقيت أصدح بالآذان فأذبح..يا ليتني بقيت أصدح بالآذان فأفضح"؟؟

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الأربعاء، 16 يناير 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

ماء العينين،أيقونة حياة لا تشبهنا

        يبدو أن الأدب العربي مرآة المجتمع العربي كان ولا يزال وطيد العلاقة بينه وبين عالم الحيوانات،وكان مفهوما أن يؤلف عنها الجاحظ مثلا كتابه "الحيوان" يصف فيه طباع كل نوع منها،ولا يتم القارىء قراءته إلا و قد تشبه في الغالب بأحد منها،جراد وخفافيش وقمل وضفادع..قبل الذئاب والكلاب والسباع والضباع..،وكان مفهوما أن ينطقها الأدباء في قصصهم و ينطقوا على لسانها في رواياتهم،ويتلبسها السياسيون في سياساتهم القمعية وخطاباتهم البزنطية وحروبهم الضارية بين العفاريت والتماسيح،ويضحك بها الفكاهيون بسفاسفهم وتصريحاتهم البهلوانية و سقطاتهم وإيحاءاتهم الشهوانية،والتي قد وجدت وتجد لها مرجعيتها في حديقة الحيوانات أعلاه،جراد وخفافيش وقمل وضفادع..،خفافيش لا تنشط إلا في الظلام ولا تطير إلا للسطو على رزق الأنام،وقمل لا يكتفي بالسكن في بؤس صاحبه بل والنبش في رأسه ومص دمائه،وضفادع لا تسبح إلا في الماء العكر وما أدراك ما الماء العكر،وجراد يأتي على الأخضر واليابس،وإن لم يجد،أتى بعضه على بعض في قمة المأساة البيئية والآدمية؟؟.

         عام "البون" وعام "بونتاف" وعام "الصندوق" وعام "قرنينة"،وعام..وعام..،وكلها أعوام عجاف مرت على المغاربة بكل جوع وعراء و"سيبة" واستعمار وقهر و استبداد،وكل..وكل..،والغريب أنه رغم تغير الزمان وتحسن الأحوال والحمد لله،لا تزال هذه الأعوام تضرب بعمق وحمق في هذا البلد الطيب الآمن بين الحين والحين،كأنها البراكين الفوارة يحسبها الناس خامدة وراكدة ولكنها لا تفتىء بين الحين والحين تتطاير عليهم نيرانها ودخانها وصهارتها هنا وهناك،عام "البطالة" وعام "الاحتجاج" وعام "الحريك الجماعي" وعام "الحراك الشعبي"،و"واش خاصك يا العريان يا الجيعان"؟،عام "المحاكمات" و"الانتخابات" يا مولاي،وغيرها من أعوام الجراد والخفافيش والقمل والضفادع والعفاريت والتماسيح التي أحدثت اليوم في حياتنا حالة من التردي القيمي والأخلاقي تغذيها سطحية مواقع التواصل الاجتماعي ومشاعتها ومجانيتها و ما يتفجر فيها كل حين من فقاعات إعلامية أكثرها فضائح النهش في أعراض الخلق بما صح وما لم يصح من الفقاعات الدنيئة والمفبركات المغرضة والتي لا علاقة لها لا بالتواصل والإعلام ولا بالسياسة والتنافسية ولا بشيء غير حقارة الغيبة والنميمة والكذب والبهتان،في محاولات يائسة لإشعال الفتنة بين الناس وتغيير اهتمام المواطنين بعيدا عن همومهم الحقيقية وطموحاتهم التنموية وإشكالاتهم السياسية والاجتماعية؟؟.

         والغريب أن هذه الحملات التشهيرية والهجمات التشنيعية والحروب القذرة والعواصف الافتراضية وغير المتكافئة والتي يقودها مع الأسف الجراد والذباب الإلكتروني ربما من دسيسة نفسه وخستها أو بتحريض خفي وعلني  من "المطرك" و"البرودكان" المخزني ونيابة عنها،المهم أنه يستهدف في الغالب  الفاعلين من رموز الحركة الإسلامية والمعارضة البناءة ذكورا وإناثا،أبناء وأسرا؟؟،وأغرب من هذا كما قلنا أن تزج الدولة بقدها وقديدها في المعركة كمرتزقة أو "رباعة" مجانية للنظام الدولي ضد من يتجرؤون لقول لا ضد العولمة المتوحشة وضد إرهابها الإرهابي،ولا يهدا لهما بال حتى يوقعوا بالضحية أية ضحية في عالم الفضائح الإعلامية التي قد لا تمت للواقع بصلة ولكن يصنع لها من السبق الصحفي و"السكوبات" الإعلامية ومحاكمات القرون بالقرون ما لا يصنع للقضايا الحقيقية للمجتمع،وكأن هؤلاء الضحايا الأبرياء ممن تقتات من عرضهم كل النشرات في كل الصحف والإذاعات والشاشات،هم الأخطار الحقيقية في وجه التنمية والتقدم والأمن والسلام القطري والعالمي،وغاية ما قد يبوء به أحدهم إن باء بشيء في حقيقة الأمر ودون الشرنقات التحاملية والغلافات السياسوية والإخراجات الإعلاموية الهيتشكوكية أنهم قالوا:"يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ،وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ"الأعراف/79.

         بوعشرة..وبوعشرين..وعبد الله..وعبد الرحمان..وعبد العالي..فادي وفادية ونادية وأمل وآمينة وسوسو وسوسن..،تطحن فيهم اليوم ماكنة الإعلام المأجور عن سبق الإصرار والإضرار والترصد والاستفراد،وتدك فيهم كيف شاءت وهم العزل إلا من أنفتهم وكرامتهم ونضالهم الوطني الحقيقي والمستميت،تدك فيهم ردهات المحاكم المأمورة الصماء،لمجرد أنهم أرادوا التعبير الحر عن رأيهم فيما دار ويدور وجرى ويجري من الشأن العام،وأرادوا النصح الخالص والمسالم لمسؤولين طالما ادعوا أنهم يحترمون الرأي العام والخبراء والفاعلين والمؤسسات وصلاحياتها ويعملون بالدستور وما يؤكد عليه من ضرورة السعي الجاد لتحقيق التنمية الفعلية زالديمقراطية التشاركية وحقوق الإنسان،وحرية التعبير والمشاركة في التغيير ومساهمة الجميع في ذلك بكل مصداقية وشفافية و..و..و..،وخاصة وأن حاجة الوطن الكبيرة وقوانينه المتطورة تستوعب الجميع وتحتاج إلى جهود الجميع،فلماذا علقية الإقصاء وفبركة الملفات و الادعاءات مستمرة وإلى متى؟؟،لابد من ربط المسؤولية بالمحاسبة،و وفق دفاتر تحملات واضحة وقابلة للمحاسبة بشكل ملموس يغير من حياة المواطنين نحو الأفضل،فما بال البعض كلما أحسوا في جوهر الأمور بشيء من هذا،يضيقون ذرعا حتى بالهمس واللمس دون اللمز ولا الهمز،أم يريدون أن يؤكدوا بما لا يدع مجالا للشك بأن طبائع الفساد والاستبداد واحدة وإن بألف لبوس ولبوس جوهر أدناها قوله تعالى على لسان فرعون:"مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ"؟؟غافر/29.

تكررت بيننا حكاية الطاووس البهي والديك الممعوق،عندما عجز هذا الأخير أن يحظى بمثل ما حظي به الطاووس من حب الدجاج له وإعجابه ببهائه وتمنيه لشكله وتقليده لرشاقته،غار المسكين وحسب أن كل الأمر إنما هو في الذيل المزركش،فمعق ذيله الأصلي وحاول استنبات ذيل مماثل لذيل الطاووس،ومن أجل ذلك تبعه فترة من الزمن وكان يلتقط ما يسقط منه من الريشات،ولكنه لم يفلح لا في استنبات ذيل جديد ولا في المحافظة على الذيل القديم،ازدراه الدجاج وأخذ يدبر حياته دون سلطانه،ومن شدة الهجر أصابه الاكتئاب ولم يعد لا يلعب ولا يغني كالمعتاد،انزوى في ركنه المهجور انزواء المتيقن من دنو الموت البطيء منه،لم يعد يصيح مخافة أن يراه أحد فيسخر من حاله المزري،ومكث على ذلك الحال إلى أن صادف ثعلبا مر بالقرب منه،راعه منظره فاقترب منه،وعلم منه حكايته وسخر من بلاهته ما حلى له أن يشخر،وفي الأخير نصح له الداهية الماكر بأفدح المناكر وقال:" ما كان عليك أن تعرض نفسك لكل هذه البلاهة،كان عليك فقط أن تسلط على خصمك وغريمك سلاح الإشاعة،يختلقها المغرض ويروجها الكاذب ويصدقها الأغبياء وما أكثرهم،الطاووس تقيل الحركة..قليل البركة..لا يستطيع الصياح ولا مقاومة الرياح..لا يسبح كالسمكة وسهل الوقوع في الشبكة..،فتشوه سمعته وتفضح عورته وتبخس أعماله وتنكر التزامه..،وهكذا سيصدقك الدجاج المغبون فيزهدون فيه وإليك يعودون وبك يستنجدون،ويعود لك مجدك وتدوم لك هيبتك وتستقر بالإشاعة حظيرتك؟؟،وكذلك فعل الديك الممعوق بخرق الحقوق،وكذلك كان واستقرت الحظيرة رغم أنه لا يزال ممعوقا،ودونه ودون المجد الحقيقي على الأقل ذيل حقيقي وتاج حقيقي،وغيرة على الدجاج وحمايتهم وتعليمهم وتشغيلهم وتزويجهم و..و..و..،والآذان والصلاة بهم كل مساء وصباح وإمامتهم نحو كل صلاح وفلاح،بدل الإشاعة والمشاعة والبطالة والمجاعة وادعاء الشجاعة؟؟.

الحبيب عكي


اقرء المزيد

الجمعة، 11 يناير 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

النموذج التنموي الجديد و الشأن الديني


هي         في الحقيقة،شؤون وشؤون كلها تحتاج إلى الإصلاح ومحاربة الفساد،الشأن السياسي،الشأن الاجتماعي،الشأن الثقافي الصحي ،التعليمي،والعلمي العملي،إلى غير ذلك من الشؤون،لاشك أن الشأن الديني يأتي على رأسها لاعتبارات واعتبارات أهمها:
1-أنه من شؤون السيادة..التي ينبغي أن يعاد فيها النظر بين خضوعها لاختصصات دستورية واضحة،أو غيرها من بنيات الفساد والريع المركب والمتجذر والسائد في مثيلاتها من السياديات وما تواجهه من الصعوبات والضغوطات،مما لا يعرفه أحد وليس من حقه أن يعرفه،رغم وضوح القوانين الدستورية والأركان المذهبية،ولكنها تتيه في واقع الممارسة؟؟.

2- أن الشأن الديني له بنية تقليدية،كثير من أمورها تحتاج إلى التجديد،وكثير من محنطاتها تحتاج إلى الاجتهاد،وملائمة العصر رؤية ومصالح وتدابير و حكامة وشفافية،حتى لا يكون الدين على هامش الحياة،حضوره في حياة الناس الفردية والجماعية بدون قيمة مضافة،لا أمن روحي، و لا استقرار اجتماعي،ولا إنتاج أو تمسك بغيرها من القيم الإيجابية..؟؟.

3- أن الشأن يعرف توترا متزايدا رغم كل الإصلاحات،التي لا تخرج في جانب منها عن منحى الاستفراد والهيمنة على توجيهه وتوجهاته،ففي كل يوم نحارب التطرف وينتعش،وفي كل يوم نحارب استعمال الدين في السياسة وتتدخل السياسة في الدين بشكل سافر،وفي كل يوم نشجع تدين التصوف البدعي والطرقي والقبوري والزوايا والأضرحة،فتنتعش ضدها السلفية المتشددة اتجاه كل البدع والضلالات بما فيها البدع الحسنة وهي ولاشك موجودة وضرورية؟؟.

4- والإشكال أن مؤسسات هذا الحقل الديني يمكن القول أنها قد أصبحت في مجملها متجاوزة في مناهج عملها المتخلفة عن مواكبة العصر وانفجاره المعلوماتي والتكنلوجي الذي استأثر إلى حد كبير باهتمامات وممارسات الشباب،وانعزال مؤسساتها وضعف تأطير علمائها،الذين هجرهم الناس إلى غيرها من المؤسسات والمعاهد والكليات المعاصرة وإلى غيرهم من العلماء و القنوات والحركات وشيوخها وفتاويها،فأصبحوا في الوجود والعدم سواء أو يكادون؟؟.

5- أن هذا الشأن خاصة في جانبه الرسمي لم يستطع توفير الحاجة الأمنية والروحية للمواطنين،لا من حيث عدد المساجد وهي بعشرات الآلاف ولازال فيها خصاص إلى درجة يستعمل فيها بعض الناس لصلاتهم المآرب المخنوقة والساحات،ولا من حيث عدد الأئمة والوعاظ والخطباء،الذين لا زال مسلسل توقيف البعض منهم مستمرا،دون مبررات معلومة ولا لجن تأديبية معروفة ولا مرجعية محاكماتية موضوعة وموضوعية،ناهيك عن أوضاع هؤلاء القيمين الدينين التي لازالت في أسفل كل الأوضاع الاجتماعية والحقوقية،ولم تغنيهم في ذلاك انتفاضتهم التاريخية التي ملؤوا فيها شوارع المملكة استجداء وصياحا واستنكارا دون جدوى؟؟.

6- أوقاف الشأن الديني..وهي الأغنى من الغنى ولكنها لا تزال صندوقا أسودا لا أحد يطلع عليه ولا أحد يحق له مناقشته أو توجيهه أو تطويره بما في ذلك المؤسسات العلمية والتشريعية التي لم يسمع لها في الموضوع خطابا فبالأحرى مساءلة أو محاسبة؟؟،أضف إلى ذلك أن كل هذه الأوقاف الغنية والتي تستأثر بها على ما يبدو بمفردها النظارات،لم تغني العديد من المساجد عبر المملكة ولم توفر لها أبسط حاجياتها للممارسة الدينية من توفير الحصائر والدلاء والماء والكهرباء والمكبرات والمكيفات..؟؟.

7- ولازالت الأوقاف تفشل في تنظيم مناسك الحج كل موسم،ناهيك عن القرعة الشحيحة التي لا تلبي حاجة المغاربة المتزايدة وتشوقهم المتعاظم لأداء تلك المناسك،في حين أن غيرهم من الوزراء والبرلمانيين وبعض رجال الإدارات تأتيهم رخصهم ذات اليمين وذات الشمال وبالمجان أحيانا أو على الأصح من أموال الشعب؟؟،ناهيك عن الفشل في تنظيم صندوق الزكاة بأي تنظيم معاصر كان،وحتى الأبناك "التشاركية"أو"اللاربوية" قد أخرجها السياسيون بدل الوزارة إلى حيز الوجود إخراجا عسيرا ولكنه باهت غير منافس بل وأغلى في خدماته من غيره من الأبناك التقليدية الربوية؟؟.

8- الحركات الإسلامية والجمعيات الدعوية المدنية والأهلية،لا تدري مكانها في الموضوع برمته ولا حظ لها من المشاركة فيه ولو بالفتاة،فأحيانا يقبل بها ولو في هوامش ضيقة صرفة،لا يمكن أن تقترب من مساءلة عتمات الفساد أو استغلال الدين لترسيخه والحفاظ على مصالح بعض الزبانية،وأحيانا تكون مرفوضة رغم أنف القانون وتكون مرفوضة ولو بطابعها التربوي والدعوي المعتدل والاجتماعي والخدماتي المسعف والذي يملؤ عجز الدولة وفراغ الوزارة في التأطير والمساعدات وبناء وخدمات المساجد؟؟.

9- الغياب المريع للشباب والعنصر النسوي في هذا الحقل الملغوم،وسيطرة الشيوخ ونوع من الشيوخ بمواصفات ولائية وقبلية أكثر منها علمية أو اجتماعية أو حركية شعبية،فمن غير الاجتهاد المولوي الأخير والرامي إلى إدماج العنصر النسوي في مهنة العدول،وفتح المجال أمام المرأة للوعظ وتدريس محو الأمية في المساجد،ليس في الوزارة على ما يبدو إلا ما يهمش الشباب ويكرس دونية المرأة وعدم أهليتهما أو التوجس منها في الغالب الأعم؟؟.

10- وحتى تسويق النموذج المغربي في الشأن الديني،وإن كان يحظى ببعض القبول في أفريقيا بحكم العلاقات التاريخية القديمة في هذا المجال،ولملابسات سياسوية تغدق على الزوايا والطرقيين الأفارقة على ولائهم وتبعيتهم الروحية والمذهبية،هذا الولاء الذي نتقاسمه بالمناسبة مع بعض الدول الأخرى المجاورة والصديقة،فإنه بالعكس لا يحظى هذا النموذج رغم كل التطبيل ونعوت الوسطية والاعتدال والمذهبية المالكية،لا يحظى بالقبول لا في الشرق ولا في الغرب؟؟.

         فهل سيملك النموذج التنموي الجديد طرحا عمليا لفك كل هذه الإشكالات عن الشأن الديني،الذي قد لا يبالغ أحد اليوم إذا قال أنه أصبح من المعضلات المعاصرة،ليس بحكم التناقضات بين أهله من المتدينين والمنتحلين والمعتدلين والمتطرفين فحسب،ولكن أيضا لما يزرع كل يوم في حقول السياسة والاقتصاد من ألغام خطيرة تتفجر بين الحين والحين  على ضحاياها من الأبرياء وتصيب شظاياها الحارقة الأبناء والأصدقاء قبل الغرباء والأعداء،تعصب طائفي هنا وهناك واقتتال مذهبي شيعي سني وتكفير سلفي وتوحش داعشي ضد..وضد،وتطرف وإرهاب ضد..وضد،وإن كانت معظم هذه الظواهر في حقيقتها مغلفة بأسباب سياسية واقتصادية وصراعات اجتماعية صرفة كانقلاب بعض دول الخليج على الربيع العربي ودخولها في حروب إقليمية مجانية من أجل فرض تدينها المنبوذ،بل وكانوا وراء كل محاولات الإفشال لتجربة التحرير والانعتاق حتى في الدول البعيدة عنهم،ولا ندري هل هذا حظهم من الحقد والكراهية،أم يقظتهم وتشوقهم للزعامة العربية الوهمية،أم مجرد بلطجة و عربدة بذخ بترولي،أم مجرد سفاهة وسخرة مجانية للنظام الأمريكي الإرهابي في حربه ضد ما يسميه الإرهاب؟؟،

ورغم كون الكثيرين يغفلون هذه الحقائق أو يتسترون علىها،فيبقى السؤال ملحا وواضحا وهو،أولا هل نبني حياتنا على الدين أم على غيره من الديكتاتوريات والديمقراطيات؟،وهل نحن مواطنون ذوي حقوق و واجبات أم مجرد رعايا ذوي عطف وصدقات؟،وهل في الدين مرجعية سنة وقرآن أم مجرد سياسة وإكراهات أو هوى السلطان؟،وهل في الدين إشراك حقيقي للآخرين وحرية وإبداع أم مجرد إتباع وتنفيذ الأوامر وفتاوى الحلال والحرام؟،وإذا كان الدين منفتحا فما حدود هذا الانفتاح وهل يصل حد تجاوز الأصيل والأصل في الأمور،أو ما حدود قبول الفلسفات والمذاهب الأخرى بالدين وقد تخالف الأصل العقائدي والتشريعي فيه؟،وهل يستطيع المرء العيش بالدين وحده أو يستطيع العيش بدون الدين إطلاقا؟،أم سيسقط ولاشك في أديان الذات وتأليه الأهواء واستعباده من طرف الآخرين بسم..وبسم..وبسم؟،وهل تغني أديان البشر وأهواؤهم وفلسفاتهم عن دين الفطرة دين الله الحق ومرجعيته الشرعية؟،ورغم ذلك كله فقد يستغني المغاربة عن ..وعن ..وعن..ولكن أبدا لا أظنهم يستغنون عن روحهم ومحبتهم لرسول الله وأخوتهم للمسلمين والعالمين واقتدائهم في ذلك بكتاب الله وسنته رسوله الشريفة:"المحجة البيضاء..ليلها كنهارها..لا يزيغ عنها إلا هالك"؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الخميس، 3 يناير 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

النموذج التنموي الجديد وسؤال الهجرة؟



لعل الهجرة والهجرة المضادة تشكل اليوم بدون منازع معضلة المعضلات المعاصرة،ولن يتمتع النموذج التنموي الجديد بأي شيء من المصداقية أو الإقناع مما قل شأنه أو كثر،ما لم يأتي بصددها بحلول عملية وفعالة تخفف من وطأتها وتداعياتها على البلاد والعباد،هذا من جهة المصداقية والإقناع والحماسة للعمل والانخراط الواسع في المشروع والنضال،ومن جهة أخرى،أن العديد من القضايا المجتمعية والسياسية والتنموية الأخرى والمعقدة ترتبط بها ارتباطا عضويا،وبالتالي حلها يتوقف بالضرورة على حل معضلة الهجرة،وتفاقمها رهين بتفاقمها؟؟.

         لن ندخل في الأسباب والمسببات،ولا في الإحصائيات والتجليات،ولا حتى في الحلول والمقترحات،بقدر ما سنركز على خطورة وأولوية موضوع هذه الآفة الوطنية والدولية الخطيرة،وضرورة بلورة المخططات والسياسات بمنظورها يعني منظور الهجرة وفي ديلمها المعقد ومركبها الجهنمي،يعني منظور الهجرة واستفحالها في كل المجالات وعلى مختلف المستويات ولدى كل الفئات،الشيء الذي إذا ما حصل كان البوابة الكبرى لغيره من الحلول والمقترحات،الهجرة اليوم بكل أشكالها الصارخ والعلني والقانوني والدولي،أو الصامت والقسري وغير القانوني والمحلي،كلها ترخي بظلالها وتأسر بشبكاتها وتغرق ببواخرها كل الفئات والطبقات والأجناس وفي اتجاهات ومتاهات غالبا ما تكون عكس ما يصبو إليه الجميع؟؟،فهناك مثلا طيف من الهجرات المعقدة ومنها:

1-    هجرة الساكنة من الأرياف إلى المدن..تريف المدن ولا تمدن الأرياف،مع ما يتعرض له المهاجرون من البداية وربما على الدوام من الغربة وعدم الاستقرار،وفقدان الشغل والسكن..؟؟،
2-    هجرة المعطلين والمعطلات ضحايا السمسرة..والعبودية الجديدة في دول المهجر..غاية ما قد يتوفر لهم الكنس في الشوارع والنذالة في الملاهي والمقاهي ورعاية الشيوخ والمرضى..؟؟،
3-    هجرة اللاجئين..ممن فقدوا الأمن في بلدانهم..نتيجة الحروب العدوانية أو الأهلية أو القمع والكبت السياسي،وليست هذه الأجناس من الأفارقة فحسب بل من غيرهم من المشارقة أيضا؟؟،
4-    هجرة الأدمغة والطاقات المهملة من الأطباء والمهندسين والمقاولين واللاعبين والطلبة والمبدعين وبلدهم أحوج ما تحتاج إليهم،وهي التي أنفقت ما أنفقت على تكوينهم،ولا يعز عليها أن يستفيد منهم غيرها؟؟،
5-    هجرة الأفارقة بسبب الفقر والهشاشة والبحث عن فرصة أفضل..والمكوث في البلد بدل مجرد العبور عبره إلى وجهاتهم الأوروبية،لكنهم يمكثون رغم ما يسببونه لدول المكوث من مشاكل أقلها معاناة وتعقيدات الإدماج؟؟،
6-    هجرة النساء والفتيات..لتجارة الرقيق في دول المشرق..أو الفلاحة الموسمية في إسبانيا والندالة في إيطاليا..رغم أن ذلك يحرم أزواجهم وأبناؤهم..ويفجر بعدها أسرهم و يشوه أنوثتهم وآدميتهم؟؟،
7-    هجرة الأطفال..إلى أسواق سبتة ومليبلية وملاجىء إسبانيا وإيطاليا وألمانيا..بدل مدارسهم ومتاجر آبائهم..وسرعان ما لا يجدون بعدها عند غلق مجرد المعابر،لا هجرة ولا عمل ولا مدارسهم ولا أسرهم؟؟،
8-    هجرة من أجل الاستشفاء..والسياحة..والدراسة..والتسوق..والقمار..والفساد ربما..نتيجة الخوف وفقدان الثقة في مؤسسات البلاد،ورداءة خدماتها التي لا تضمن لهم شيئا،سوى كبت الحريات وتفاقم العلات؟؟،
9-    هجرة "الداعشيين"..إلى الاسترزاق في حروب الشرق والغرب التي لا ناقة ولا جمل لهم فيها..ولكنهم يكونون بالتأكيد حطبا رخيصا لها،أو ربما من أجل تفجير تطرفهم و كراهيتهم وإحياء ما يعتقدونه جهاد النكاح؟؟،
10-        هجرة الأرصدة ورؤوس الأموال..إلى أبناك فرنسا وسويسرا وأمريكا وغيرها..والإحصائيات كل سنة في تزايد رغم كونها قد تضاهي ميزانيات  بلدانها الأصلية،والتي هي في أمس الحاجة إليها؟؟،


               و أخطر من هذا كذلك،هجرة صامتة و صارخة داخل الوطن،وهي بمثابة المرض الصامت يدب خرابه في كل أوصال الجسد..ولا تحس له وجعا ولا صداعا،ولكن طال الزمن أو قصر لابد آت على صاحبه وهالك له لا محالة،ومن ذلك:
1-    هجرة داخل الذات..والهوية والمرجعية والانتماء..والارتماء في أحضان فكر وثقافة الآخرين،إلى درجة أن كثيرا من هؤلاء الضحايا المستلبين قد يتنكرون لكل شيء و"يأكلون الغلة ويسبون الملة"،ولا معنى عندهم إلا للوصول بسرعة وأقل جهد ممكن وبالطرق غير المشروعة،ولو كانت تستعين بالشيطان ويستقوون بكيده ؟؟،
2-    هجرة داخل الوطن..كمن ينادي في بله وعته بحرق البطاقة الوطنية و جواز السفر..وحرق العلم الوطني وإسقاط الجنسية..ولا يكترث بسب الوطن ونشر غسيله في كل مرة بمناسبة وغير مناسبة،داخل الوطن أو خارجه؟؟،
3-    هجرة سياسية ودبلوماسية..يهتم فيها أبطالها الكرتونيين بهموم ومشاكل الدول الأخرى أكثر من دولهم..فلا تجد لهم سياسة إلا تابعة لدول الأقوياء..ومستثمرة في دول الضعفاء..والكل أكثره من باب الدعاية و دبلوماسية الواجهة والوجاهة؟؟،
4-    هجرة داخل المؤسسات..كالمسؤول الذي يلج إلى منصبه دون كفاءة..ويتشبث بالكرسي ودونه ودونه الطوفان..فتجده يخالف القانون ويتلاعب بمصالح الموطنين ..ويكيل بمكايل مزاجية ما أنزل الله بها من سلطان..؟؟،
5-    هجرة ومغادرة طوعية جماعية ومتفاقمة للتطبيع مع التخلف..ومحاربة المصلحين وتشويه رموزهم وتسفيه برامجهم عنادا ليس إلا..وتخريب الملك العمومي أثناء الاحتجاج أو أثناء النزهة والمتعة فقط،مما يولد في الناس على الدوام الكثير من اليأس والإحباط وفقدان الأمل وكثير من الاحتقان،؟؟،

           ترى هل سيملك النموذج التنموي الجديد،طرحا عمليا لكل هذه المعضلات والتي عنوانها الأبرز هو الهجرة والهجرة المضادة،هل سيكون لديه ما يمكنه من أن يفك به هذا(خلط جلط)،مثل قولهم أن الهجرة معضلة عالمية وحلها لا يمكن إلا أن يكون عالميا،ليبقى السعي والتسول بها لدى كل الدول والمنظمات دائما،وربما إلى درجة تتمنى فيها الدول المتسولة ألا تحل هذه المعضلة بل أن تتفاقم وتضمن لهم المزيد والمزيد من التعاطف والمساعدات؟؟،هل سيملك هذا النموذج التنموي الجديد حلا لهذا(خلط جلط)،الذي لا يرى إشكالا في أن تكون الدولة دولة العبور للمهاجرين..وأيضا دولة الاستقبال لهم.. بل وكذلك الدولة المصدرة لهم من ذويها ومن الوافدين عليها في نفس الوقت،إنه(خلط جلط)؟؟.

الحبيب عكي
اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة