Top Ad

الخميس، 24 يناير 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

ماء العينين،خشقجة الالتزام و شمهرجة النضال


يقال أن الدول الراقية تناقش الأفكار وتعمل على إنتاجها وتشجيع الموفقين إليها بل وتنفق عليهم من أجل ذلك مستحقات وامتيازات إن في الداخل أو في الخارج،فيكونون لها إلى جانب الطاقات المواطنة والسواعد المناضلة ركائز نهضتها وتقدمها والتغلب على كل المستحيلات في مختلف المجالات ولفائدة كل الفئات،بينما الدول المتخلفة مع الأسف لازالت تناقش الأشخاص والأشياء وتعمل على اتهامهم في نواياهم وإحباطهم في مساعيهم و الزج بهم طال الزمن أوقصر في متاهات العزوف والتراجع والنسيان،ولا غرابة بعد ذلك وبذلك أن تستمر في مثل هذه الدول الأزمات وتتفاقم فيها المشكلات،وتقوى فيها التدخلات واعتمادها على المساعدات التي تمرغ عيش وكرامة المواطن في أوحال المهانات؟؟،فكيف انجرفت نقاشاتنا وقضايانا الكبرى مع الأسف إلى هذا المستنقع الذي قد لا يسلم منه أحد حتى قال عنه الله تعالى:"تبينوا"و"لا تنابزوا"،وقال عنه الرسول(ص):"لا تحاسدوا..لا تناجشوا..لا تجسسوا..لا تحسسوا.."وقال عنه المسيح(ع):"من كان دون خطيئة فليرجمها"؟؟،بالأمس،كنا نحارب التكفير..والتعميل..والتخوين..والتهميش والإقصاء..وكنا ننادي بالمساواة وتشجيع الممارسة السياسية للنساء ولو بالكوطا والمناصفة وتجريم التحرش..وكنا ننادي بالتعايش والتسامح،وحتى بحرية المعتقد والحرية الشخصية التي يكفلها الشرع والقانون،واليوم يسقط كل شيء وكأننا لسنا على شيء،أم أن الأمر قد تعلق بصيد سياسي سمين عجزنا أن نواجهه بنفس سلاحه فلا بأس أن نكيد له وندعي أن واقعته المشينة فعلا قد وقعت،ومما يحفظه الناس في الدين أنه إذا وقعت الواقعة فليس لوقعتها كاذبة؟؟.

دوريات ضد حرية المجال الرقمي المزعج والمتعارف عليها دوليا،ودوريات لمراقبة التدوينات وربما المكالمات،وسياسات لإفشال الحوار الاجتماعي وتنمية اليأس والاحتقان،بل وحتى التهرب من الأسئلة الملكية الجوهرية والتي لا تزال عالقة من مثل:"أين ثروة المغاربة؟؟،وإلى متى يسيرون  بسرعتين؟؟،ناهيك عن الاتهام الإعلامي السافر للمرجعية الدينية ككل في خلط مجاني بينها وبين الإجرام الشنيع،الذي اتخذه البعض ذريعة للتضييق عليها وعلى أهلها والضرب في بعضهم طولا وعرضا ودون رقيب ولا حسيب،محملا إياهم كل مسؤوليات الأرض والسماء والدنيا والآخرة؟؟،والغريب أن يقع ذلك في عهد أهم حكومة نذرت نفسها لمحاربة الفساد والاستبداد،وإذ بها قد أصبحت كما يبدو أولى ضحاياهما ومن أكبر أسلحتهما الفتاكة التي يشهرانها ضد الإرادة الشعبية للفقراء والمساكين الأبرياء؟؟،ولكن،شوهوا صورة المناضلين ما شئتم و"خشقجوها"،وهدموا قدوتهم في النفوس ما بدا لكم و"شمهرجوها"،وأضعفوا قوتهم وعزمهم على الانجاز،وجروهم كما يقال إلى الاعوجاج والانزعاج،وحاسبوا نواياهم وانتمائهم ما حلى لكم،فقط لا تنسوا أن الناس أعرف بأنفسهم من غيرهم،و محاسبهم ومحاسب الجميع مولانا الحكم العدل،وهو قاضي القضاة الذي سيضع الموازين بالقسط يوم القيامة فلا وزير عنده فيؤتى ولا حاجب ببابه فيرشى؟؟.

فيا ماء العينين،أيها الصوت النسائي الصاعد في حزبه عن جدارة واستحقاق،ودون السائد من محاباة القرابة أوالتوريث والريع العائلي؟،يا أيها النضال السياسي الذي هزم أساطين الانتخابات وقيادات الأحزاب وزعاماتها في دوائر الموت،داخل وخارج بلدتها وداخل وخارج لائحة الريع الوطنية،هل يكون ذلك دون ضريبة،و تفرج يا سلام؟؟،ماء العينين،أيتها المقتدرة التي أهلها حذقها السياسي لتستفيد العديد من الهيئات والمؤسسات من خدماتها واستشارتها في مجلس الجهة والعمل النقابي والمجلس الأعلى للتعليم قبل الجمعيات والحزب والبرلمان؟،لكن،أيتها المؤمنة بالمساواة وبالمناصفة نحن من يحدد"كوطتها"ونحن من نعين نسائها ورجالها ممن يوافق عليهم؟؟،أيتها الناشطة في العديد من المؤسسات إنما هي مؤسساتنا ولا ينشط فيها إلا من نريد وبرضانا؟،أيتها المتدينة الملتزمة إنما الدين ديننا نسبغه على من نشاء ونشوهه التزامه على من نشاء؟،أي تحكم تدعين؟،وبأي إرادة شعبية وحياة ديمقراطية حقيقية تتمسكين؟،وأنت ترين كيف أسقطنا بدعة مبدعهما وتركناه رغم كل شيء على شفا جرف هار،وكأنه لم يكن شيئا مذكورا؟،بأية ولاية ثالثة تنادين وأي فساد تحاربين؟،أما يكفيكم أن تركناكم وحزبكم وزعيمكم لمجرد عفاريتكم وتماسيحكم فلم تقووا عليها فكيف بكم علينا؟؟.

و يا بوعشرة..وبوعشرين..ويا عبد الله..وعبد الرحمان..وعبد العالي..ويا فادي وفادية ونادية ويا أمل وآمينة وسوسو وسوسن..،يا ماء العينين ويا طلائع كل ضحايا النضال في هذا الوطن،يا كل من صرختم وتصرخون في كل الحراكات الاجتماعية في الشمال وفي الجنوب وفي الشرق وفي الغرب،وتصرخون في كل المؤسسات التمثيلية وفي إطار القانون والإجماع الوطني وقد بحت حناجركم وأسمعتم لو ناديتم أحياء ولكن لا حياة لمن تنادون:"هذا مغرب الله كريم..لا صحة ولا تعليم"و"الفوسفاط وزوج بحور..والمواطن عايش مقهور"؟،يا من ترفضون التطبيع مع التخلف،وترفضون القيام بدور الحمار في الطاحونة،وترفضون..وترفضون..،وترفضون قضاء حياتكم في صحة أو تعليم أو أية وظيفة تعلمون مسبقا أنها ليست كذلك على ما يرام،ولن تؤدي إلا إلى حياة من يأكل القوت وينتظر الموت؟؟،اعلموا أنه لا أحد فوق القانون ولا قانون فوق ضمير الإرادة الشخصية،ولكن فقط ليعرف الإنسان ماذا يريد وليسعى إليه فتلك رسالته وذاك شأنه وقضاؤه وقدره،واعلموا أنكم روح هذه الأمة وتيارها الناهض بإذن الله،"ويسألونك عن الروح ،قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"الإسراء/85،"

وصدق من قال"ّماشي في الخنق كاين الحق.. ماشي في الخنق كاين الحق"،و"قتلوهم عدموهم..ولاد الشعب يخلفوهم"؟؟،كلنا طبعا ضد "خشقجة" حرية التعبير،وضد "شمهرجة" المشاركة في التغيير،ولكن إلى متى يبقى الديك المخزني أو أي ديك من أية فصيلة أخرى،يرى المناضلين في أحزابها،ويختصر مواقفها وتصرفاتها في مواقفهم،وبالتالي لا يجد غضاضة من يواجه ويضيق على المناضلين وهو يستهدف ترويض أحزابها،هذه الأحزاب التي لا ترى أصلا إلا مجرد بيادق تنفيذ لا حياة لها إلا في موالاتها لا في استقلاليتها فبالأحرى معارضتها،إلى متى يظل هذا الديك لا يرى الناس إلا مجرد حبوب تستوجب النقر على رؤوسها وكسر عظامها وإسالة دمائها وإجهاض أجنتها في الشوارع وقمع حراكاتها وتفريق احتجاجاتها والتهامها فرادى وجماعات ولا يخشى منها أن تكون شوكة وعلقما في حلقه أو صخرة ومرارة في بطنه ولا..ولا..؟؟،إن يكن ذاك فذاك شأنه،ولكن لا ينبغي بحال من الأحوال أن تتكرر بيننا "خشقجة"الملتزمين ولا "شمهرجتهم"المناضلين،وللخشقجة والشمهرجة ألف وجه قبيح و وجه؟؟،ولا ينبغي من جهة أخرى أن تكرر بيننا حكاية الديك وصاحب المزرعة،إذ أمره هذا الأخير كما يحكى أن يكف عن الصياح بالآذان وإلا نتف ريشه،فلبى الديك أمره خوفا من النتف،وبعد مدة استمرء صاحب المزرعة اللعبة فأمره أن يقاقي كالدجاجة فامتثل الأمر أيضا خوفا من السلخ،ثم عاد إليه بعد مدة أخرى يأمره أن يبيض كالدجاجة وإلا ذبحه هذه المرة،فتأمل الديك في الأمر المستحيل وبكى حتى ابتل ريشه فقال:"يا لينتي بقيت أصدح بالآذان فأذبح..يا ليتني بقيت أصدح بالآذان فأفضح"؟؟

الحبيب عكي

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

About http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/ -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة