Top Ad

الثلاثاء، 20 يوليو 2021

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

في مقاربة البرامج الصيفية للجمعيات

         على عكس المعتاد والمنتظر، ما أن يحل بنا فصل الصيف، حتى تتوقف اختيارا أو اضطرارا مختلف برامج العديد من جمعيات المجتمع المدني، والتي دأبت على تقديمها للعديد من فئات المجتمع وفي مختلف المجالات وعلى مدار السنة، لينضاف هذا التوقف الثقيل إلى :

1-    فراغ الصيف القاتل و حرارته المفرطة.

2-    غياب وضعف برامج الدولة وانحصارها كما وكيفا.

3-    التكلفة المادية التي تفوق طاقة الغالبية من البسطاء.

4-    بقاء العديد من المشاريع الصيفية الذاتية مجر أحلام لأصحابها، لافتقادها للتعاون والروح الجماعية.

ليبقى السائد السائد هو حرمان فئات وفئات من المواطنين من شيء اسمه العطلة الصيفية وحق الترفيه واستثمار الوقت الثالث عموما، سواء في السياحة والاستجمام أو التكوين لاكتساب المهارات وتجديد الطاقات أو هما معا وهو أفضل الفضائل؟؟.

 

معضلة اجتماعية تربوية تنموية ولاشك تطرح العديد من الأسئلة على مختلف الأطراف، تطرحه على الدولة التي ترفع شعار:" عطلة للجميع "، وهي بالكاد بالكاد تتوصل فقط إلى تخييم مجرد 250 ألف طفل من بين 12 مليون من أطفال البلد ممن هم في سن التخييم؟؟. وتطرحه على القطاع الخاص وشركاته ومقاولاته التي بقدر ما ينتظر منها الناس من المواطنة والمساهمة في التنمية البشرية خاصة، بقدر ما لا تهتم إلا بفروعها وإنتاجها وأربحها ومخيمات أبناء مستخدميها في منتجعاتها دون غيرهم؟؟، وتطرح أيضا على الجمعيات التي تتوقف وتنحصر برامجها خلال الصيف وكأن العمل الجمعوي إنما يمارس لتجزية ضغوط الموسم الدراسي، أو أن حاجة المستهدفين غير واردة في غير هذه الأثناء؟؟.

 

ويبقى حق المواطن في إجازة صيفية ..في فسحة ترفيهية..في استثمار الوقت الثالث عموما فيما يفيد ويمتع..من علامات رقي الأمم وخدمة أوطانها، ومن أجل ذلك لابد أن تبذل كل الأطراف قصارى جهدها بكل مقاربة تشاركية واندماجية ..إبداعية وتكاملية..حكامة ومسؤولية..همها استعاب أكبر قدر ممكن من المجازين وتقديم أجود الخدمات لهم كحق عمومي لا امتياز خصوصي، ترى كيف يمكن للقطاع الجمعوي أن يطور نفسه في هذا الاتجاه..وماذا يمكنه أن يقدم؟، هل له من مقومات وتجارب في ذلك..ماذا يعرقله وكيف يمكن أن يتجاوزه؟؟. نعم، توقف عمل العديد من الجمعيات خلال العطلة الصيفية، لا ينبغي أن يعالج إلا من خلال أسبابه الذاتية والموضوعية..التصورية النظرية والعملية الميدانية..البيئية والبينية والتشاركية..ومن ذلك:

 

1-    ربط العمل الجمعوي بزمان ومكان ..أو موضوع معين و فئة خاصة، وهو شيء ممكن، ويمكن أن يكون سبب تخصصه وجودته، ولكنه يحد من استمراره وربما نجــاعته؟.

 

2-    قيام العمل الجمعوي على كاهل أشخاص معينين بدل عموم المؤسسة وهياكلها من أندية ولجن ومجالس تتعطل بتعطـــل المكلفين،ويمكن حل هذا بالتكليف والتفويض؟.

 

3-    كون تخطيط وبرمجة الجمعية – إن وجدا – لا يستطيع تغطية موسم الصيف بما يناسب من أنشطة ممكنة أو لا يجد وسائل ذلك طقسا وفضاء وربما جمهورا عــــــــــاملا؟.

 

4-    انحسار العمل الجمعوي في علاقاته التشاركية على جهة واحدة أو اثنتين هما وزارة الشباب والرياضة والجماعة المحلية ربما، دون غيرهما من القطاعات على كثرتها وأهميتها وسعة أفقها ومردوها التشاركي؟.وبالتالي يتحكم إقدام أو إحجام الجهة الشريكة وربما بيروقراطيتها أو عرضها ودفتر تحملها في طموح وإنجاز الجمعية؟.

 

5-    وعلى عكس المعلوم في العمل الجمعوي، بضرورة الاهتمام بالعنصر البشري الناشء، فإن الجمعيات التي يتوقف عملها في الصيف وكأنها لا تراعي حشود التلاميذ والتلميذات الذين يتحررون من مدارسهم وتضيق بهم بيوتهم وأهلها، وهي بتوقفها لا تقدم لهم شيئا يمكنهم من صقل المواهب وتنمية المهارات  وتجزية أفضل الأوقات استعدادا لموسم دراسي جديد؟.

 

6-    وهناك الاستسلام لظروف جائحة "كورونا" وما فرضته على الجميع من الحجر الصحي والجمعوي، بالإضافة إلى عدم القدرة على المواكبة وتطوير برامج تواصلية اجتماعية ..تربوية تكوينية..في العالم الافتراضي، برامج مفتوحة على العموم أو خاصة بالمستهدفين من الرواد، يمكنهم متابعتها من مواقعهم والتفاعل معها كيفما شاؤوا وقت ما شاؤوا وبما شاؤوا؟.

 

       أخيرا، فلنتذكر أن الصيف أيضا هو موسم العمل، بل ربما أروع وأنسب المواسم للعمل الجمعوي، لكون الجميع  - مؤطرين ومؤطرين - لديهم وقت متاح، ولكون التواصل والتأطير والتكوين أيضا متاح حضوريا وعن بعد؟، ولكون أهم الدورات والمحترفات والمخيمات والورشات والمواسم والمهرجانات..لا تقام وتشد إليها الرحال من أقصاه إلى أقصاه، إلا في الصيف، فأين دوراتنا في تعلم اللغات..في حفظ القرآن الكريم..في إعداد البحوث التربوية والاجتماعية لأبناء الحي..أين محترفاتنا في الإنشاد والمسرح..في تكوين فرق الأعراس والدوريات الرياضية بين الأحياء..أين أكاديمياتنا الصيفية لاكتساب المهارات في التنمية الذاتية والتربية على القيم والمواطنة والسلوك المدني..في البرمجة والسوشل ميديا وصناعة المحتوى الهادف..إلى غير ذلك مما يتيه ويتخبط فيه نشؤنا ويحتاجه ويفتقر إليه حاضر وطننا ويتوقف عليه بالضرورة مستقبل أمتنا؟، على أي وكما تحكي الحكاية، في الصيف اجتهدت النملة ونالت قوتها واغتنت وتسكع ورقص ونام الصرصار وافتقر وفي الصيف ضيع اللبن؟؟.

الحبيب عكي


اقرء المزيد

الأربعاء، 14 يوليو 2021

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

الناس والصيف والمشقوف ؟؟

        في الحقيقة وإلى يومنا هذا، أنا لا أعرف لماذا يسمي المغاربة وربما غيرهم من العرب، لماذا يسمون الهاتف المحمول ب"المشقوف"، وهو اسم اغرب ما يكون عن صنعه وتكوينه ومهامه واستعماله..، فالهاتف - كما نعلم - ثورة الإنسان المعاصر في الاتصال والتواصل، والسؤال عن الأحوال وتسيير الأعمال، واليوم التعليم عن بعد وصناعة المحتوى وممارسة الترفيه..، خاصة ما يرتبط به من مواقع وشبكات وما يثبت عليه من ألعاب وتطبيقات. ترى ما هو "التشقيف"؟، وأين يتجلى في استعمالات الهاتف؟، هل هو إيجابي أو سلبي؟، لماذا وقع الإدمان عليه وبشكل مفرط؟، ما أسباب ذلك وما ثماره أو أخطاره؟، هل يمكن التخفيف والخلاص منها ؟، ولما لا علاجها والوقاية منها ؟؟.

 

         ربما يكون "التشقيف" هو ضد التثقيف، و"التشقيف" بمعنى "الشج" وإسالة الدماء من الرأس، قد يكون أصله أيضا من "الشقف" أي تلك الأداة الأساسية في تدخين "الحشيش"، ذلك المخدر الخطير الذي يحاول القوم اليوم التقنين لاستعمالاته الطبية و أغراضه الصحية، إن صحت نيتهم و سعيهم، وكيف يصح وهو الذي لم يسجل عليه طوال تاريخه المخدر غير أنه يغيب ضحاياه من المبتلين عن عالم الواقع والعقلانية ليسبح بهم أو على الأصح يغرق بهم في عالم الخيال المريض والأوهام السقيمة، والتي بوعي منهم أو بغير وعي يستلذها المتذوقون المدمنون إلى درجة يحسون افتراضها الحالم واقعا جميلا وهبوطها وهدمها صعودا وبناء لا يرضون عنه بديلا ولا عن تخلفه تحويلا؟؟.

         "التشقيف" بهذا المعنى إذن وهم لا واقع، هدم لا بناء، تخدير لا صحو، تخلف لا تقدم..، ومن ذلك ما وقف ويقف عليه السوسيولوجيون في كل عصر وكل مصر من استعمالات "مشقوفية" في هذا الصدد ومنها:

1-    بشر لا يجدون من يكلمونه أو يرافقونه في عالم الواقع، فيلجؤون إلى حديث ومرافقة الآلاف عبر العالم الافتراضي أولهم ذواتهم التي يرسلون لها من الرسائل ويجرون معها من الحوارات ما يتركهم أضحوكة الراشدين والقــاصرين في الشوارع؟؟.

2-    مراهقون يقطعون طول أسفارهم من أقصاها إلى أقصاها، على متن مكالمات "مشقوفة" بينهم وبين "مشقوفاتهم" قد تنهي كل التعبئات وكل الاشتراكات، وتنجز طوال ليلها كل التمارين وتقرأ كل الروايات وتحكى كل الطرائف السمجة ولا تنتهي؟؟.

3-    شركاء قد يجدون تعقيدات في علاقاتهم الحميمية مع شركاء حياتهم أو يتوهمونها، وسرعان ما يأسرون أنفسهم في عوالم "المشقوفات" ينشرون فيها غسيلهم بالصوت والصورة، و"روتينا" يوميا أقرب إلى الحمق بين ملايين من سكان العالم الأزرق يدعونهم معجبين ومتابعين وقد لا يعرفون منهم أحدا ؟؟.

4-    تلاميذ وتلميذات لا يبذلون اللازم من المجهود في استيعاب الدروس ومراجعتها وإعداد امتحاناتهم ومبارياتهم فيستعملون "المشقوف" خلالها خلسة وجهرة لعله ينقذهم و لو ضدا على كل القوانين واللجن، فالمهم عندهم أن ينجحوا ولو بالغش ودون شرف ؟؟

5-    سلطة وسلطات لا تحترم القوانين ولا خدمة المواطنين، فيصبح "المشقوف" لعبتها المفضلة وسط المكاتب وفي الاجتماعات، مدعية أن ما يطبعها من البيروقراطية و"البهدلة" للمواطن أو فئات منه إنما هي تعليمات لا عقليات ولا إمكانيات؟؟.


    لكن يبقى السؤال، هل الهاتف الذكي أو الغبي، الثابت أوالنقال، هل هو في أصله وفصله، مصنوع بكل هذا السوء ولا يمكن أن يشتغل إلا بنشره وإشاعته وسط مختلف الفئات، كمثل البندقية - كما يقال -  صنعت لتخرج البارود والنار لا الزهر والورد، وصنعت لتستعمل في الحروب والموت لا في الأفراح والأعراس؟، وهل هذا "التشقيف" أصلا منتشر في كل الفئات الاجتماعية وفي كل الدول المصنعة والمستهلكة؟، أم أن فئات من الناس وصنفا من الدول تمثلها للهاتف هو الخاطىء وبالتالي استعمالها له هو المنحرف المدمر الهدام؟. ويبقى السؤال، كيف حالنا إذا أصبح "المشقوف" "مشاقيف"، فالهاتف والحاسوب واللوحة والمذياع والتلفاز ..، كلها تسمى أيضا "مشاقيف"، و كما قلنا قد تكون هناك أيضا إدارة ومؤسسات  وحكومة وسلطات  مجرد "مشاقيف" تعمل على احتضان التخلف وتنميته أكثر من رصده ومحاربته رغم كل الشعارات ؟؟.

 

           ويبقى السؤال أيضا، إذا كان للفرد الواحد منا "مشقوفا" أو "مشقوفين"، فكم عدد "مشاقيفنا" في العالم العربي؟،ولماذا أصبحت أداة استباحة الخصوصيات بدل أن تكون أداة محاربة الجريمة و تحقيق النهضة؟، كم تربح منا شركات الاتصالات العابرة للقارات دون جهد تنموي أو مواطناتي منها غير زيادة الأرباح؟، أين دور العلماء والخبراء في هذه المعضلة لتنمية الوازع الديني وتبيان الخطأ من الصواب في استعمال هذه التقنيات الانشطارية؟، أين الأسرة في غرس القيم وإعطاء القدوة في الاستعمال، وهي كلما أمرت أبنائها للابتعاد عن "مشاقيفهم" إلا وازدادوا بها تمسكا ولعبا وعبثا ؟، أين المدرسة والجمعيات و دوراتها التكوينية في تفتيق الوعي وإكساب مهارات فن الحياة وحل المشكلات واتخاذ القرارات؟، أين الحكومة في ما يمكن أن تقدمه للناس من سياسات عمومية تخفف عنهم مشقة الحياة وموجة الهروب الجماعي من الواقع المر نحو الوهم الحلو، وهو لا يفتىء يغرقهم في بحر اليأس والإحباط والتيه في الاستعمالات الوهمية والإباحية ل"المشاقيف" الملعونة، عفوا للهواتف التي أصبحت ذكية وتزداد كل يوم ذكاء  بقدر ما يصيح الإنسان مدمنا على استعمالها دون ترشيد ولا حكمة ولا حكامة أو على الأصح باستهلاكية مفرطة وعبثية وغباء ؟؟.

الحبيب عكي

 

 


اقرء المزيد

الجمعة، 9 يوليو 2021

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

روعة صيف النشء بين غرس القيم وتعلم المهارات

       كنا نتحدث أنا وسيدة فاضلة حديثا تربويا تحليليا وتفسيريا، عن التغيرات الواضحة التي طالت أجيالنا المعاصرة وكيف أنها تغيرات جوهرية لا مظهرية فقط، وتغيرات تصورية وسلوكية غالبا ما تصطدم بتصورات وسلوكيات الأجيال القديمة وتزعجها، مما يولد بينهما نوعا من الصراع الحاد والتحدي المستمر والتجاوز الثنائي الدائم يحول دون التفاهم المطلوب والتعايش الملائم بينهما، بل تتسع الهوة كل يوم بينهما رغم المفروض من علاقات الأبوة والبنوة مثلا، والمشترك من المعتقدات الدينية والقوانين المجتمعية والفضاءات المشتركة التي تجمع بينهما، والتي يبدو أن الكل يفهمها وينتقي منها ويتعامل معها بطريقته الخاصة والمختلفة والمرفوضة بل والمحاربة من الطرف الآخر طبعا، الحراسة والغش في الامتحانات مثلا ؟؟.

 

         قالت السيدة الفاضلة، في رأيها أن كل الأقوام مغلوبة على أمرها، وأن الهوة بينهما ستزداد اتساعا وأن الصراع بينهما سيزداد احتداما، رغم ما قد يكون بينهما من نوازع السلم ونوايا التعايش، أو قويت بينهما الأواصر الأسرية والتعاملات المجتمعية النفعية المتبادلة، وقد عززت ذلك بدراسة علمية اطلعت عليها ولها من مظاهر الواقع ما يعززها، خلاصة الدراسة أن الأجيال كل ما مرت عليها أربعة إلى خمسة عقود، تظهر عليها تغيرات بيولوجية وسيكولوجية تختلف عما كان سائدا في من كان قبلها، وهذه التغيرات الجديدة والمجددة كخلايا الدم في الإنسان، هي من تحدد طبائع أصحابها من تصورات وسلوكات بغض النظر عن أي شيء آخر مما حسن أو ساء، وكلما حادت عنها الأجيال الجديدة إلى غيرها من السلوكات والتصرفات – مهما كانت جيدة – بدت في قومها شاردة وشاذة ؟؟.

 

         وقد ضربت لنا أمثلة واقعية وحقيقية - إلى حد ما - تسود في أوساط الفتيات والنساء على سبيل المثال، ما كانت تعرفها من كانت قبلهن من الأمهات والجدات رغم أنهن من جنسهن، ومن ذلك مثلا:

1-    ضمور حوض فتيات اليوم بشكل ملحوظ كالرجـــــــال؟.

2-    شيوع حمل مقوم الأسنان les bagues بين الفتيات ؟.

3-    شيوع الولادة القيصرية بين الشابات ولو كنا فارهات ؟.

4-    وبالتالي القبول كالمسخ بالعلاقات الشاذة وربما المحرمة وممارستها دون غرابة أو حرج؟.

 

     قلت لها صحيح، هناك تحورات في تاريخ البشرية وتقع بسبب ما يحمله الإنسان من الجينات أو فقط محيطه وظروف حياته التي تؤثر عليه إلى درجة قد تغير من لونه أو ملمسه أو طبعه وتصرفه العام، فإذا كان التحول جوهريا سمي ب mutation  وإذا كان مظهريا فحسب سمي ب somation  وهي قابلة للزوال بزوال أسبابها؟، ولكن لا أعتقد الإشكال هنا فحسب، ففي القارات الخمس مثلا هناك كل الأصناف من البشر، البيض والسود، الضعفاء والأقوياء، القاصرين والفارهين..، وفي كل الأصناف فئات من ذوي الحكمة والفضيلة كما فيهم فئات من ذوي الشر و الرذيلة حسب ما يحملونه من المعتقدات ويتصرفون به من القيم وما يتملكونه من كفايات ويتقنونه من مهارات ؟؟.

 

         الأمر إذن - في نظري - يتعلق بالقيم والمهارات حتى قيل قديما: "أقبل على النفس واستكمل فضائلها // فأنت بالنفس لا بالجسد إنسان "، والقيم هي ما يعتقده الإنسان من فضائل ورذائل ويتخذها له أدوات للبناء والهدم والتصرف التلقائي مع النفس والتموقف والتعامل مع الآخرين. القيم بانية بناءة كالصدق والأمانة والعمل والاجتهاد والحياء والاستقامة..، والقيم سلبية هدامة كالكذب والخيانة والكسل والاستلاب و الخوف والطمع..، ورغم أن القيم متطورة حسب الزمان والمكان والمعتقد ولكل جيل قيمه الخاصة يحتفي بها غاية الاحتفاء، فهناك المشترك الإنساني من القيم والذي يكون مقبولا عند القدامى كما عند الجدد، ولكن كيف يمكن غرسه في أجيالنا اليافعة وبأية مرجعية؟، وهي قد تتنكر له وتزهد فيه أو تستبدله بما لا يستقيم، كأن المؤمن ليس مؤمنا كبيرا كان أو صغيرا، أو أن مستلزمات الإيمان ليست هي نفسها عند كل مؤمن إلا بحقها؟؟.

 

         امر أساسي آخر، وهو أن القيم لا يرصعها ويجليها إلا ما يكون مرفوقا بها من كفاءات ومهارات، ماذا تعرف أن تفعل وماذا تتقن وفي ما تسعف؟،  القيم روح صلاح الإنسان والمهارات تاج وصولجان قوته، وصلاحه لنفسه وقوته للآخرين أو عليهم حسب القيم، وقديما عند عمر رضي الله عنه قد فاز بالفضل من كان يسعى في الأسواق على أخيه الناسك في المساجد؟، ترى ماذا نعلم أبنائنا من مهارات يتطلبها العصر وهي دعامة استقرارهم النفسي واندماجهم الاجتماعي ونجاحهم الدراسي، مهارة العبادة والتماس الفضائل، السعي في الخيرات والعمل الجماعي، مهارة عرض الأفكار وإعداد المشاريع، الترجمة العملية لمفاهيم الحرية والكرامة والمواطنة وحقوق الإنسان، فن التواصل والحوار والاحترام المتبادل، وحل المشكلات واتخاذ القرارات وتدبير الأزمات، تنظيم الأوقات وحسن استثمار التقنيات والمواقع والشبكات والتطبيقات..، لماذا كأبناء معنيون وأسر حاضنة ومساجد مربية ومسؤولة وجمعيات مواطنة ومبادرة..، لا نتخذ الصيف دورة تكوينية و ورشا مفتوحا لغرس القيم وتعلم المهارات، لتحصين الذات من مرجعيات الإعلام والشارع وأصدقاء السوء والسطحية والفراغ وكلها عوامل هدامة ومغرضة وسائبة لا تلبث أن تشوه القدوات وتحطم المعنويات وسط مختلف الفئات بما لا ظهرا يبقي ولا أرضا يقطع، خاصة في الهويات والهوايات والمرجعيات والانتماءات، وهي أس وأساس غرس القيم وتملك المهارات التي تشيع الرقي والصلاح بما ينفع العباد والبلاد؟؟.

الحبيب عكي

 

         


اقرء المزيد

الخميس، 8 يوليو 2021

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

المسؤول الجهوي والاستحقاق الوطني بين دورتين

           بعدما أشارت له مجرد إشارة ومن باب التساؤل دون استغراب ولا خلفية متواطئة، أشارت له إلى تواضع نسبة النجاح في الدورة الأولى لامتحانات البكالوريا2021 في جهته بحوالي 64 % فقط، ثم سألت المذيعة  ضيفها في نشرة الأخبار السيد مدير الأكاديمية الجهوية، سألته عن الاجراءات المواكبة التي اتخذتها أكاديميته لإعداد التلاميذ المستدركين لاجتياز دورتهم الاستدراكية في أحسن الظروف؟؟.

 

         أكيد أن السؤال كان يقصد ماذا قدمت الأكاديمية الجهوية للتلاميذ المستدركين من دروس الدعم والتقوية..وماذا برمجت لهم من حصص الدعم النفسي..استراتيجية التعامل مع مواضيع الامتحان..ومواجهة صعوبتها وتدبير زمنها الهارب..أضف إلى ذلك المعيارية في تحليل الإشكالات والموضوعية في تناول المواضيع على اختلاف خصوصياتها..والدقة في الإجابة عن الأسئلة المطروحة.. وكل هذا مما يؤتى منه التلاميذ؟؟.

 

         لكن مع الأسف كان جواب السيد المدير الجهوي للأكاديمية تائها ملتبسا..شاردا مرتبكا..مستخفا بعقل المشاهد وهو يتحدث بقصد أو غير قصد خارج السؤال المطروح، ويقول بأن نسبة النجاح ليست متدنية ولا نهائية، وأنها ستتحسن إن شاء الله بعد الدورة الاستدراكية، خاصة وأن العديد من التلاميذ والتلميذات على عتبة النجاح، لذا فأنا - يعني هو - أدعوهم إلى إعداد أنفسهم بشكل جيد، حتى يحققوا لأنفسهم ولأسرهم ولهذا الوطن الغالي ما يستحقون؟؟.

 

         ثم أضاف، ومن جهتنا، فكما شاهد الجميع في الدورة الأولى، فكل الإعدادات اللوجستيكية من فضاءات وملاعب وتشوير..وكمامات ومعقمات وتباعد..وحراسة وأساتذة وشرطة ومساعدين..فهم لا زالوا محجوزين موجودين مستعدين ومتحمسين..ولا يفوتني أن أتقدم إليهم من هذا المنبر بالشكر الجزيل على ما فتؤوا يقدومنه لأبنائنا وبناتنا من مجودات جبارة.. وخدمات جليلة يكون لها القسط الأوفر ولاشك في تحقيق النجاح...شكرا لكم ومتمنياتي للجميع بالنجاح؟؟.

الحبيب عكي

 


اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة