Top Ad

الثلاثاء، 18 أبريل 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

هناك أشياء


        هناك أشياء وأشياء مهمة أكبر من كل الدعوات وكل الفلسفات،إذ كم تكثر الفلسفات الدعوية والأنظمة السياسية،من ليبرالية علمانية ديمقراطية حداثية إلى اشتراكية قومية ثورية راديكالية،أو إسلامية مذهبية معتدلة أوطائفية متطرفة...،وكلها يدعي أنه الأمثل والأصلح والأسعد للبشرية والأضمن له في نظام الحكم العادل في البلاد وبين العباد،وبأنه هو دون غيره المؤهل ليكون هو قاعدة النظام العالمي الجديد بقيادة الشرق أو قيادة الغرب،ولكن على أرض الواقع المثقل بالصراعات الحادة والنزاعات الإقليمية المزمنة والتوترات الدائمة والحروب الشاملة،كل هذا يدل على أن كل هذه الدعوات والفلسفات والأنظمة والمناهج قد فشلت حتى في استيعاب وتنظيم أهلها وذويها من بني جلدتها،ودمقرطة وتنمية بلدانها فما بالك بغيرهم من أقوام وبلدان غيرها من العالمين؟؟.

         هناك أشياء وأشياء مهمة أكبر من كل الدعوات وكل الفلسفات،إذ كيف يدعي نظام وتؤسس فلسفة مثلا لمفهوم الحرية وحقوق الإنسان،بما في ذلك حرية التنقل وحق التملك والسكن والإقامة والعمل والاستثمار..،ثم تخص بها قوما دون غيرهم وجنسية ولسانا وألوانا وأديانا دون غيرها،حتى لو كانوا إخوانهم وأبناء العمومة والجيران،في مخيمات اللاجئين مثلا في الأردن و في لبنان؟،وإذا ما همت فعاليات أو أية فئات اجتماعية بحق التظاهر السلمي أمام المؤسسات الإدارية والتشريعية لإبلاغ مطالبها والدفاع عن قضاياها وملفاتها كان مصيرها التعنيف في الشوارع وكسر الضلوع وإسقاط الأجنة أمام الملأ وعلى الشاشات؟؟،ثم يصرخ الصارخون أن الحقوق عندنا مضمونة للجميع وهي دولية ومن قبيل ما عم وانتشر لا ما خص وانحصر؟؟،وكيف نفسر أيضا كل هذا الخبل الذي أصاب"ترامبولا"مثلا وهو يصر على التشريع الأهوج على منع مواطني 7 دول عربية وإسلامية من دخول التراب الأمريكي ولو بصفة قانونية ولأغراض سلمية حضارية وإنسانية،في حين أن مواطنيه لا يفتؤون يدخلون كل أراضي العالم ولو بصفة غير قانونية ولأغراض استطلاعية وسخة وحربية مدمرة كما كان بالأمس في الكمبودج والفيتنام وأصبح اليوم في ألعراق وأفغانستان؟؟.

هناك أشياء وأشياء مهمة أكبر من كل الدعوات وكل الفلسفات،إذ كيف تنبذ أقوام العنف والاستبداد والتطرف والإرهاب وكل مفردات قاموس القوة والاستعباد،ثم لا تجد حرجا في استعمال كل ذلك ضد الآخرين،ومع الأسف بدافع قومي عنصري بغيض أو دافع ديني جهادي مشوه،أليس المسلمون هم أكبر ضحايا الإرهاب في العالم في الشرق وفي الغرب وعبر التاريخ  الاستعماري والحروب الصليبية؟،فلماذا يقدم بعض أبنائهم اليوم أو المحسوبين على دينهم على ممارسته على بعضهم البعض وعلى الآخرين على السواء،وكأن العنف والتوحش إذا مارسه الغير أصبح حراما وإرهابا وإذا مارسته"الدواعش"وقالوا عليه بسم الله أو الله اكبر أصبح حلال وجهادا؟؟. ما معنى أن ندعي أن الدين لله أو لا إكراه في الدين،ونؤمن أن الأرض للجميع ولا تفاضل بين العباد فيها إلا بالتقوى والعمل الوطني الصالح،ثم لا نفتىء في كل سياساتنا وتصرفاتنا نهجر منها الآخرين أو نمنعهم من دخولها بدعوى أو بأخرى وكأنهم ليسوا مواطنين سواسية أمام القانون وفي الحقوق والواجبات قبل كل شيء.قال تعالى:"والسماء رفعها ووضع الميزان،ألا تطغوا في الميزان"؟؟.

         هناك أشياء وأشياء مهمة أكبر من كل الدعوات وكل الفلسفات،ولا قيمة لأي نظام في غياب المشروع ولا قيمة لأي مشروع يصادم الفطرة الإنسانية أو يتجسد مشوها على أرض الواقع،وإن ادعى أصحابه وعرابوه ما يدعونه من كونهم يستمدونه من التعاليم الدينية أو المواثيق الدولية،أو أنه هو عماد رقيهم التاريخي ورافعة حضارتهم الإنسانية قرونا مضت أو ستأتي؟؟.فالحرية هي الحرية،فطرة إنسانية ومطلب كوني،وإن قمعها قامع أو سلبها من الشعب سالب، الحرية بما في ذلك حرية الانتظام والدعوة السلمية إلى كل الدعوات والتنظيمات وإن لم ينزل بها دستور ولا قال بها زعيم؟؟.ورفض العنف هو رفض العنف،مرهم القوة الناعمة لكل الأنظمة والدعوات،والديمقراطية بكل شروطها كأفضل لعبة لتدبير الاختلاف والتداول السلمي على السلطة والتقسيم العادل للثروة والتنمية وبناء القيم والسلوك المدني في المجتمع،ولا يضمن الناس التفيء في ظلال كل هذا ولا شموخ شجره ولا عطاء ثمره الطيب في غياب الحوار البناء وترجيح المصلحة العامة دون الإضرار بالمصلحة الخاصة والتعايش بين الناس تعايش كرامة وإنسانية وتعايش عدل وإنصاف،لا يمنع ذلك أو من ذلك جنس ولا دين ما دام هناك سلام وتعاون وتضامن و وحدة المراجع والمقاصد في ثراء الاختلاف؟؟.

         هناك أشياء وأشياء مهمة أكبر من كل الدعوات والأنظمة والفلسفات،فإذا قلنا مثلا"ديمقراطية"،فلأي غرض،أليس لغرض التداول والتنمية؟؟،فإذا قلنا تداول فبين من ومن وبأية طريقة؟،وإذا قلنا "تنمية"،فبأي مفهوم وبأي تراكم وبأية عدالة اجتماعية ومجالية؟؟،لماذا يظل قطار تنمية في بعض الشعوب لا يزال يراوح مكانه روحانا "سيزيفيا" مؤلما،رغم وفرة الموارد وعزم الطاقات و وعود الأنظمة وتداول الحكومات التي لا يرون منها في الغالب ومع الأسف غير مزيد من العبث السياسي والقهر المادي بل والتشويه المفاهيمي والتراجع القيمي لا ظهرا يبقي ولا أرضا يقطع؟؟،ولهذا أيضا،إذا قلنا نظام ومؤسسات فبأي صدق ومصداقية،وبأي مشروع ومشروعية،أو على الأقل حقوق وعطاء وإصلاح،فلا تغني الأشكال والمظاهر عن المعاني والجواهر ولا الوسائل عن الغايات،ومحك ذلك كله دقة المخططات والبرامج ووضوح الأهداف والوسائل وتحقيق المؤشرات الكمية والكيفية عبر الزمان والمكان ولفائدة الإنسان قبل العمران،وتلك حكاية الهوة السحيقة بين مصداقية الأنظمة وتماسكها و بين حروبها الطاحنة لتوارثها ملكيات وجمهوريات وما قد يصل شعوبها أو تنتزعه هي منهم،نعم ما قد تنتزعه هي منهم من فتاة الأمن والاستقرار وبعض الحرية والكرامة والتعايش والانفتاح والدمقرطة والتنمية والرفاه...ولو بالإسم وبالمقدار؟؟.


 الحبيب عكي

اقرء المزيد

الاثنين، 10 أبريل 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

قسم العمل المدني بالقرويين ينظم دوراته التكوينية 2017



تحت شعار:"العمل المدني اندماج،بناء وإصلاح"،نظم قسم العمل المدني بجهة القرويين الكبرى لحركة التوحيد والإصلاح،دورتين تكوينيتين لفائدة جمعيات الحركة بالجهة،الأولى يوم الأحد 27 جمادى الثانية 1438 هجرية موافق 26 مارس 2017 ميلادية بمدينة فاس،والثانية يوم الأحد 04 رجب 1438 هجرية موافق 02 أبريل 2017 ميلادية بمدينة وجدة.

         هذا وبعد افتتاح الدورة بآيات بينات من الذكر الحكيم وكلمة الجهة وكلمة مسؤول المنطقة المحتضنة،استفاد من برامج هذه الدورات،حوالي 40 من أعضاء وعضوات الجمعيات في الدورة الأولى،وحوالي 46  في الدورة الثانية،وكانت البرامج متنوعة أهمها عرض حول "تاريخ واستراتيجية العمل المدني في حركة التوحيد والإصلاح"،لمسؤول القسم بالجهة ذ.سعيد طلبي،وعرض شريط تفاعلي لتجربة جمعوية رائدة،ذ.عبد الغني شياحني،استفاد الحاضرون بعدها من ثلاث ورشات،الأولى:"واقع وآفاق العمل المدني في الحركة"ذ.الحسين وهيب،والثانية: "برنامج التعاقد بين الحركة والجمعيات"ذ.عبد الوافي مزيان،والثالثة:"خطة عمل الجمعيات"ذ.عبد اللطيف بوبالة و ذ.الحبيب عكي.


هذا وبعد تقاسم أعمال الورشات،وبعد رفع توصيات الدورة وملء استمارتها،وزعت شواهد التقدير على المؤطرين وشواهد المشاركة على المستفيدين،ومن المنتظر أن تنظم نفس الدورة في محاور أخرى للحركة بالجهة وعلى رأسها مكناس والرشيدية.
موثق الدورة: ل.ع

اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

يا خلي القلب


        يا خلي القلب يا حبيبي..يا إصلاح يا تعليمي يا طبيبي..لو في قلبك قد..ما في قلبي حب..يا حبيبي يا حبيبي..لا تلمني فأنا فقط أستاذ يريد أن يتعامل مع تلميذ يعرف منذ البداية في أية بوتقة تعليمية قد دخل،وماذا عليه أن يعمل حتى لا يتيه في متاهاتها،وأين المخرج وبما ومما يناسب النفس والسوق والحياة؟،هل من الدراسة كل هذه الفطريات التي تمتص من تلاميذنا فلا هي تركتهم على الفطرة السليمة ولا هي حسنت من متبنياتهم ولا حققت من متمنياتهم،لماذا يسود في العديد منهم الجهل مقابل العلم والمعرفة،والكسل والغش مقابل الاجتهاد والأمانة،والعنف والتحرش والانحراف السلوكي والأخلاقي مقابل العفة والاستقامة،أي تعليم نمنح لأي تلميذ لأي وطن؟؟.

         يا خلي القلب يا حبيبي..يا إصلاح يا تعليمي يا طبيبي..لا تلمني فأنا فقط أستاذ يريد ويحتاج فعلا إلى فلسفة تربوية وطنية واضحة المعالم معيارية المباني،وبيداغوجيا  حقيقية مسعفة في العديد من الحالات التربوية المرتبكة والمعقدة،لماذا بيداغوجيا الأهداف والكفايات لم تجنبنا العبث والارتباك؟،وبيداغوجيا الإدماج والاندماج لم تعنا على التقييم والتغذية الراجعة والراجحة،ولا على ملائمة المدخلات للمخرجات؟،لماذا بيداغوجيا الخطأ والفارقية والمشروع الشخصي لم تعد ضرورية؟،والتعليم التعاوني ودينامية الجماعة والحوار البناء وتدبير المختلف نحو المشترك أساسي ولم يعد في أقسامنا متاحا؟؟.هل الغايات والأهداف لدينا واضحة بما فيه الكفاية،هل البرامج والمناهج مناسبة ومواكبة بما يلزم؟،وهل بيئة الاكتظاظ وضعف الوسائل وحذف الأفواج...،وغير ذلك مما لازال يتزايد في عهد التدابير الإصلاحية يسمح بذلك؟؟.

         يا خلي القلب يا حبيبي..يا إصلاح يا تعليمي يا طبيبي..لا تلمني فأنا فقط أستاذ لازال يتطلع إلى مؤسسة تربوية طالما بشرت بشعارات جميلة جذابة،أسرة تعليمية معنى ومبنى و بين كل الإداريين والتربويين والتلاميذ والأسر والشركاء والفاعلين،فإذا قلنا جودة وإنصاف فللجميع دون تهميش ولا إقصاء؟، وإذا قلنا تضحية ومواطنة فعلى الجميع دون تفلت ولا استعطاف ولا موالي ولا عبيد ولا أشباح؟،هل من قيم الأسرة أية أسرة أن يسود بين بنيها التنافر والجفاء،أو يدب بين أشقائها سوء الخطاب وكيد الحساب؟،أين الحياة المدرسية المفعمة بالأفراح،و أين مدرسة النجاح مما قد يسود فيها من سوء التدبير،ولا يعرف من الحكامة و أساليب الحوار والإشراك والتعاون إلا أساليب القهر والإجبار ولي الأعناق وقطع الأرزاق ؟؟.

         يا خلي القلب يا حبيبي..يا إصلاح يا تعليمي يا طبيبي.. لو في قلبك قد..ما في قلبي حب..يا حبيبي يا حبيبي..ارقص واجري..افرح وامرح..غني واطرب..اشرح واجمع..علق تواصل واصل..اجري اجري..بعيد بعيد..وعلى ربوة استراحتك تذكرني وتذكر..تذكر أن الإصلاح كما يقولون ليس مجرد قطعة غيار أصيبت بعطب وانتهت صلاحيتها وما علينا إلا أن نقوم بتغييرها بقطعة جديدة أو حتى قديمة مستعملة ولازالت صالحة حتى تنفك أزمتنا وتصلح منظومتنا التربوي وتعود إلى سيرها العادي المنتج كما كانت أو بشكل أفضل؟؟.ارقص واجري..افرح وامرح..غني واجري..اجري اجري..بعيد بعيد..وعلى ربوة استراحتك تذكرني وتذكر..تذكر أن لا مدخل لك إلى عوالم الإصلاح وامتلاك مفاتيحها إلا مدخل العنصر البشري وهو يعد بحق أساس وأس كل شيء في الموضوع وعليه مدار كل شيء من صلاح وإصلاح أو ربما فساد وإفساد،إذا صلح الإنسان فكل شيء بعده يهون،وإذا فسد الإنسان فكل شيء بعده يستحيل؟؟.

وعندما أقول العنصر البشري فأنا أعني بذلك الجميع،المنظرون والمقررون والإداريون والتربويون والتقنيون والتلاميذ والأسر والشركاء والفاعلون،وربما المنظرون وحدهم الراضون في القطاع،بما يحصلون طبعا من مسودات خططهم و برامجهم واستراتيجياتهم من مستحقات وصفقات وريع  و تكريم و علاوات وإتاوات،وبعدها ليربح الرابحون وليسقط الساقطون ويخسر الخاسرون؟؟،أما غيرهم فالكل في مستنقع التذمر والشكوى غارقون،فهل ستقيمون صرح إصلاحكم على كل هذا التذمر والتسخط والشكوى؟،من لا يشكو اليوم في قطاع التعلم،والمديرون في تنسيقياتهم يشكون،والمفتشون في رابطاتهم يشكون،والأساتذة في نقاباتهم وإضراباتهم يشكون،الحراس  والسائقون والأعوان والمنظفات،والتلاميذ والأسر،والجمعيات والشراكات...،تنسيقيات وراء تنسيقيات وروابط مع روابط ونقابات وراء نقابات ولا حياة لمن تنادي؟،ترى هل كل هذه الفيالق الشعبية "جشعة"وعلى خطأ، ووحدها التدابير الإصلاحية المقترة على صواب، ولابد أن تستمر في عزمها على إنجاز الإصلاح وبصفر درهم،بل بصفر تحفيز و صفر اعتبار وصفر تيسير ظروف العمل وحتى احترام الحقوق الوظيفية كانت لنا أو علينا؟؟.

يا خلي القلب يا حبيبي..يا إصلاح يا تعليمي يا طبيبي..لو في قلبك قد..ما في قلبي حب..يا حبيبي يا حبيبي..ارقص واجري..افرح وامرح..غني واطرب..اشرح واجمع..علق تواصل واصل..اجري اجري..بعيد بعيد..وعلى ربوة استراحتك تذكرني وتذكر..تذكر أن المياه المحبوسة تبحث لها عن مجرى وتحدث عبره شلالا،وكذلك الناس المخنوقة تبحث لها عن مخرج وتحدث عبره متنفسا شلالا،وما أرها إلا قد وجدت مخرجها ولو في هذا الهروب الجماعي من الوحل ولو بإحداث النزيف البشري الحاد في جسد القطاع العليل،فأساتذة يهربون إلى التجارة والسمسرة ولو في الفلاحة والتجارة وبيع السيارات والعقارات؟،وآخرون يهربون وينتجون بنشاط وحماس في الجمعيات والمجالس الجماعية والبرلمان،ولم تستوعبهم مؤسساتهم ولا آمنت بقدراتهم ولا وفرت لهم ظروف الاشتغال،وغيرهم يهربون للحلول الفردية في التعليم الخصوصي والساعات الإضافية ولو في المآرب الليلية،وآخرون يهربون إلى التقاعد النسبي أو حتى من المؤسسات والأقسام وهم داخلها،وآخرون...وآخرون..وآخرون؟؟.والعبرة لمن اعتبر لو تجربون الإصلاح من بابه الواسع باب إصلاح الإنسان والعناية بالإنسان في كل قطاع في كل زمان و في كل مكان،ورحم الله الثلاثي العبقري المبدع مرسي جميل عزيز كاتبا وعبد الوهاب ملحنا وعبد الحليم مغنيا ومطربا وملهما،وعسى أن يستلهم منهم الجميع الوعي بالحقيقة والدندنة للحقيقة وعلى متطلبات الإصلاح و التدابير الفعلية ولو على الناعم؟؟.

   الحبيب عكي

اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

متى يعلنون ميلاد الأستاذ؟؟


     لله ذر من قال:"ولد الأستاذ يوم وثب السؤال من فم الطفل،و كان الناس حوله مختلفون في أماكن متعددة حول أشياء متعددة وبأشكال متعددة، فمن ذا الذي يشفي غليله من هذا السؤال"؟؟، ولد الأستاذ إذن ليعلم التلاميذ منذ القدم في الجزيرة فصل الخطاب وحسن المقال، وفي اليونان البحث عن النور  بحمل المصباح والحقيقة و طرح السؤال تلو السؤال، ولد الأستاذ وكان اسمه منذ الأزل إذن "أفلاطون" و"سقراط"و"شكسبير"و"موليير"،و"نيوتن"و"أديسون"،و"لنين"و"لنكولين"و موسى وعيسى وكل سلالة الأنبياء والزعماء والشعراء والعلماء،وهم لا يفتؤون يعلمون الناس خلق الإخلاص وطريق الخلاص،فحارب الناس من أجل مدرسة في كل حي ومقعد لكل تلميذ،وكيف يكف الطلبة والطالبات في المعاهد والكليات عن الصعود إلى الدرج من الأسفل،و الخروج من المدرج من الأعلى؟؟.

         ولد الأستاذ يوم نسي الناس أسمائهم وقبائلهم وألوانهم وأديانهم وعاشوا جميعا فقط بأفكار أساتذتهم ومهاراتهم،فأصبحوا أطباء ومهندسين و محامون وقضاة وسائقات البواخر والطائرات ومديرات الشركات والمقاولات وضاربات على الآلات الكاتبات،وألواح المفاتيح والحواسيب والشاشات،ولد الأستاذ يوم كان للتناقضات والتقاطبات والتلاؤمات معانى ودلالات،يصرخ  كل الصراخ كي يبلغ علمه إلى التلاميذ ويصمت صمت الأخرس كي يستمع منهم ومن الآخرين،وينسى همومه كي يحمل هموم قومه والآخرين؟؟.هذا هو الأستاذ وتاريخه الوضاء،الذي يحاول العديدون اليوم قتله واغتياله والهد من عزمه وقوته بما لا يعد ولا يحصى من المحاولات الدنيئة واعية وغير ذلك ومن ذلك:
التشويه المقصود لرسالته النبيلة،النيل المجاني من مكانته الاجتماعية،تعقيد لظروف عمله بالمتسلط من القانون والمجحف من المذكرات،التي عجزت حتى عن علاج الاكتظاظ في الأقسام والتنقيل الإجباري في المؤسسات..،فما بالك بالحرمان من الحقوق والإجهاز على المكتسبات،الحبس في زنزانة الترقي وانسداد الأفق،رفض متابعته للدراسة الجامعية وحرمانه بموجبها من وظائف ومسؤوليات،بل رفض إبداعه واجتهاده الميداني والاتهام الدائم له بإفشال المنظومة التربوية وعدم تملك أدوات الإصلاح،فبالأحرى التحمس لها؟؟.

         صحيح أن بعض الأساتذة،قد اعتراهم من الضعف والهوان ما يعتري غيرهم بحكم عوادي الدهر و جرف المجتمع،على حد قولهم:"اللي درقك بخيط درقو بحيط...والهم اللي يرميك رميه وتهنى منو"،فحاولوا الخلاص الفردي بالتيه في ازدواج العمل بين الصباحي العمومي والمسائي الخصوصي وحتى الليلي الإضافي،في المدرسي المهني التربوي وحتى في السوقي السمسري التجاري الخضري والميكانيكي الخضروات والسيارات والعقارات،بل إن بعضهم أوجد لنفسه ملاذا في التطوعي الجمعوي المدني وخلاصا في السياسي الاستشاري والبرلماني؟؟،ورغم ذلك فالأستاذ لا زال يقاوم على العموم،وما كان يستحق لقب الأستاذية لو انغلق أماه يوما باب  من أبواب المقاومة أو سبيلا من سبل الانتعاش والحياة. لا زال الأستاذ المسكين عندنا يتحمل ساعات العمل أكثر وأكثر، وفي مقررات أطول وأطول،وفي أماكن أقسى وأقصى،يدرس مواد مختلفة لا فرق في ذلك بين العلمي والأدبي فقط حسب الخصاص،و دون ما يلزم من العتاد التجريبي و وسائل الإيضاح،ويعمل في أقسام مشتركة وأنشطة موازية منظمة ومنتجة وغير ذلك،يدرس في القرى والبوادي وحتى مع الرحل في الجبال والصحاري دون تحفيز ولا مقابل،ولا  حتى تكوينات مستمرة متجددة و متلائمة مع الواقع الميداني والبيداغوجيات،فقط تسحقه التنقلات الماراطونية إلى مقرات العمل لمسافات وساعات وفي ظروف بيئية ومناخية أقسى من قاسية دون أمل،لا تراعى في ذلك أبوة أب مريض ولا أمومة أم مشطونة، الكل يتعرض لتنقيلات تعسفية بمسمى إعادة  التشريد أو الانتشار دون طلب منه أو اختيار واعتبار،اقتطاعات بمناسبة الإضراب والاحتجاج وبغيرها أهزلت راتبه  وتقاعده الهزيلين أصلا،وآخر الطعنات وليس آخرها ما سمي بالتوظيف بالتعاقد حتى يحرم صاحبه المحظوظ من كل الأقدمية والترقي والاستمرار والاستقرار؟؟.

         لم يصل المغرضون إلى شيء غير البوء بسوء الأحدوثة عبر التاريخ أمام الوطن والأجيال،ولو فطنوا لرأوا أن النور لا يمحوه الظلام،وأن الحق لا يزهقه الباطل وهو على الدوام يعلوا ولا يعلى عليه،وأن ..وأن..وأن رهط الأساتذة من التلاميذ والتلميذات قد انتشروا في كل مكان وكل زمان،وقد حذقوا علمهم و وعوا حق الوعي دورهم و أدوا ويؤدون على الدوام رسالتهم،وأصبحوا يبدعون في العلوم والآداب وفي السياسة والاجتماع،بل وحتى في الشبكات والتقنيات التي يعول عليها الأغبياء لاغتيال الأستاذ،والقيام بدوره عبر العالم الافتراضي مهما كان البعد والمسافات والمواد واللغات،وكأن هذا العالم لا يطوره ولا يوجهه ولا يدبج مضامينه السمعية البصرية الترفيهية غير  المهندس الخبير والخبير أستاذ،فماذا بقي لكم أيها الجناة حتى في المعلوميات والشبكات والتقنيات التي تعولون عليها لاغتيال الأستاذ وأنتم تدعون مساعدته وتسهيل مهامه؟؟،فماذا بقي لكم إذن،وصفة وحيدة تبقى لكم يا أعداء الأستاذ في الوزارات والأكاديميات والمندوبيات والمديريات وكل المؤسسات،و كونوا متأكدين من أن هذه الوصفة الوحيدة ستمكنكم من القضاء على أخيكم الأستاذ،وصفة واحدة ستمكنكم من ذلك يا من تضيعون مفاتيح زنازنكم بأيديكم في الملمات، وتطفؤون مصابيح دروبكم في الظلمات،وتحرقون دلائل خلاصكم في المتاهات والأزمات،وتعتقدون بذلك أن دائكم في الدواء،وصفة واحدة تخلصكم من هذا الأستاذ وهي: أن تقضوا على الجهل والتخلف والاستبداد،وتحققوا من أبواب الحرية والكرامة والدمقرطة والتنمية ما ترقى به العباد وتزدهر به البلاد، وكل ذلك الذي من أجله كرس ويكرس الأستاذ حياته معافسة وكفاحا،فهل تفعلون..هل تفعلون؟،افعلوا ان استطعتم ولا تفعلون إلا بأستاذ..لا تفعلون إلا بأستاذ؟؟.

                                                                                                                                                                                                                                        الحبيب عكي

اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة