Top Ad

الجمعة، 22 ديسمبر 2023

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

بيننا وبين الأشكال الفعالة للتضامن مع فلسطين


     بالطبع، لا يكون العاقل ضد أي شكل من أشكال التضامن مع فلسطين وتبني قضيتها التحررية العادلة والانخراط في نصرتها بكل ما هو متاح ومباح، وفوق ذلك أهمية الاستمرار في ذلك بهمة عالية والدعوة إليه بحزم وطول نفس، وعلى رأس ذلك ما أصبح معتادا اليوم من الوقفات الاحتجاجية الشعبية والمسيرات التضامنية الوطنية والدولية، وغيرها من الفعاليات الاجتماعية والفنية والرياضية..، وكلها ترفع الآذان في واضحة النهار وتقرع الأجراس في عز الليل، على أن هناك شيئا ليس على ما يرام، هناك حرب عدوانية صهيونية على غزة المقاومة الأبية، وجرائم صهيو-أمريكية ضد الشعب الفلسطيني والضمير الإنساني العالمي، لابد لها أن تتوقف دون قيد ولا شرط؟. لا أحد يجادل في أهمية هذا، خاصة إذا استحضرنا مجرد التكاليف المرهقة للدعوة إليه والتعبئة له.. والترخيص.. والتنظيم.. في أوساط عربية بيروقراطية وأمنية إلى أبعد الحدود، أو حتى في أوساط غربية تعرت كل حريتها وديمقراطيتها وبانت عورتها حتى أصبح مجرد الدعوة إلى مثل هذه الأنشطة النضالية التضامنية الإنسانية تهمة يحاكم عليها المشاركون فيها أحيانا كما حدث ويحدث في بريطانيا وألمانيا وأمريكا..؟.

 

لكن وبالطبع أيضا، هناك العديد من المفارقات الغريبة العجيبة، إذ رغم أن الوقفات والمسيرات في تزايد لإيقاف الحرب.. وقد بلغ عددها أزيد من 4 ألاف وقفة ومسيرة في يوم التضامن مع فلسطين (29 نونبر) إلا أن الحرب لا تزال مستعرة؟. لإنقاذ الضحايا الأبرياء من الثكالى والأرامل والحد من موجات الأسر والتهجير.. إلا أن مواكب الشهداء تتوالى والضحايا كل يوم يتساقطون؟. لإيقاف الدمار وفك الحصار عن القطاع وإدخال المساعدات.. إلا أن الحصار لا زال محكما حتى في معابر الجوار غير معابر بني صهيون؟. لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة واعوانهم وعملائهم.. إلا أنهم كلهم لا يزالون منتشين بوهم حريتهم المجنونة وغطرستهم المدمرة؟. بل المفارقة الأغرب أن أصبح المواطن العربي المسلم المسكين يعتقد أن مجرد حضوره مسيرة احتجاجية ورفعه ما تيسر من الشعارات الغاضبة وحرق علم العدوان الذي اشتراه وخاطه من ماله الخاص..، إذا فعل كل هذا ودعا بدعائه الخالص فقد أدى الذي عليه واعتذر للقضية وأربابها، وأغرب من هذا أن الكل أصبح يفعل ذلك ولا يتعداه إلى غير ذلك.. مواطنون عاديون مستضعفون.. قضاة ومحامون.. برلمانيون ومستشارون.. زعماء ونقابيون.. جمعويون مدنيون.. وربما حتى الرؤساء كالرئيس الكوبي والتشيلي اللذين خرجا في مسيرات شعبيهما مشكورين على كل حال؟.

 

وبالطبع، لا تستمر هذه المفارقات الغريبة، وتقلب أعمال العقلاء عبثا في عبث، نتساءل: هل كل مبلغنا من التضامن مجرد هذه الأشكال البسيطة القاصرة، على أهميتها وضرورتها؟. إلىى أي حد تتمكن هذه الأشكال من خلق رأي عام وطني ودولي حازم وحاسم لصالح القضية على غرار غيرها من القضايا العالمية والإنسانية كالبيئة والمناخ أو الحرية والمجاعة والهجرة.. والقضية حبلى بكل هذه القضايا؟. وهل العدو الصهيوني وحلفاؤه يكترثون بشيء غير حرية القوة والبلطجة التي يشهرونها في وجه كل رأي عام معارض.. ونشرات إعلام قاتمة.. وجلسات برلمان غاضبة..؟. وهذا لا يعني أن لا أحد ولا شيء يستطيع إيقافهم عند حدهم، بل العكس، هم أوهن من بيت العنكبوت، و"حماس" وحدها دوختهم ومرغت كبريائهم في وحل الذل والمهانة وعلى امتداد أزيد من شهرين متتالين، فما بالك لو كان بجانبها فدائيون آخرون حماس أو حماسين؟، ما بالك لو وجدت المقاومة الباسلة من يقاوم معها بالقول والفعل وعلى امتداد الحرب وفي مختلف جبهاتها؟. فالكيان الصهيوني (العدوان والاحتلال) والولايات المتحدة (الدعم والمساندة) والأمم المتحدة (الكيل بمكيالين) مثلث الشر في العالم، لن يغلبوا كل العالم لو كان جادا في نصرة المظلوم ومحاربة الظلم والحرص على عالم آمن وبدون استعمار.. وبشرائع سماوية واضحة وقوانين دولية عادلة يفرض احترامها على الجميع؟.

 

طبعا، لم نستنفذ كل أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني ولم نعبأ كثيرا بالفعال والناجع منها، لم نستثمر طاقاتنا ومدخراتنا في ذلك، ولنا أن نتساءل مثلا عن كل هذه الفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني المتعددة والمتنوعة.. مجالات.. ومنظمين.. وأهداف.. ما الذي يجمعها.. ويحكم بنائها.. ويراكم نفعها فعالية فعالية.. بدل هذا القم بفعاليتك وامشي؟. ما الذي سيقتحم المجالات الفعالة التي لازالت فارغة أو منقوصة الفعل النضالي وعلى رأس ذلك: الترافع الحقوقي على المستوى الدولي؟، ..  إدخال القضية بشكل غير محتشم إلى أوساط القرار المجتمعي المحتدم، السياسي (أحزاب ونقابات) والعلمي (علماء وفقهاء وخطباء) والجامعي (أساتذة وباحثون وطلبة)  وقطاع خاص (شركات ومقاولات ومؤسسات) نشطاء مدنيون جمعويون واجتماعيون (وجهاء وأعيان).. وغير ذلك من مؤسسات التنشئة الاجتماعية وبعضها لا زال يتحسس من القضية وما يمت بها من المواقف والأنشطة؟. متى وكيف سيجرأ القرار السياسي عندنا ليكون منسجما مع نفسه في تبني القضية الفلسطينية كقضية وطنية، مستجيبا في ذلك لمطالب الشعب في مسيراته التضامنية المليونية وقد نادت بإسقاط التطبيع بكل أشكاله، وإغلاق المكاتب وطرد ممثلي العدو الصهيوني، وحل جمعية الصداقة البرلمانية بين البلدين، وإيقاف هرولة بعض المدن والجماعات والفرق اتجاه التوأمة أو الحضور المتبادل في الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والمعارض الفلاحية..؟.

 

وفي الأخير بالطبع، ما حظ انخراط الشعب في هذه المقاطعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للعدو الصهيوني من جهة، ودعم الشعب الفلسطيني من جهة أخرى بمده بالمساعدات المستمرة، بتبني بعض ضحاياه من الأيتام والمحتاجين والانفاق عليهم كل شهر طول احتياجهم، على اعتبار أن المعركة معركتنا وضحاياها من ضحايانا، كم صندوق لجمع التبرعات في أسرنا لهذا الغرض؟، كم مقابلة رياضية و أمسية فنية أو ورشة مسرحية و مسابقة ثقافية لازلنا نحيي بها ذاكرة الأجيال في مدارسنا وجمعياتنا ومخيماتنا حول القضية؟، لماذا أصبح البعض يتحسس من مثل هذه الأنشطة والابداعات الجادة والهادفة؟، أين انخراطنا القوي والدائم في مقاطعة المواد الاستهلاكية للعدو الصهيوني وداعميه وعملائه، وتربية أبنائنا وأسرنا على ذلك ولدينا من منتوجاتنا المحلية ومشروباتنا الطبيعية ما هو ألذ وأطيب ويغنينا عن ذلك. أين تنظيمنا كذلك للجهود الميسرة في إعادة الإعمار وإغاثة اللهفان، وهو الأمر الذي يقدم عليه بعض المناضلين والمحظوظين ولكن باحتشام وطرقهم الخاصة، لماذا لا يتيسر هذا الأمر للجميع وكثيرون من يستطيعونه ويرغبون المساهمة فيه، أما ينبغي على الهيئات الحزبية المناضلة والجمعيات الاجتماعية أن تلعب دورها في هذا الصدد، في تيسيره وتأطيره حتى تكون الأمور واضحة وقانونية يأتيها المساهم راغبا غير راهب؟.

 

أخيرا وبدون طبع، كم كنا نرى اعتداء المقدم أو القائد على مواطن أو مواطنة في سكناها بمحاولة هدمه بالقوة، فإذا بالمعتدى عليه أو عليها تستعر وتولول وتخرج كل أهل الدوار ليتضامنوا معها، وإذا بكل أفراد الأسرة يرافعون ويشرحون القضية والاعتداء من جهتهم كل منهم في زاويته، وبسرعة يستدعون كل مصطلحات العنف والاعتداء والتعسف والشطط في استعمال السلطة.. وإذا بالمباشر يتلعلع على الفايسبوك وينغص راحتهم المخملية على سكان الأنستغرام.. وإذا بالأب الصحيح الفصيح يتهاوى على الأرض ويغمى عليه.. فلا توقظه بصلة ولا ثوم ولا مفاتيح.. ولا ينقده إسعاف ولا مستعجلات إن وجدت.. وإذا بالأم المكلومة على كبرها وعجزها تتسلق عمود الكهرباء أسرع من الشباب، وتعتصم به صارخة بأعلى صوتها "أنا بالله وبالشرع" .. مستنجدة بجلالة الملك منادية عليه ورافعة صورته والعلم الوطني.. وإذا بالأبناء والبنات يهددون بحرق بطائقهم الوطنية وكل ما كانوا يظنونه يربطهم بالوطن لقطع كل صلتهم به..؟، هذا على إمكانية وجود خطإ من طرفهم.. في كونهم لا يتوفرون على رخصة مثلا، أو خالفوا قانون البناء بزيادة أو نقصان.. أو غير ذلك، ولا مجال للمقارنة؟. وكل هذه "الحيحة" من أجل رفض الظلم والتعسف واسترداد الحق المزعوم، ولكن إذا ما تعلق الأمر بفلسطين اكتفينا بمجرد تظاهرة؟.  وأية تظاهرة مهما كانت إذا لم تساهم في رد الحق لصاحبه أو تحرك القرار لصالحه الذي هو صالحك، فقد تكون مجرد لعبة بين حرية الصمود والصامدين و حرية السكوت والساكتين، فكم يا رب ستكرر بيننا هذه اللعبة الملهاة المأساة، وكلنا أمل كما يقول "ع.برشيد" على تحرير هناك من هنا وتحرير هنا من هناك؟.

الحبيب عكي


اقرء المزيد

الخميس، 7 ديسمبر 2023

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

بين المناخ في غزة وقمة المناخ في دبي؟.

       أتذكرني ذات مرة، كتبت في إحدى مقالاتي: " ثورة المرافق الصحية لن تقوم بعد Cop22"، وهي القمة المناخية العالمية التي أقيمت في المغرب سنة 2016، باحتفالية كبيرة وآمال عريضة، زادتها أرض المغرب الآمنة وترحابه الخرافي وحماسه المنقطع النظير، اشعاعا وانبهارا غير مسبوقين في كل القمم، إلى درجة كان الناس يظنون أن كل العالم جاد هذه المرة في التعامل مع المعضلة المناخية، وأن راعية القمة صاحبة الهمة الأمم المتحدة ستتعاون مع كل الدول للتغلب على معضلاتها البيئية المتفاقمة، لما في ذلك خير سكانها، نسائها وأطفالها، شبابها وشيوخها، وهم إن كانوا ربما لا يعانون من الاحتباس الحراري والأمطار الحمضية للدول الصناعية، فأكيد هم يعانون وبالملايين من انعدام المياه الصالحة للشرب أو نذرتها، وهم محرومون من التيار الكهربائي وما يمكنهم من تشغيل المصابيح ولأدوات والمحركات، وهم يختنقون كل يوم بالهواء الملوث غبار الزوابع الترابية والرملية ودخان المعامل والاستخدام المفرط والعشوائي للطاقات الأحفورية من فحم وبترول، وهم بالملايين في هذه الظروف المقلقة وعبر مختلف بقاع العالم يعانون ومهددون، ولا حول لهم ولا قوة إلا الاعتقاد بالصبر والتشبث بالأمل؟.

 

وفعلا، مرت الدورة المغربية Cop22، وبعدها الدورات تلو الدورات، إلى أن وصلنا اليوم بعد دورة مصر Cop27 إلى دورة البتر ودولار  في الإمارات 28 Cop، ولازالت معظم الأمور المناخية والبيئية وأهمها والجاد منها والحقيقي كما هو في كل العالم إن لم يكن يتفاقم، ونحن الذين نريد ككل القمم أن يتناقص نوعا وكما وامتدادا وفتكا وضحايا، ولكن مع الأسف لا نحصد غير التزايد بدل التناقص، خاصة في الدول الكبرى الصناعية والمنتجة والتي يتأكد كل يوم أنها لا تهمها غير مصلحتها الاقتصادية ولو على حساب من كان؟. ولن يغفر جرمها البيئي ما ترميه وتساهم به من فتاتها المالي في كل قمة، ما لم تستطع استبدال طاقاتها الأحفورية الملوثة بالطاقات النظيفة المتجددة، ولا يستطيع فيها المواطن الأمريكي مثلا التخلي عن سيارته رباعية الدفع الفارهة أو دراجته النارية الضخمة الاستعراضية وكلها آلات جهنمية لالتهام المحروقات وإنتاج التلوث؟. تلوث أصبحت حتى الدول الفقيرة في عمقه وخناقه الذي انضاف فيه الطبيعي إلى العولمي، فأصبحت أقل أزماتها أخطرها كالجفاف والاجهاد المائي وتأثيرهما على العديد من المجالات التنموية كالفلاحة والطاقة وهجرة السكان بدل استقرارهم؟.

 

اليوم، تأتي قمة دبي  28 Cop، وهي قمة البتر ودولار بعشرات المليارات من الدولارات ( ) تحاول أن تسوق بها من الوهم حلما ورديا، لكنها عبثا تحاول، لأن الواقع غير الواقع والعالم غير العالم، فأي مناخ تريد التسويق له والمناخ الحقيقي في غزة ولازالت الآلة الحربية للكيان الصهيوني المجرم تدكه دكا، وعلى رؤوس الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ والمدنيين العزل؟، وبتواطئي ودعم مجاني للغرب السافر الأخرق وفرجته وعجزه حتى عن الإدانة فبالأحرى اتخاذ القرار وسلوك النصرة للمظلوم بإيقاف الظالم عن طغيانه وجبروته، وإزالة كل أسباب التوتر في المنطقة والتي هي الاستعمار والاستيطان؟. وإلا ما معنى تحسين أوضاع حياة البشر وأمنهم واستقرارهم التي تتغنى به القمة كمخرج من مخرجاتها؟، أي مناخ وأية بيئة تدافع عنها  28 Cop، وجل  المباني في غزة محطمة هناك، لا ماء ولا كهرباء.. ولا غذاء ولا دواء.. ولا استشفاء..، ولا أبسط ظروف العيش الكريم والإنساني؟. أية حقوق وأية كرامة تتبجح بها قمتكم  28 Cop، وكل الناس في غزة لا تنام ولا تستيقظ إلا على متفجرات فسفورية وقنابل انشطارية وصواريخ باليسكية محرمة دوليا.. وجعلت كل البيئة البشرية هناك بين مقتول أو جريح.. مصاب أو مكلوم.. مصدوم أو مفجوع.. أو نازح أو أسير مقهور.. لا حرية له ولا وطن.. لا كرامة.. إلا العزة والإباء؟.

 

أي مناخ وأية بيئة تدعو إليها قمتكم  28 Cop، غير مناخ التطبيع الفاسد الملوث.. والمقاومة الباسلة المظفرة وكل المناصرين لها من أحرار العالم له بالمرصاد ولن يمر ولن يسود؟. غير بيئة القرار الديكتاتوري للعديد من الحكام الذين يحتقرون شعوبهم ويسحبون منهم حق المبادرة والمشاركة في القرار.. ولن تسود مثل هذه البيئة القاتلة ما دامت الشعوب حية ونبضها مهما سكنت أو استكانت هادر ثائر؟. غير مجرد رواج اقتصادي ومصادرة الموارد الطاقية للمنطقة، وطال الزمن أو قصر لن تربحوا معنا ما دام في شعوبنا روح لا زالت تتنفس المقاطعة وتستحلي المجاهدة بها، ولو سجنت أجسادها في بحر الانتاجات المحلية فهي أصيلة وأفضل بمئات الدرجات من العولمة المتغطرسة الساحقة الماحقة؟. ورغم كل الفظاعات والحماقات والقمم المتكبرة الشاردة، فلا شيء يضير لأن المقاومة لا زالت ممكنة وستظل.. لازالت الشعوب تستطيع قول لا عبر مسيراتها المليونية التي تصرخ في كل مرة "إن كان للأنظمة إكراهاتها فإن للشعوب خياراتها".. لا شيء يضير ما دام قلب العالم الغربي مليء بالأحرار والحرائر من كل الأجناس وكل الأعمار يقولون لا وألف لا للحرب والإبادة الظالمة في وجه رؤسائهم.. وفي شاشاتهم كما في جامعاتهم وشوارعهم؟.

 

وأخيرا، ما أشبه اليوم بالبارحة، بهرجة في بهرجة، وتبذير في تبذير، وسخرة مجانية بلهاء لمن لا يستحق، بل يعتبر كل العالم مجرد مزرعته وعبيده من حقه أن يستعبدهم، يجلدهم أو يبيدهم إن شاء، إنها ثقافة وعقلية و"Habitus"، 180 من رؤساء الدول.. 500 ألف طلب حضور للمشاركة.. 97 ألف حضور فعلي في المنطقة الزرقاء(الأممية/الرسمية).. و400 ألف في المنطقة الخضراء(الخصوصية/المدنية).. غياب رؤساء وحضور صهاينة.. خطب بلهاء ملطخة بدماء الأطفال والشهداء.. مخنوقة بصرخات الثكالى والأرامل.. انسحابات بالجملة على استحياء.. واحتجاجات بدموع في بلد تمنع فيه حتى الشموع؟. ماذا فعل كل هؤلاء مع اهتمامات القمة المناخية والتحديات البيئية والهموم البشرية؟.. بكم ساهمت في تضميد الأضرار المناخية في كل الدول - على فظاعتها - أفعالا لا أقوالا؟، هل حل السلم في فلسطين والعراق والسودان؟.. هل توقفت الهجرة والنزوح القسري في أي بقعة من بقع التوترات؟.. أي دولة حققت الاستهلاك المستدام لمواردها لضمان حق الأجيال؟.. إلى أي مدى تتمتع ساكنة العالم اليوم بحق السكن والعمل وحرية التنقل والإقامة وحسن الجوار وآداب الحوار؟.. كم دولة تنتهك فيها حقوق الأطفال والنساء؟.. هل هناك حرية التعبد وممارسة الشعائر الدينية للعالمين دون اتهامهم بالتطرف والإرهاب والكراهية؟.. ما حال البيئة الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقانونية...؟.. أم ما بالنا وكل هذه الخزعبلات.. يكفينا ما نالنا من السفريات والإقامات والعمولات، وما شاركنا فيه من الندوات والورشات واستمتعنا به من السهرات.. وما عاد به كل ذلك على نهج سيرنا وملفات ترقينا وفرص تسلقنا.. وقد أصبحنا بعد القمة في القمة أبطال الأرض وأبطال السماء؟.

 

ما أشبه اليوم بالبارحة، لقد مرت قمة المناخ المغربية  22 Copولم تحدث ثورة المرافق الصحية في المغرب ولا في العالم، وهي التي رفعت شعار: "مرفق صحي في كل بيت" ولم ترى النور هذه المرافق لا في البيوت ولا حتى في الشوارع والحدائق والساحات العمومية بل حتى في المؤسسات التي قد يضطر إليها المرء أحيانا فلا يجد ولو بملإ الأرض ماسا وذهبا؟، المرفق الصحي بما يعني ذلك سكن لائق لكل أسرة.. ماء صالح للشرب.. نظافة الأبدان والمكان.. إضاءة.. عمل.. وغير ذلك من ظروف العيش الكريم. وأتذكر، كم كانت صدمة أحد الصحفيين الحقوقيين المغاربة وهو يزور أنداك احدى مناطق الجنوب الشرقي ولم يجد عند أهلها مرافق صحية عصرية لائقة ولا مستلزماتها بالطبع من ماء وصابون و ورق صحي..، بل وجد عندهم مرافق بدائية ترابية بمجرد الاسم "وخلاص" لا تليق حسب فهمه بالآدميين، وإن كان هذا الصحفي قد كشف  22 Copفي المغرب بهذا النقص البيئي، فمن يكشف 28 Cop في فلسطين/غزة بل في بلد تنظيمها الامارات/دبي، بلد "التطبيع" و"الهرولة" و"الربعية" المجانية وهي أخطر الملوثات المدمرة التي لن تمحو ضررها  المستدام كل قمم الأرض والسماء، تكرر بين القوم مصير القطط التي  كانت يوما تستحم بالنفط وتتغنى بالبتر ودولار  تحت حماية الصهاينة وحراسة الأمريكان، فيوم جفت الآبار من لعابها الزعاف ماتت المسكينة اليتيمة من العطش مصلوبة على الحائط، ولا عزاء للربعيين النشامى؟.

الحبيب عكي
 

اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة