Top Ad

الأحد، 31 مارس 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

لا إصلاح بدون جبر الضرر والقطع مع الانتهاكات...وزارة التربية الوطنية نموذجا


 لا أدري،لماذا بقدر ما كانت كل القطاعات الوطنية تراهن في نجاح برامجها على قطاع التربية والتعليم،وعلى مدى عقود وعقود قد تزيد اليوم عن نصف قرن،بقدر ما كان هذا الأخير طوال كل هذه المدة وإلى اليوم قد خيب ويخيب الآمال،رغم كل المجهودات التي عرفها والإصلاحات التي شهدها والتنسيق والتعاون اللذان قادهما وكان بطلا لهما،مظاهر الخيبة وأسبابها ربما كثيرة ولكن أهمها قد يكون ما اعتاده هذا القطاع السني البهي من سياسة الأذان الصماء،ودفن النعامة لرأسها في الرمل،معتزة برأيها مزهوة بذاتها وإن رآه غيرها سفاهة و عورة مفضوحة،وأكثر من ذلك مقتنعة بعطائها ومفتخرة به وإن رآه غيرها أقبح ما ينتج الكوارث والضحايا بالجملة في صفوف الساقطين والناجحين على السواء؟؟.

واليوم،في خضم البحث عن النموذج التنموي الجديد استجابة لنداء جلالة الملك،هناك اعتراف رسمي بعد الاعتراف الدولي بفشل المنظومة التعليمية وخطورة ما آلت إليه أوضاعها وخراجها على البلاد والعباد،قال بذلك الممارسون والدارسون والأولياء والنقابيون في حينه وطالما تجوهل أمرهم واتهموا في نصحهم،وقالت بذلك التقارير الدولية والمنظمات التربوية فشيطنت بقوة وحملت على غير محملها،واستمرت المنظومة في عناد فارغ في عكس كل ما ينصح لها به أو ينتظر منها؟؟،واليوم يقول بهذا الفشل المجلس الوطني الأعلى للتربية والتعليم،ويفضح ذلك المجلس الأعلى للحسابات في البرلمان بالأرقام والإحصائيات،لكن بعد ماذا..بعد ماذا..بعدما استفحل المرض واستشرى الفساد..وبدت استحالة العلاج والشفاء والإصلاح أقرب منها إلى استمرار التدهور والانفجار؟؟،

ورغم كل شيء،فقد نصدق اليوم أن السياسة التعليمية في بلادنا كما يروج لها ستعمل عقلها وستغير من جلدها وتكون صادقة مع نفسها وتزيل عن وجهها كل الأصباغ ونظارات الوهم،لتواجه مرارة الواقع و ترى حلاوته أيضا،لأنه في الأول وفي الأخير لا خيار لها ولنا إلا ذلك،لكن بعد ماذا..بعد ماذا..؟؟،بعدما أصبح في كل بيت ضحايا هدر مدرسي بالكبار والصغار وبالذكور والإناث،وفرق ضنك من الموجزين المعطلين،لا زالت كل يوم تفشل معهم حتى التنمية البشرية في دفعهم لشيء من الاستثمار ولو في تربية الدجاح والأرانب؟؟، بعد ماذا..بعد ماذا..؟؟،بعدما أصبح العديد منهم ضحايا لشبكات التطرف والإرهاب وعصابات من "المشرملين" والمتاجرين في عصابات المخدرات و الدعارة وبارونات الهجرة السرية للمغامرة والموت في الآعالي؟؟،بعد ماذا..بعد ماذا..؟؟،بعدما تمرد الأبناء عن الآباء في سلوكهم وبعدما لم يعد الآباء يعرفون الأبناء،وكل يوم تشب بين الأسر وشباب الأحياء،حرب داحس والغبراء،طالما ذهب ضحيتها الأصول والفروع وعلى أقل شيء قد يكون مجرد دريهمات لتوفير مسكنات لغول الإدمان؟؟.

لا بأس،نتحدث اليوم عن النموذج التنموي الجديد،ولاشك أنه سيطال هذه الوزارة كغيرها من الوزارات،ولكن هل لنا أن نطمح في نموذج تنموي حقيقي يجبر الضرر الجماعي للمغاربة في التعليم جيلا بعد جيل،ويقطع مع انتهاكات الماضي والحاضر لكل الأجيال المعطوبة على حد قولهم؟؟،على أي لا نموذج تنموي جديد وبالأخص في قطاع التعليم ما لم:
1-       ما لم يعوض كل ضحايا الهدر المدرسي،الذين لم يجنوا من المدرسة المغربية في أحسن الأحوال غير محو الأمية والتربية غير النظامية بدل الدراسة الحقيقية وتحقيق النجاح؟؟.
2-       ما لم يعوض كل ضحايا الاكتظاظ والأقسام المشتركة،والأساتذة المعطوبين الذين درسوا فيها طوال عقود في أجواء حرب وعنف مستعر في كل الأوقات،ودرسوا فيها بالخمسين تلميذا وبالستين؟؟.
3-       ما لم يعوض كل ضحايا السياسة اللغوية المضطربة والمتخلفة،والمسالك الوطنية المكتظة،والدولية المسدودة الأفق فلا صاحبها يجد لها امتداد في الجامعة ولا طريقا وإمكانا لاستكمال دراسته في الخارج؟؟.
4-       ما لم يعوض كل ضحايا الحرمان من الأنشطة الموازية وفضاءاتها،فاكفهرت في وجوههم المؤسسات التعليمية،ولم يعرفوا فيها شيئا مما يسمى الحياة المدرسية،غير فساد المزاج وبذاءة الكلام وعنف وقسوة أجيال بكاملها؟؟
5-       ما لم يعوض كل ضحايا غياب منهج تفكير سليم خلاق،فاستأنسوا وهم أطر اليوم والغد بالبساطة والتفاهة وأحلام اليقظة ومنوا النفس بالكسب والوصول ولو بالغش الذي يعتبرونه حقا من حقوقهم يغنيهم عن أي مثابرة واجتهاد؟؟
6-       ما لم يعوض كل ضحايا الضحالة والبطالة والبطالة المقنعة،وبالأخص من أصبحوا على قلتهم وكثرتهم وقود عصابات التطرف والإرهاب وشبكات "التشرميل" والمخدرات وعصابات الدعارة والهجرة القسرية..؟؟.
7-       ما لم ينصف ضحايا النظامين والزنازن من الأساتذة والعاملين في العالم القروي وضحايا التعاقد الاضطراري وضحايا التقاعد "البنكيراني"،وضحايا المنع القهري والعملي من متابعة الدراسة الجامعية؟؟.
8-       ما لم ينصف ضحايا الأمراض المزمنة نتيجة التوتر والضغط التعليمي،وضحايا التفكك الأسري نتيجة عقم الحركة الانتقالية على مدار السنوات،وضحايا الإدمان الدهري والقهري على القروض العقارية والاستهلاكية للأبناك..؟؟.
9-  ما لم ينصف ضحايا غياب النقل المدرسي وغياب أو قلة الداخليات للإقامة والإيواء والأحياء والمنح الجامعية الهزيلة والمنعدمة مما اضطر ضحاياها إلى الانقطاع عن الدراسة وخاصة الإناث في العالم القروي؟؟.
10-  ما لم ينصف ضحايا غياب الخدمات الترفيهية الشتوية والصيفية للعاملين في القطاع وأبنائهم،وضحايا رداءة الخدمات الاجتماعية على عكس بعض القطاعات الأخرى التي تزخر بأنديتها وحفلاتها وحافلاتها ومقتصدياتها ورحلاتها ومخيماتها...؟؟.

         هذه بعض الضمانات التي يمكن أن تقنعنا بأن هناك نموذج تنموي جديد وإصلاح تعليمي صحيح،لكن مع الأسف ما أبعدنا اليوم عن هذا الحلم،ليس لأنه مستحيل أو أنه لا نملك أمكانياته،بل ربما فقط لا نملك إرادته وإن إرادته لأسهل من سهلة؟؟،وها هي الوزارة الحليمة تعود إلى عادتها القديمة في عز صخب المناداة بالتغيير،فتفرض العودة إلى فرنسة المقررات العلمية دون مقاربة تشاركية،بل وضدا على رأي المجلس الأعلى للتعليم وقانون الإطار والتدابير الأولية للإصلاح..؟؟،وها هي "تبغرر" و"تغربب" بعض مقرراتها الدراسية،وتصبغ تجاعيد وجهها وتطلي حيطان أقسامها بدل توفير العتاد التجريبي والوسائل التعليمية قبل ذلك في الأقسام،واليوم تفتقت عبقريتها عن "ساعة إضافية"،تضيفها إلى فئران التجارب متى شاءت وتسرقها منهم متى شاءت،حتى "تلخبطت" في المعاصم والحيطان كل الساعات،و توقفت في البحور والمحيطات كل البوصلات،وكأن كل الإشكالات في مجرد التوقيت،وأخيرا تمكنت الوزارة العبقرية من ضبطه بصفة نهائية،فأصبح التوقيت الصيفي بقدرة الوزارة شتويا وصيفيا على الدوام؟؟

            وها هي تخوض في كل الأزقة والشوارع،معركة الوهم والجبر والكسر والسحل مع الأساتذة ضحايا التعاقد بكل جهالة القمع والتهديد والوعيد وكأنهم مجرد عبيد مستخدمين في مزارعها،وليسوا أطرا كفئة لهم حقوق ومطالب مشروعة ينبغي لهم بشأنها الاستماع والإنصاف...أم أننا بعد عقود وعقود أخرى من الهذر التربوي والسياسي سنضطر مرة أخرى وبكل أسى ومرارة إلى جولات جديدة حول الإنصاف والمصالحة،في الشأن التعليمي على الأقل؟؟،"ماشي في الخنق كاين الحق...ماشي في الخنق كاين الحق"؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الاثنين، 25 مارس 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

إضراب..تلميذ..وأستاذ


       لعل الحكومة المغربية تفتخر بأن من أعظم إنجازاتها أنها استطاعت بحزمها توقيف الإضرابات المتوالية والاضطرابات العشوائية،وأنها سنت قانون الأجر مقابل العمل،والعمل مقابل التكوين،والتكوين مقابل المبارة،وغير ذلك مما لم يبقى منه شيء اليوم على أرض الواقع غير الإضرابات المستفحلة والاضطرابات المسترسلة،والتي لا تكاد تنجو منها أية فئة أو جهة أو قرية أو مدينة،هذا رغم قانون الإضراب الذي لم يترك قيدا فظيعا إلا وأشهره في وجه المضربين،بشكل تستحيل فيه حركتهم بأي حجم من الأحجام أو شكل من الأشكال،وكأن الإضراب جرم الجرائم في هذا البلد وليس حقا دستوريا،أو أننا في بلاد لينينية المغانم ستالينية المظالم؟؟.

         ولعل الإضراب اليومي الأبرز والذي تكاد لا تنتهي حلقات مسلسله الفرجوي المأساوي،هو إضراب رجال ونساء التعليم،بكل أسلاكها من الابتدائي إلى الجامعي،وبكل فئاتها من الأساتذة إلى المديرين،إلى المتصرفين إلى الدكاترة المتعاقدين منهم والرسميين؟،وإن كانت الموجة الأخيرة وهيجانها للمتعاقدين،ترى لماذا تضرب كل هذه الأصناف من البشر على التوالي،أو على الأصح من يجبرها على ذلك إلى حد الغواية والإدمان؟؟.في الحقيقة لقد تراكمت كل القضايا والملفات،وبقيت العديد من المشاكل عالقة،وزادتها سياسة المسؤولين المتوالين على القطاع استفحالا وتعقيدا،بما اعتادته من الاستفراد بالقرار وفرضه بالقوة والإجبار،تارة بالمقاربة الزجرية والأمنية المباشرة،وتارة بالتجاهل والإهمال أو التماطل والمراوغة،وتارة بتهريب النقاش وتمييع الحوار،أو إصدار المذكرات الإلزامية و فرض توقيع العقود...،وهكذا وهكذا إلى أن انفجرت كل الملفات الحارقة شكاوي وبلاوي لا تطاق؟؟.


         يقال أن الإضراب مهما كان شكله ومهما بلغت حدته،من تعليق الشارة إلى التجمهر ورفع الشعارات إلى المسيرة والاحتجاج إلى الإضراب عن الشغل وعن الطعام..،فهو لا يخرج عن كونه تعبيرا سلميا للمطالبة بحق مشروع أو لفت انتباه إلى ملف معين ينبغي تسويته أو إعادة النظر فيه بما يحقق بشأنه مزيدا من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والإنصاف والرقي بإنتاج المؤسسات،وهو شيء ممكن كلما توفرت الإرادات وسلمت النوايا؟؟،ورغم ذلك فقد جاء في قانون الإضراب الذي لا يزال راكدا في دواليب البرلمان سنوات بل ولايات،ما يجعله جرم الجرائم وكأننا في دولة شيوعية لا تؤمن به إطلاقا؟؟:لا لإضراب مفتوح/لا لإضراب سياسي/يمكن لرئيس الحكومة إصدار قرار المنع/لا لإضراب بالتناوب/لا لإضراب تضامني/لا لإضراب يخفض الإنتاج/لا لإضراب مرفق باعتصام/لا لإضراب مصحوب بمسيرات/لا لإضراب فجائي/لا لإضراب قبل المفاوضات/الإضراب فقط للنقابات الأكثر تمثيلية عبر الوطن/لا لإضراب لا يضمن الحد الأدنى من الخدمات في القطاعات العمومية/يمكن الاقتطاع من أجور المضربين خلال الإضراب/يمكن تسريح العمال المضربين وتعويضهم بغيرهم خلال إضرابهم...؟؟.

         ورغم كل هذه القيود المجحفة،كيف لا يضرب الأستاذ وهو يرى نفسه قطب الرحى في القطاع،ورغم ذلك يهمش رأيه في القطاع ولا يشفع له في ذلك كونه ممارس في الميدان وذو خبرة أدرى بالصالح من الطالح العام،هل كان الأستاذ ليقبل بالاكتظاظ في الأقسام؟،هل كان راضيا عن الخريطة المدرسية التي ينجح بموجبها من يستحق ومن لا يستحق؟،هل كان مقتنعا بحجم الفقر المتفشي في الوسائل التعليمية في المؤسسات؟،هل يقبل بإدارة مؤسسة أو عدة مؤسسات من طرف مدير واحد؟،هل يقتنع بالإشراف التربوي دون وسائل ولا اعتمادات ولا تكوينات؟،هل رضي بالمنع من متابعة الدراسة الجامعية أو الترقي بالشهادات والإجازات..؟،هل التفت المسؤولون إلى شيء من هذا إلا بعد هدر عقود وعقود من الزمن السياسي وأجيال وأجيال من الهدر المدرسي والعبث المهني؟؟،فلماذا ولصالح من يراد اليوم أن تتكرر تجربة الهدر المرة مع مستجدات مشؤوم التعاقد ومغبون التقاعد؟؟.


         من المخجل حقا أن تفر الدولة من تحمل بعض التكاليف البسيطة التي لا تكلفها غير بعض الدراهم مما قل أو كثر،لتجد نفسها غدا وجها لوجه مع تكاليف باهضة تأتي في الأول وفي الأخير على الأجيال وترهن مستقبل الجميع على كف عفريت،على قول المثل:"لا أرضا قطعت ولا ظهرا أبقت"،أو على قول المثل الدراجي:"فلوس اللبن داهم زعطوط"؟؟،لقد مرت البلد الجار بنفس مرارة الإضرابات التعليمية الحادة والمسترسلة،وبنفس عقلية التحدي والعناد واستعراض العضلات والتقشف على المواطن والسخاء على صندوق النقد الدولي..،اقترحت وزيرة التعليم في الجارة الشقيقة آنذاك ترك رجال التعليم في إضراباتهم والاستغناء عنهم بتعويضهم ب C.D يتضمن تسجيلات بمختلف الدروس،ويوزع على التلاميذ قصد المواكبة؟؟.كم كانت تكلفة C.D لمن وهبت لهم الصفقة؟، كم من الأرياف تتوفر على الربط الكهربائي؟،كم من الأحياء تتوفر على أندية الأنترنيت؟،كم من التلاميذ يتوفرون على حواسيب خاصة أو على دريهمات "السيبيرات"؟، وكم..وكم..وكم؟؟.

         واليوم،والشيء بالشيء يذكر،وزير تعليمنا المحترم يقول سنكلف الأساتذة العاملين بتعويض الأساتذة المضربين؟؟،ولا ندري هل لديه 50 أو 70 ألف أستاذ؟،هل لهؤلاء الأساتذة استعمالات الزمن مخففة تسمح بذلك،و"مساره" قد فرض عليهم الحصص الكاملة؟،هل لديهم رغبة في ذلك على الإطلاق بتعويض أو بغيره؟، هل تشاور معهم أصلا،هل يجد لهم مرجعية قانونية من أجل ذلك غير الاستفزاز والاستخفاف و الهروب والتهريب والتحكم والفساد؟؟،قسما بالله،إن ما تعرفه البلاد من إضرابات العباد،لكارثة ما بعدها كارثة،فهؤلاء تلاميذ يقولون لأساتذتهم مبروك علينا وعليكم الإضراب،لا ينبغي علينا أن نعمل وحدنا وغيرنا مضرب،وكأن الأساتذة قد تعجبوا وتساءلوا أهناك مضربون غيرنا؟؟، فأجاب التلاميذ:"نعم،وما أكثرهم،من فرضوا علينا توقيتا لا يناسبنا؟،ويخططون لفرض رسوم تمدرس لا قبل للآباء بها؟،من يصدموننا بفقر العتاد التجريبي في المختبرات..،ويستكثرون فينا بعض فضاءات الأنشطة في المؤسسات..ومن حرمونا من الداخليات والمنح في الجامعات و النقل عبر الحافلات،وكل يوم ندخل من أجل هذا في دوامة ومتاهات..أليسوا مضربين"؟؟،كارثة أن تسيل دماء الأساتذة  المربون على المباشر في كل النشرات وعلى كل الشاشات وكأنهم مجرمون رموز الفساد وأعضاء العصابات،وكارثة الكوارث أن ترى الأستاذات الفاضلات قد فقدن الثقة في مهنتهن في بلدهن في حلمهن واستقرارهن..في كل شيء ولم يبقى لديهن إلا أن يصرخن ملأ حناجرهن في الشوارع،لا بل ويجهشن وينهرن بالبكاء الصامت والهستيري وهن يشعرن بكل احتقار الدنيا والآخرة،فأي تعليم هذا الذي يخرج مثل هذه النماذج ..وأي سياسة تفتخر بمثل هذا الهراء والفقاقيع؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

دردشة هادئة مع سيدة نيوزيلاندية


         في مصادفة عجيبة ومفارقة غريبة وفي نفس اليوم الذي وقعت فيه أحداث الرعب على المسلمين في مسجدي نيوزيلاندا،حلت ببلادنا الطيبة الآمنة سائحة نيوزيلاندية شابة،في احتفاء بريء بصداقتها مع شاب مغربي،كان قد تعرف عليها عبر التواصل الافتراضي،أثمر بينهما من الود والتعارف ما أثمر،مما حملها على قطع مسافات بعيدة من أقصى الأرض إلى أقصاها،وعلى تلاق هادىء ودافىء رغم اختلاف العادات والثقافات واللغات والمعتقدات؟؟. Hello Sister..WeleCome to our contry..Nice to meet you..Enjoy your Vacation.. ... اذهبي يا رائعتي حيث يرتاح قلبك فالقلب دليل،اذهبي وحلقي حيث ترغبين يا فراشتي،حيث تشعرين بالحب والأمن والاطمئنان،فالنور للنفس ضياء والجسد من غير الحب عليل،لا تأخذي اتجاه أنت مجبرة عليه،لا تمكثي في مكان أنت مستوحشة فيه،كوني جزء من شيء يعجبك أنت حتى وإن كنت فيه وحدك،فأنت في بلاد المسلمين،أنت في بلادنا الآمنة المطمئنة،أنت في بلادنا الرحبة الخلابة المضيافة،أنت في بلاد المغرب؟؟.

         معذرة سيدتي،وقد طفا علينا اليوم بعض التشويش الذي تعرفه بلادك،وبلاد الغرب على عموم المسلمين،ومعذرة على الصورة النمطية والكليشهات الإعلامية المغرضة التي تصنع ذلك،معذرة على تصوير المسلمين على غير ما هم عليه،على غير حقيقتهم،مما يحمل العنصريين الجبناء على مزيد من الحقد والكراهية،وإلصاق خسائس التطرف وعنف الإرهاب بنا وبديننا دون غيرنا؟؟،أعتقد أنك ترين الآن وبأم عينيك نعمة الشمس مشرقة في بلادنا بدل ما تسدلون عليها من الظلام،ورحمة الأمطار تغطي أفق السماء وقد بللت كل السهول والجبال، ورقة الندى على أوراق الأشجار وشواطىء البحار،والنحل في هذا الربيع يتجول على الورود ويتغذى برحيق الأزهار،ودفىء الابتسامة للحياة على محيا العباد في الحواضر والواحات على امتداد البلاد،هل رأيت كم لسنا بلدان الصحاري الجرداء ولا بلدان البداوة والجفاف والجفاء،نحن أيضا ككل الكائنات نضحك ونبكي،نفرح ونتألم،نعمل ونأمل،وفينا من النواقص ما فينا ولدينا من التحديات ما لدينا،فلماذا تأبون إلا أن تكرر بيننا حكاية شكسبير وتاجر البندقية،فلئن كان المسكين قد عيره شكسبير بما فيه من البخل والجشع فأثار شفقتكم،فأنتم اليوم تعيروننا بما فينا وما ليس فينا ولا نثير فيكم شيئا؟؟.

         ويحي كيف أحدثك عن الإسلام والمسلمين وأنت في بلادهم،شددت الرحال إلى أحد أبنائهم، تتجولين معه حرة طليقة،رغم ما ارتكبه بعض بني قومك ضد بعض بني قومه في بلادك من مجازر بشعة لا زالت فيها دماء المصلين المسلمين ساخنة فوارة تتأوه على السجاد وخلف الأعمدة في كل أركان المساجد،تشكو بثها وحزنها وغدرها إلى خالقها وقد طعنها على ظهورها الطاعنون؟؟،ورغم ذلك لم يأخذك أحد بجريرة الآخرين،ولا رهينة بدل المجرمين،ولا أحد كما يدعون في أفلامهم ويتوجسون في أحلامهم وكوابيسهم،لا أحد فرض الإتاوات على الأرزاق ولا وضع السكاكين على الأعناق؟؟.كيف أحدثك عن المسلمين وأنت التي خبرتهم في بلادك التي كانت وينبغي أن تبقى بلاد الأمن والهدوء والحرية والتعدد رغم كل شيء،هل دخلوها بقوة؟،هل أصبحوا فيها قوة؟،هل فرضوا فيها شيئا مما كبر أو صغر بقوة،فكيف بالتوحش والدعشنة؟؟.


         نحن يا سيدتي،قوم نعبد الله ونمتثل أوامره ما استطعنا،نحن قوم نحاول فعل الطاعات ما أمكننا فنكون صادقين، أمناء،جادين،طيبين،مخلقين..،ونتجنب المعاصي ما وسعنا،فلا نزني،ولا نسرق،ولا نشرب الخمر أو نخون الود أو نقطع الرحم..؟؟،نحن كما قال "ربعي بن عامر" ل"رستم" قائد الجيش الفارسي:"نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من العباد -من شاء- من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام،ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة"؟؟،نحن قوم لا ينهانا الله عن الذين لم يقاتلونا في ديننا،ولم يخرجونا من ديارنا،أن نبرهم ونقسط إليهم،ونأكل أكلهم ونشرب شربهم ونتزوج نسلهم ونحفظ عهدهم..،"شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم"؟؟.

         أعرف يا سيدتي،أنكم استطعتم وتستطيعون رفضنا ولفظنا وترويعنا وإرهابنا واتهامنا وسجننا وطردنا وقتلنا وكل شيء،في فلسطين والعراق واليمن وفي روهينجا ميانمار و إيغور الصين مع "بوش" و "بغين" و"ترامب" و"ترانت" وغيرهم،ما دامت أمتنا أمة المليار لا تتحدث أكثر ما تتحدث إلا في الفراغ،ولا تبالي أكثر ما تبالي بغير الدرهم والدولار؟،ما دام حكامنا وساستنا في مجملهم لا يحرصون إلا على تبعيتكم وخدمتكم خدمة العبيد وبمجرد نيل الرضا،رضاكم طبعا؟،وأبناء الأمة من يأسهم وقلة حيلتهم يسعون إلى الهجرة عندكم سعي الفراشات إلى النور وفي النور حتفها وحرقها؟،ما دام علماء البلاط يرون دفاع الشعوب عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية سياسة مرفوضة وتمردا وعقوقا لا تدافعا مشروعا وتنمية وحقوقا؟،ما دام شباب المهجر كشيوخهم،ورغم تجنسهم واندماجهم يعزفون عن المشاركة في الانتخابات والشأن العالم لدول الاستقبال،فلا يسمحون بذلك إلا بصعود اليمين المتطرف وسياسته العنصرية المفلسة؟؟،

         وكما يقال سيدتي،هل وطأت قدما عيسى عليه السلام يوما أرضكم؟،ألم تهاجروا إلى بلدان الآخرين كما هاجر الآخرون إلى بلدانكم؟،ألم يكن المهاجرون يوما ولا زالوا وقودا لحروبكم،وسواعد لاقتصادكم ولبنات لعمرانكم نادلين في مقاهيكم عمالا في مناجمكم،يؤكلونكم الخبائز البيضاء بأياديهم السوداء؟،هل تسمحون لهم اليوم مشكورين بالتجنيس والمواطنة والاندماج،والدراسة العليا والتجمع العائلي لتحاصروهم مقابل ذلك ضد الزلازل والبراكين وتفرضوا عليهم بذلك الموت في الداخل وفي الخارج؟؟،فشيء من التعقل من فضلكم،يا ضمير العالم ويا فضلائه،شيء من التعقل فقد كفانا من الحقد والكراهية،كفانا من الإسلاموفوبيا المجانية ومن العنصرية البزنطية،كفانا حرب دماء وأشلاء يذهب ضحيتها الضعفاء والأبرياء؟،أليس العالم يسع الجميع ويمكن أن يعيش فيه الجميع متعاونين مع الجميع ومن حقه؟،ولكن هل يمكن ذلك بالاقتتال والعولمة المتوحشة وأسلحة الدمار الشامل؟،أم يمكن فعلا،بنبذ الحقد والكراهية والعنصرية ونشر العلم والمعرفة والانفتاح والتسامح والتعايش،ومحاربة التطرف والعنف والإرهاب؟،ذلكم مقصد ديننا أيها الفضلاء وهو القائل:"كلكم لآدم وآدم من تراب"،Our condolences to the martyrs of the massacre.. Our solidarity with New Zealand against terrorism.. Nice to meet you..Baye ؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

السبت، 9 مارس 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

والله،إننا نستحق حياة أفضل،وبالإمكان ولكن؟؟


       والله،إن قلوبنا وألسنتنا وجميع حواسنا ومداركنا،لا تسعفنا بأي شكل من الأشكال،أن نصدق كل هذه الرداءة والهشاشة والفوضى التي نعيشها اليوم في هذا البلد الطيب الحبيب،وفي مختلف المجالات ومع العديد من الفئات والهيئات،مما لا يدفع بنا إلا إلى مزيد من اليأس والقنوط والاحتقان،والاعتقاد الراسخ في أن البلد قد سقط بلا شك وبالتأكيد في متاهات التخلف وتكتم أنفاسه كل حبائل الأزمات المزمنة وخيوط المعضلات المتفاقمة؟، نرفض بشدة هذا الشعور السلبي المحبط القاتل،خاصة إذا نظرنا إلى الوجه الآخر من العملة المغربية الثمينة والناذرة،والنصف الآخر المملوء من الكأس،وغيرها من الثوابت التاريخية،والانجازات التنموية المتتالية،والتي تشير كلها إلى أن المغاربة ليسوا كما هم اليوم ولن يكونوا يوما كذلك،وأن بمقدورهم وإرادتهم وتوافقهم وممكناتهم وتضامنهم رفع كل التحديات وكسب كل الرهانات؟؟.

         أعتقد كلنا ينادي بالنموذج التنموي الجديد،الذي يمكن أن نتجاوز فيه إخفاقات النموذج الحالي،والذي يمكن أن تتحقق فيه نوع من العدالة الاجتماعية والتضامن والإنصاف،ولكن،عندما نجد كل هذه المعارك الهامشية والبزنطية،والتي كل يوم تطحن المواطن البسيط وتحط من كرامته وتشقي عليه حياته المزرية وتهضم عليه حقوقه المشروعة،إلى درجة أنها تبقيه متعثرا متوترا على الدوام،ولا تبقي له أية فرصة للنهوض وللحفاظ على آدميته وإنسانيته كبقية المخلوقات،فبالأحرى فرصة نيل حظه من الثروة والتنمية والترقي الاجتماعي بشكل عادي وقانون واضح،لا يمكن التلاعب به ولا يمكن جعله في صالح ومصالح فئة دون غيرها ممن لها نفس الحاجات والمواصفات والمؤهلات والتضحيات؟،عندما نرى هذا فأبشر بنظام قديم جديد لا يؤسس لغير التيه والاضطراب والضرب بعمق في كل أحلام ونضالات تحقيق العدالة الاجتماعية التي هي أس وأساس التنمية والاستقرار والرقي والأمن لكل شعوب العالم؟؟.

         وأعتقد كذلك كلنا يؤمن بأن كل هذا التردي والهشاشة التي تجتاح حياتنا إنما تعود في جانب أساسي منها إلى التردي الذي ما فتىء يجتاح المدرسة المغربية،وبالتالي ضرورة النهوض بمنظومة التربية والتعليم وإصلاحها كخيار تنموي استراتيجي وبشكل لا يقبل التمويه المعهود ولا التلاعب بمستقبل الأجيال والوطن؟،ولكن، عندما نرى المعلم الأستاذ قد أخرج من القاعات والمؤسسات،ويصرخ حانقا في كل الطرقات وأمام كل الهيئات،عن حقه المشروع في التكوين المتين والتوظيف الرسمي والاستقرار المهني والاجتماعي،ولا يجد من المسؤولين غير الرفض والاضطهاد والتجاهل والإصرار على غلق باب الحوار،في محاولة يائسة لإذلال المتضررين المنتفضين وفرض الألم والمعاناة عليهم والاشتغال في مرارة الأمر الواقع؟؟.لا لشيء إلا بهدف تقليص كتلة الأجور والتقشف على الناس،استجابة لضغوط وشروط الهيئات الدولية المانحة،طالما غلفناه بهاجس الإصلاح والحرص على المصلحة،ولا ندري متى كان هذا الإصلاح التعليمي ولا هذه المصلحة الوطنية في إهانة الموظف وغمطه حقه وهو الذي أعطى في المدن والقرى والأرياف والجبال ولم يبقي عليه من الأمر شيئا؟؟.

         ومما لا شك فيه أن الجميع يفتخر بمكتسبات المغرب في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان والمفهوم الجديد للسلطة الذي يعتمد على سياسة القرب والمقاربة التشاركية،وأن الدوائر العليا طالما وقفت بالتصدي لتقارير المنظمات الحقوقية الدولية حول البلد واتهامها بالانحياز والمغالطات؟،ولكن،عندما تصبح مقاربة المقاربات في حل الأزمة التعليمية والصحية والتشغيلية والسكنية وغيرها من الإشكالات الإدارية والاجتماعية،هي المقاربة الأمنية التي لا يستنكف فيها رحال الأمن المحترمين على قمع إخوانهم وأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم في المظاهرات وتفريق الاحتجاجات..بالركل والرفس والسحل..بكسر العظام وإسالة الدماء وإجهاض الأجنة..بالمطاردات الماراطونية والمواجهات الهوجاء والاعتقالات المجانية..في كل الحواضر والبوادي..في كل الأزقة والشوارع..في كل الجهات والعمالات والولايات..أمام مقرات كل الهيئات والمؤسسات وعلى رأسها مقرات البرلمان في العاصمة،والذي أصبحت الأحداث اليومية والمؤلمة لوقفاته الاحتجاجية ومظاهراته الفئوية المادة الدسمة والمخجلة لكل المواقع و وسائل الإعلام ونشراتها الإخبارية في كل الفضائيات؟،أليست هذه المقاربة الخطأ في المعركة الخطأ بالأسلوب واللوجستيك الخطأ؟؟.

      نحن نستحق حياة أفضل،وبالإمكان وبالإمكان جدا،ليس بما سعينا ولازلنا نسعى إليه من تنظيم كأس العالم،ولكن فقط وفقط:
1-إذا لم يتولى أمرنا مسؤولون بعقلية تدبير القطيع،آخر ما يعيرونه الاهتمام هو رأي أبناء الشعب؟،فإذا صاح منهم أحد أو صرخ أو حتى انفجر،فإنما ذلك عندهم بغرض الزيغ والعصيان ولابد له من الضبط والتأديب و لو بالتجاهل والنسيان،ولو بتهريب النقاش وتفريغ الملف من حقائقه وكأنه قضية عنف وأمن خطير أو تطرف أو مخدرات،على اعتبار أن لا وجود أصلا للمشاكل في سياستهم "العام زين"،وأن كل طائر مذبوح مهما تلوى من الألم فإنما عند هؤلاء من الفرح والطرب يرقص؟،وقبلهم ومعهم أيضا مسؤولون خبزيون متنكرون ممن يدبجون قوانين السيطرة والتحكم هذه بكل برودة أعصاب،بل وبفخر واعتزاز وإن كأدوات تنفيذ،وكأنهم لم يسعوا يوما إلى التحرر من القيد الإداري وإلى الترقي الاجتماعي ومن أجلهما انتهزوا كل الفرص وركبوا كل الصيحات،فما بالهم اليوم يصرحون بما لا يصدقونه حتى هم أنفسهم،التعاقد فرض..لم يفرض..والنظام الأساسي هو نفس نظام الأكاديميات..هناك حرية وتكريم وليس تهديد وإهانة؟،وكأن كل سعيهم في مصالحة المواطن مع الإدارة هو إحكام الخناق عليه،والقذف بكل كوارثها في وجهه،وعدم السماح له حتى بالشكوى فبالأحرى التظاهر والإنصاف،ما بال شعارهم فرعونيا:"ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"غافر/ 29؟؟.

2- إذا لم تكن رؤيتنا للإصلاح كرؤيتنا للفساد،أولم تكن لنا الجرأة اللازمة والكافية لليقين بأن إصلاح التعليم لا يمكن أن نحقق فيه أي نجاح وتراكم بالدوس على كرامة أهم أركانه وأعمدته ألا وهي العنصر البشري،ألا وهو رجل القسم والممارسة اليومية في الميدان،النظام الأساسي صلاح إذا أصلح،والتعاقد فساد إذا لم يصلح،وكفانا من المغالطات،التعاقد يناسب الدول التي يتوفر فيها الشغل على كفى من يشيل،يمكن أن يطرد فيها المرء من شغل ويجد بدله عشرة أفضل وأرقى،وليس يناسب المغرب الذي يشيخ فيه المتخرجون،ويجتازون فيه عشرات المباريات والمقابلات وبالمئات والآلاف،ولا يجدون أية فرصة ولو ب"الريق الناشف"؟،وإذا ما وجدوها ففي الهجرة القسرية والمغامرة في الأعالي أوبشروط إذعان وإذلال مجحفة لا تغني ولا تسمن من جوع فبالأحرى أن تكفيهم المتطلبات والحاجيات والأسعار الملتهبة؟،التعاقد في المغرب تعقيد ومتاهات قهر واحتقار وعنف ومغالطات وإضرابات واضطرابات،فهل نريد التعقيد أم نريد الإصلاح،لنا ذاكرة،لقد أدمجنا الأساتذة العرضيين في وقت سابق فاستقرت أحولهم،وتعاقدنا مع حراس الأمن في المؤسسات"Sécurités" ولا زالوا غارقين بالقروض الاستهلاكية المسترسلة،ومنهم من لإتمام شهره يضطر لإراقة ماء وجهه والتسول بشكل من الأشكال،لنا ذاكرة..لنا ذاكرة يرحمكم الله؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة