Top Ad

الأحد، 30 يوليو 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

بين سلطان الهاتف وهاتف السلطان


 1 - هواجس وتعليمات:
         يقال والله أعلم،أنه لا شيء سبب ويسبب الفشل الذريع للتنمية المستدامة والعادلة في بلداننا المتخلفة،أكثر من عادة المسؤولين العمل في مكاتب مكيفة والاكتفاء في الغالب بإدارة الأشغال وتدبير التدخلات منها عبر الهاتف بدل النزول إلى الميدان والتواصل المباشر مع الناس والعمل على حل مشاكلهم كل حسب الحاجة والإمكان؟؟.لذا فقد طلب أحد الوزراء الجدد في الحكومة الجديدة،من كل مندوبيه وكل مديريه ومسؤوليه،ضرورة إغلاق الهواتف والخروج من المكاتب وارتداء أحذية العمل والقبعات الواقية،والنزول إلى الميدان للتواصل المباشر مع الناس بتفقد أحوالهم والاستماع إلى همومهم وحل مشاكلهم حسب الحاجة والإمكان؟؟،فالمهم أن تتحرك العجلة الصحيحة في الوقت الصحيح بالشكل صحيح وفي الاتجاه الصحيح،وليس من سمع في تحريك العجلة التنموية كمن رأى وعاش وعايش ودفع و دوفع ودافع،فلماذا سنكتفي من كل ذلك بمجرد التقارير والإخبارات أو ننتظر بعض الاحتجاجات الغاضبة لنواجهها ببعض المذكرات الزجرية و قد أصبحت لا تنفك عن سياستنا الداخلية المعهودة،سياسة العصا والجزرة والأمن الضيق؟؟.

         وفعلا،يظهر أنه بقدر ما كان الهاتف نعمة وميسرا في العديد من الأعمال الإدارية والتدبيرية وغيرها،بقدر ما بالغ اليوم بعض المسؤولين في استعماله وبشكل مفرط فأصبح ولاشك عائقا حقيقيا أمام التسيير الإداري الميداني والتدبير التنموي الفعال  وعلى أكثر من صعيد وفي أكثر من قطاع ومجال؟؟.فما بالك إذا أضيفت إلى هذا الهاتف السحري الساحر الرنين الرنان  كل تلك الترسانة الفارهة الفارغة أحيانا من الحواسيب الثابتة والمحمولة والشبكات العنكبوتية المغلقة والمفتوحة والسيارات والإقامات والسائقين والكتاب والكاتبات التي لا ترد في الغالب حتى تكلفتها المادية الشهرية فبالأحرى أن تكون لها قيم مضافة وعائدات تنموية حقيقية ومقنعة؟؟.استعمال الهاتف عند العديد أو البعض من المسؤولين قد انحرف انحرافا شديد الخطورة،ليس من حيث مكالماتهم التي لا تضاهيها في الطول مكالمات،ولا من مكالماتهم عبر الهاتف الثابت لا يقطعها إلا الإبحار في الشبكة العنكبوتية للهواتفهم المحمولة،والدردشة فيها هروبا وتنفيسا عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟؟.

            وكم تكون حسرة المواطن كبيرة أن يظل مثلا يوما كاملا أمام مكتب مغلق لمسؤول  يرجوه قضاء أغراضه كل الرجاء،ولا يلبث الحارس البواب كل حين يصده عن الدخول إليه، بحجة أن السيد المسؤول المرموق في مكالمة هاتفية ولا ينبغي إزعاجه،لكن الانتظار قد يطول والدوام قد ينتهي ولا تنتهي المكالمة الملاكمة للسيد المسؤول إلا بخروجه تخفيا عبر الباب الخلفي،،ليكتشف المواطنون الضحايا المنتظرون طوال اليوم أمام الباب في الخارج،أن السيد المسؤول إنما حسب نفسه في راحة من المسؤولين الكبار وضغوطاتهم فتعسف على المواطنين الصغار وانتظاراتهم،فمكث طوال اليوم في مكالمة ربما مع حليلة أو خليلة؟؟. نعم ليس هناك انحراف أخطر في استعمال الهاتف من سلطة التعليمات وتسلطها،ففي التعليمات يسبق الهاتف الهاتف،ويرد الهاتف على الهاتف،ويقمع الهاتف الهاتف،ويلغي الهاتف الهاتف،ويخرب الهاتف مصالح الهاتف...،فما بالك إذا كانت المهاتفة بين هاتف وهاتف،هاتف ثابت وآخر نقال،أو بين هاتف ذكي محتال وآخر غبي مختال،ودائما يصيح الهاتف المتسلط في وجه المسلط عليه:"أنا قلت لك..أنا الذي أقول..اسمع اسمع..هذه أوامر..والأوامر للتنفيذ..انتهى الكلام"؟؟.

2 – هاتف مسؤولكم غير مشغل:


            تغلق السماعة في وجه المواطن المغبون،ويسقط في يده،و إذا ما حاول الاعتقاد في أهمية الهاتف وقضائه للمهمات المدلهمات، وتمكن من الحصول على رقم هاتف المسؤول بعد جهد جهيد،ولم تسعه فرحة الأرض والسماء ،فإذا ما حاول النداء على صاحبه صدمه على غير المتوقع ذلك الصوت الملائكي الذي لا يعرف من قضايا الناس غير مقدار مداخيلها و طول استهلاكها فيصفعه برده المخيب المرلم:"خط مخاطبكم غير مشغل..أو لا يوجد أي مشترك في هذا الرقم الذي تطلبونه..أو في أحسن الأحوال يتعذر الاتصال بمخاطبكم اللحظة ويرجى ترك رسالة لمخاطبكم بعد سماع الإشارة..فيبالغ المواطن المغبون في تشبثه بالأمل،و ترن الإشارة ويترك رسالة لا أرضا تقطع ولا ظهرا ولا وقتا ولا أعصابا تبقي"؟؟.والأدهى من ذلك أن تحملك رجلاك على عجل إلى مثل هذا المسؤول المستهتر وتقتحم عليه مكتبه المكيف في وجل،ولا يكتفي حتى قبل أن ينظر في ملفك أو يستمع لطلبك،إلا أن يجيبك بكل برودة أعصاب ومن تحت نظارات أبعاد،وكأن بواب مكتبه الخاص أو المرشد بالمدخل العام  قد أخبره بتفاصيل الملف عبر الهاتف بل وقضى فيه قضاء غير قابل لا للنقض ولا للإبرام،فلا يزيد عنك بغير جملة ممسوجة:"أنظر المكتب الفلاني في الإدارة الفلانية،فهو المسؤول"؟؟،

ويحمد الله أن وجده هذه المرة ويحمد الله أكثر أن تجاوب معه ويحمد الله أكثر وأكثر أن أرسله فقط إلى إدارة أخرى في نفس المدينة ولم يرسله إلى إدارة مجهولة في الرباط العاصمة؟؟،ولكن ما أن يخرج من عنده يقصد الإدارة المطلوبة والمكتب المعلوم في القيادة والباشوية أو في العمالة والولاية،حتى يسبقه هاتف نفس المسؤول إلى صاحبه الذي أرسله إليه يقول له:"احذر..احذر، سيأتيك فلان الفلاني.. إنه يريد كذا وكذا..ولكن كالعادة لا تمكنه من شيء..لا تمكنه من أي شيء..ماذا..ماذا؟؟..مرجع إيه وقانون إيه..تبرير إيه ومكتوب إيه؟؟..صاحب الشأن لم يسأل عن هذا..ولا يستطيع..نحن نعرف كل شيء..اسمع..اسمع ..اللي نطولوه نقصروه..هذه أوامر..هذه تعليماتExucution.... Schow؟؟.وما أن يصل الصاحب إلى صاحبه حتى يجده لا يعدم فعلا ألف تصرف وتصرف لألا يمكنه من شيء ودون صلافة منع مكشوف أو تعسف مكتوب دون حرج..فيبقى المواطن المسكين في مواجهة الكاتبات اللواتي لا يمللن من مواجهته كل مرة بعذر أقبح من زلة ويخسرن عليه كلمة هن أول من يعرفن كذبها:"المسؤول مسافر..إنه في مهمة..إنه في اجتماع..لديه طارئ..كان يريد الحضور لكنه أصبح مريضا..المرض بيد الله وكلنا نمرض..هو في إجازة..انتظر ربما يأتي..هذه هي الإدارة لابد أن تعود ولابد أن تنتظر..أنا أقول لك عد بعد أسبوع أو أسبوعين..عد بعد يوم أويومين..غضبت..قلقت..مللت..انصرفت..إن شاء الله ما عدت وما انتظرت..المهم.. Exucution.. Schow؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

السبت، 29 يوليو 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

يا افيخايات العالم..في الأقصى قد نطق الأبكم؟؟


     حالة تطبيع إعلامي رهيب في العديد من القنوات العربية الرسمية والمواقع الإلكترونية الدولية،أطل فيها الناطق الرسمي باسم جيش العدو الرائد السوري الأصل المجرم"أفيخاي أدرعي"،الخبير في قلب الحقائق والمتضلع في الدعاية الصهيونية المدمرة بأي ثمن وبرودة أعصاب،وعلى سياسته الإعلامية المنحازة وخطها التحريري المكشوف،يستمر فيها بكل وقاحة حبل الكذب على الذات و على العالم فيقول:"إسرائيل جزيرة الأمان في الشرق الأوسط،الأمل الوحيد للسلام في المنطقة والزواج بين المال العربي و"العبقرية"اليهودية الرائدة،لا جدار عنصري عازل ولا احتلال ولا تهجيرات ولا مستوطنات،لا حروب ولا تفجيرات بقدر ما هنالك بعض اللجوء من الغارات إلى الأنفاق والمغارات،لكن اطمئنوا،فليس هناك تقتيل للأطفال ولا ترميل للنساء ولا استهداف للشيوخ والمدنيين،حركة"حماس"من تفعل بهم ذلك،وهم أيضا من يفعلون بأنفسهم ذلك،لأنهم يحملون صواريخ المقاومة والإرهاب  في المساجد والمدارس وحتى في"الأونوروا"والشواطيء؟؟.

       هذا وقد تابع "أفيخاي" قوله وبهتانه فقال:"لا تهتموا،فكل الدول الغربية وحتى العربية معنا،أمريكا وحدها تمنحنا من الدعم ما لا تمنحه لأفريقيا كلها؟،والدول العربية تهرول للتطبيع السري والعلني معنا؟،كل الهيئات والمنظمات الدولية،كل الوكالات والقنوات معنا؟،فقط لأننا في نظرهم أبطال وعلى الحق ونحن فعلا كذلك،ثم لماذا نفعل كل هذا أليس من أجلهم ومن أجل العالم،اسألوا مخططات بنائنا -عفوا- هدمنا في الواقع؟،اسألوا ما يسمونه تهويد القدس وحرق الأقصى؟،اسألوا كل عذابات الإنسان وتاريخ الأديان؟،لماذا اخترنا المجيء إلى فلسطين وليست أوغاندا ولا أرجنتين؟،ولماذا نريد فيها القدس عاصمة لنا وليس غيرها من مدن الضفة أو حتى القطاع؟،نحن لدينا معتقدات دينية تفرض علينا بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى،وطال الزمن أو قصر سنقوم بهذا الإنجاز لنرضي الرب "ياهوه"،وعندها يا"عيزر" سينزل المسيح ويخرج المخلص،ليخلص شعب الله المختار من كل الأعداء..كل الأعداء،وآنذاك وآنذاك فقط نعود نحن وشركاؤنا الغربيين لحكم العالم وقيادته من القدس،وهكذا وهكذا فقط سنتمكن من العيش الرغيد  في سلام إلى الأبد"؟؟.

       وسيرا على خطها التحريري الثوري"ما ينبغي أن ينشر لا ما ينبغي أن يستر..وإعلام الشعب والأمة لا إعلام التحكم والحكام"،ومن غير تطبيع ولا تطبيل تنقل قناة "الجزيرة" القطرية المناضلة أيضا تصريح "أفيخاي" وهو يصرخ ويبتك بصخبه الآذان:"صدقوني،أنا الناطق الرسمي بجيش الدفاع أقول لكم،الأقصى - والحمد لله - في سلام..وقد كان على الدوام كذلك،من قال بحرقه 67 و 69 فهو الحارق؟،ومن قال بتدنيسه من طرف "شارون" 00 فهو المدنس؟،ومن قال باقتحام بوابة المغاربة 12 و 14 فهو المقتحم؟،ومن قال اليوم بوضع البوابات الإلكترونية 17 فهو الواضع؟،ومن قال بغلق المسجد ومنع الآذان والصلاة والمصلين فيه فهو الغالق وهو المانع..فهو الغالق وهو المانع؟؟.وهنا سمع الحاكم العربي النبأ فقال بكل بساطة بعدما جحظت عيناه:"صدقت يا "أفيخاي" صدقت..صدقت ولا فض فوك..لا فض فوك يا "أفيخاي" يا مؤمن؟؟،فتعجب منه الوزير"بهلول"وهو إلى جانبه يسمعه ويصدقه،فقال له:"ويحك أيها الأمير السلطان،أطار مخك أم أصبحت كالبعير الولهان،اسمح لي يا مولاي على هذه الصراحة،لكن"أفيخاي"هذا "صحاف"صهيوني"علوجي" كذاب..كذاب..كذاب أفاك آشر وليس بمؤمن،أرأيت مؤمنا يؤمن بمسجد دون صلاة؟،أم رأيت صلاة بحراس وبوابات وكاميرات إلكترونية؟،أم رأيت صلاة في مسجد لا يرفع فيه الآذان"؟.

أجاب الأمير السلطان:"إييهههه،أصدق عيناي وأكذب"أفيخاي"..أصدق قناة "الجزيرة" وأكذب قناة "جيش الدفاع"؟؟،..بل أنت الكذاب الأفاك الكافر؟؟،نحنا غاوين مشاكل ولا ناقصين معضلات..ولا عندنا عضلات..نحنا عندنا بترول وبس..بترول وبس؟؟،قال بهلول:"ويوم تجف الآبار من البترول تموت القطط من العطش؟؟،قال السلطان:"إييهههه،ولو..ولو..ولو..أصدق "الجزيرة" يصنفوني إرهابي يتعفف من "الفواحش"،ويجون يحاربوني حرب "الدواعش"..ويخلعوني خلع "مرسي" من على الكرسي..و يسطون على "الآبار"..ويغلقون في وجهي حتى"البار والبازار"؟؟،وديك الساعة فكها يا من وحلتها..لا..لا..لا..لا آكل البطاطس ولا أفتح المعابر..ولا أسمح بالمساعدات...ولا بالمظاهرات..ولا حتى الصلوات والدعوات؟؟،..أتريدونني منع التطبيع وقطع العلاقات؟،..أتريدون لي التوبة مما الفناه بين الإخوة من الشتائم والمطاحنات؟،..أترينني قطع البترول والغاز وفتح الحدود للجيش والغزوات وقد وجهناها صوب الإخوان في قطر واليمن؟؟،لا..لا..لا..لا..صدق من قال:"الباب اللي يجيك منو الريح..سدو واستريح"؟؟.

قال الوزير بهلول:"والشعب يا مولاي"؟،قال الأمير:"مالو الشعب"؟،قال الوزير:"الرئيس"أردوغان"تشبت بالشعب فأفشل الانقلاب وتغلب على الأعداء"؟؟،قال الأمير السلطان:""أردوغان" إيه..وشعب إيه..وانقلاب إيه..وأعداء إيه"؟؟،قال الوزير:" المهم لقد أخبروني أن الشعب عازم على الخروج غدا احتجاجا ضد العدو الصهيوني المتغطرس و"افيخاياته"في العالم وتضامنا مع أخوته الفلسطينيين المرابطين في المسجد الأقصى"؟؟. قال الأمير:"واحنا كمان نخرج واياهم..إن شاء الله..ونصيح واياهم..إن شاء الله..ونردد ونقول..؟؟.صاح الوزير بشعار:""نتن ياهو" يا ملعون..الأقصى في العيون"؟؟،لا..لا..من فضلكم..وسقط الأمير السلطان يخر همسا بالعكس والعياذ بالله؟؟.،ورغم كل هذه الأفضال الأميرية والسلطانية العربية،فلا يزال الكيان الصهيوني الغالشم،يتصرف إلى اليوم وسيظل وكأنه يشك في احتلاله الظالم لأرض فلسطين، ووجوده السافر على أرضها وسعيه الدؤوب لتهويد سكانها حياتها ومعالمها،مما جعله يعيش وسيعيش مزيدا من الرعب الدائم والمعمم على الجميع،إلى درجة أصبحت فيها إسرائيل في عمقها تتساءل رغم كل الزيف والبهرجة عن حقيقتها وكينونتها،شعب أم قطيع..دولة أم عصابة..جيش أم طاعون..أرض ميعاد أم جحيم؟؟.

وتحية لكل الشعوب العربية والإسلامية وقد تبرأت بالمستطاع والمتاح من مسيراتها واحتجاجاتها ومساعداتها وندواتها وصلواتها ودعواتها وكل تظاهراتها من سياسة حكامها وجيوشها الجبناء المتخاذلين،وتحية خاصة لشعبنا الفلسطيني المقاوم المغوار عن عزته وكرامته،وخاصة المرابطين منهم والمنافحين عن أمانة الأمة التاريخية في المسجد الأقصى الجريح،تحية للرساليين من أصحاب العمائم والسجاد الطاهر وهم كل يوم يهرعون للصلاة في المسجد الأقصى ويستلذون فيه القيام والصيام وحتى النوم رباطا خلف الأبواب،وهم كل يوم يقسمون أنهم لن يفرطوا في صخرة منه وأنهم سيحيون هناك رغم الألم..ونحن كل يوم نقسم معهم أننا لن نخذلهم ويوما سوف نصلي هناك رغم النقم؟؟،أمنية جميلة ولا شك،ولكن بيننا وبينها في الواقع أمور عظيمة جليلة لكنها أبسط من بسيطة على من بسطها الله عليه،وأذكر منها في زمن الشبهات والفتن والتحريفات والانحرافات أربعة طالما اهتم بها كثير من العلماء والخبراء والدعاة وهي:

1-   ضرورة عودة الصفاء العقدي للدين الإسلامي وسلوك المسلمين الوسطي المعتدل،خاصة في ما يخص صلاحية الإسلام كدين ودنيا لكل الأفراد والهيئات والدول والشعوب والتحالفات والجامعات في كل زمان ومكان،وخاصة أيضا ما يخص بعده التضامني بين كل مكونات الأمة وأطيافها والاهتمام بقضايا بعضهم البعض وفي هذا يقول الحديث:"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا"،ويضيف الحديث:"من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"؟؟.

2-   مركزية القضية الفلسطينية والقدس الشريف والأقصى المبارك في معركة التحرر ونهضة الأمة وأعمدتها العقائدية،وجوهر القضية الذي ينبغي أن يكون واضحا في الأذهان هو الاحتلال غير المشروع لا غيره من التسويات والمفاوضات والغارات والانتفاضات،وثمة في القدس والأقصى رغم القرب و البعد مسرى الرسول الكريم،ومحج المغاربة وأوقافهم،أولى القبلتين وثالث الحرمين،وقد سئل عنه الرسول (ص) فقال:"الصلاة فيه بألف صلاة"،قيل له فإن لم نجد(يعني بسبب البعد)،قال:"أهدوا له الزيت فإن من أهدى كمن صلى"؟؟.

3-   ضرورة رأب الصدع والمصالحة بين الأنظمة والشعوب،والتغلب على أوضاعنا الصعبة في السياسية والاقتصاد والحقوق وتحقيق تراكم واضح في الإصلاح والتنمية الحقيقية والعدالة المجالية،هذا في كل الدول العربية وعلى رأسها دولة فلسطين بكل فصائل سياسييها ومقاوميها،وإلا فلا سبيل لرفض التطبيع أو تفعيل المقاطعة أو دعم المقاومة،لا سبيل لأي شيء من هذا وعندنا من الأوضاع ما يشبه الأوضاع هناك ولكن بأوجه ومساحيق أخرى،مساجد تغلق وأئمة تطرد ومسيرات تمنع واحتجاجات تقمع وماء وكهرباء يقطع وأسعار ملتهبة تلسع وبطالة تتفشى وتخلع...فلنكن صادقين مع أنفسنا كما يقال:"هل نريد تحرير هناك من هنا أم تحرير هنا من هناك؟؟.

4-   أما من يرفعون عندنا شعار:"تازة قبل غزة"،فلا شك تغيب عنهم مثل هذه الأبعاد التحررية العقائدية السابقة،ولن يساهموا كما يقولون لا في تحرير "تازة" وتنميتها ولا في تحرير "غزة" ومواساتها،وخوفي عليهم ألا يكونوا بتطبيعهم المفضوح إلا مجرد كتيبة من الكتائب الإلكترونية والقهوجية المجانية ل"أفيخاي أدرعي"الصهيوني،لكن يا كل "أفيخايات"العالم..كذبناكم وصدقنا"الجزيرة"..و جدار الصمت قد سقط ولن يرتفع من جديد،وحتى لو جاء الصهاينة وزبانيتهم بعد تحدي المقدسيين للحراس والغازات ونسفهم للبوابات والكاميرات،حتى لو جاؤوا بأبكم حقيقي ليرفع لهم الآذان في الأقصى بصمت ويريحهم من سوء الأحدوثة في التاريخ وعار جيش جبار في مواجهة مصلين عزل،لو جاؤوا به لرفعه في الواقع ناطقا صداحا نديا خاشعا شجيا،والصلاة قائمة إلى يوم الدين وإليها دوما يهرع الجميع حتى الطير والشجر والحجر قبل و فوق وبعد البشر،كيف لا وفي الأقصى ينطق الأبكم ويمشي المقعد ويرى الأعمى..في الأقصى ينطق وينطلق الأبكم ويمشي ويزحف ويستشهد المقعد ويرى ويشهد ويشاهد الأعمى؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الأحد، 9 يوليو 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

سؤال الطفل الإفريقي والمخيمات



       لا أدري،ونحن في غمرة الاحتفالات العارمة بالعودة الميمونة للمملكة السعيدة إلى بيتها في الاتحاد الإفريقي،راودني شعور قوي بأن أسمع يوما بمن يبشر الأطفال الأفارقة والمغاربة بإجازات صيفية متبادلة على طول وعرض القارة السمراء العذراء،قارة الأمل الفيحاء التي لم نكتشف منها بعد شيئا على أرض الواقع،فيصبح الأطفال والشباب الأفارقة باستطاعتهم التلاقي والتعارف والتآلف والتعايش والنقاش والتسامح والتعاضد والتضامن،يتعرف بعضهم على بعض من حيث المعتقدات والمعاملات والعادات والعبادات،ومن حيث الموارد الطبيعة والعمران الهموم والسياسات..المخططات والبرامج والإنجازات والرهانات والتحديات،وكل ذلك عبر أنشطة مرحة وجذابة..تكوينية ورياضية..فنية وسياحية..تدريبية وتأهيلية..،يستفيد منها في فضاءات غير محدودة العدد والعدة أطفال وشباب القارة المسجونون بلا قيود في حدود أقفاص وأكواخ بلدانهم،وسيكون ذلك ولاشك دعما قويا لحاضر ومستقبل ما عرفته هذه العودة الميمونة من جهود وأنشطة اقتصادية وسياسية ودبلوماسية مباركة بين المغرب ومختلف دول القارة؟؟.

      لا أدري،هل ليس هناك من أحوال الطفل الإفريقي ما يدعو إلى ذلك؟؟،أم أن الأطفال الأفارقة وآبائهم قد هجموا على المغرب ولجؤوا إليه فرحب بهم رغبة وحظوة ولو نظمت لهم المخيمات والجولات وحدهم لكفى؟؟،أليس لنا في ما فتحناه للشباب الإفريقي من فرص وحظوة الدراسة في الجامعات المغربية معالم ومنارات ومكتسبات في مصلحة الجميع؟؟،أليس من حق أطفالنا وشبابنا أن نطور مخيماتهم بما يجعلهم ينفتحون على العالم ويعطي لاتحادات بلادهم معنى يجعلهم يستفيدون حقا من الدبلوماسية العربية والإفريقية وغيرها؟؟،أم أن الوزارة الوصية على القطاع لديها من هموم الشباب والرياضة والمخيمات المحلية وإكراهاتها ما يكفي خاصة في غياب التضامن الحكومي الواضح في الموضوع؟؟،ولكن يبقى السؤال ملحا إذا ما تأكدنا من العائد التربوي والاجتماعي والسياسي على هذا الطفل الأفريقي الذي بلغ الأمر بالعديدين من كثرة غبنه حد التشكيك حتى في وجوده الأصلي،فيقولون هل هناك طفل أفريقي أم مجرد كائن أفريقي ذكرا كان أو أنثى طفلا كان أو كهلا،فحياة جميع الأفارقة واحدة وما يجري عليهم واحد في المأكل والمشرب والملبس وحتى في الأعمال والواجبات والمسؤوليات،وصدق من سمى هؤلاء الأطفال المهمومون ب"الآباء الصغار"وهو في ذلك محق؟؟.

         ولكن لا أدري،لماذا أذهب كل هذه المذاهب ولا أدري كم دولة أفريقية لها سياسة خاصة بالأطفال تعمل على حمايتهم و رعايتهم وتنشئتهم تنشئة اجتماعية سليمة ومتكاملة وفق ما تضمنه لهم الديانات السماوية والمواثيق الدولية؟؟.ولا إلى متى يظل الطفل الأفريقي لا يذكر إلا وذكرت معه كل المآسي والكوراث والأزمات،فهو قرين الفقر والجوع والحرمان والجهل والأمية والعلة الصحية والأمراض والتجييش في الحروب والنزاعات..؟؟.ولا أدري رغم هذا،لماذا لا تتحمل الحكومات والمجتمعات الأفريقية مسؤوليتها فتعمل ما بوسعها وتفعل شيئا أي شيئ لتحسين وضعية أطفالها التي هي في الحقيقة حاضر ومستقبل أوطانها؟؟،أما يمكن للمغرب بخبرته وتجربته وريادته أن يلعب دورا قياديا في هذا الاتجاه،أم ستطل بعض المنظمات الدولية ك"اليونسيف"و"الأونوروا"(التي تعمل في 150 دولة في العالم منها دول أفريقيا)وستظل وحدها الرائدة في مجال الطفولة الأفريقية رصدا وإحصاءا ومخططات وبرامج تلقيح وتمدرس وترفيه وغير ذلك؟؟،وإذا ما عملت الحكومات شيئا فإنما بالسمسرة مع هذه الهيئات ومن أجل رفع تقاريرها إلى هيئة الأمم مشرفة،لعلها ترفع عنها بعض الديون أو تجود عليها ببعض المساعدات التي يأتي عليها الفساد لتظل الأوضاع على ما هي عليه إن لم تتراجع إلى الأدهى والأنكى فإذا بضجيج الأرقام يفضحها(43 مليون طفل أفريقي غير متمدرس، 5 مليون طفل مرض فقدان المناعة،36% من الأطفال فقدوا استقرارهم وتنميتهم بسبب الحروب،25% من وفيات الأطفال بسبب مرض الإيدز والملاريا،وفي مصر وحدها 5،3 مليون طفل شوارع،و3 مليون طفل عمالة،5،3 مليون أيتام،...)؟؟.

         لقد تبنت الأمم المتحدة يوما عالميا من أجل الطفل الأفريقي و رفاهيته في 16 يونيو من كل سنة ومنذ 1991،ولكن لا أدري هل لدينا نحن الأفارقة ثقافة الأيام العالمية وناقوس خطرها وصوابية تنبيهها وتوجيهها أم كما يقول أحدهم:"مجرد أسواق كلام وندوات وزيارات ومسرحيات تدوم يوما أو يومين أو أسبوعا أو حتى شهرا يربت فيها الجميع على أكتاف الأطفال الأبرياء ويطالبهم بالصبر والنوم في أحضان الشقاء على الأرصفة وفي المقابر والغابات إلى أن يأتي اليوم الأممي الآخر فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى"؟؟.ولا ندري متى سينقذ هذا الطفل والشاب الإفريقي من الشارع والفقر والمرض،والجهل والتجهيل والتجاهل،والبطالة والعنف والاستغلال الاقتصادي والجنسي والتهجير والتجييش والاسترزاق..؟؟.وعليه فأن الحاجة الملحة والعاجلة للطفل الإفريقي وكل طفل عربي تبقى في الحقيقة كما يقول المهتمون هي أن يتمتع هذا الطفل وكل الأطفال وقبل كل شيء بحق الوجود والتواجد في أسرة طبيعية بأبوين شرعيين معلومين غير مجهولين،همهم الأكيد هو حماية أبنائهم و رعايتهم وتربيتهم أحسن وأنسب تربية،فتلك الأسرة هي نصف الحل إن لم تكن هي الحل والحل الأجدى كله،فهي التي ستحمي الطفل ضد عدم التوثيق والاسم والهوية،وضد التواجد الرهيب في الشارع وما قد يتعلمه فيه أو يفرض عليه من انحراف،وضد عدم ولوج المدرسة أوالمستشفى عند الحاجة...و...و...،وتلك أكبر المعضلات المعاصرة للطفولة قرصها الشافي الأسرة والأسرة قبل كل شيء؟؟.

         ثاني الحاجيات الملحة والمستعجلة للطفل والشاب الأفريقي وهي لقمة العيش والتي على الدولة ضمانها بأي وجه من الأوجه وبكرامة،وينبغي أن يحميها القانون خاصة في الدول الفقيرة،فتردي لقمة العيش يسبب العلل الصحية والنفسية للأطفال،واستحالتها يعرض الشباب ويجرهم إلى العمل المبكر والتسول والاستعباد وكل الانحرافات الأخلاقية من مخدرات ودعارة وعصابات..؟؟.وأخيرا،لابد أن يتحمل المجتمع المدني مسؤوليته اتجاه أطفال أفريقيا بما يتملك من إمكانيات وشبكات هائلة وفرص فريدة في التأطير والتربية على القيم والديمقراطية والسلوك المدني والوعي الصحي والإنجاب السليم والممارسة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المواطنة..،فما يعاب على الجمعيات والمخيمات والبرلمانات..والشباب الأفريقي أنه ليست له إطارات مدنية للتلاقي والتلاقح والتناظر والتقاسم والتحسيس والتعبئة وتبادل التجارب وإنضاج البدائل و"أفرقنة"الحلول وربطها بأرضها وأهلها وأفكار وسواعد أبنائها..،وبالتالي ليست له قضايا وطنية ولا دولية جامعة،حتى ما يعانيه من الفقر والجوع والتصحر والعنف الاجتماعي والتشتت السياسي والتخلف التنموي...،ليس له فيها رأي وترافع أو على الأقل مشاريع  في كذا اتجاه؟؟.


         آن الأوان أن يتعبأ الجميع كل من موقعه وبإمكانياته لتحقيق هذا المشروع التخييمي وعائده التربوي والاجتماعي والسياسي على كل القارة مؤكد،ثم هل كثير على أطفالنا الأعزاء أن يروا عبر المخيمات في عين المكان ثقافات ولغات وإثنيات وأنماط حياة أخرى؟؟،هل كثير عليهم أن يروا جهود الغرب الإسلامي في نشر الدين الوسطي جنوب الصحراء في "مالي تامبكتو"و"السينغال"و"النيجر"،بل كيف وصل الإسلام إلى"نيجيريا"وكيف يصارع اليوم في "جنوب أفريقيا"؟؟،هل كثير عليهم أن يرتعوا ويمرحوا في أغنى دول أفريقيا وتدرك عقولهم الفتية الذكية كيف حقق أبطالها وزعماؤها الوطنيين نهضتهم تلك في "سيشل"و"غينيا"،و"غابون"،و"بوستوانا"،و"ناميبيا"،و"نيجيريا"،و"جنوب أفريقيا"؟؟،هل كثير عليهم أن يرتشفوا من عبق السحر الكروي الأفريقي في"كاميرون" و"غينيا"،ة"زامبيا"،ورشاقة ألعاب القوى في"كينيا"وغيرها من بلدان الألف هضبة ومرتفع والتي لا زالت تتربع على عرش هذه الألعاب في العالم؟؟،هل كثير عليهم أن يتمتعوا بالأدغال التي طالما استحلاها الوافدون الغربيون ومكثوا فيها فآسرتهم إلى اليوم من بلدانهم الأصلية؟؟،هل كثير عليهم أن تطأ قوافل مخيماتهم السياحية والتكوينية شلالات "فيكتوريا" في"زامبيا"،ومحمية "نكورونكورو"وحديقة "سيرينجيتي"وجبال "كاليمناجرو"في"تانزانيا"،ونهر"سمك الوادي" في "ناميبيا"،وحديقة "كروجر" الوطنية في جنوب أفريقيا...؟؟،

وأخيرا،هذا عمل تشاركي بين الجمعيات والمخيمات والأكاديميات والمقاولات والبرلمانات والوزارات والحكومات...،عفوا،الوزارات والحكومات لا أعتقد إذا لم تحزم أمرها بما يلزم من الجد الواضح وتوسع رؤيتها للمخيمات المعاصرة الأنواع والأدوار والفاعلين والبرامج والفضاءات،ففي الوقت الذي وصلت فيه بعض الجمعيات الوطنية ووكالات الأسفار إلى مستوى تنظيم المخيمات الموضوعاتية ومخيمات الجالية ومخيمات العمرة والأسفار السياحة إلى تركيا واليونان وجاكرتا وبرشالونة وكاليفورنيا..،نرى أن مخيمات التبادل الثقافي والدبلوماسي العربي للوزارة قد تراجعت ذهابا وإيابا،فما عادت فيها مخيمات تونس والجزائر وسوريا والعراق وفلسطين..؟؟،ويؤسفنا أيضا أنه في عهد الجهوية الموسعة والتواصل العنكبوتي والبرمجيات المعلوماتية الميسرة للعمل،نرى قد تزايدت في وزارتنا المحترمة المركزية والبيروقراطية والتماطل وعرقلة مخيمات الجمعيات تداريب وتواريخ وأعدادا ورخصا وفضاءات..؟؟،ورغم كل الجهود الجبارة التي تبذلها فلا زال العجز كل يوم يقصم ظهر المسكينة بعدم استقرار وزرائها(3 أو4 في ولاية حكومية واحدة)،وبعدم تأهيل المزيد من الفضاءات التخييمية،بل غلق القليل الموجود منها أصلا رغما عنها(الهرهورة والانبعاث..)،مما جعل وضع المخيمات في بلادنا يتردى إلى درجة أن عدد الأطفال في سن التخييم يبلغ اليوم في المغرب حوالي 6 ملايين في حين لا تقدم الوزارة هذه الخدمة العمومية حتى لسدس هذا العدد؟؟،وهي التي ما فتئت تتغنى بتكوين الإنسان الكوني الحداثي المنفتح والذي يمكن أن تساهم في تكوينه بشكل قوي مثل هذه المخيمات الأفريقية الآن والكونية مستقبلا،فمن يفتح مداخلها وحواملها ومتى..من يفتح مداخلها وحواملها ومتى؟؟.


  الحبيب عكي 
اقرء المزيد

السبت، 1 يوليو 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

حراك الريف وقاموس الإرباك والارتباك


لله ذر من أبدع القاموس اللغوي،وقد كان فعلا عبقري زمانه وعرف بسبقه الإبداعي أن اللغة الواضحة الفصيحة في ذلك الزمان سيأتي عليها زمان سيختلف فيها وعليها الناس في نفس الزمان والمكان ونفس الجنسيات والقوميات،وقد يستبدلونها بلغة أخرى غيرها لا يكاد يتفق فيها اثنان على لفظة واحدة مبنى كتابي ومعنى معرفي وسلوكا عمليا وكل يدعي أنه إنما يمتحها وينهلها من نفس المنهل والقاموس المرجعي؟؟.القاموس في الحقيقة وكما يقول الأولون له فوائد عظيمة ومتعددة،فبه نتعرف على الكلمات والمفردات والمصطلحات،وبه نعود إلى المصادر والاشتقاقات والمتشابهات والمضادات،به نتعرف على تاريخ اللغة وتطور الكلام والترجمات،على فصيح المعاني وعاميه ومتخصصه في التشريع والقانون و الطب و الزراعة  و السياسة و المعلوميات  و غيرها من المجالات؟؟.

لكن سبحان الله، مع حراك الريف هذه الأيام صدقت نبوءة المعجميين ولم يعد للكلام أي معنى ولا للفظ أي مبنى،ولا للموضوع أي دعوى،ولا للوعد أي جدوى ولا...ولا...ولا...؟؟.بل لم يعد بعض الإنسان يتكلم إطلاقا وإذا فعل فبلغة يحسبها المرء صارخة وهي أصمت من صامتة ومن الصخرة المصمتة،وكأنه صدق عليه قول إحداهن:"يقضي الإنسان كل سنواته الأولى ليتعلم مجرد كيفية النطق،فإذا تعلمها قضي بقية عمره ليتعلم كيفية الصمت"،ومن لم يصمت بالرغبة صمت بالرهبة وكأن الصمت علقم والإنسان مناوله،تعددت الأسباب والكؤوس والعلقم واحد؟؟.أنا في الحقيقة،لا زلت مشدوها من أي قاموس يمتح وينهل حراك الريف لغته الكلامية والنضالية والأمنية والعسكرية...،بالتأكيد ليس من أي قاموس عربي ولا قاموس غربي ولا من أي قاموس أحادي المفردات ولا متعدد اللغات،ولا من قاموس ورقي معقد الاستعمال ولا من قاموس إلكتروني سهل الاستعمال...،وإن كان لكل كلام قاموسه المرجعي،فحراك الريف لا قاموس مرجعي له اللهم إذا كان قاموسا جديدا مما يسمونه القاموس"العياشي" أو على الأصح القاموس"العيوشي" وهي من القواميس الجديدة والمثيرة للجدل في المغرب؟؟.

ما معنى أن يكون الإضراب مهما كانت هيئاته والاحتجاج السلمي مهما كانت جماهيره حق دستوري مشروع،ثم إذا همت طائفة من المتضررين بممارسته أشهر في وجههم سلاح الفتنة وقصم ظهرهم بتهمة الخروج عن الجماعة والإجماع الوطني بالانفصال، وكأن الدستور يشرع للفتنة والانفصال ولا يحمي حقوق المظلومين والمحتجين؟؟.ما معنى أن يرفع المحتجون شعار السلمية ويبرهنوا علىيها طيلة سبعة أشهر من عمر الحراك ثم لا يواجه ذلك من قبل الدولة إلا بعسكرة مهولة وأمنية مستفزة بل باطشة بالمسالمين خاطفة للعزل حتى في يوم العيد،زاجة بهم في أتون السجون ومتاهات المحاكم؟؟.هل تعتقدون أن الحراك كان متهورا وخرج بدون أسباب ليعود فقط إذا ما هش عليه الهاشون ودون تحقيق المطالب؟؟،هل تعتقدون أن جدار الصمت والفرجة على الأمور المنحرفة والمصالح المعطلة والحياة المعقدة سيرتفع من جديد بعدما انهدم في المغرب المعاصر؟؟،ما معنى أن تكون كل شعارات الدولة تعلن بتوجهها الصادق والنهائي نحو الاتجاه الكوني من الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير والمشاركة في التغيير والمقاربة التشاركية وسياسة وتنمية القرب والجهوية الموسعة بطاقاتها الشابة وعدالتها المجالية...،فإذا هب أهل الريف لممارسة جزء من هذا تبين لهم بالملموس أنهم كانوا سذجا أكثر من مرة،أولا عندما صدقوا بالمواثيق الدولية والمعايير الكونية وهي حقائق موجودة،ثانيا عندما صدقوا ربما بكثرة حبرنا الأسود على الأوراق؟؟.

وقصم ظهر الحراك بل ظهر أنفسهم كل أولائك البلطجة المأجورين وغير المأجورين،وكل تلك الجيوش الإلكترونية من الداخل والخارج الذين لا ينهالون على الحراك ليس بما يشوهه ورموزه الأبطال فحسب بل بما يحرف الحراك عن حقائقه وأهدافه ومطالبه الحقوقية والاجتماعية المشروعة،ويجعله في عراك مجاني وعنادي مع الدولة يعقد المشاكل المطروحة بدل المساهمة في إيجاد الحلول المطلوبة والممكنة في الاستثناء المغربي،ولكن يبقى السؤال هل كل جهود هؤلاء سترفع شيئا من الحقائق الميدانية المطروحة والممتدة يوما بعد يوم في الزمان والمكان،هل جهود هؤلاء وغيرهم وكل الجهود في الاتجاه الخاطىء لديها جواب أي جواب عادل ومنصف عن قاموس الحراك الذي لازال يتدحرج وتكبر مشاكله وتحدياته كل يوم ككرة الثلج،وكل يوم تتولد عنه عشرات من الأسئلة الحارقة والمعاني المحرقة مثل: العسكرة والسلمية؟؟،والوحدة و الانفصال؟؟،الدستورية الحقوقية أم التسلطية الأمنية؟؟،حراك ريفي معزول أم تضامن وطني ممتد؟؟،فتنة دينية أم "توفيقية" توقيفية؟؟،عياشية تحكمية تمييعية أم حرائرية جماهيرية نضالية؟؟،الحكومة مسؤولة عن التشغيل أم المستثمرين الأجانب؟؟،تنمية ميدانية وعدالة مجالية فعلية أم مجرد مشاريع وهمية وتدشينات بروتوكولية؟؟،أحزاب وطنية أم دكاكين سياسية؟؟،حكومة أم عصابة...؟؟.

إن المغرب والحمد لله بلد عريق،مستقر أصيل موحد على الحكمة والحكماء،مجمع على قيادته العليا متشبث بحقه في التنمية والإصلاح،وليس من السهل زعزعة استقراره ولا مؤسساته ولا إجماعه الوطني...،فلا داعي لكل هذا الإرباك الذي هو في الحقيقة ارتباك للذين وراءه وكأننا لسنا على شيء رغم كل تاريخنا العريق الذي يشهد على أن المغاربة حكومة وشعبا شعاع منارتهم دائما نحو الإنصاف والتضامن وهم على عدوهم صخرة صماء تدمي الناطحين،فأنصتوا وأنصفوا واهدؤوا جميعا يرحكم الله،ولا داعي لكل لغة الخشب هذه وهي غير معتادة و لا يفهمها أحد على حد قول الجويين في نشراتهم:"رياح شمالية غربية إلى جنوبية شرقية(فأين ذهبت)،والبحر هائج إلى قليل الهيجان(هائج أو غير هائج)"؟؟، أهل جهة الريف أيضا لهم مطالب اجتماعية وحقوقية مشروعة فلماذا لا تلبى ومطالب كل الجهات الوطنية الأخرى وفق مخطط تنموي وطني شامل وبرنامج ومؤشرات واضحة و رزنامة تنفيذية و حكامة مضبوطة؟؟،والحراك طوال تاريخه كان سلميا فلماذا يعتقل قادته،وإطلاق سراحهم شرط للتهدئة والعدول عن العسكرة والمقاربة الأمنية؟؟،والمجتمع المدني والحقوقي شريك أساسي فلماذا لا يلتفت إلى مبادراته والحراك قد تجاوز السلطة والأحزاب ويعتبرها جزء من المشكل لا من الحل؟؟، فأنصتوا وأنصفوا واهدؤوا جميعا يرحكم الله ولا داعي لكل هذا الإرباك والارتباك..لا  داعي لكل هذا الإرباك والارتباك ؟؟.

      الحبيب عكي 

اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة