Top Ad

الاثنين، 24 فبراير 2020

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

نحو تعزيز الاهتمام الثقافي بالقضية الفلسطينية.

        لاشك أن معارك الشعوب ونهضتها وتحررها،إنما تبنى في الأس والأساس على معارك ثقافية،باعتبار هذه الأخيرة وسيلة حاسمة في صناعة الإنسان وبالتالي صناعة الحضارة التي تتدخل بدورها في تغيير الطبيعة وفق التصورات والقيم الثقافية للإنسان حتى قيل:"التصور عنوان التصرف"،ورغم كل هذه الأهمية القصوى لدور الثقافة بمفهومها الأنتروبولوجي الواسع في توضيح المفاهيم والتصورات و كسب المعارك ورفع التحديات وتحقيق الرهانات،فقد عرف الاهتمام بها عبر مسار القضية الفلسطينية في الآونة الأخيرة - مع الأسف - تراجعا غير مفهوم أدخل العديد من الاختلالات في التصورات والممارسات،مما جعلها تتراجع في مختلف المجالات الحيوية وعلى رأسها المجالات الثقافية المؤسسة لغيرها من المجالات؟؟.

         ومن المفاهيم الثقافية التي التبست على الكثيرين وتراجع على إثرها وبسببها مستوى اهتمامهم بالقضية،على الأقل مقارنة مع الزخم الذي كانت تعرفه في عقود السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات،حيث كنا نستمتع ونتربى على العديد من العروض والندوات والمهرجانات والمعارض وغيرها من الفعاليات الثقافية للقضية،والتي كانت هي الثابت والشاسع في مختلف برامج وأنشطة كل الهيئات الثقافية والمؤسسات التربوية والتنشئة الاجتماعية من دور الشباب ومسرح الهواة والمسرح الجامعي والمخيمات الصيفية والأسابيع الثقافية والتضامنية لجمعيات المجتمع المدني؟؟،هيئات وهيئات أصبح العديد منها اليوم - مع الأسف - يفتخر بأن العرض والمعرض والأنشودة والمسرحية الفلسطينية قد أصبحت عنده من الممنوعات تحت شعار:"كفانا بكاء وصراخا،ولنعش حياتنا بلا هموم ولا مشاكل"؟؟.

         ومن المفاهيم الثقافية الملتبسة في القضية والتي حاولت وتحاول جهات وسياسات تطبيعية وتكنولوجيات وثقافات تبسيطية،تسطيحها وتغليطها لتحييدها وتجاهلها في بناء التصورات والممارسات والاتزامات،نذكر ما يلي:
1- في سبب التبني والتعاطف مع القضية: وهل هو عقائدي كما ينبغي،لازال واضحا وناطقا إلى يوم الدين،كما قال تعالى:"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"الإسراء/1. وفي الحديث:"مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ َوتعاطُفِهِمْ،مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى"/ متفق عليه.و المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض،ومن لم يهتم بأمرهم فليس منهم؟؟،أو فقط كما يقول ع.برشيد في تفسير الاهتمام الفني القوي بالقضية:"نريد أن نحرر هنا من هناك ونحرر هناك من هنا"،وكل هنا وهناك لازال لم يحرر ولم ينمى بالشكل المطلوب؟؟.

2- في مفهوم العروبة: إذ كثيرا ما نصيح:"قولوا لتجار السلام..فلسطين عربية..لا تفوض لا سلام..لا حلول استسلامية"، فماذا تبقى من العروبة إذا قصرت نظرتها إلى قيم الحرية والأمن والكرامة والعدالة والنصرة والتضامن..؟؟.أين الجامعة العربية وقممها من شعارات المصير المشترك والدفاع المشترك والرفض والتصدي،وقد أصبحت اليوم - مع الأسف - أكبر مسلم في حق الشعب الفلسطيني،بل ماذا أصبح يجمع العرب في المشرق والمغرب غير التبعية والتمزق وحروب البعض على البعض وثورات الربيع العربي على أنظمة التخلف والفساد والاستبداد،فكيف ستصبح فلسطين قضيتهم ولكل منهم قضية وقضية بل هم أنفسهم قضايا وقضايا شائكة؟؟.

3- في معنى الدولة والسلام: من دولة جامعة مانعة حرة آمنة تشمل فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر شعارها:"أمس واليوم وغدا،الأرض كل الأرض لها اسم واحد هو فلسطين"،إلى مجرد خنادق غزة والضفة على ما يقارب حوالي 27 %   فقط من الأراضي الفلسطينية كما يقول "عباس أبو مازن" بدل دولة تقوم على حدود 67 أو حدود ما قبل النكبة في 48 ؟؟، دولة تنفصل فيها الضفة عن غزة رؤية ومنهاجا فتحاصرها وتقطع عنها الأجور والنور والإمداد وتقود فيها مسلسل الاعتقالات والاغتيالات باسم الكيان ونيابة عنه؟؟،دولة مطلوب منها حسب "صفقة القرن" تفكيك الجيش الفلسطيني ونزع سلاح المقاومة وعدم طرد اليهود من منازلهم مقابل عدم طرد العرب من منازلهم،وهو كما يقول عزمي بشارة:"اعتراف واضح وصريح بالمستوطنات"،أو كما يقول عباس أبو مازن:"دولة موظفة"؟؟.

4- في معنى المقاومة والمرابطة على المقدسات: مقاومة كبدت العدو خسائر عسكرية فادحة ونفسية مريرة جعلته يأخذ ألف حساب وحساب قبل إقدامه على ما ألفه من حماقاته العدوانية البشعة؟؟،وفيما يرى البعض أن هذه المقاومة الباسلة هي سبب التصعيد والتوترات،فإن المحللون يرون فيها عكس ذلك وأنها هي من أبقت على القضية حية لأن شعارها:"ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"؟؟. أما بخصوص المرابطة على المقدسات من طرف المقدسيين والمقدسيات،فهم يرابطون على أوقاف الأمة ويصبحون ويمسون على أعتابها،وهل تصدقون كما تدعي "صفقة القرن" أن الكيان سيشرف عليها ويضمن العبادات في أماكنها والتجوال في ساحاتها،وهو الذي يقوم بالحفريات المستمرة تحتها،وينوي هدمها لإقامة الهيكل مكانها،وهو اليوم لا يترك المصلين يمرون إليها إلا بالتصاريح وعبر المعابر والأسلاك الشائكة والمكهربة والكاميرات الإلكترونية، وفي الأخير،إطلاق النار بشكل عشوائي على المصلين؟؟.

5- في كثير من الشبهات القطرية الزائفة: التي رافقت وترافق التاريخ المزيف للقضية من مثل:"تازة قبل غزة"،و"بطالتي قضيتي"،و"إنما نطبع مع جاليتنا اليهودية هناك"،و"الأرض مقابل السلام،والتطبيع مقابل المساعدات والأمن والتطبيع مقابل الكراسي"،و"شعب الله المختار،وهو شعب بلا أرض،عاد إلى أرض الميعاد،وهي أرض بلا شعب"؟؟.أو"لماذا باع  الفلسطينيون أرضهم للمستوطنين اليهود ثم جاؤوا اليوم يبكون علينا"،ولماذا نقاطعهم نحن والفلسطينيون يشتغلون عندهم في أراضيهم ويعبرون إليهم المعابر،بل ويسكنون عندهم في أراضي 48 ويقبلون بالتالي تسيير شؤونهم،الدولة حرة والقرار مستقل وليس بالإمكان أفضل مما كان؟؟،وكلها شبهات مخدومة غرض مروجيها إضعاف التعاطف والتضامن مع القضية وخلق نوع من الفتور والحياد اتجاهها في أحسن الأحوال،إن لم يكن طي ملفها النضالي والتضامني المساند لها و الهرولة إلى التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب،وعدم إشهار سلاح المقاطعة الموجعة في وجهه الكالح؟؟.

         فهل نعي يا قوم، حجم التلوث الفكري والانحراف الثقافي الذي أصابنا وشبابنا اتجاه القضية؟؟،هل نفهم كل هذا التراجع المهول الذي أصبحت تحظى به اليوم في برامجنا وأنشطتنا والتجاهل والتضييق الخانق في إعلامنا،مما يصيب "هنا" في المقتل قبل "هناك"،فالشباب يكون متحمسا لكل شيء أو لا شيء؟؟.والحالة هذه،فلا مخرج لنا من هذه الأزمة إلا بإعادة بناء الإنسان وإعادة التوهج للقضية في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات وبالممكن من الحوامل والمداخل والأدوات، وفي مقدمتها وبالموازاة معها المجال الثقافي التربوي والفني والإشعاعي،فيا جمعيات المجتمع المدني ويا أيتها الحركات الإبداعية والمؤسسات التربوية والتنشئة الاجتماعية، حيا على العروض الفكرية حول القضية تاريخها،إشكالاتها،رجالاتها،الفاعلون فيها،مقدساتها وخرائطها،أصدقائها وأعدائها، مقاومتها وبطولاتها،نجاحاتها وإخفاقاتها وأخطائها،حلولها الفاشلة وحلولها الممكنة،الوضع الحالي والرؤية المستقبلية،الرهانات والتحديات..؟؟،قصصها وروايتها وأشعارها (محمود درويش وتميم ألبرغوثي) وأفلامها القصيرة والطويلة،مسرحياتها الحماسية،معارضها للنشر والكتاب والمخطوطات والكوفية والتراث..مهرجاناتها الخطابية والثقافية وحملاتها ومسيراتها التضامنية..، دون أن ننسى الواجهة التشريعية التي نتمنى أن تكف عن جبنها وتسارع بإصدار قانون الحض على المقاطعة و تجريم التطبيع؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الأحد، 16 فبراير 2020

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

صفقة القرن بين الحريات الفردية والجرائم الجماعية

        أن يسميها مهندسوها و وعرابوها والمطبلون لها ب"صفقة القرن"،ويسعون للتبشير بها والترغيب فيها بل والترهيب بها،على أنها الحل الأمثل والنهائي لقضية وجودية طال توترها ونزاعها عبر الأجيال وظلت مآسيها وصمة عار على جبين الإنسانية،فذاك شأنهم؟؟،ولكن،أن نصدق نحن ذلك ونصفق له وننخرط فيه ونهرول إليه ولو هرولة الفراشات إلى نور وضياء حتفها،فتلك جريمة جماعية وانتحار جنوني لفرض إخراج سيء وكارثي نتوهم عبره مثلهم إمكانية الخروج من جمود ومتاهات مسلسل "السلام" الذي لم يحقق - مع الأسف - طوال تاريخه السيئ و جولاته الماراطونية ومفاوضاته البيزنطية غير "الاستسلام" وتتالي التنازلات والهزائم؟؟،فلله ذر المدركين لحقيقة الخدعة من الرافضين والمعارضين والمقاومين لها وهم يسمونها ب"صفعة القرن" و"سرقة القرن" و"عاصفة القرن" إلى أعتى من ذلك "بصقة القرن" وكل إمعانها في الذل و دلالاتها في المهانة وبشاعتها في العدوان لنصرة الكيان؟؟.

         وأن يدعي "الترامبيون" أنه لا غرابة في عهد الحريات الفردية والقرارات الأحادية والنظام الدولي الجديد المتمرد عن الشرعية الدولية،ولا غرابة في عهد العولمة المتوحشة والغطرسة والفوضى "الخلاقة"،وعهد أنت مع أمريكا أو مع التطرف والإرهاب؟؟،أو لا غرابة في عهد ببغاوية الأنظمة المنخورة المفلسة ويا قوم"مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ"غافر/29. وإذا سلكت الشعوب الحرة طريقا سلك بعض مسؤوليها طريقا موازيا غيره لا يلتقيان؟؟،ولا غرابة في عهد كل هذه الخرافات والترهات المعاصرة في أن ينادي المنادون بكل هذه الصفقات والصفعات والسرقات والبصقات،فهم يقولون هذا زمانهم ونحن نقول ذاك شأنهم؟؟، لكن فقط ما مدى قرب أو بعد "صفقتهم" من الإشكالات الحقيقية والتاريخية والمستعصية للقضية،والتي لم يفلح كل رؤساء أمريكا والكيان ولا رقاصوهم العرب إلا في تأزيمها الجغرافي والركوب الانتخابي عليها،وعلى دماء الأرض وأشلاء الشهداء؟؟.

         يا هواة الجرائم الجماعية باسم الحريات الفردية وليس بالإمكان أكثر مما كان،ألا ترون أن "صفقة قرنكم" قد أصبحت"صفعة" و "بصقة" و"عاصفة قرن" حقيقية كل بنودها ستقضي على القضية الفلسطينية وعلى كل شروط "السلام" المزعوم أو حتى "الاستسلام" الموهوم،وضدا على قرارات الشرعية الدولية في الموضوع،وعلى رأس ذلك ما تعارضه من:
1- حق الوجود الفلسطيني و إنشاء دولته الحرة والمستقلة والآمنة؟؟
2- حق عودة اللاجئين والمهجرين من دول الشتات،وهم حوالي 5 ملايين في 61  مخيم حسب "الأونروا"؟؟
3- إطلاق سراح ما تزدحم به سجون الاحتلال من الأسرى وهم حوالي 6689 ضمنهم أطفال ونساء بلا محاكمة؟؟.
4- حق توقيف واجتثاث مسرطنات المستوطنات اليهودية التي تكتسح حوالي 70 %  من الأراضي الفلسطينية بالقوة ؟؟.
5- قضية العدوان الظـالم والدائم على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وتحريض بعضه على بعض لمصلحة العدو؟؟.
6- قضية جرم التطبيع مع الدول العربية وإغرائها وابتزازها على الدخول في اللعبة وتحمل نفقاتها بالقوة أو بالإغراء؟؟

         يا هواة الجرائم الجماعية باسم الحريات الفردية والشرعية الدولية المنحازة،ألا ترون أن "صفقة قرنكم" والحالة هذه لا تزيد الطين إلا بلة والدين إلا خروجا عن الملة، هذا بكل صلافتها وانحيازها  إلى الكيان الغاصب،وبقرارات مجنونة وأحادية الجانب تتحدى الأمم المتحدة وتستبعد اللجنة الرباعية وكل من كان قد حام ويحوم حول المفاوضات التي أصبحت في "صفعتكم وبصقتكم" فضائح رسمية ومفاضحات،وعلى رأس ذلك ما تحلمون به في "صفعتكم وبصقتكم" من:
1- اتخاذ القدس عاصمة موحدة للكيان،وإشرافه على العبادة والمقدسات.
2- ضم الجولان العربي وغور الأردن و 87 % من مستوطنات الضفة الغربية.
3- إعادة 50 ألف من اللاجئين فقط وعلى مدى 10 سنوات،بما يضمن الأغلبية السكانية الدائمة للكيان.
4- إقامة بعض الفلسطينيين بشكل دائم ومقيد في الكيان المستعمر وإشرافه على كل حركتهم و شؤونهم.
5- إغراء الدولة الفلسطينية ودول الجوار بإنشاء بنك استثماري بقيمة 50 مليار دولار،موزعة بينها بحصيص معين.
6- تعويض اليهود عن ترك ممتلكاتهم في دولهم العربية الأصلية وتعويض الكيان الصهيوني عن تكاليف استقبــالهم.
7- حصار وتفكيك المقاومة الفلسطينية المشروعة بنزع سلاحها،وإشاعة ثقافة التطبيع والتسامح مع العدو بين أجيالها.

         و أن تدعي "صفعة القرن" ما ادعت،وتطمح إلى ما تطمح إليه،وتطمع فيما تطمع فيه،وتجيش لذلك ما تجيش،وتغري من تغري،وترهب من ترهب...،فذاك دائما شأنها؟؟،ولكن صلافتها لا تترك لأحد عذرا إن وجدت طريقها إلى التواجد الميداني على الأرض،بل لابد لها كما قال أحدهم من "مقاومة القرن"،ومن حوامل ذلك ومداخله ولوازمه الضرورية:

1- الإيمان الراسخ بالقضية وطول نفسها: والذي تنتفي فيه كل الشبهات المتداولة عن تاريخ القضية و واقعها المعاصر وحلها المستقبلي،وما رفع ويرفع بهذا الشأن من شعارات براقة ولكنها خداعة، مما سيجعل مصير"صفقة القرن"على مصير أخواتها من الصفقات والصفعات،ل"كامب ديفيد" و"أوسلو" و"عزة أريحا" و"مدريد" وخريطة طريقه التي فقدت الطريق والخريطة ؟؟.

2-  الوحدة الداخلية بين الفصائل الفلسطينية: وأخذهم العبرة من كل ما جرى ويجري وكله يستهدف قضيتهم والتفريق بينهم وقد نال منها ومنهم ما نال على شعار:"فرق تسد" و"استفرد تغنم"،فكيف نسينا قوله تعالى:"وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ"البقرة/120،وكيف نسينا حكمتنا العربية:"أكلت يوم أكل الثور الأبيض،وقصفت وحوصرت يوم قصفت وحوصرت عزة،وقطعت عني الأجور والنور والإمداد يوم قطعتهم عنها"؟؟.

3- إحياء وتفعيل التضامن الإسلامي والإنساني: فالقضية فلسطينية عربية وإسلامية بالدرجة الأولى،وإنسانية بشكل عام،لما يعتلج فيها من مظالم صهيونية وحشية ويحتدم فيها من مواقف عدوانية همجية ترفضها كل الديانات السماوية والمواثيق الدولية، فأين هو المصير الإنساني المشترك والدفاع الحقوقي المشترك،وماذا جنى المستفردون بوهم السلام في "كامب ديفيد" والمهرولون لتجارته البائرة في "وادي عربة" على حساب ما خضب الأرض من الدماء وملأ المقابر بالأشلاء؟؟.

 4- إيقاظ الضمير العالمي اتجاه مسؤوليته الأمنية للشعوب: خاصة في هذا العهد الذي تتحداه فيها "صفقة القرن" التي استفرد فيها "النتن ياهو" وعرابه "ترامبولا" بقراراتهما المجنونة في تحد غير مسبوق للشرعية الدولية واللجنة الرباعية الراعية ل"السلام" بل وحتى للفلسطينيين أصحاب الشأن؟؟،وبعد هذا قد يحتاج المنتظم الدولي منا إلى ترافع ومشاريع سياسية في مستوى اللغة الديبلوماسية العالمية،لكن متى سينتهى عن سياسته المنحازة إلى الكيان الغاصب والتي لا تعتاد غير الكيل بمكيالين في الموضوع،مما أغرق و يغرق المنطقة في حق القوة بدل قوة الحق؟؟.

5- تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وإخراج قانون خاص بذلك: قانون يقطع كل الإمدادات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والأمنية لكيان استعماري غاشم كل سياسته لا تؤمن إلا بالمحو والإحلال،ولا تمارس على الأرض غير الحرق والتدمير والتهجير والاستيطان،لابد من إجهاض "صفقة القرن" كما قال أحدهم ب"مقاومة القرن" في كل المجالات وعلى كل مستويات الفرد والمجتمع والمؤسسات والهيئات والدولة والأمة والإنسانية جمعاء،وغير ذلك ليس من الإجماع الوطني والتاريخي الذي رفع القضية عندنا إلى مستوى القضايا الوطنية وذات الأولوية،فكانت لها هبتنا من أجل الأقصى،وكانت لها حارتنا في القدس،وكانت لها لجنة القدس،وكانت لها أوراشنا في القدس..وكانت لها..وكانت لها..،ومواقف وتصريحات في غير هذا الاتجاه إنما هي شطحات حريات فردية تؤسس لمزيد من الجرائم الجماعية ضد الشعب الفلسطيني،ولا تمثلنا ولا تمثل صرخات مسيراتنا الوطنية المليونية التضامنية مع القضية..لا تمثلنا ولا تمثلها؟؟.
الحبيب عكي

اقرء المزيد

الثلاثاء، 4 فبراير 2020

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

أحبائي التلاميذ كيف نستأنف الدراسة في الأسدس الثاني.

       أحبائي التلاميذ،في كافة المؤسسات وكافة المستويات،الحمد لله على سلامتكم وعودتكم الميمونة إلى فصولكم الدراسية،وأرجو أن تكونوا قد استرحتم شيئا ما في هذه العطلة البينية وعدتم وكلكم عزيمة قوية وإصرارا كبيرا،على ان تحققوا خلال هذا الأسدس الثاني من السنة الدراسية نتائج أفضل،تحقق للجميع ما يصبو إليه من العلم والمعرفة وحسن الأدب والخلق والتفوق والنجاح.خاصة وأن العطلة ولاشك كانت فرصة لتقييم نتائجكم التي توصلتم بها- جيدها وسيئها -  وتقويمها بين أنفسكم ومع أهاليكم وزملائكم،وإن كان في الحقيقة لا ينبغي أن نقارن أنفسنا بالآخرين ويمكن الاستفادة منهم،أم المقارنة الصحيحة فمع ذواتنا فقط،كيف كنا بالأمس وكيف صرنا اليوم وماذا يمكن أن نصير غدا وكيف؟؟.

         وأولا،وكيفما كانت الأحوال،فبالنسبة للتلاميذ الذين حصلوا على نتائج سارة أفرحتهم وأهاليهم،وحققت لهم الكسب المعرفي والمهاراتي القيم والمعدلات المطلوبة والنجاحات المرغوبة،فهنيئا لهم وعليهم أن يستمروا في الاجتهاد خلال هذا الأسدس ولا يغتروا فيتراجعوا ويصبحوا وكأنهم لم يعملوا شيئا؟؟،وبالنسبة للتلاميذ الذين لم يحصلوا على المعدلات المطلوبة ولم يحققوا النتائج المنتظرة،عليهم ألا يحبطوا ولا يقنطوا وأن يجتهدوا أيضا أكثر،فالنجاح يصنع على أسدسين وليس على أسدس واحد،و 9 + 11 يساوي عتبة النجاح،عكس 11 + 8 لا تساوي عتبة النجاح،إذا لم تكن هناك قرارات فوقية لتغييرها بما هو أقل على عكس المبرمج؟؟.

         ثانيا،اعلموا أن النجاح ليس مجرد رغبة وأمنية توهب لكل من تمناها،ولكن النجاح فكرة و عزيمة وخطة واجتهاد وتوكل على الله،قال تعالى:"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"،وأول أفكار النجاح:أن نعتقد بأننا يمكن لنا نحن أن نحققه،وهذا ممكن،فالسنة الثالثة إعدادي سنة العبور والمرور وليست سنة التعثر والتكرار والطرد،ثم أنتم الذين نجحتم 9 سنوات مضت هل سيستحيل فيها النجاح عليكم،وكل من مر إلى الجدع المشترك في هذه الثانوية وتلك وكل ثانويات المدينة والوطن تلاميذ أمثالكم كانوا في هذا المستوى الثالثي فاجتهدوا ونجحوا وبتفوق واستحقاق؟؟.

         ثاني خطوات النجاح،أن نراجع ونصحح السيء من تصرفاتنا وسلوكنا الدراسي،ما كان منه إيجابيا مثمرا نثبته ونستمر عليه،وما كان سلبيا عقيما نصححه ونغيره بما هو أفضل،يقول"أنشتاين":"من الغباء،كل الغباء،أن يستمر المرء على نفس التصرفات وينتظر نتائج مغايرة"؟؟،لا يمكن لتلميذ(ة) كان كسولا في الأسدس الأول وبقي على نفس الكسل في الأسدس الثاني أن تتغير نتائجه؟،ولا يمكن لتلميذ(ة) اعتاد على الغياب وبقي معتادا عليه،أن يفهم دروسه؟،ولا يمكن لتلميذ(ة) لا يراجع دروسه أو يؤخر مراجعتها إلى أن يجتمع عليه الفرض والفرضين ألا يقع في إشكالاتها؟،ولا يمكن لتلميذ(ة) يستأنس بالغش وابتزاز التلاميذ أن يتغلب بشكل من الأشكال على فقدان الثقة في نفسه والارتباك في أمره والمقامرة بمستقبله،ناهيك عن إثمه مع الله في إتيانه ما حرم:"من غشنا فليس مني والمكر والخداع في النار"رواه أبو داوود عن ابن مسعود؟؟.

         ثالث خطوات النجاح،هو أن نكون على طريق العزم والحزم والاجتهاد والنجاح وليس على طريق الفتور والتراخي والإهمال والفشل والسقوط،ونوهم أنفسنا بعكس ذلك،النجاح يؤدي إلى الدراسة العليا في الثانويات والمعاهد والكليات والمهن الراقية في الطب والهندسة والأستاذية،وكلها في طريق مدن الشمال،فإذا نحن أخذنا طريق قرى الجنوب والواحات،فليس فيها لا معاهد ولا كليات اللهم ما قد يكون من معاهد التدني الاجتماعي وكليات الاستعجال المهني في (حشان الفصة و خريط الزيتون وشدوه شدوه..وا ماما عمري ما نعاود)،أو بيع "الكرموس والهندية" ودفع العربات وسياقتها - مع احترامي للجميع - مما لا يحتاج أصلا إلى كثير دراسة؟؟.

         ومن خطوات النجاح: أن نعالج مشاكلنا مع المواد الدراسية التي نحن متعثرون فيها أو نجد فيها صعوبة ما، كالرياضيات أو الفرنسية أو غيرها، فلكل مادة مفاتيحها التي تفك بها طلاسيمها،واسألوا المتفوقين يخبروكم عن بعض أسرار هذه المفاتيح والاستيعاب والتفوق، كالحضور والانتباه والمشاركة والكتابة والمراجعة،وبأهداف واضحة ومحددة لكل مراجعة كالفهم أو الحفظ أو القدرة على إنجاز التمارين أو اكتساب مهارات التحيليل والنقاش والتفكيك والتركيب،تحدثوا الفرنسية بينكم وانتبهوا في دروسها،طالعوا قصصها ومعاجمها،أكتبوها وتفرجوا على فيديوهات تعلمها، ابذلوا مجهودا فيها تؤتى لكم وتؤتى لكم المواد العلمية التي أصبحت تدرس بها، انخرطوا في ما يفتق مواهبكم ويقوي شخصياتكم من أندية تربوية في المؤسسات و في الجمعيات،حسنوا سلوككم مع الأساتذة وساعدوهم على أداء مهامهم،فكيفما تكونون هم كذلك،؟؟.

         وتذكروا أن أبطال العدو الريفي من أقرانكم،إنما يتفوقون ويعتلون منصات التتويج بالذهب والفضة،بأمرين اثنين أولهما،قوة الإرادة والعزيمة التي تحملهم على التداريب المستمرة والقاسية في تحد صارخ لكل الظروف والملابسات،كما في الحديث:"احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز"رواه مسلم،تداريب جماعية و فردية دائمة في سفوح الجبال وعلى ممرات الواحات،في غابات الأطلس و على رمال الشواطئ،في برد الشتاء و هجير الصيف،لا عجز ولا كسل ولا ظروف ولا انشغال بل عدو جماعي و فردي حتى يكتسبوا اللياقة والاستعداد،ولياقتنا هي مراجعة الدروس واستيعاب المفاهيم والقواعد وإنجاز التمارين والتمارين حتى نستعد لأي فرض كان في موعده أو غير موعده؟؟،وينجحون أيضا وأكثر بالسرعة النهائية وسرعتنا النهائية ألا نصاب بالكسل والعياء في هذا الأسدس الثاني وخاصة في أواخره حيث يجتهد الجميع،خاصة وأن التجربة قد أبانت أن التلاميذ يحققون نتائج أفضل في هذه الدورة الثانية بحكم عدد دروسها القليل مقارنة مع الدورة الأولى،وبحكم هذه التعبئة الشاملة التي كثيرا ما أنقدت المتعثرين من التلاميذ ورست بهم في مرافئ النجاح؟؟.

         وأخيرا،تذكروا أن مستقبلكم من صنع أيديكم وأفكاركم واجتهادكم ومحيطكم وتوكلكم على الله حتى لا تعترضكم عوارض فتحول بينكم وبين طموحاتكم،فقد طمح تلاميذ أن يصبحوا أطباء ومهندسين وأساتذة وإعلاميين ومقاولين،فاجتهدوا على ذلك فتأتى لهم،وطمح تلاميذ أن يصبحوا فقط مجرد بائعي خضر وفواكه ودافعي عربات وسائقي سيارات،فتراخوا وانقطعوا عن الدراسة واجتازوا لذلك تداريب و رخص سياقة فأصبحوا سائقين؟؟،وتذكروا أن من علية القوم من يلعب لعبة "الكولف"ويستمتع بها وبطبقتها الاجتماعية الراقية،ومن القوم من يكتفون بحمل حقائب وأمتعة اللاعبين،أو فقط يحرسون عرباتهم في المستودع،هناك علوم تجريبية وعلوم رياضية وهناك أيضا Sciences Promenades  وSciences Cuisines،فاختاروا ما شئتم على حداثة سنكم،وأنتم مضطرون لذلك بحكم أنكم في سنة التوجيه،وعلى أي فهناك من التلاميذ من يدرس فعلا،وهناك - مع الأسف - من يكتفي بحمل المحفظة؟؟.أتمنى أن تكونوا من الدارسين فعلا،والمجدين والمجتهدين والناجحين،لا ممن يكتفون بارتداء الوزرة وحمل المحفظة،هذا إذا ارتادوها أو حملوها أصلا؟؟.

محبتي ومودتي: الحبيب عكي

اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة