Top Ad

الثلاثاء، 24 مايو 2022

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

الجهة وسؤال تغييب المداخل والحوامل التنموية؟

         من شدة حرمانهم ومعاناتهم يتفاءل الناس أحيانا، ويتمنون لو أنه تحقق لهم من التنمية شيء أي شيء – على الأقل – حتى يحسوا أنهم مواطنون وأنهم ذكروا كغيرهم في الكتاب التنموي؟، لكن مرارة الواقع لا يمكن أن تبقي مجرد الأماني إلا أماني، لن ينقلب معها التهميش والغبن يوما إلى إدماج وإنصاف ورفع الضرر الجماعي. لأن الشيء فرع عن تصوره أو التصور عنوان التصرف أو كما يقال: "قاليه: "باك طاح".. قاليه: "من الخيمة خرج مايل"؟.

 

            من هنا يتساءل المتسائلون، هل يمكن أن تتحقق التنمية في جهة لا تمتلك عنها تصورا واضحا متوافقا عليه،  ولا مداخل وحوامل دقيقة ومفصلة قبل سؤال تداخل الاختصاصات بين الوزارات والجهات والجماعات؟، وقبل سؤال الإمكانيات والسياقات والرجالات؟،  وسؤال الحكامة والمحاسبة والعدالة المجالية وتحديد المسؤوليات؟.

1-    بين القطاعات الحكومية والمجالس الترابية والمنظمات الدولية و وكالات التنمية والصناديق الخاصة والشركات والمقاولات والأبناك..، من يتحمل مسؤولية تنمية الجهة أو لماذا تضيع هذه التنمية وسط كل هؤلاء المتدخلين والفاعلين على كثرتهم؟.

2-  كيف ستتحقق التنمية في جهة لا تتوفر على أي معهد أو مركز للبحث التربوي التنموي والعلمي الاجتماعي حتى لا تبقى كل المبادرات والتدخلات مجرد ارتجالات ويغلب عليها الجانب العمراني - على أهميته - على الجانب الإنساني وضرورته القصوى كذلك؟.

3-  أي وكالة علمية تنموية في جهتنا تختص بإنضاج المشاريع والبحث عن الشراكات وتعبئة الرأسمال الوطني والأجنبي وتعبئة الموارد البشرية المؤهلة أو تأهيلها بمعايير وطنية ودولية تتجاوز  الجدالات العقيمة لتحقيق المؤشرات والمعايير التنموية المعتبرة من عدمها؟.

4-  أية جهوية نريد كما يتيحها الدستور الجديد، إدارية أم سياسية، تخصصاتها وآلياتها.. فضاءاتها ومؤسساتها.. بنياتها المعيارية وعدالتها المجالية.. طاقات ومنطلقات..؟.

5-  أين جهويتنا من التنوع والاختلاف في إطار الوحدة والتعايش السلمي المعهود بين أبناء الجهة، وأينهم من القرار الجهوي الجماعي المنصف لجميع الفئات وجميع المناطق، هو قرار صعب بالتأكيد، ولكنه سيضمن الانصاف وجبر الضرر ورفع منسوب المشاركة وتعزيز قيم التضامن في الجهة.

6-  هل ستكون تنمية الجهة ممكنة في غياب الاعمال الدستوري القاضي بتحرير المعلومة و وضعها رهن إشارة الجميع والتواصل الدائم مع الجميع، وذلك ما كان يتيحه البث المباشر لأعمال الدورات على الفايسبوك، من هنا يطرح وبقوة سؤال لماذا تخلى عن اعتماده المجلس الجهوي الجديد؟.

7-  إن التنمية لن تتجسد إلا على أرض الواقع وعبر العديد من التظاهرات الثقافية والخدمات الاجتماعية والحقوق الأساسية، هي في نفس الوقت مظاهر التنمية وحواملها ومن ذلك:

 

·        منتدى كفاءات الجهة لتنظيم الحوار والتشاور العمومي.

·        المهرجان الجهوي لثقافات الواحات لتثمين الوحدة في التعدد.

·        ملتقى الابداع لإنعاش الفلاحة والصناعة التقليدية والرعي والسياحة.

·        المتحف الجهوي الدائم للتراث والإبداع لحفظ ذاكرة الأجيال وانعاشها.

·        مخيم جهوي لطفولة الجهة لترفيهها ومشاركتها وبمعايير وطنية ودولية.

·        المكتبات الحديثة وقاعات متعددة الوسائط للشباب والجمعيات في المدن والقرى.

·        الملتقى الجهوي للمسرح والسينما وفنون الفرجة والأداء بمختلف ألوانه الجهوية.

·        المعرض الجهوي للكتاب ودعم النشر والتأليف يتنقل بين أقاليم الجهة بالتناوب.

·        ملتقى أبناء وأصدقاء الجهة في الداخل والخارج للسياحة والتوأمة والاستثمـــــــــــــــــــــــار.

·        منتدى الجهة والمجتمع المدني باعتباره رافعة تنموية لا زالت مهمشة وغير مثمنة.

·        البنيات التحتية التي ستؤهل الجهة لتكون فعلا كذلك، من كلية جامعة ومستشفى جامعي وطرق ومطارات..؟

 

فأين مثل هذا أو حتى بعضه في برنامج مجلسنا الجهوي في درعة تافيلالت وشركائه وغيرهم من المتدخلين والفاعلين، وكيف ستتحقق التنمية في غياب مثله أو حتى بعضه؟.

1-  كيف سيشعر بتنمية أية تنمية شاب جنوبي خريج بطالي وإلى جانبه إخوانه في المنزل و زملاؤه في القصر ليس أمامهم أي حظ غير متاهة الهجرة وكوابيسها أو ما يسمونه مبادرة الاندماج عبر مشاريع الدجاج والأرانب، وفرق خاصة لأوراش "الضالة" والدقة الفيلالية.. و"فيه جات".. يتدورون من العطش هم وحقولهم ودوابهم و قارورات الماء المعدني تفيض عبواتها فوق الطاولات وفي الحقائب في كل اجتماعات المجالس الجهوية والإقليمية والجماعية؟.

2-  وكيف ستشعر بهذه التنمية شابة بل شابات جنوبيات شرقيات كل حياتهن وهن يحلمن باستكمال دراستهن، ويعتقدن ببذل الجهد كما ينبغي حتى يتخلصن من المتاعب، ولكن، ما أن نجحن وفزن بالشهادة الثانوية، حتى رفضتهن الجامعة المحلية ليدخلن في متاهة الدراسة العليا بعيدا عن الجهة، ومع متاعب الغربة والمنحة والكراء والأسفار، سرعان ما قد يعدن إلى دواويرهن مجرد زعيمات تعاونيات الطرز والفصالة ومستحضرات التجميل من التمر والحناء؟.

3-  وكيف سيشعر بكذا تنمية أطفال لم يتجاوزوا طوال طفولتهم غار "زعبل" نحو مخيم أو شاطئ أو غيرها من المنتجعات السياحية أو المآثر التاريخية في عاصمة روحية أو سياسية أو اقتصادية أو غيرها، فلما حصل لبعضهم كان رفقة والديه في سيارة الإسعاف بحثا عن "سكانير " في مستشفى جامعي  تفتقده الجهة، علهم يداووا فلذة كبدهم وينقذوه من سم لسعة العقارب، لكن الله قدر ما شاء فعل؟.

 

لا تنمية بدون مداخل تنموية واضحة وحوامل ثقافية رافعة متكاملة، لا تنمية بدون رؤية جهوية جماعية تجعل منها جهة عيش كريم للجميع وبالجميع، قبل الإنتاج والاستهلاك والبنيات والمؤسسات، لا جهة المن والصدقات والولاءات، لا تنمية تحقق ولا حرية وكرامة وعدالة اجتماعية تبقي؟.


الحبيب عكي


http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

About http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/ -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة