Top Ad

الخميس، 21 فبراير 2019

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

تفكير التلميذ والحاجة إلى المنهج

      كيف يفكر التلميذ؟،لماذا لم يعد يسأل كما ينبغي؟،أي مخزون مرجعي يعتمده في الجواب؟،لماذا لا يدرك اضطراب منطقه في الجواب؟،لماذا قد يعتمد جواب غيره ويفقد الثقة في جوابه؟،لماذا تسعفه نفسه وتحدثه في أن ينتظر نتيجة مرضية دون بذل ما تتطلبه من مجهود كما وكيفا؟،لماذا الحراسة المشددة في الامتحانات تساوي عند البعض صفرا أو شغبا وعنفا لإرضاخ الجميع لرغبته؟،لماذا بعض أوراق التحرير كلها كثيرة الطلاء بالمبيضات والتشطيبات؟،لماذا البحوث المنزلية على الأنترنيت جلها نسخ لصق..؟؟،أسئلة كثيرة ولا شك هي مما يسبب صعوبة التمدرس للتلميذ،وقد تؤدي به إلى التعثر والفشل الدراسي،ورغم ذلك تستمر المدرسة مع الأسف في تجاهل الأمر وإعطاء دروسها التي تعي بأن هناك عائقا حقيقيا يحول دون وصولها واستيعابها من طرف المتعلم،ولكنها لا تعالج هذا العائق كغيره من العوائق التعليمية التعلمية في سياسة "قل كلمتك وامشي" أو "أنجز درسك وامشي"،وبين يدي تلميذ من المفروض أنه يفكر،ولكنه في الحقيقة لا يفكر،أو على الأصح يفتقد إلى متهج سليم في التفكير،ولن يتمكن من التعلم الصحيح ما لم يبنى عنده هذا الركن الأساس في المدرسة وفي الحياة برمتها؟؟.

         سأل أستاذ مادة الفيزياء تلميذه أجب بصحيح أو خطأ عن هذه الجمل؟،فتعامل معها التلميذ بمنطق "القمار" أوالاحتمالات،إذا كانت هذه صحيحة فالأخرى خاطئة،رغم أنها غير ذلك؟،وسأله قم بتصحيح الجمل الخاطئة،فأعاد كتابتها كما هي،فأين الخطأ إذن؟؟،وسأل الأستاذ تلميذه ضع علامة في مربع الجواب الصحيح وأعطى لكل سؤال ثلاثة مربعات ضمنها مربع الجواب الصحيح،ولكن من التلاميذ من ترك كل المربعات فارغة ومنهم من وضع العلامة والعلامتين لكل جواب وكأن الأجوبة الصحيحة متعددة؟؟،وسألهم صل بخط بين بعض المقادير الفيزيائية وأدوات قياسها،فمنهم من قاس الحجم بالميزان والضغط بالمحرار فكان وصله عشوائيا رغم بداهة الموضوع؟؟،

وسأل الأستاذ تلميذه أن يحدد الشكل الهندسي للجسم،هل هو مربع أو مستطيل أو مكعب؟،فأجاب التلميذ جوابا عجيبا غريبا،إنه مربع مستطيل يشبه المكعب؟؟،وسأله أن يحدد نوع الهيدروكسيد انطلاقا من معطيات الترسب والصيغ والألوان،هل هو هيدروكسيد الألومنيوم أم هو هيدروكسيد النحاس؟،فأجاب التلميذ أيضا على سجيته،إنه هيدروكسيد الألومنيوم النحاسي؟؟،وفي وضعية علمية اجتماعية سأل الأستاذ تلميذه،خلال سنوات الجفاف وبحثا عن عيش أفضل،رحل أحد الآباء بأسرته من بلدة في منطقة نائية إلى مدينة شاطئية،وبعد استقرارهم رأى أحد الأبناء هياكل السيارات والأبواب الحديدية ونوافذ منزلهم بدأت تصدأ،فسر الظاهرة على ضوء ما درسته وكيف يمكن معالجتها؟،أجاب التلميذ بأن الأمر يتعلق فعلا بظاهرة أكسدة الحديد وتصدئه بفعل الرطوبة،ولكن لعلاجها على الوالد أن يعود بأسرته إلى بلدته النائية،حيث الحرارة والجفاف ولا بحر ولا رطوبة؟؟،والأمر يتطلب إيقاف التصدإ بالطلاء فحسب؟؟،

1- كيف يعي التلميذ في دراسته وحياته شيئا أساسيا اسمه الارتباط بالموضوع؟،
2- كيف نعلم التلميذ الإجابة عن الإشكال المطروح بالذات،و وفق المطلوب أيضا؟،
3- كيف ينبغي للتلميذ أن يقدم المادة العلمية للدرس على غيرها من الرأي والتخمين؟،
4- كيف ينبغي للتلميذ أن يتعلم بعض المنطق الرياضي،وبأن الشيء لا يحمل الشيء ونقيضه؟،
5- كيف نعلم التلميذ أولوية المنطق العلمي على غيره من التمثلات الاجتماعية والتأثيرات البيئية؟،
6- كيف نعلمه ضرورة ضبط الكلمات والمعاني،وضرورة إثراء رصيده اللغوي ومهـارته التعبيرية؟،
7- كيف نؤهل التلميذ من تطوير قدراته على الإجابة من الإجابات "القمارية" ل..نعم..لا..إلى الإجابات الواعية التعبيرية والتحليلية والتعليلية المفتوحة؟،
8- كيف يكون التلميذ بين أسئلة الفهم والاستنباط،وأسئلة الرأي والاستقراء،وأسئلة التحليل والتفكيك والتركيب والتنظيم والقياس..،وغيرها؟،
9- هل يعرف التلميذ كيفية حل المشكلات ومهارة اتخاذ القرار فيما يطرح عليه من إشكالات ودراسية وبالتالي وبالتبع مواقف حياتية؟،
10- ما رصيد التلميذ في معرفة وممارسة أنواع التفكير بين العاطفي والمنطقي والتقليدي والاستقرائي والنقدي والإبداعي..؟،
11- كيف نعلم التلميذ ويقتنع بأن المعرفة قوة وثقة ومهارة ونجاح،وبأن الجهل ضعف وخوف وغش واضطراب وسقوط،وندم ولات حين مندم؟،
12- ماذا بقي للتلميذ من قناعة بأهمية الدراسة عموما ودراسته هو خصوصا،وأي دراسة ومدرسة يريد،وماذا يملك من دافعية لتحقيق ذلك؟،
13- هل يدرك التلميذ بأنه يتحمل جزء من المسؤولية في كل وضع يجد نفسه فيه من كسل أو اجتهاد،وأنه مهما ساعده الآخرون من أسرة ومدرسة وأصدقاء..،فلن يجتاز عقبته إلا بمجهوده الذاتي؟،
14- هل يعي التلميذ منطق تدريس مختلف المواد ومنهجها البحثي،المواد العلمية والمواد الأدبية،والاجتماعيات ومواد التفتح واللغات والأنشطة الموازية وغيرها،وإلى أي حد يتعامل مع كل مادة بمنطقها خلال التلقي أو المراجعة،بل هل يملك خطة للتلقي أو المراجعة أصلا؟،
15- كيف يقتنع الآباء من أن ما يمكن أن يتعلمه ابنهم من التعبير والتواصل في الأنشطة الموازية والاجتماعية داخل وخارج المؤسسات،دعم لشخصية التلميذ وتعزيز لمهاراته وليس إلهاء؟،
16- وكيف تتيقن المنظومة التعليمية بأن الخلل الحقيقي والإشكال الأساسي يكمن في غياب تعلم منهج التفكير ومنطق الاشتغال،وليس فيما ذهبت إليه من تراجعاتها في مستويات التقويم وتبسيط فروض وإجراءات التقييم،تراجعات لا يزيد بها ومعها مستوى التلميذ إلا في التراجع،فمن أسئلة التعبير الحر..وأسئلة حلل وناقش،إلى أسئلة نعم..لا..وركب الجمل التالية في تعبير لا يتجاوز 5 أسطر،؟وليس على أوراق امتحان خاصة وفارغة،بل على نفس ورقة الامتحان بمجرد املآ الفراغ؟،المهم أن الأمر كله من الفراغ إلى الفراغ ولكن شتات بين الفراغ والفراغ؟؟،

         تلكم بعض ملامح المنهج التفكيري الذي ينبغي أن يتعلمه أبناؤنا،في مدارسنا وبيوتنا وجمعياتنا،علنا نساعدهم على فك عقدة الدراسة و رهاب الامتحانات،ولما لا يكون تعلم التفكير والوقوف على بياضات التلميذ فيه مادة خاصة،كغيرها من المواد الأخرى التي أصبحت حياتنا المعاصرة تفرضها،المواطنة والسلوك والعمل المدني مثلا،الشأن المحلي وتنمية الذكاءات..،وبدون رفع هذا التحدي لا أرانا يمكننا أن نبني شيئا بدونه،وبمعايير الجودة ومدرسة النجاح الفعلي،اللهم ما كان من قبيل:"قل كلمتك وامشي" أي من قبيل:"أنجز درسك وامشي"؟؟.
الحبيب عكي

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

About http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/ -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة