مخيم صيفي للأطفال من
أرفود بالرشيدية إلى الهرهورة بالرباط العاصمة ب 50 درهم فقط، (واجب الانخراط أم
تذكرة السفر أم تكلفة الخرجات أم دعم مختلف الأنشطة والتغذية،المهم 50 درهم فقط
ولا غلا على مسكين)؟؟،هذا نشاط أو حملة منظمة حزبية عريقة بالمنطقة تدعي التحرر
والتقدم والنضال ضد الفساد الانتخابي والريع المدني؟؟؟.
- ومنظمة وطنية أخرى تفتح لها للتو فرعا بنفس
المدينة بالرشيدية في صراع محموم واستباق مشؤوم للكرنفال الانتخابي المقبل،وتعلن
عن مراحل تخييمية للأطفال جبلية وشاطئية، وهي طبعا مراحل متعددة وأعداد سخية
وفضاءات رائعة، لا تعطى حتى لأعتى الجمعيات الوطنية والمحلية المتخصصة في الميدان
والتي لها تجربة تخييمية محترمة ومشهود لها بها على أوسع نطاق؟؟؟.
- كارثة تربوية و سياسية في
نفس الوقت و جرم لا أخلاقي في حق الطفولة الرشداوية
والوطنية، يذكرني مع الأسف بالعديد من المخيمات التي كانت بالقرب منا في بعض
فضاءات التخييم، كان أبطالها ومن انتزعوها بغير حق مع الأسف نواب برلمانيون حشروا
فيها أبناء الفقراء واللوائح الانتهازية حشرا ،بدون برنامج تربوي غير “الشطيح
والرديح والماكلة والدوران والتسلكيط”، دون أطر تربوية مؤهلة و ليس لها ما يؤهلها
أصلا للوجود القانوني بالمخيم، لا مدير ولا مقتصد وغيرها من أعمدة المخيم، مما جعل
تلك المراحل مجرد فوضى تنتهي قبل نهاية المرحلة للاستهلاك المفرط والعشوائي
للمنحة، وتنتهي طبعا بمجموعة من الأعطاب الجسدية والضحايا الأخلاقية؟؟؟.
- ويبقى السؤال هو : “من يحمي هذا الريع
التربوي ويدعم هذا الانحراف السياسيوي؟؟ ألا تتحمل الوزارة الوصية مسؤوليتها في
منح مقاعد التخييم لمتطفلي التخييم ومرتزقة السياسة؟؟ ألا تتحمل مندوبياتها
الإقليمية مسؤولية التغاضي عن تنظيم مثل هذه الحملات الانتخابوية قبل الأوان؟؟ أين
المجتمع المدني الجاد منه والمتخصص وعلى رأسه الجامعة الوطنية،وكيف يسمح ويصمت على
مثل هذا الاستغلال السياسوي لقضايا الطفولة والفقر والهشاشة في المنطقة؟؟ أين
المواطن الشريف الذي طالما يشكو من الفساد وإذا به يتعامل مع مثل هذه
“البلطجة ” ليطيل عمر واتساع الفساد؟؟.
- وأخيرا، صحيح أن طفولة المنطقة في حاجة ماسة إلى مزيد من الهيئات التي تجلب
لها المزيد من مقاعد التخييم والخدمات التربوية العامة،وبالتكلفة المادية المناسبة
والتي تكون في متناولها، ولكن ليس بغطاءات سياسوية زبدية سرعان ما تذهب جفاء لا
ظهرا أبقت ولا أرضا قطعت؟؟ لقد تم التخلي عن إبداع كاتب الدولة الاشتراكي على رأس
الوزارة آنذاك فيما اصطلح عليه بـ “مخيمات القرب”، وهي مخيمات أضيفت إلى المخيمات
الحضرية والقارة وتستفيد منها طفولة العالم القروي خاصة وفي مؤسساتها التعليمية،
لا تحرمها متعة التخييم ولا تفرض عليها ارتفاع التكلفة، وتم التخلي عنها بدعوى
أنها حملة انتخابية قبل الأوان، ترى أما كان الأجدى الإبقاء عليها وتنافس الجميع
في التعاطي معها في كل موسم لا في الموسم الانتخابي فقط، واليوم كذلك أما كان من
الأجدى أن تفصح كل الهيئات عن برنامج خدماتها وشركائها ومصادر دعمها، و إن كان لا
يشرف أن تكون أية هيئة مثل هذه الهيئات هيئات الخمسون والمائة درهم، فلا أقل من أن
تتمتع كل الهيئات التخييمية بمثل امتيازاتها، أعدادا وافرة وفضاءات جميلة ومراحل
متعددة ومساعدات في تكلفة النقل الباهضة جدا خاصة إلى المناطق الشاطئية البعيدة،
مما سيجعل التخييم خدمة عمومية فعلية وحقا من حقوق الطفل لا تتعدى تكلفته المادية
50 درهما فقط و 50 درهم كثير، ولكن اللهم اجعل تكلفة مخيمات كل أطفال
المغرب، في القرب وفي البعد وفي الجمعية المستقلة كالمتحزبة وعند قرب الانتخابات
وعند بعدها ،50 درهما فقط، اللهم اجعل تكلفة كل مخيمات العالم 50 درهما فقط؟؟
الحبيب عكي : 10 يوليوز 2014