Top Ad

الأربعاء، 16 مايو 2018

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

أروع القفشات مرارة في ملحمة المقاطعة.


  طبعا،لا يسع المرء إلا أن يتمنى الخير والنماء لكل البلاد والعباد،وأن يتمتع الجميع بالأمن والسلام والازدهار والرخاء،ومساهمة في تفتيت جليد التوتر وعوامل الصراعات والفتن التي قد تأتي على الأخضر واليابس وبالمجان،نكتب اليوم عن أروع القفشات مرارة في حملة المقاطعة الشعبية لبعض المنتوجات الوطنية،قفشات تكمن فيها ولاشك بعض مظاهر التأجيج والتازيم كما تكمن فيها العديد من مداخل الحلول والانفراج:

1-    ليلة القبض على الفايسبوك والواتساب:
         وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التي بدأت منها حملة المقاطعة في تجاوز صارخ للغة الشارع والمعهود من استعراض العضلات والهراوات وفبركة الملفات والمحاكمات،أو كذلك تجاوز المنخور من الوسطاء التقليديين من الأحزاب والنقابات و ما اصطلي به الشعب  ولا يزال من عجز الحكومات وغرابة السياسات وميوعة المؤسسات وضعف الإصلاحات،فما كان من الهاربين من تحمل المسؤولية ومواجهة الحقائق إلا أن يتوجهوا باتهاماتهم ضد الفايسبوك والواتساب وعبث العالم الافتراضي،وكفى بالمرء حمقا أن يدبر عالمه الواقعي من عالمه الافتراضي؟؟.

2-    قاموس وسخ من النعوت و التهديدات:
         نهلت منه العديد من التصريحات الرسمية والبلاغات الحكومية والاتهامات المجانية:"مداويخ".."خيانة وطنية".."كتائب ألكترونية".."قطيع".."جياع".."مجهولين"..،ورغم ذلك انهالت على أصحابها تهديدات علنية صريحة وفصيحة بالسجن للمقاطعين والنشطاء،مما يفيد في الأول وفي الأخير بقصور الشعب وتهوره عند بعض ممثليه ووزراءه ورجال أعماله،ولابد من التعامل معه - حسب زعمهم - بسياسة الوصاية و فرعونيه:"لا أريكم إلا ما أرى"؟؟.

3-    السخرية تهزم الجشع والريع والاستبداد:
سخرية عفوية سوداء فظيعة شهدتها الحملة،وفي غياب وانسحاب الفنانين الكوميدين الذين ألفوا أن يضحكوا علينا وأن يلعقوا من همومنا و جراحنا،أطلقت الطبقات الشعبية عنانها في إبداع العديد من الوسائط والوصلات الفنية الساخرة من أغاني وسكيتشات،فيديوهات ولايفات،حوارات وتحليلات..،كانت في الحقيقة أقوى سلاح نجح في تأجيج المقاطعة ومواكبتها وهزم التعتيم الإعلامي الرسمي الذي طالما ادعى بأنه وطني مهني ومحايد و في خدمة الشعب؟؟.ومن ظريف ما سخر به القوم من وحي الحملة أن "مدوخا" طلبت منه زوجته الخروج بها إلى مكان هادىء وساحة خالية لتغيير الجو،فقال لها:"عرفتها محطة أفريقيا"؟؟،وآخر أبطأت عليه عائلته في الزواج فقال لها:"إما أن تزوجوني الآن وإلا سأفعل الأفاعيل كلها،قالوا له وماذا ستفعل إن شاء الله؟؟،قال لهم:"سأذهب الآن لشرب القهوة بحليب سنترال في محطة أفريقيا"،فما كان منهم إلا أن زوجوه؟؟.

4-    الاستفزاز لغة المنهزمين والضعفـــــاء:
           استفزازات تمثلت في لقطات حية بالصوت والصورة لوزراء وحزبيين ومقاولين يشربون أقداحا من الحليب،باليمين وبالشمال واقفين أمام الملإ وعلى الشاشات،وكأنهم أبطال الديجتال لإبطال مفعول المقاطعة الشعبية لمنتوجاتهم وسياستهم،وظهروا في الحقيقة كأنهم أطفال أو مراهقون يعلنون إفطارهم أمام الملإ وعلى الشاشات،ويصورون أنفسهم سعداء لا يبالون،وهم على عكس ذلك كما يحكي عنهم أحد"المداويخ"بأنهم لا ينامون من شدة الهم والحزن،ومنهم من يحلم نفسه يتبول الحليب"رايب"،ومن يحلم بماء سيدي"البيئر"يقطع أمعاءه،ومنهم من يتبول الغاز المعدني،أو هكذا أوحوا للشعب على أنهم كائنات أخرى لا يهمها إلا إفراغ جيوب الشعب وصعود أرصدتهم؟؟.

5-    حوار البيانات العسكرية:
لم تخجل الحكومة بكل فئاتها وفي برلمانها ومؤسساتها وعبر ندواتها وبلاغاتها من أن تنصب نفسها قاضية ومحامية على القطاع الخاص وشركاته المفلسة،فأعلنت اهتمامها وتضامنها مع شرذمة من زبانيته وبضعة آلاف من أبناء القطاع على حساب الملايين من أبناء الشعب،وأبناء القطاع أنفسهم مع المقاطعة لمحاربة الجشع والاحتكار،وأبناء الشعب هم من أعطوا الحزب الأغلبي الحاكم 125 مقعدا وطالما ادعى أنه يمثل إرادتهم المسروقة وحلمهم المجهوض؟؟

6-    خطب الفتاوي المنبرية:
        وفي تدخل سافر وقع المحظور وتدخل الدين في السياسة على غير العادة،فعتم خطباء المساجد على الموضوع،ولم يجرأ أحد من الاقتراب منه إلا ببعض الفتاوي المهترءة كالقائلة بأن ترك الحليب ونعمة الماء ليس من السنة،ومن رغب عن سنتي فليس مني،أو تلك القائلة بأن من لم يأكل "الكسكس" يوم الجمعة بحليب"سن.."أو يشرب ماء سيدي"ع.."غير ناس فلا جمعة له؟؟،وأما من تجرأ وأصل للمقاطعة في إرث الصديق وشرائه بئر معونة من اليهودي،أو أرث عمر في قوله:"أرخصوا اللحمة بالترك"،فقد عزل؟؟.

7-    وتفجرت في البلاد مياه الأسياد:
          ما أن قاطع الناس ماء "سيدي علي"،حتى تفجرت على طول البلد وعرضها مياه الأسياد ولكل ماء سيده وسيدته،ماء سيدي"الروبيني"وماء سيدي"الدلو"وماء سيدي "البيئر"وماء لالة "العوينة"وماء لالة"الكلتة"وماء لالة"النطفية"..،وحتى في الحليب ظهر حليب "الجبال" وحليب "السهول" وحليب "الوديان"وحليب "التلال"وحليب"الجمال"وحليب"الماعز"وحليب"البغال"..؟؟،لا يريب الله حليبا إلا وأطرى بدله حليبا وحليبا،ولا يوكح الله عينا إلا وفجر بدلها عيونا وأنهارا،و"اللي ما عجبو حال يشرب ماء سيدي"البحار"؟؟.



8-    ها الماء لله واللي عطا شي لله:
         ما أن وعى أبناء الشعب حقيقة مثلهم الشعبي هذا،وما أن أرادوا بسببه محاربة الجشع والريع والاحتكار والاحتقار..،حتى ظهرت في المحطات والأسواق والمقاهي والملاهي..، فيالق و بيادق و جوقات توزع كل شيء على الناس بالمجان،التمر والحليب،والماء والغازوال،والمشروبات الغازية..؟؟مدعين أصالتهم وكرمهم وانتمائهم إلى مرجعية الشعب القائلة:"الناس شركاء في ثلاث..الماء والكلأ والنار"،وما وزعوا إذ وزعوا ولكن المقاطعة قصمت ظهرهم؟؟.

9-    خليه يريب وخليها تصدي:
عند الشركة أو عند الفلاح،في الحقل أو في المعمل،على حساب العمال أو الدكانيين أو الوسطاء أو على حساب الدولة،المهم أنا لا شأن لي ولا لعائلتي ولا لمقهاي ولا لسيارتي بالغلاء وبما يفوق قدرتي الشرائية،"حليبكم خليه يريب..وماؤكم عومو به..ومازوتكم حرقوه"ولا تعرفوا"حرقوا الحليب بالمازوت وطفيوها بماء سيدي علي"على حد قول أحد "المداويخ"،؟؟والحمد لله الذي عوضنا عن مشروباتكم الجشعة بمشروبات ومشروبات صحية وشعبية أقلها الشاي وفي الشاي المنعنع الأخضر المفتول ما أحلى وما أرخص و"الصينية والبراد واللمة مع الأحباب"؟؟،فمما حفظنا في كرامة الشعوب وعيشها الكريم قولهم:" تجوع الشعوب ولا تجر من بطونها"؟؟.

10-    اشربوا الحليب،فما منكم إلا شاربه:
          قفشة أعجبتني يدعو فيها مبدعها عبر اللايف المواطنين على لسان الحكومة والشركات،بأن يعودوا إلى رشدهم وبأن يكفوا على مقاطعة الحليب لأنه لا غنى لهم عن شربه إن عاجلا أو آجلا،خاصة وأن الحكومة قد هددت بسجن المقاطعين،وإذا ما حدث هذا فإنها ستدخل كل أبناء الشعب المسكين إلى السجن وهناك ستفطرهم إدارة السجون بالحليب وتغذيهم بالحليب وتعشيهم بالحليب؟؟،ومن يدري ربما تبرم الحكومة صفقة العمر مع الشركات المعنية حتى يبقى الحليب هو الغذاء الرئيسي والأساسي والإجباري في كل سجون العالم؟؟.ففوتوا الفرصة على الجميع،واشربوا الحليب في منازلكم وأنتم أحرار..خير لكم من أن تشربوه في السجن وأنتم "مداويخ"؟؟.

11-    فضيحة قائد مقاطعة أنه مقاطع:
            لا أدري ما الذي يحمل بعض رجال السلطة - وكأنهم ليسوا من أبناء الشعب أو ليس الشعب من أوصلهم إلى مناصبهم-؟؟،لا أدري من يحملهم على التنكر للمقاطعة والتبرؤ العلني من حملتها،رغم أن بعضهم على باب مكتبه لافتة تحمل عبارة:"قائد المقاطعة"؟؟،وخوفا من أن يصدق الناس ذلك أو يوشي به بعضهم،فقد زين المسكين جنبات مكتبه بأقداح الحليب وقارورات الماء المعدني وخراطيم الغازوال يعرضها على المواطنين ممن يلجون عنده،و هو على سجيته يرفع الشعارات ومن خوفه كأنه يغنيها:"المقاطعة هي الحل..المقاطعة هي الحل"،سمعه الموظفون فهربوا خارجين للعمل مقاطعين،لولا أنه قد نادى عليهم لا تخافوا ولا تهربوا فالمقاطعة هي الحل لمن أراد شهادة السكنى أو عقد الازدياد..؟؟.

12-    ويبقى السؤال في الحقيقة من يقاطع من؟؟:
رغم أن الواقع هو من فرض هذه المقاطعة وكان سبب انتشارها ونجاحها في وقت وجيز،إلا أن بعض الأقوام لا يزالون يشككون فيها وفي دواعيها وأهدافها وخاصة في من كان ورائها،عوض التقاط رسائلها والتفاعل الايجابي معها،فلم يجدوا مع الأسف إلا أن ينسبوها إلى عبث العالم الافتراض،ومن الطامة أن يدبر الواقع من الافتراضي فبالأحرى أن يقوده،أو في أحسن الأحوال تنسب الحملة إلى خصم سياسي ستسهل تصفية الحسابات معه،وتجييش الشعب ضده في محاولة للقضاء عليه بالضربة القاضية؟؟.وبغض النظر عن كل هذا،يبقى السؤال في الحقيقة كما يقول بعض المداويخ:"من يقاطع من"؟؟،أليست هذه المنتوجات بمائها المعدني وحليبها السنترالي وغازها الأفريقاني هي من تقاطعنا؟؟،من حرمت على نفسها الاقتراب من أفواهنا ودخول بطوننا وخزانات سياراتنا؟؟،أليست مثل طبقات أرباب هذه الشركات هي من تقاطع المغرب في عطلها وأسفارها وتقاعدها وسياحتها وأكلها وشربها ولباسها،ولغتها وتدريسها..؟؟،يقول"مداويخ"آخرون؟؟.

13-    ويبقى المغرب في مصاف الدول الكبرى في العالم:
           يعني الدول المتقدمة التي طالما قارنتنا بها الحكومة وبإحصائياتها وانجازاتها وتراكماتها في الحريات..في التشغيل..في الصحة..في التعليم..في..وفي..،وحتى أن الشعب المسكين قد صدق ذلك..وهل من المعقول أن تكذب عليه حكومته ولمصلحة من؟؟،لكن الصدمة كانت قوية حينما بادر مغاربة الخارج بكشف الحقيقة،فنقلوا لنا ومن أسواق المهجر بالصوت والصورة أثمنة نفس المواد الاستهلاكية،وهم الآن يفكرون كيف يمكنهم إرسالها إلى ذويهم في المغرب،فقط لو أن الجمارك ستسمح بمرورها وعدم قرصنتها،على أي ها أنتم ترون أن المواد الاستهلاكية في دول المهجر أرخص أثمنة وأكثر كمية وأرفع جودة،نعم،رسالة رسائل المقاطعة وسؤالها العميق هو سؤال محاربة الجشع والاحتكار والاحتقار،سؤال تأهيل الاقتصاد الوطني وتحريره من المضاربة والفساد،سؤال توزيع الثروة والعدالة الاجتماعية والإنصاف،سؤال الحرية والكرامة والديمقراطية والتنمية،أسئلة حارقة ولاشك من مداخلها الواسعة أجور أعلى وأثمنة أدنى.. أجور أعلى وأثمنة أدنى؟؟.

الحبيب عكي

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

About http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/ -

هنا تكتب وصفك

Subscribe to this Blog via Email :

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة