أن تكون للجمعيات المهتمة بالتخييم على الصعيد الوطني جامعة،أن تكون هذه
الجامعة فعلا وطنية وشريكا أساسيا للوزارة الوصية على قطاع المخيمات،أن تكون
مواكبة للعرض الوطني للتخييم من بدايته إلى نهايته،أن..وأن..وأن..فكل هذا جيد ولا
يمكن لعاقل إلا أن يثمنه ويقدره ويرفع لأصحابه والرابضين والمرابطين وراءه القبعة
عاليا؟،ولكن بأي معنى وبأية مردودية،بل بأي مقاربة تشاركية بينها وبين الوزارة من
جهة،وبينها وبين الجمعيات التي تمثلها ومنها تستمد شرعيتها وقوتها ومبرر وجودها؟؟.فأي
من الجمعيات على امتداد الطيف الجمعوي الوطني يعرف أوراقها وقوانينها وفلسفتها
وأعضائها؟،فبالأحرى أن تكون قد
شاركت في وضعها وتنزيلها وفي هندستها وتركيبتها؟،من من الجمعيات تحضر اجتماعاتها وعلى
أي أساس أو أي منها تشارك في تسطير برامجها أو تنزيلها؟،أي دورات تكوينية أو
لقاءات تواصلية تنظمها لصالح الجمعيات عامة والجمعيات العضو خاصة؟،وأي
..وأي..وأي.؟،يبدو من كل هذا أن هناك غيابا واضحا و فراغا كبيرا قد جعل من الجامعة
المحترمة جامعة مكتب فحسب وعلى بياض بالطول والعرض،لا جامعة جمعيات وعلى التزامات
ودفتر تحملات؟؟.
لماذا كانت هذه الجامعة في
بدايتها مقتصرة في عضويتها على الجمعيات الوطنية؟،وبكذا وكذا مقعد تخييم،لا دخل
للجمعيات غير العضو في عدم الحصول عليه،رغم طلباتها المتكررة لأضعافه التي لا
تمكنها منها الوزارة؟،لماذا توسعت بعد ذلك عضويتها لتشمل الجمعيات المتعددة الفروع
والتي طالما رفضت عضويتها من قبل؟،ما حظ الجمعيات المحلية في عضويتها وهي بدورها
تهتم بالتخييم على امتداد الوطن،ولابد ممن يرعى مصالحها في القطاع ويدافع عن حصصها
وفضاءاتها ومراحلها خلال الموسم وكذلك عند التداريب بحكم حاجتها إلى المؤطرين في
أنشطتها الموسمية وكذلك في مخيماتها؟،أين تداول المسؤوليات في هذه الجامعة أم
مكتبها الحالي هو وحده الخبير بالمجال وبخيوط اللعبة كانت ضد أومع؟،ماذا بعد
محاولة هيكلتها الجهوية الجديدة والمطبوخة على فراغ قانوني وارتباك تنظيمي فأنتجت بعض
المكاتب لا يمكن وصفها إلا بقولهم:"أسمع جعجعة ولا أرى طحينا"؟؟.
ماذا حققت هذه الجامعة
لصالح الجمعيات في مجال التخييم ككل،وماذا خففت من معاناتها المزمنة مع
الوزارة،وما اعتادت عليه بعض مصالحها مما يشكو منه الجميع من البروقراطية والتلاعب
والمماطلة و الوعود الفارغة؟،أين تكون هذه الجامعة إبان انطلاق المخيمات و طغيان
"الخواض"واستفحال "العراقيل"؟،كم تسجل من الخروقات في كل موسم
وماذا تفعل بشأنها وهي لا تلبث يعني هذه المشاكل والعراقيل إلا أن تزداد كل موسم
بنفس الحدة؟؟،لماذا لا يجدها أحد إبان المعمعة الموسمية وانطلاق المخيمات إلا عبر
هاتف الرئيس أو هاتف أحد الأعضاء لمن كان له الحظ في أن يتوفر عليه؟؟،لماذا لا
يكون لها مقر خاص بالوزارة أو بالقرب منها؟،لماذا لا تنظم فيه المداومة خلال
الموسم؟،لماذا لا تقوم بالزيارات الميدانية إلى المخيمات والتداريب إلا
لماما؟،لماذا لا تستمع لمعاناة الجمعيات وتساهم في الترافع بشأنها،وهنا لا يزال
طريا في أذهاننا الحادث المخجل لمخيم "واد لاو" الذي تم فيه منع أطفال
"الرسالة" من التخييم وسحب رخصة الوزارة منهم بعدما منحتهم إياها،حدث
هذا أمام الجميع والجامعة تفرجت عليه دون خجل؟،لماذا تتصارع هذه الجامعة عبر
الإعلام مع بعض الجمعيات الوطنية العضو فيها وبشأن مقترحاتها التي تقابلها بالرفض؟،لمن
يصل بعض منتوجها ومنشوراتها على هزاله،وأي معارض وتظاهرات وطنية وجهوية تنظمها من
أجل ذلك؟.
ماذا بشأن تقاريرها الأدبية
والمالية والجمعيات هي من تدفع اشتراكاتها السنوية؟،ماذا تفعل جامعتنا المحترمة
وكل مشاكل القطاع في استفحال وتفاقم من تراجع عدد فضاءات التخييم وجودتها..إلى
مشاكل النقل المستنزف للجمعيات في المناطق النائية،والتأخر المبالغ فيه لرخص
القبول أياما قليلة قبل انطلاق الموسم وكل موسم،وما يفرضه ذلك من الاشتغال الدائم تحت
الضغط العالي،إلى ما استجد من معضلات الصفقات والممونين..،إلى استفراد الوزارة
بالشراكات وتأخيرها لمستحقات الجمعيات المشاركة في العرض بموجبها..؟؟،أرجو أن تكون
الجامعة جامعة فعلية وحقيقية،لا جامعة عضوية وصمت،أو على الأصح جامعة المشاركة في
اختلالات الوزارة وتواطئها عليها وهي أطفح من طافحة،هذا إن كانت الوزارة أصلا
لديها استعداد للتعاون الحقيقي مع أحد،جامعة كان أو جمعيات؟؟.
الحبيب عكي