يا خلي القلب يا حبيبي..يا إصلاح يا تعليمي يا طبيبي..لو في قلبك قد..ما في
قلبي حب..يا حبيبي يا حبيبي..لا تلمني فأنا فقط أستاذ يريد أن يتعامل مع تلميذ
يعرف منذ البداية في أية بوتقة تعليمية قد دخل،وماذا عليه أن يعمل حتى لا يتيه في
متاهاتها،وأين المخرج وبما ومما يناسب النفس والسوق والحياة؟،هل من الدراسة كل هذه
الفطريات التي تمتص من تلاميذنا فلا هي تركتهم على الفطرة السليمة ولا هي حسنت من
متبنياتهم ولا حققت من متمنياتهم،لماذا يسود في العديد منهم الجهل مقابل العلم
والمعرفة،والكسل والغش مقابل الاجتهاد والأمانة،والعنف والتحرش والانحراف السلوكي
والأخلاقي مقابل العفة والاستقامة،أي تعليم نمنح لأي تلميذ لأي وطن؟؟.
يا خلي القلب يا حبيبي..يا
إصلاح يا تعليمي يا طبيبي..لا تلمني فأنا فقط أستاذ يريد ويحتاج فعلا إلى فلسفة
تربوية وطنية واضحة المعالم معيارية المباني،وبيداغوجيا حقيقية مسعفة في العديد من الحالات التربوية
المرتبكة والمعقدة،لماذا بيداغوجيا الأهداف والكفايات لم تجنبنا العبث والارتباك؟،وبيداغوجيا
الإدماج والاندماج لم تعنا على التقييم والتغذية الراجعة والراجحة،ولا على ملائمة
المدخلات للمخرجات؟،لماذا بيداغوجيا الخطأ والفارقية والمشروع الشخصي لم تعد ضرورية؟،والتعليم
التعاوني ودينامية الجماعة والحوار البناء وتدبير المختلف نحو المشترك أساسي ولم
يعد في أقسامنا متاحا؟؟.هل الغايات والأهداف لدينا واضحة بما فيه الكفاية،هل
البرامج والمناهج مناسبة ومواكبة بما يلزم؟،وهل بيئة الاكتظاظ وضعف الوسائل وحذف الأفواج...،وغير
ذلك مما لازال يتزايد في عهد التدابير الإصلاحية يسمح بذلك؟؟.
يا خلي القلب يا حبيبي..يا
إصلاح يا تعليمي يا طبيبي..لا تلمني فأنا فقط أستاذ لازال يتطلع إلى مؤسسة تربوية
طالما بشرت بشعارات جميلة جذابة،أسرة تعليمية معنى ومبنى و بين كل الإداريين
والتربويين والتلاميذ والأسر والشركاء والفاعلين،فإذا قلنا جودة وإنصاف فللجميع
دون تهميش ولا إقصاء؟، وإذا قلنا تضحية ومواطنة فعلى الجميع دون تفلت ولا استعطاف
ولا موالي ولا عبيد ولا أشباح؟،هل من قيم الأسرة أية أسرة أن يسود بين بنيها
التنافر والجفاء،أو يدب بين أشقائها سوء الخطاب وكيد الحساب؟،أين الحياة المدرسية المفعمة
بالأفراح،و أين مدرسة النجاح مما قد يسود فيها من سوء التدبير،ولا يعرف من الحكامة
و أساليب الحوار والإشراك والتعاون إلا أساليب القهر والإجبار ولي الأعناق وقطع
الأرزاق ؟؟.
يا خلي القلب يا حبيبي..يا
إصلاح يا تعليمي يا طبيبي.. لو في قلبك قد..ما في قلبي حب..يا حبيبي يا
حبيبي..ارقص واجري..افرح وامرح..غني واطرب..اشرح واجمع..علق تواصل واصل..اجري اجري..بعيد
بعيد..وعلى ربوة استراحتك تذكرني وتذكر..تذكر أن الإصلاح كما يقولون ليس مجرد قطعة
غيار أصيبت بعطب وانتهت صلاحيتها وما علينا إلا أن نقوم بتغييرها بقطعة جديدة أو
حتى قديمة مستعملة ولازالت صالحة حتى تنفك أزمتنا وتصلح منظومتنا التربوي وتعود
إلى سيرها العادي المنتج كما كانت أو بشكل أفضل؟؟.ارقص واجري..افرح وامرح..غني واجري..اجري
اجري..بعيد بعيد..وعلى ربوة استراحتك تذكرني وتذكر..تذكر أن لا مدخل لك إلى عوالم
الإصلاح وامتلاك مفاتيحها إلا مدخل العنصر البشري وهو يعد بحق أساس وأس كل شيء في
الموضوع وعليه مدار كل شيء من صلاح وإصلاح أو ربما فساد وإفساد،إذا صلح الإنسان
فكل شيء بعده يهون،وإذا فسد الإنسان فكل شيء بعده يستحيل؟؟.
وعندما أقول العنصر البشري فأنا أعني بذلك الجميع،المنظرون والمقررون
والإداريون والتربويون والتقنيون والتلاميذ والأسر والشركاء والفاعلون،وربما
المنظرون وحدهم الراضون في القطاع،بما يحصلون طبعا من مسودات خططهم و برامجهم
واستراتيجياتهم من مستحقات وصفقات وريع و
تكريم و علاوات وإتاوات،وبعدها ليربح الرابحون وليسقط الساقطون ويخسر
الخاسرون؟؟،أما غيرهم فالكل في مستنقع التذمر والشكوى غارقون،فهل ستقيمون صرح
إصلاحكم على كل هذا التذمر والتسخط والشكوى؟،من لا يشكو اليوم في قطاع التعلم،والمديرون
في تنسيقياتهم يشكون،والمفتشون في رابطاتهم يشكون،والأساتذة في نقاباتهم
وإضراباتهم يشكون،الحراس والسائقون
والأعوان والمنظفات،والتلاميذ والأسر،والجمعيات والشراكات...،تنسيقيات وراء
تنسيقيات وروابط مع روابط ونقابات وراء نقابات ولا حياة لمن تنادي؟،ترى هل كل هذه
الفيالق الشعبية "جشعة"وعلى خطأ، ووحدها التدابير الإصلاحية المقترة على
صواب، ولابد أن تستمر في عزمها على إنجاز الإصلاح وبصفر درهم،بل بصفر تحفيز و صفر اعتبار
وصفر تيسير ظروف العمل وحتى احترام الحقوق الوظيفية كانت لنا أو علينا؟؟.
يا خلي القلب يا حبيبي..يا إصلاح يا تعليمي يا طبيبي..لو في قلبك قد..ما في
قلبي حب..يا حبيبي يا حبيبي..ارقص واجري..افرح وامرح..غني واطرب..اشرح واجمع..علق تواصل
واصل..اجري اجري..بعيد بعيد..وعلى ربوة استراحتك تذكرني وتذكر..تذكر أن المياه
المحبوسة تبحث لها عن مجرى وتحدث عبره شلالا،وكذلك الناس المخنوقة تبحث لها عن
مخرج وتحدث عبره متنفسا شلالا،وما أرها إلا قد وجدت مخرجها ولو في هذا الهروب
الجماعي من الوحل ولو بإحداث النزيف البشري الحاد في جسد القطاع العليل،فأساتذة
يهربون إلى التجارة والسمسرة ولو في الفلاحة والتجارة وبيع السيارات والعقارات؟،وآخرون
يهربون وينتجون بنشاط وحماس في الجمعيات والمجالس الجماعية والبرلمان،ولم تستوعبهم
مؤسساتهم ولا آمنت بقدراتهم ولا وفرت لهم ظروف الاشتغال،وغيرهم يهربون للحلول
الفردية في التعليم الخصوصي والساعات الإضافية ولو في المآرب الليلية،وآخرون يهربون
إلى التقاعد النسبي أو حتى من المؤسسات والأقسام وهم
داخلها،وآخرون...وآخرون..وآخرون؟؟.والعبرة لمن اعتبر لو تجربون الإصلاح من بابه
الواسع باب إصلاح الإنسان والعناية بالإنسان في كل قطاع في كل زمان و في كل مكان،ورحم
الله الثلاثي العبقري المبدع مرسي جميل عزيز كاتبا وعبد الوهاب ملحنا وعبد الحليم
مغنيا ومطربا وملهما،وعسى أن يستلهم منهم الجميع الوعي بالحقيقة والدندنة للحقيقة
وعلى متطلبات الإصلاح و التدابير الفعلية ولو على الناعم؟؟.
الحبيب
عكي