Top Ad

الأحد، 31 ديسمبر 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

جزرة العبث في ثقافة المشروع إلى أين؟؟



        ربما كان التألق الذي عرفته الجمعيات فيما مضى وعلى قلتها،أنها كانت تعمل بمثقفين حقيقيين وفي ما يسمى ب"مشروع الثقافة"بدل"ثقافة المشروع"،وكانت تعرف أن قانونها الأساسي خاص بها،وما كانت تروم القيام به من أنشطة ومشاريع إنما تهمها هي قبل غيرها،فكانت تتكلف في ذلك بكل شيء من وسائل مادية على شحها وعناصر بشرية وفئات مستهدفة شعارها في ذلك:"ما حك جلدك مثل ظفرك"و"واستقلال التمويل يضمن استقلال القرار"،فلا تنتظر أحدا غيرها ولا تعتمد عليه أعطى أو منع،فكانت التربية الجمعوية الحقة على البذل والتضحية والنضال المدني الفعال والمرافعة الحقوقية الشرسة والمثمرة،وكانت الأدوار التاريخية للمجتمع المدني لصالح الفئات الهشة والمستضعفة ضد الشموليين والديكتاتوريين،وقد ساهم في هذه التربية الجمعوية وتخرج من مدارسها الشعبية الكثير من الأطر اليسارية والإسلامية على السواء منهم الباقية الباقية التي لازالت تسير العديد من هذه الجمعيات الممتدة في الزمان والمكان بل والعديد من دواليب الدولة وقطاعاتها بنجاح؟؟.

         ولكن يبدو أن الأمور اليوم قد تغيرت في رمشة عين وبقدرة قادر،فأصبحت الجمعيات على كثرتها وكبر تدخلاتها وكأنها لا أرضا تقطع ولا ظهرا تبقي،لا لشيء إلا أن جلها قد أغرته جزرة عبث المشاريع وأسال لعابه ما يشبه ريعها،ليهوي بمعظمهم جميعا في مستنقع "ثقافة المشروع"بدل"مشروع الثقافة"؟؟،وفي غياب مشروع الثقافة هذا أصبحت بعض الجمعيات وكأنها محترفة في الهرولة إلى أي مشروع مهما كان،حتى لو لم يكن داخل اهتمامها ولا عنيت به قوانينها ولا كانت لأطرها خبرة في دفتر تحملاته؟؟،حتى لو تركت مشروعها الأصلي ودخلت في مشروع الآخر مجرد عبد مستأجر وبدريهمات معدودات،وطبعا من أسباب هذا التحول الغريب والمخالف لطبيعة الأطراف،شراسة المعركة التي كسبتها الدولة في تدجين بعض المجتمع المدني ورسم حدوده ومعالمه بل وإنشاء بعض هيئاته حتى في الوديان والسهول؟؟،ولكن الذي لا يفهم هو كيف تسعى بعض الجمعيات الضحايا إلى ابتداع ثقافة تبرر لها انحرافها ذلك من مثل:المشروع ثقافة سننية وخريطة طريق،والشراكة تعايش تنسيق وتعاون،وقد مضى عهد كانت تقوم فيه الدولة أوالمجتمع بكل شيء،فما يضر أن يكون بينهما بعض التنسيق والتعاون،المجتمع المدني برصد الاختلالات واقتراح الحلول والدولة وقطاعاتها بالتمويل والمتابعة والمحاسبة؟؟.

         ولكن ورغم ذلك - مع الأسف - يبدوا أن الأمور لا تسير على ما يرام لا في معسكر"مشروع الثقافة"الذي لا زال يعاني ويضيق على فعله من قلة الإمكانيات كما وكيفا في الزمان والمكان؟؟،كما تضيق الأمور كذلك في معسكر"ثقافة المشروع"رغم كل التهليل والتطبيل،فلا تزال العديد من المشاكل عالقة بين حاملي المشاريع وداعميها،بشكل يعرقل جهود التنسيق والتعاون بينهما،ويحرم الفئات المستهدفة من الحظوة بخدمات طالما انتظرتها وألحت في طلبها من الجميع؟؟، فمن جهة يرى الحاملون للمشاريع أنهم يبذلون جهدا جبارا في التفكير في المشاكل الاجتماعية و في رصدها وتحليلها واقتراح الحلول المناسبة لها،في إعداد المشروع وفق المعايير المطلوبة والتخطيط والبرمجة،في وضع المؤشرات والتكاليف والميزانيات،في توفير الوثائق القانونية واحترام الآجال ومساطير الدفع والتنقلات وكل ذلك أكثر من مكلف؟؟،ليضرب كل ذلك في الأخير عرض الحائط فلا يؤخذ المشروع بعين الاعتبار ولا يحظى بالدعم الموعود، بل يكون مصيره بكل بساطة سلة المهملات وحتى دون شجاعة مبرر مكتوب؟؟.


         ومن جهتهم يحتج المانحون وخاصة المحليون والجهويون منهم بقلة الموارد وكثرة الطلبات،أو هكذا قضت اللجن المكلفة وقرارات المجالس؟؟،والواقع أن الأمر ليس كذلك بالتأكيد إذ يسجل غياب طرف الحاملين للمشاريع أثناء المداولات بشأن مشاريعهم أولا،كما يسجل تدخل المتدخلين في مختلف الدوائر لحجز ما يمكن حجزه من التمويلات ثانيا،و كذلك حظوة المحظوظين الذين ولدت جمعياتهم بملاعق من ذهب ويحظون بالمنح والشراكات على الدوام وطبعا على حساب غيرهم ممن تعوزهم التدخلات والوساطات،وكأن الأمر كله مأدبة من أجل بعض المقربين والمرضي عليهم واعتقد الآخرون المقصيون والمهمشون أنهم أيضا مواطنون معنيون فجاؤوا إلى الوليمة بدون دعوة وجلسوا بدون فرش؟؟.

1-           ما معنى أن تعلن الدولة وتتبنى سياسة القرب وضرورة الشراكة مع الهيئات المدنية وفق دفاتر تحملات ومهما كانت مرجعياتها،فتجد قطاعات وهيئات حكومية لازالت تستهويها سياسة غلق الأبواب بإحكام،شعارها في ذلك :"خير الشراكة والجمعيات ألا أراهم ولا يرونني"؟؟،وإذا ما ألزموا بفتح الأبواب ونشر المعلومة وعقد الشراكات فتحت الطاولة بشكل مميع وغير شفاف ينحرف بها عن الأهداف التنموية المتوخاة؟؟.
2-           ما معنى أن ترفض مشاريع هادفة لهيئات مدنية فاعلة أعدتها بحكم الخبرة والتجربة والممارسة الميدانية،في حين أن مشاريع أقل منها فكرة وتوطينا تقبل،خاصة إذا كانت في ذلك الاتجاه التهريجي والتبذيري الذي تندد به العديد من فعاليات المجتمع من تظاهرات ومهرجانات لا تتقدم ولا تؤخر إلا في تشويه المسار والاختيار،وفي سوق النخاسة وتشويه السمعة على حساب المشاكل التنموية الحقيقية للمواطنين؟؟.
3-           لفائدة من يهدم جسر التواصل بين الجهات المانحة والهيئات المدنية الحاملة للمشاريع،فلا تتمكن الأطراف لا من الاطلاع على السياسات والحاجيات والمعلومات ولا على الإمكانيات والطاقات وأوجه التدخلات الممكنة،فبالأحرى أن نطمح يوما إلى الحق الدستوري في الشراكة في وضع السياسات وتنزيلها ومتابعتها وتقييمها والمحاسبة عليها؟؟،
4-           ما معنى خلق هيئات صورية حكومية وحزبية غير مستقلة تحظى بالدعم والمشاريع والمقاعد على حساب غيرها من الفاعلين المدنيين الميدانيين،وما معنى أن تسطو القطاعات الحكومية والجماعات المحلية والمصالح الخارجية على موارد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على حساب الجمعيات التي خلقت من أجلها في الأصل؟؟.
5-           ما معنى تلك المنح "الصينية"لبعض المجالس الجماعية والجهوية بحيث تساوي في قدر منحها الهزيلة للجميع رغم تفاوت الأفكار والمشاريع والأبعاد المحلية و الوطنية،وما معنى أن تؤثر بمنحها فئة من الجمعيات الفنية والرياضية والمهرجناتية دون غيرها من الجمعيات الثقافية والتربوية والحقوقية والبيئية والاجتماعية التي تهتم بالفئات الهشة من النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة؟؟.

إن ثقافة المشروع والشراكة اليوم قد تجاوزت في العديد من الدول المتقدمة ثقافة المشروع والترافع إلى مستوى ثقافة التنظيم على مستوى الأحياء وحوار السياسات والمقاربات بين السلطات و ممثلي الجمعيات،فقط من يعلن عن إشكال ويقترح له حلا مناسبا حتى يجد الجميع يساعدونه في الحل دون لف ولا دوران،ويحيطونه بالشكر والتقدير على روح مواطنته العالية،بدل أن يوهموه ويتهموه ويمسحوا بكرامته وأوقاته الأرض والسماء؟؟،وأساس ذلك التوجه الأول كله يكمن ولاشك في ذلك الذي نفتقده نحن ألا وهو الثقة بين المسؤول والمواطن،ومحاسبة المسؤول لنفسه على ما يقضيه من أغراض الناس ويستبق من القنابل الموقوتة للمشاكل والمعضلات قبل أن يحاسبوه؟؟،وهو ولاشك ما يحمل السلطة في هذه الدول على النزول إلى الأحياء والبحث عن الفعاليات و حوار الجمعيات والاستجابة لمطالبها والتنسيق والتعاون على استدامتها وصيانتها،ولا أرى لماذا وإلى متى سيظل الشك والتماطل وربح الوقت والتفرج على المشاكل واحتكار الحلول والتدخلات هو السائد عندنا،وهي أشياء خطيرة وأوجه من الوهم والعبث تقتل كل شيء وكل أمل في الديمقراطية الحقيقية والمقاربة التشاركية مهما ادعى المدعون؟؟.

الحبيب عكي



اقرء المزيد

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

مشاريع رائدة في تنمية التخلف إلى متى؟؟


     كذبة كبرى كل من يدعي أن مشكلتنا الأساسية في التنمية تكمن في ضعف وغياب ثقافة العمل بالمشروع،و وهم فظيع كل من يدعو إلى تنمية هذه الثقافة عند الهيئات والأفراد و على كل المستويات،ويرى فيها الحل الأمثل لمعضلتنا التنموية؟؟.صحيح أن المشروع قمة في التفكير السنني ويظل برامج وأنشطة وخدمات ومنتوجات مهيكلة في الزمان والمكان مبنية على تكاليف وميزانيات وأهداف و وسائل وإنجازات وتقييم ومتابعة ومحاسبة،في شكل خريطة طريق مفصلة و واضحة لتشخيص المشاكل والاختلالات وسعي حثيث لتلبية الحاجيات والمطالب وبلورة الأفكار وتنزيل الحلول وتنظيم التدخلات على أرض الواقع في شكل عمل جماعي وتعاوني للقرب يقتصد الجهود ويختصر المسافات ويحقق الانتظارات؟؟،ولكن يبدو أن كل هذا مجرد دوامة وعبث في غياب العديد من شروط الثقة والشفافية والجدية في طقس الإنجاز ومناخ المرجعية والمعيارية و ربط المسؤولية بالمحاسبة بالنسبة للجميع وإليكم بعض التفاصيل:

         فكم من مشكل سياسي أو اقتصادي،ثقافي أو اجتماعي،قطري أو قومي وأممي كانت له أدق الدراسات وأنضج المخططات وأدق البرامج والمؤشرات والتواريخ والمكلفين والميزانيات والمتابعات..وظل حبرا على ورق،في التعليم والتشغيل وفي الصحة والسكن مثلا...،ولا زالت معضلات هذه القطاعات - مع الأسف - تجر أذيال الخيبة والتراجعات والفشل بل واستجدت للناس فيها حاجات ملحة وقضايا شائكة جعلت المشاكل القديمة تستفحل إن لم تكن قد وصلت إلى الهاوية والكتلة الحرجة التي تستحيل معها المعالجة مهما حسنت النوايا وجدت التدخلات؟؟. إن هذه المقدمة لا تطعن في أهمية وضرورة المشاريع في شيء كما قلنا،فكل الأفراد والهيئات و الأمم لم يتقدموا ويدخلوا صف الناجحين المرودين للطبيعة والمتغلبين على الظروف إلا باعتماد المشاريع وتربية كل الأجيال والفئات على ثقافتها وما يتعلق فيها بأصالة الفكرة وحسن الإعداد إلى حكامة التدبير وجودة الخدمات إلى أفاق النجاح والاستمرار فالمقاولة والاستثمار؟؟.

ولكن ما الذي ينقصنا نحن لننجح في ما نضعه من المخططات التنموية ونبرمجه من البرامج الاجتماعية أونفتحه من الأوراش العامة الكبرى؟؟،ذات مرة ونحن نتحاور بيننا كأصدقاء،قال أحدنا:"إن بلدنا رائع ولا أروع ولكن  - مع الأسف - تنقصه العدالة الاجتماعية"،وقال آخر:"بل ما ينقصه بالدرجة الأولى هي الديمقراطية وحقوق الإنسان"،وفي اعتقادي لا هذا ولا ذاك،بل ما ينقصنا في الحقيقة قبل وفوق كل شيء هو:"الإرادة الحقيقية والجماعية"،فكما يقول أحدهم:"العمل قدرة وإرادة"،ونحن ليدنا من القدرات والإمكانيات والحمد لله ما لدينا ولكنها لا تفيدنا كثيرا في غياب الإرادة الحقيقية والعزيمة القوية والقوة القانونية الملزمة،مما يجعل الأمور بين القوم وكأنها مجرد استهبال للفرص،وهدر للإمكانيات وتمطيط للزمن لكسب بعض الوقت،وإقصاء للضعفاء و إسكات للغاضبين ببعض الفتاة،مما لا يعود في الأول وفي الأخير على معضلاتنا إلا بالاستفحال،أو في أحسن الأحوال معالجة المشاكل بالمشاكل الأكبر والأزمات بالأزمات الأعقد على الطريقة الأفريقية المعهودة؟؟.

ما معنى أن تعتمد العديد من الدول النامية والسائرة في طريق النمو ونحن ضمنها مفهوم التنمية بشكلها الجزئي بدل الشمولي المجالي العادل والمستدام؟؟،وما معنى أن يتغلب فيها الجانب المادي والعمراني على الجانب الإنساني والقيمي الحضاري؟؟،مما أفقد ويفقد الثقة بين الحاملين المدنيين للمشاريع والداعمين الوطنيين لها؟؟،وما معنى ادعاء الندية بين الطرفين وإرغام الطرف المدني المسكين على قبول شروط الطرف الآخر الرسمي ودفتر تحملاته بدل التفاوض والتوافق؟؟،ما معنى أن تطغى ثقافة المشروع على مشروع الثقافة حتى أسالت جزرتها وما يشبه ريعها المشبوه لعاب من هب ودب،حتى لو كان الأمر خارج القوانين الأساسية للجمعيات؟؟،ما معنى أن تقصي الدوائر الرسمية المستضعفين البعيدين عن دوائر القرار،وتضحك الدولة على حاجياتهم وتفوت بعضها الملح والضخم إلى مجرد الإحسان العمومي والتطوع المدني؟؟،لماذا نتحدث عن نهب الميزانيات الضخمة وتهريب مشاريع إلى مناطق وجهات غير مقررة وليست جهاتها الأصلية؟؟،لماذا لا تمتلك الدوائر الداعمة الشجاعة لإجراء مداولاتها بحضور حاملي المشاريع؟؟،لماذا لا تملك الشجاعة في تبرير كتابي لقبول أو رفض أي مشروع؟؟،

لماذا لا زالت الحساسيات السياسوية والمغلفة بالقانون أحيانا تطغى على مصالح المواطنين وتذبح الاختيار السياسي والتنموي للدولة في ضرورة إعمال الشراكة بين القطاعات الحكومية والمجتمع المدني؟؟،أين هذه القطاعات وأبوابها موصدة في وجه الجمعيات،وفيها من احتكار المعلومة ما فيها إلى درجة أن رصيدها في الإعلان عن شراكاتها في البوابة الإلكترونية للحكومة يكاد يكون لا شيء؟؟،لماذا تؤسس في الغالب لكل دعم عمومي جمعيات صورية حزبية وحكومية تمنحها المنح والمشاريع على حساب الجمعيات التي كسرت أنيابها في العمل الميداني؟؟،لماذا كل هذه الحراكات الوطنية والاحتجاجات الشعبية في مختلف المدن والقرى؟؟،أين تلك المخرجات الضخمة للحوار الوطني حول المجتمع المدني؟؟،هل لازالت الدولة تريد أن تسعى فقط بالمجتمع المدني الذي استطاع تعبئة حوالي 17 مليار من الرأسمال الأجنبي؟؟،لفائدة من تمنع الجمعيات من استثماراتها الخاصة التي يمكن أن تغنيها عن التسول على أبواب القطاعات الرسمية أعطوها أو منعوها؟؟،لماذا عمرت جل المعضلات التنموية عقودا وعقودا رغم اختلاف السياسات وتعاقب الحكومات؟؟،لماذا تحدثنا بالأمس وعلى أعلى المستويات الرسمية عن "السكتة القلبية" ولازلنا نتحدث اليوم وعلى أعلى مستوى رسمي أيضا عن "النموذج التنموي الفاشل"؟؟.
الحبيب عكي

اقرء المزيد

الأحد، 17 ديسمبر 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

التنمية الثقافية بالجهة..مداخل ومنطلقات.

التنمية الثقافية بالجهة..مداخل ومنطلقات..المجتمع المدني نموذجا

                إن  هذه المداخلة تندرج ضمن الموضوع العام للندوة التي ينظمها مركز طارق بن زياد للبحوث والدراسات وشركاؤه مشكورين في إطار فعالياتهم إحياء ذكرى مرور 100 سنة على تأسيس قصر السوق سابقا أي مدينة الرشيدية حاليا،عنوان الندوة هو:"أي سياسة ثقافية للمغرب في ظل الجهوية المتقدمة"؟؟.

ملخص المداخلة:
         في البداية تساءل صاحب المداخلة ذ.الحبيب عكي/فاعل جمعوي،عن بعض المفاهيم الأساسية والتي حسب رأيه ستؤثر في تنمية الجهة عامة وفي تنمية الثقافة بها خاصة،لذا حاول بسطها و طرح إشكالاتها والتذكير بأنها لا يمكن أن تشكل دوافع وروافع تنموية في الجهة إلا بقدر ما ستكون مفاهيم وأدوات سياسية ثقافية وتنموية حقيقية كما هو متعارف عليها عند الجميع،هذه المفاهيم كما وردت في العنوان الرئيسي للندوة ثلاثة وهي:

1)السياسة الثقافية:والتي يرى العديدون أن المغرب ككل لا يتوفر عليها فبالأحرى الجهات(فقط 3% ميزانية ومجرد 71 مركز ثقافي و414 فضاء شبه ثقافي لا تتوفر 50% من مجالس الجماعات على شيء منها)،مما يجعل الوزارة الوصية ورغم جهودها الجبارة لا تحقق شيئا كثيرا في برنامجها الخماسي المغرب 2020 والذي يستهدف دعم الكتاب والنشر والقراءة،والإبداع والمبدعين في مختلف المجالات،وتوثيق الإنتاج الشفهي اللامادي،وحماية الثراث المعماري،وتشجيع المنتوج الحرفي التقليدي؟؟؟،

2)الجهوية المتقدمة:وهل ستكون فعلا جهوية القرب والتشارك والموارد والطاقات..،أم مجرد جهوية الرجل المريض ببعض الصلاحيات الإدارية على علاتها؟؟؟،
3)وأخيرا،الثقافة التنموية:وإلى أي حد سنمارسها في جهتنا كثقافة الواجب والمسؤولية والإبداع والسننية والتشارك والحكامة..؟؟،أم سنمارس ما دأب عليه البعض من ثقافة ميتة كالانتظارية والخرافية والتبريرية والغش والريع والاستبداد...؟؟،أو ثقافة قاتلة كالاستتباع الثقافي للآخر وثقافة الطعن في الدين وثقافة البهرجة دون عايد تنموي...،كما يقول"محمد يتيم"صاحب كتاب"في نظرية التغيير الثقافي"؟؟؟،خاصة وأنه كما تؤكد البحوث والدراسات من أن جهتنا تزخر بأنماط ثقافية تساعد على التنمية كثقافة "القصور" في البناء و"الخطارات" في الري والعديد من الأمثال والحكايات والأغاني الشعبية..،وعكسها ثقافة لا تنموية متجدرة بدورها كثقافة الاعتقاد في الأولياء وتهميش المرأة في المجتمع وتفشي الأمية والهجرة وبعض القبلية في الانتخابات وغلاء طقوس الزواج في بعض المناطق،من هنا ضرورة السؤال المؤسس والأساس أي ثقافة ستحقق التنمية لجهتنا(قالوا ليه باك طايح،قال لهم من الخيمة خرج مايل)؟؟؟.

         هذا وقد عددت المداخلة العديد من مداخل ومنطلقات التنمية بالجهة قانونية وتشريعية،جماعاتية و وكالاتية واستثمارية ومساعداتية وطنية ودولية..،لتركز على مدخل واحد وأساسي هو مدخل المجتمع المدني جمعيات ومؤسسات ومراكز وتعاونيات وخاصة الثقافية منها رافعة التنمية في كل المجتمعات،فتحدثت المداخلة عن 6 مميزات تنموية ينفرد بها المجتمع المدني:مشتل النخب والطاقات والقوة الاقتراحية والترافعية،مدرسة في العمل التطوعي وخدمة الفئات الهشة،تراكم في الإنجاز وسياسة القرب،قوة تفاوضية وتشبيكية وتشاركية قادرة على تعبئة الموارد والطاقات والرأس المال الوطني والدولي،مدرسة في التكوين والإبداع والتخطيط والبرمجة،مدرسة رائدة في التربية على الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة والسلوك المدني،مدرسة الحرية والاستقلالية والسلمية واللاعنف،حظوة دستورية(20 مرة ذكر)وأدوار تنموية وترافعية هائلة في وضع السياسات العمومية ومواكبتها ومراقبتها؟؟؟،وكذا عن 6 مميزات تنموية وتربوية تنفرد بها الثقافة:فالثقافة توجد في كل شيء في المأكل والمشرب والملبس..،وهي صيانة للذاكرة وذاكرة الحياة الجماعية(حقوق و واجبات وطقوس..)،مفتاح العلم والمعرفة لارتباطها بالكتاب والقراءة والفكر والحوار..، أطلس حياة الحرية والإبداع الثقافي والحرفي والفني والتقني..، وهي تربي فينا الأذواق الذي تؤسس فينا للاختيارات والاتجاهات والانتماءات والمعاملات والالتزامات،وأهم من ذلك كله كما يقول السوسيولوجيون والباحثون التنمويون وغيرهم أنه ما فشلت كل الشعارات الكبرى التي نرفعها في حياتنا على أهميتها من مواطنة وديمقراطية وحكامة وقرب وتخليق وعدالة..،إلا لأنها مفاهيم مجردة من أبعادها الثقافية  وهي شرط أساسي للعمل والانجاز،فانظروا مثلا إلى تضخم الساعات في حياتنا وضحالة احترامنا للأوقات؟؟؟.

         المجتمع المدني إذن منطلق أساسي ومدخل واسع وحتمي للتنمية في الجهة،ولكن حسب المتدخل لابد من توفير 3 شروط على الأقل وهي:
1)ضرورة وضع خريطة التنمية في الجهة شمولية وعادلة،التحديات والرهانات المنطلقات والغايات،الأولويات والمؤشرات،والمخططات والبرامج،وضرورة مشاركة المجتمع المدني فيها كغيره من الفاعلين لا تابعا فقط ولا باحثا عن الفتاة؟؟،

2) ضرورة مراعاة الحاجات الحقيقية للجهة والمحافظة على مكتسباتها السوسيو ثقافية و من ذلك:
1- تدبير التنوع والاختلاف في إطار التعدد والوحدة.
2- الحفاظ على ثراء التراث اللامادي للإنسان الواحي
.3- العدالة المجالية في التنمية بين كل الفئات الاجتماعية والأماكن الجغرافية.
4- تعبئة وإشراك النخب والفنانين والمثقفين والمبدعين،وضمان التواصل معهم.
5- إحداث ودمقرطة فضاءات الإبداع والتواصل والإعلام الصحفي والفني والثقافي والحرفي في الجهة.
6- معايير في دعم الجمعيات والتظاهرات والمعارض والنشر الكتبي والفني والسينمائي وغير ذلك.
7- ضرورة التعاون والتنسيق بين السياسي والمدني،وتحمل الدولة لأدوارها كاملة غير منقوصة،خاصة فيما يعتبر جبر الضرر الجماعي لأبناء الجهة.
8- إحداث وإحياء وتفعيل المجالس الجهوية للثقافة والرياضة كشركاء والتعاون مع وكالات التنمية الجهوية،،وكذلك مع الجمعيات الجهوية التي أحدثت مؤخرا للمساهمة ومواكبة التنمية المدنية للجهة،من أقطاب واتحادات وإئتلافات وهي قيم مضافة وفرص تنموية حقيقية لا ينبغي تهميشها وإهدارها؟؟؟.

 3) وأخيرا،ضرورة الاعتقاد بأهمية التنمية الثقافية وبإمكانيتها في جهتنا بل وبكونها المدخل الطبيعي لكل التنميات السياسية والاقتصادية وغيرها،أولا،لعائدها التربوي والتكويني والتحفيزي على الإنسان،وثانيا،لعائدها الاقتصادي والتنموي حتى،وكم تتحدث عن ذلك الأرقام والتجارب الدولية نجد بعضها في كتاب"أضواء على المسرح الغربي"/"ألفريد فرج":فالصناعات الثقافية من صحافة وإعلام ونشر وسينما ومسرح..في الاتحاد الأوروبي تشغل 8.5 مليون منصب،واليابان وكوريا وبريطانيا وفرنسا دول رائدة في هذا الصدد،وألمانيا وحدها تشغل في هذه الصناعات الثقافية حوالي 720 ألف مقابل 444 ألف في قطاع الكيمياء و234 ألف في قطاع الطاقة،بل هناك تجارب ناهضة في بعض المدن المغربية كورزازات السينمائية ومراكش السياحية وغيرهما؟؟،ولكن يبقى السؤال العريض مطروحا:هل نستطيع تنمية جهتنا من مداخل غير تقليدية وحوامل غير معهودة أو التزاوج بينها على الأقل،إن لم يكن إعادة الترتيب والتجريب والأمور بعواقبها؟؟؟.

                                                             الحبيب عكي 
اقرء المزيد

الجمعة، 8 ديسمبر 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

الأول على الإكسير دجنبر 2017.


       وأخيرا،اليوم الجمعة 08 دجنبر2017،حللنا بالمرتبة الأولى للكتاب الأكثر مقروئية في موقع "أكسير للثقافة العربية الشاملة"،وسط حشد من كتاب العالم العربي والمهجر المتمرسين والصحفيين والسياسيين والمفكرين والأدباء...،وقد حللنا بهذه المرتبة المشرفة بعد عام ونصف من الكتابة المستمرة والمتنوعة،استطعت بفضل الله خلالها أن أنتج وأنشر في الموقع 104 من المقالات والرسائل والتغريدات و 13 فيديو مختار و 15 صورة معبرة،حظيت ب 4656 زيارة و 521 من المعجبين والمتابعين و38750 مجمل المشاهدات والقراءات،فشكرا جزيلا لموقع "إكسيبر" ولكل القراء والمتابعين والمشجعين.وتحياتي للجميع: الحبيب عكي.

اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

ترامبولا يستبيح أعلام بلاده وسيادتها عبر العالم؟؟


ربما ليس هناك ما يفسر بجلاء جنون الرئيس الأمريكي "ترامبولا" واضطرابه في مواقفه السياسية الداخلية والخارجية على السواء إلا قولهم:"النفوذ الاقتصادي يؤسس بالضرورة للنفوذ السياسي"،لذا يبدو أن الرجل وبيته الأسود قد وضعوا بيضهم كله في السلة الاقتصادية الجشعة وحدها علها تلد لهم سليلة سياسية،يتمكن بواسطتها الرئيس المعتوه استعراض عضلاته أمام الساسة والاقتصاديين على السواء؟؟.لكن يبدو أنه لا يجني من فهمه البربري وتصرفه العنصري إلا قلاقل واضطرابات تكاد تهوي به في كل قرار وخطوة نحو الجحيم،ناهيك عما تجلبه له من سخط ولعنات العالمين؟؟.

        ادعى "ترامبولا" أنه جاء في حقبته الرئاسية المشؤومة لخدمة أمريكا والأمريكيين بالدرجة الأولى،وفي أول خطوة جنونية منه وبتهمة التطرف والإرهاب المفترى،منع دخول أبناء 7 دول وجنسيات عربية ومسلمة إلى أمريكا ولو بالوجه القانوني والدولي،قبل أن يرد عليه القضاء الأمريكي تنطعه وحمقه والعزلة الدولية التي أرادها لبلاده دون موجب حق؟؟.ومعروف تراجعه المهول عن مكتسبات الشعب الأمريكي في مجال الصحة،وخروجه من منظمة اليونسكو ومن أجل الجشع الطاقي خرج أيضا من  Coop 23للحفاظ على البيئة؟؟،وسرعان ما دخل الرجل في أزمة نووية مع كوريا الشمالية لا تزال تهدد الشعبين بنشوب حرب نووية شرسة يكون مواطنيهما ضحاياها من أجل شره أمريكا بالاستفراد بالطاقة النووية والاستحواذ عليها كي يظل تهديدها للعالم على الدوام مؤكد ولا رادع له؟؟.وهو الآن على عكس من سبقوه من رؤساء أمريكا يحاول مهادنة "إيران" ودعمها والتغاضي عنها في التدخل والتوسع المذهبي في دول المنطقة مقابل التخلي والتراجع عن إنضاج وتطوير سلاحها النووي؟؟.

        الفضيحة الكبرى هو زيارته للمنطقة العربية في الخليج كأمهر القناصة وأحد رعاة البقر الجدد والذي استطاع في صيده الثمين أن يضغط على "قطر" وعلى التحالف الثماني العربي ضدها بقيادة السعودية والإمارات،ويستحوذ منها مجانا على جزية أزيد من 468 مليار دولار،ناهيك عن 700 مليار المكتنزة في أبناكه الأمريكية والغربية من أموال الأمراء والأميرات؟؟،مبلغ خيالي دون مقابل لو سخرته دول الخليج في تنمية الدول العربية كافة لحققت ذلك وشكرتها الشعوب على ذلك؟؟.لكن "ترامبولا" أشهر فقط ورقته الحمراء في وجه الجميع،حتى يتحكم في الوضع الشرق الأوسطي الجديد ويبقى الجميع معه لأمر أهم وهو ما أعلن عنه بداية هذا الأسبوع 06 دجنبر2017،ألا وهو خطة التطبيع مع إسرائيل؟؟.ومن أجل ذلك فقد أعلن عن قراره الخبيث منح القدس الشريف عاصمة لإسرائيل،فأعطى كما يقال من لا يملك لمن لا يستحق،وهو الهدف الحقيقي الذي يسعى إليه بعد الجعجعة الإعلامية وصخب المسيرات والشعارات..،ألا وهو مقايضة الدول العربية والإسلامية على التطبيع مع إلكيان الصهيوني المعزول المختنق؟؟.


        "ترامبولا"مجنون ومن حقه أن يتخذ ما يريد اتخاذه،تغولا وطغيانا أو جنونا وعظمة أو ربما فقط سذاجة واستخذاءا،ولكن المشكلة الحقيقية في حكامنا الأشاوس وشعوبنا المغلوبة على أمرها إذا ما قبلت أن يقرر في شأنها غيرها ويتحكم في بيادقها قراصنة في عرض البحار ومن وراء البحار؟؟.المشكلة الحقيقية هي إذا ما زلنا نخطىء طريق النهضة والتحرير،ولا زال من بيننا من يعتقد بالشيء  ومن يعتقد بعكسه ونقيضه،وإلى درجة أن هناك منا أفرادا وهيئات ومؤسسات ودولا ورؤساء دول..،من يحارب أخاه على ذلك ويخونه وكانه هو هو العدو بدل أن يحترمه ويحاوره ويناصره؟؟."ترامبولا" ومن وراءه من بني صهيون بقرارهم المتهور إعلان القدس عاصمة الكيان الصهيوني الغاصب يرتكبون جريمة القرن،وبكل المقاييس،فهو قرار يخالف الوضع القانوني الدولي للقدس باعتبارها محتلة،القدس الشرقية 1967 والقدس الغربية 1980؟؟،ويعطي شرعية غير مقبولة لمزيد من التهويد والصهينة والقتل والتهجير والاستيطان..؟؟،كما يشكل خطرا أكيدا على وضعية المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين بكل أبعاده العقائدية والتاريخية والتسامحية؟؟،وأخيرا،له تداعيات خطيرة على مفاوضات السلام المتوهم،ومقاربة قيام الدولتين و لو على حدود 04 حزيران 1967،المقاربة المنتظرة منذ أسلو ومدريد 91 و 93  دون جدوى؟؟.

        إسرائيل لا تنتظر أحدا غير أمريكا وحلفاؤها،وأمريكا لا تنتظر أحدا رضي أو غضب،إنهما لا يريان للعالم إلا العمى الذين يرون،والبرك الآسنة التي هم فيها غارقون،و الإعصار والانفجار والدمار الذي هم له يخططون وإليه سائرون؟؟.إنهم لا يخافون غير المقاومة الميدانية التي تساندها الشعوب،لا تخاف غير مصالحها المهددة وشركاتها المحاصرة؟؟،لا يوقفهما غير ما أوقف جرائمهما إبان الانتفاضة الأولى والثانية في فلسطين وجنوب لبنان 1987 و 2000 و2006؟؟،ولكن كم بيننا وبين هذا المسار الجهادي والوحدوي والتضامني النبيل؟؟،كم بيننا وبين تحرير الشعوب حتى تمتلك قرارها ويكون حكامها حقا في خدمة طموحاتاها واهتمامها بقضايا الأمة؟؟،كم بيننا وبينها و فريق الحكام العرب قد بلغ من الضعف والهوان والاستلاب والتبعية ما استحق أن يوشمه "ترامبولا"بهذا القرار التاريخي المخزي،بل وباستشارة مع بعضهم كما يقال؟؟،كم بيننا وبينها والفرقة لا زالت تمزق بين الإخوة الأعداء في غزة والضفة مناهج واستراتيجيات وديبلوماسيات؟؟،كم بيننا وبين ذلك ونحن لا نزال نسمع عن التنسيق الأمني بين الكيان الصهيوني الغاصب والقيادات الفلسطينية في الضفة،وعلى حساب من؟؟،

لا ينبغي الاستهانة بالقوة الناعمة على اتساع جبهاتها واختلاف أساليبها وفعالية نتائجها المرجوة،المنتظم الدولي والبحث عن الحلفاء في مختلف قارات العالم وعلى رأسيها أوروبا وآسيا وأفريقيا التي يغزوها العدو الصهيوني كما يدعو إلى ذلك المخطط الاستراتيجي"جاسم سلطان"؟؟،العالم الافتراضي والمواقع الإلكترونية التي تجعل العالم قرية صغيرة ويستحيل بفضلها تشويه أو التستر على جرائم الحرب لأي كان؟؟،المسيرات والاحتجاجات والشعارات وحرق الأعلام الأمريكو- صهيونية،وهي بمثابة استفتاءات شعبية على رفض الشعوب التفريط في أرض فلسطين كل فلسطين،على أساس أن لا يكون هذا سلاح الجميع خاصة الذين يستطيعون أكبر وأشد منه وتخول لهم مناصبهم وإمكانياتهم ذلك،من الرؤساء والسياسيين والبرلمانيين والديبلوماسيين والاقتصاديين والمقاطعين والمدنيين والمثقفين والفنيين...؟؟،وكل هذا لابد له من حضور جهادي مقاوم على الميدان،ولنا اليقين كل اليقين بأن أصحاب الأرض يتكلفون بهذا وهم فيه متفوقون ومنصورون لأن يقينهم في الله أكيد،وخطهم الجهادي في سبيله واضح،وهم بعيدون عن المأزق التفاوضي المسدود،ويعلمون علم اليقين أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة،وما ركب على ظهر أحد إلا من أحناه،ولا يقطع رأس أحد إلا من طأطأه؟؟،


وكل عدوان غاشم وقرار جائر،ونصر الله المؤزر على المجاهدين والمقدسيين حماة الهوية الإسلامية في أرضهم والوقف الإسلامي في قدس الأمة الشريف،وهم لا يشعرون بهويتهم وفلسطينيتهم إلا راكعين في محرابه وسائحين في فيحائه ومتسوقين حتى في أسواقه هم وإخوانهم اليهود والمسيحيون دون شرطة مرور ولا حواجز كهربائية ولا كاميرات إلكترونية،ومن ضيع هويته ودينه ولغته وحسن جواره فهو لأرضه وعزته وكرامته وكل حقوقه أضيع؟؟.اليوم خرج الفلسطينيون في غزة والضفة في مسيرات احتجاجية غاضبة ضد القرار الأمريكي ل"ترامبولا"وزبانيته الصهيونيين،فقام طيران الكيان الصهيوني الغاشم و جنوده المبرمجون يقصفونهم بوابل من الرصاص،وكأنهم مارقون من بني قومهم أو في أرض من أراضيهم؟؟،فكيف سيكون الوضع في القدس الشريف إذا ما أصبحت لهم عاصمة لا قدر الله،ألهم عطاء غير هذا القمع وتقييد الحريات وتهويد المعالم،إن لم يكن تهجير الفلسطينيين من فلسطين وحتى من "إسرائيل" على السواء،ليذيقوهم الشتات الذي ذاقوه من قبل عبر دول العالم؟؟.فمزيدا من الغضب والتضامن حتى يمتع "ترامبولا" و"النتن ياهو"أعينهما بحرق أعلامهما احتقارا وذلا ومهانة في كل دول العالم،وفي كل الميادين والساحات و الأزقة والشوارع،وفي ذلك حرق سيادتهما وكرامة بلدانهما و سياستهما الاستعمارية وقراراتهما الاستيطانية التي تخلصت منها كل دول العالم بالمقاومة والجهاد إلا فلسطين المحتلة وقد طال سيرها على درب التحرير والنضال،ولكن موعدهم الصبح و أليس الصبح بقريب؟؟.الصبح إن شاء الله أقرب من قريب،وتظل القدس أرض الله،بوابة الأرض والسماء،بيت الله وللبيت رب يحميه ولا يخشى عليه إلا من أهله وكلنا أهله،وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة،وما ركب على ظهر أحد إلا من أحناه،ولا قطع رأس أحد إلا من طأطأه؟؟.

الحبيب عكي

اقرء المزيد

الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

رقية بنت الأعالي 2/2


وبقدر ما قامت "رقية" بنت الواحات والأعالي بتنمية مشروعها البسيط بقدر ما تعلمت منه و نماها حتى أنها ندمت على كل السنوات العجاف التي أهدرتها في الدراسة الجامعية الجوفاء والنضالات البزنطية الخرقاء،واستيقنت أو تكاد أن خير دراسة وأجمل تكوين هو ما يمكن أن يتلقاه المرء في مدرسة السوق والعمل التجاري في الميدان؟؟.كبر مشروعها وأرادت توسيعه في كل ما هو متاح ليشمل النعاج والخرفان،ويمتد إلى تغطية استهلاك المقاهي والمطاعم والمحطات والفنادق وغيرها من المهرجانات والاحتفالات،فاضطرت لاجتياز رخصة السياقة علها تشجعها على شراء سيارة تستعملها في النقل والتوزيع،هيأت ملفها وخضعت للتكوين النظري والتطبيقي بما يكفي وأتقنتهما فوق ما يكفي،لكنهم ضيعوها في الامتحان الأول والثاني والثالث..،وبعض ضجرها واحتجاجها أخبروها بكل وقاحة أنها لن تنال أية رخصة ما لم تدفع حلاوتها(رشوتها)إلى أصحاب الحال وعلى رأسهم السيد المهندس الذي يشرف على الامتحانات ويدمن المشروبات والحلويات،ولا بأس ان يختصر الناس بعض الجهد والوقت،وهذا أمر مفروغ منه حتى لو كانت الممتحنة بنت وزير النقل،حتى لو كانت وزير النقل ذاته؟؟.

        تجاوزت بنت الواحات والأعالي تلك المرحلة على كل حال،ولا زالت أرانبها في ضغيبها ودجاجاتها في نقنقتها وديكتها في صياحها والماعز والخرفان في مأمأة وثغاء،لقد أصبح لديها بعض رأس المال ما كانت تحلم به حتى لو أصبحت موظفة عليا،ولكي تحافظ عليه وتحسن التصرف فيه فقد فتحت من أجله حسابا في أحدى الوكالات البنكية في اقرب مركز حضري إلى قصرها،إنها سيدة أعمال ريفية قروية،وذات مرة عقدت صفقة مع احدى الجهات فأرادت أن تدفع إليها مقابلا ماديا مقابل ما ستقدم لها من خدمات شراء منتوجها وتوسيع مشروعها.فذهبت البنت المكافحة إلى الوكالة البنكية منذ الصباح،ومكثت هناك الصباح كله تنتظر دورها،لا صف ولا نظام،بل مجرد معارف وهواتف وشيكات كان البواب لا يخجل في التوسط في صرفها عند صاحبة الصندوق لمن شاء ومتى شاء؟؟.حان وقت الغذاء ورغم أن البنك كان يعمل بنظام التوقيت المستمر فقد غادر الجميع لتناول الغذاء كما يدعون،وتركوا كل الزبناء ينتظرون وينتظرون على أعصابهم وضياع مصالحهم،وفعلا،لم يعودوا حتى فات الزبناء صرف الشيكات وتناول الوجبات بل وعقد الصفقات؟؟.

        لم تكن "رقية" بنت الواحات والأعالي تبخل عن مساعدة الغير وفعل الخيرات،لقد كانت تهتم بشؤون القصر ما لا تهتم بها الجماعة القروية ولا حتى السلطات المحلية،دون أن تكون لها طموحات سياسية ولا استغلالات انتخاباوية، فيكفيها أنها تمثل أرانبها و تنوب عن دجاجاتها وتحسن بها كما يحسنون بها،وكمحسنة معروفة في المنطقة فقد دخلت مع إحدى الجمعيات في بناء مسجد الحي،وبسرعة فائقة ارتفعت أعمدة المسجد وشهقت منارته وأقبل عليه الناس من أهل القرية والقرى المجاورة وهو لا يزال في طور البناء للصلاة والعبادة ومحو الأمية والدروس والمواعظ وتحفيظ القرآن الكريم..وكل شؤون الأمن الروحي،لكن ما أن فوتت الجمعية المسجد إلى وزارة الأوقاف لتساهم في استكمال البناء كما وعدت،حتى قامت هذه الأخيرة بتوقيف الإمام والخطيب والواعظ ودروس محو الأمية والدعم والتقوية وحتى تحفيظ القرآن الكريم،دون أي تبرير واضح اللهم ما كان من الهواجس والقيل والقال،ورغم كل الشكاوي والتظلمات من السكان فلا زال المسجد مغلوقا إلى اليوم،وخبر الأمن الروحي للمواطنين في خبر كان؟؟.

        لقد كانت البنت الطيبة كغيرها من أهالي الواحات والأعالي تتجرع كل موجات العنف الإداري اليومي الذي يلف حياتها،وكانت تنهل من حيويتها وطيبوبتها وتقول في نفسها يكفيني رحاب الأرانب والدجاج،ولما التشكي وقد وسعتني حظيرة النعاج والخرفان؟؟،لكن يبدو اليوم أن قساوة العنف ونار الغضب قد اقتحمت عليها كل الحدود وأحرقت ما كانت تبديه من الصدود والصمود،اليوم ارتفعت الأسعار تباعا والتهبت الدكاكين والأسواق والمكاتب والوكالات، أسعار الهاتف والماء والكهرباء من جهة،وتذاكير السيارات والحافلات ما كان منها للدولة وما كان للشركات،تدهورت القدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات،وتكالب عليهم الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار والجوع من جهة،والأخطاء الإدارية والبيروقراطية وسوء المعاملة من جهة أخرى،و الرد المحنط لكل الإدارات إلى كل المشتكين:"أدوا ما عليكم ثم اشكوا ما حلت لكم الشكوى"؟؟،لكن المواطنين اليوم قد عرفوا طريقتهم للأداء وللشكوى ولم يصروا على غيرهما،لقد خرجوا في العديد من المدن والقرى في احتجاجات غاضبة ترفع شعارات من أجل الكرامة وضد الغلاء:"هاذا عار هاذا عار..المواطن في خطار"،"هذا مغرب الله كريم..لا صحة ولا تعليم"،"الفوسفاط وزوج بحور..والمواطن ديما مقهور"؟؟،تقدمت بنت الواحات والأعالي مسيرة قصرها و كأنها في حلقية جامعية ترافعية ساخنة في ليلة ربيعية بيضاء،بذلت كل جهدها للاستفادة من أجوائها النضالية الجامعية الترافعية الاستنكارية ولو لمرة واحدة،ومن يدري فربما يعود لها الإحساس بأنها شيء آخر..قد لا يكون شيئا مخالفا عن الأرانب والدجاج..ولكنه بالتأكيد إحساس نضالي جميل ورائع ولا أروع؟؟.
الحبيب عكي

اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

رقية بنت الأعالي 1/2


       ولدت "رقية" في قرية آمنة مطمئنة بين الواحات والأعالي،وكان يأتيها رزقها رغدا من عند الله،وكأنها سيد من أسيادها وعرف من أعرافها،بدأت اليوم تتجاوز بحكم اتساع القرية وكثرة أهاليها الذين لم يجدوا حرجا في تغيير عاداتهم وتقاليدهم كما تغير الطقس والمناخ،تربعت في القرية إدارة مخزنية اسمنتية حديدية فسيحة عريضة شاهقة تكاد تكون هي المعلم والمسير الوحيد لكل شؤون القرية؟؟.كانت الإدارة عبارة عن بناية فارغة وجدران غامقة وكي تتحرك دواليبها وتنتج بعض خدماتها،زودها القوم بالموارد البشرية والوسائل التقنية وكل شيء غير دقة التنظيم وفلسفة العمل وتخليق التعامل فكانت المطبة الأولى في أسسها وفروعها؟؟.

        وككل ابنة أسرة ممتدة بدأ يدب فيها وهن الفرقة وعجز الشيخوخة،فقد تناسل في القرية عدد آخر من الإدارات تدعي استقلالها وتجديد عزمها وقضاء أغراض مواطنيها وقدرتها على المنافسة في ذلك بكل عزم الاستقلالية وعنفوان الشباب والتخصص،لكن يبدو أن المظهر الذي كان في منطلقه غير سوي يصعب أن يكون في سيره كذلك أو حتى قريبا من ذلك؟؟.غرابة في الأعراف والتقاليد،في الاهتمام والتعاطي،في المهتمين والمتدخلين،فما عاد اليوم في القرية مكانة لشيخ القبيلة والفقيه العالم ولا المعلم الأستاذ ولا التاجر الصانع،بل لمقدم الحي وقائد الجماعة ومخبر الشرطة والمحبط المنتظر واليائس المهاجر،وما عادت في القرية فلاحة معاشية ولا تجارة تسويقية بل رياضة ترفيهية وسياحة موسمية وأفراح وأعراس بالقروض والمحاكم،وها هم أهل القرية في سيرهم ذلك لا يبالون باستبدال "تويزتهم"الجماعية التضامنية بما أصبحوا ينتظرونه من مساعدات واستثمارات بعض المنظمات الدولية التي كادت أعلامها فوق بناياتها تغطي على علم البلاد؟؟.

        اليوم سقطت خالة "رقية" مريضة في الأعالي،ومن هناك وبعد الوساطات والتدخلات،كانت محظوظة وأرسلوا لها الحوامة الجديدة للدولة تسعفها وتحملها من الأعالي إلى المستشفى الإقليمي قسم المستعجلات،ولأن المستشفى الإقليمي غير مجهز وليس فيها تخصصات ولا مستعجلات ولا صيانات،فقد وجهوها إلى مستشفى جهوي ومن حظها كذلك أنه جامعي،لكن هذه المرة على مثن السيارات والحافلات التي قطعت أمعائها قبل أن تقطع بها على مرضها المسافات والمسافات وكلفتها أعصابها قبل أن تكلفها من مصروفها الهزيل النفقات والنفقات،وفي الجامعي فرضوا عليها مقابل الدخول ضرورة التوفر على موعد مسبق،أخبرتهم بأن حالة خالتها لم تكن تسمح للبحث في ذلك،ردوا عليها بضرورة الأمر خاصة أن الموعد الآن في المستشفيات أصبح جد ميسر ويؤخذ فقد عبر الهاتف والانترنيت وهو أمر في متناول الجميع،.والآن ولأن الأسرة في الجامعي مملوءة عن آخرها والأيام ليس فيها واحد فارغ ولن يكون كذلك إلا بعد 06 أشهر،فقد نصحوا لها بمصحة خاصة ومنهم العشرات في المدينة يمكن أن تجد واحدة منها في كل عمارة،ولأنها لا تملك مصاريف المصحة فقد عادت بخالتها إلى بيتها على مثن الدواب وبالتناوب على الحمير والبغال يقطعون بها الوديان والفيافي،وربما ماتت على ظهرها وربما وصلت بيتها وماتت كمدا تبحث عن الهاتف والمصحات هناك في الواحات والأعالي؟؟.

        حرمت بنت الواحات والأعالي من متابعة دراستها العليا في جامعة بلدتها والتي سميت باسمها خدمة لأبنائها،ولأن ذلك كان من مجرد القيل والقال فقد اضطرت "رقية" إلى الانتقال إلى جامعة العاصمة الإسماعيلية على بعد 500 كلومتر كانت تقترض في كل نرة مصروفها؟؟،ورغم ذلك فقد حرموها أيضا من المنحة الجامعية رغم أن أباها كان من المعوزين المستحقين للمساعدة،وحجتهم في ذلك أن أخاها كان موظفا وعليه يقع واجب المساعدة الأخوية والاجتماعية ولو رغما عنه ونيابة عن الدولة؟؟،ناضلت المسكينة في الجامعة السنة والسنتين وسقطت السنة والأخرى،ورغم التقشف والحرمان و الاجترار والتكرار،فقد تزودت على الدوام بالإصرار والتحدي إلى أن حصلت على إجازتها في الحقوق والقانون،وكم كانت خيبتها انها بعد كل تعبها والشقاء لم يفتح أمامها من كل أبواب المجتمع غير باب العودة إلى بيتها فعادت إليه كما خرجت منه لا شغل ولا مشغلة؟؟،وكم أرسلت من طلبات البحث عن العمل وكم شاركت في الاحتجاجات من أجل ذلك،وكم خضعت لتكوينات تأهيلية رسمية وخاصة من أجل ذلك دون جدوى؟؟.وأخيرا استسلمت لحظها التعيس تتمعش في تربية الأرانب والدجاج وتتجول في أندية الطرز والخياطة بعد كل سنوات المطاردة والانتظار والضياع؟؟.
الحبيب عكي
اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

الدعشنة التي نحاربها..الدعشنة التي ننتجها؟؟


           لا يزال المنتظم الدولي في تناقض صارخ ومنطق متضارب،فمن جهة يكره"الدعشنة"ويحارب التطرف والإرهاب بلا هوادة ومن حقه و واجبه الأمني،وفي نفس الوقت لا تزال سياسته الاستقوائية على المستضعفين ومواقفه الفوضوية الخفية منها والمعلنة على العالمين،لا تعمل إلا على إنتاجهما وتغذيتهما على رأس الأشهاد وبكل سخاء دون خجل ولا وجل ودون كلل ولا ملل؟؟،تكررت بين القوم حكاية"الحلوف"وقد دأب طوال حياته على الحفر بمخالبه في كل شيء،فلما سئل عن ذلك قال"لكي أعيش"،وسئل أيضا ولماذا تعيش قال:"لكي أحفر"؟؟.

        وبالتأكيد يجتهد المنتظم الدولي ورقاصيه وقراصنته ومرتزقته على إعمال القانون الدولي لعزل"الدعشنة"وخنق بشاعتها،والتشنيع بالتطرف والإرهاب أو ما يحسبه كذلك وتجييش الجميع للانخراط في محاربتهما حربا شاملة تحرق الأخضر واليابس،وهذا ولاشك أمر مطلوب لتحقيق الأمن والسلام العالمي ولعيش الأمم والشعوب في نوع من الاستقرار وحفظ المصالح وتحقيق التنمية والازدهار ولو بمقدار،لآن "الدعشنة"والخوف والإرهاب من جهة والديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان ضدان لا يلتقيان،قال تعالى:"فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف "؟؟.

        ولكن وبالمقابل أيضا،عندما تتشبث الدول العظمى ببقايا الحرب الباردة وطلاسيمها،فتجدها تكيل بمكيالين فتبيح لنفسها التدخل في دول من طينة الدول العربية والإسلامية بدعوى فرض الديمقراطية وتصحيح المسار ومحاربة الأخطار،وفي نفس الوقت تسكت عن دول تدمر شعوبها وأقلياتها وجيرانها ليل نهار،ولكنها ليست من الطينة الأولى؟؟.وعندما تستعمل هذه الدول العظمى "حق الفيتو" في خلق أو إلغاء القرار الدولي واختراقه متى وكيف تشاء،وعندما لا تفي بالتزاماتها في صناديق الإنقاذ العالمي والتعاون الدولي،وتمنع مساعداتها أو تسيسها في العديد من الأقطار والأمصار التي أعجزها الاستعمار عن النهوض الذاتي؟؟.

        ما معنى أن تكون أمريكا وبريطانيا على راس الدول الراعية لاستيطان الكيان الصهيوني العنصري الإرهابي المدمر في فلسطين عقودا وعقودا وليست من أرضها ولا من بني قومها؟؟،وبأي حق أباحت أمريكا لشيطانها الإرهابي العبثي البلطجي التدخل في العراق وأفغانستان وكونت من أجل ذلك أحلافا ورطت فيها دولا مرتزقة في اجتياحات وعواصف لا ناقة لها فيها ولا جمل ولم تعد عليها إلا بسوء الأحدوثة عبر التاريخ،ومقابل أية حصيلة أمنية وتنموية كانت هذه العواصف باعتبار الأمن والسلام؟؟،إلى متى سيكف الدب الروسي عن العيش والانتعاش من جوارح صقيع الجمهوريات الإسلامية ودول الجوار التي لم يخجل من تشتيت قومها وتهجير سكانها متسولين عبر موائد العالم؟؟،وبأي منطق أباحت السعودية وحلفاؤها لأنفسهم انتهاك حرمة "اليمن" وحقه في وحدته الوطنية وخصوصية سياسته وعلاقاته الدبلوماسية وشأنه الداخلي؟؟.

        إنه من الفظاعة التي لا تغتفر حقا أن نلبس "الدعشنة" لبوسا دينيا وإسلاميا بالذات وإن ظهر بعضها باسمها ومارس بربريته بلبوسه وطقوسه الخاصة،لأنه أولا لبوس وطقس مفترى عليه مرفوض علميا وعمليا من طرف جميع المسلمين الذين لا يرون تدينهم وعبادتهم إلا في قدوتهم الرحمة المهداة والنعمة المسداة لا في التوحش وإراقة الدماء دون موجب جهاد حقيقي ومشروع؟؟،ثانيا لأن في كل الديانات المحرفة والحركات الراديكالية والفلسفات المتطرفة "دعشنات"مماثلة أجمعت كلها على تسطير تاريخ أسطوري رهيب من إراقة الدماء وتخريب الديار بكل حماسة متقدة حارقة وبرودة الأعصاب والدماء؟؟.

وثالثا،أليست "الدعشنة" بكل وضوح صنيعة قذرة من طرف محاربيها،ومسألة "سياسية" بامتياز وليست دينية ولا "إسلامية" وإن ادعى ذلك أهل دولتها وخلافتها وشامها؟؟،أليست موجة عنيفة ورد فعل قوي ركب عليه الراكبون بعد الولادة لتحرير الشام والعراق مما اجتاحه ظلما وعدوانا من الامبرياليات الشرقية والغربية على السواء؟؟،وحكامنا من جهتهم ربما نسوا أو تناسوا أن سياساتهم التي لا تعمل في مجملها إلا على تفريخ الفقر والأمية والبطالة والجوع وارتفاع اليأس و الإقصاء إلى درجة قد لا يملك معها المرء في وطنه غير حق التصويت وحتى هذا الحق تحرق صناديقه وتسرق إرادته الشعبية؟؟،

وبالإضافة إلى سلوك العديد منا من أعداء الحرية وعشاق التضييق على المرأة وشرنقة الأنانية والنمذجة ونفي المخالف وتكفيره وعدم تحمل تعايشه وسلوكه ورأيه وحقوقه..،ومعاملته بالقسوة والعنف والقهر والإجبار..؟؟،وعندما لا يصل الحاكم إلى كرسيه إلا على ظهر الدبابة،ويتشبث بحكمه مدى الحياة،ولا يرى لقومه إلا العمى الذي يرى؟؟،فأليست هذه السياسة هي المسؤولة قبل غيرها عن "الدعشنة" ومآسيها التي يصطلي بها أبطالها الجهاديين المتوهمين قبل غيرهم،لا لشيء إلا لأنهم أيضا دفعوا بالتي هي أخشن ولم يدفعوا بالتي هي أحسن،ونسوا أو تناسوا مع ذلك أن الخطأ لا يعالج بالخطأ وأن الضرر لا يدفع بالضرر،وأن أبواب التدافع السلمي وكل أطياف الجهاد الحضاري لا تزال رغم كل شيء على الدوام مشرعة وتستوعب الجميع؟؟.
       
        ما معنى أن تنسحب الدول العظمى بإمكانياتها الاقتصادية الكبرى،وتعتاد هدرها أو رميها إلى الحيوان بدل تسخيرها للإنسان حتى أنه قد تجد المرء طفلا في أفريقيا أو آسيا يموت جوعا وفيلا في أوروبا يتمتع يوميا ب 150 لتر من الحليب؟؟،فأين هو انخراط هذه الدول في القضايا الدولية الحقيقية وما يهم الشعوب من الأمن والسلم العالمي الحقيقي،ماذا يقدم هذا المنتظم الدولي لقضايا الديمقراطية والتنمية وسباق التسلح في الدول النامية،لقضايا البيئة والصحة والتعليم والغذاء ومحاربة الفقر والجهل والأمراض الفتاكة،لقضايا الشباب والهجرة القسرية المستفحلة ومآسيها الإنسانية،لقضايا المرأة والطفولة في وضعية الهشاشة والإقصاء،لقضايا الشعوب النازحة وعلى رأسها الشعب "السوري" و"الروهينجي"؟؟.

        قيل لأحدهم إن هذه الفاكهة حلوة طيبة،فقال:"فمي سيريني"،وكذلك شعوب العالم أظن أنها لازالت تمتلك ذاكرة حية وأفواها ستريها كل القصص والحكايات من غيرها من الخزعبلات والادعاءات،وشتان شتان ما بين "الدعشنة" البربرية المتوحشة وما بين الجهاد بكل أشكاله وأبعاده البناءة،وشتان شتان ما بين حفظ الأمن عبر المساعدة على الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان وبين غطاء فوضوي غير خلاق من أجل التحكم والاستبداد والاستعمار الجديد عبر النظام الدولي الجديد والقابلية له،شتان شتان بين "الدعشنة" التي نحاربها و"الدعشنة" التي ننتجها؟؟.
الحبيب عكي

اقرء المزيد
http://akkioasisdesarticles.blogspot.com/

في العنف الممارس على المرأة ومنها.

لا تزال الحملات التحسيسية لمناهضة العنف الممارس ضد المرأة في توال مستمر وبكل الدعم المادي والمعنوي للأيام والمنظمات الدولية والمنابر الإعلامية والدوائر التشريعية والجمعيات النسوية والنسوانية..، ورغمها لا يلبث هذا العنف المقيت البغيض إلا في ازدياد فظيع يستحلي النهش في جسد المرأة الهش وهدر كرامتها وتنغيص حياتها بتلطيخ سمعتها وخدش حيائها وعفتها،وإن تكن أمه أو زوجته أو بنته أوأخته،فبالأحرى زميلته أو مستخدمته أو حتى قائدته وأستاذته؟؟.

        ولئن كانت الثقافة الذكورية وحب التملك وراء كل العنف الممارس على المرأة كما يقول الباحثون والمحللون،فإن نفس الثقافة النسوانية وحب التملك الطفولي والشهواني(Désir caprécieux) والانتقامي والعنصري(Vengence raciale) وراء العنف الممارس من المرأة على غيرها،وإن يكن زوجها أو ابنها أو أمها و ابنتها فبالأحرى حماتها وخادمتها ومستخدميها وكل محيطها وعالمها الداخلي والخارجي،وهو عنف رمزي ومادي لا يقل خطورة وفظاعة عن الذي تشكو منه وتقع له ضحية؟؟.

        فعندما يكون الرجل هو الكل في الكل،ويقرر من جهته وبمفرده معاشرة زوجته في إطار الزواج أو خارجه،وفي بيت الزوجية أو خارجها،وعلى معتقده ومذهبه أو غيره،وفي بلدته وموطنه دون غيره،ويقرر رغمها الإعلان عن العلاقة بينهما من عدمه،والإنجاب معها من عدمه،وعند الإنجاب يقرر تسمية المولود وتعريبه من عدمه،ويقرر الصرف على الأسرة من عدمه،بل واستمرار الأسرة أصلا من عدمه،بل وحتى عند الهجر والطلاق يقرر دفع النفقة من عدمه...؟؟،فهل هناك استضعاف و عنف ضد الشرائع السماوية والأعراف الدولية والفطرة الإنسانية أكثر من هذا؟؟.


        ولكن بالمقابل أيضا،عندما تكون المرأة هي مركز الكون،وتقرر من جهتها وبمفردها القبول والخضوع في كل ما سبق من عدمه،أو الوفاء والإخلاص لرفيق دربها أو مستخدمها من عدمه،أو التنغيص على الرجل المنصف وأهله وأبنائه الأبرياء من عدمه،بل عندما تمارس المرأة أكثر مما يمارس عليها على حماتها الكهلة المريضة،أو على خادمتها الأمية الغريبة الفقيرة المستضعفة،فتجبرها بكل فظاظة على ..وعلى..وعلى..وتفرض عليها دون وجه حق كذا..وكذا..وكذا..،بل قد تبيح لشيطانها حق نتف شعرها وحرق جسدها وإجبارها ربما على تقديم خدمات دنيئة لها ولفلانة وعلانة أو حتى لفلان وعلان  من الأقرباء والغرباء؟؟،هل بعد هذا عنف من المرأة ضد المرأة؟؟.بل إن تلك الخادمة بدوها قد تمارس نفس العنف أو أكثر منه على ما قد يكون تحت سيطرتها من الأبناء الصغار أو الشيوخ الكبار،أو فقط تقتدي بسيدتها في تعذيب وتعنيف حتى نفسها؟؟.

        أصل البلاء إذن عند الرجال والنساء سواء،وكليهما أبطال العنف وضحاياه في نفس الوقت،أصل البلاء إذن هو حب التملك وشرنقة الفردانية التي لا ترى غيرها وهواجسها الأحادية المصدر والوجهة والكم والكيف،أصل البلاء هو أمزجة النفوس المريضة التي لا تشبع من إدمان شهواتها المدمرة ومتعها الشبقية المنهكة؟؟،وعليه فلا محاربة لكل أشكال العنف في الحقيقة إلا بثقافة الاعتراف بالآخر وباختلافه وحقه في ذلك،وبأن هذا الاختلاف بين الناس لا يمنع من نسج علاقة رحمة ومودة وأخوة وإنسانية ناجحة يتعايش فيها الجميع بثقافة "لا ضرر ولا ضرار" ومنهج "رابح رابح بين كل الأطراف"؟؟،وأطراف مثل هذه العلاقة ليسوا مسؤولين إلا على أنفسهم،وكثير هو ما يمكن تبادله بينهم دون ارتباط عضوي،ولا تابع ولا متبوع،ولا أعلى وأدنى وأقوى وأضعف وأحسن وأخشن؟؟.

        أريت كيف يكون المرء عندما يجد نفسه في المهجر بين قوم غرباء عنه لونا ودينا ولسانا ومعشرا وتصورات ومعتقدات وسلوك وعادات وعلاقات وارتباطات وأطعمة وأشربة وألبسة وأفراح وأتراح...،أيتعايش معهم بسلام أم يدع عنف التطابق والسيطرة والتحكم والاستدراج والترويض تسعر الجحيم بينهم؟؟.فلماذا يجتهد المرء في أن يتعايش مع الأغراب ولكنه يأبى إلا السيطرة على بني وبنات قومه وربما بنفس عقلية القسوة والعنف والاستتباع القهري،كأنما هو مباح للتلميذ ومن مجرد ومنطق واجب الاحترام أن يبقى خاضعا لسيطرة أستاذه الجامد ملفوفا في مزاجه الفاسد ناهجا نهجه العقيم،وليس مطلوبا منه بعد الوعي شيئا ما من الاستقلال والاجتهاد و لما لا التمايز والتجاوز إذا كان من الممكن إلى ما هو أجدى و أفضل؟؟.

لا لكل عقلية وعلاقة ومزاج قد يلغي الآخر عقلا و جسدا ورأيا و وجدانا ومصالح ومطالب ورغبات وآلام وآمال وتوجهات واختيارات،لأن كل دساتير الدنيا ومواثيقها وتعاليمها وعلى رأسها تعاليمنا الإسلامية التوحيدية بما توجبه من الوحدة في إطار التعدد والاحترام بين الجنسين والقوامة بين الزوجين،تعترف باستقلالية وتحرر كل العباد إلا من الله سبحانه وتعالى،تعس عبد الدرهم والدينار والقطيفة والخميصة...،وتعترف بالاختلاف بين الجنسين وتحفظ لهما الخصوصيات وتجعل مدار الارتباط بينهما مبنيا على الحقوق والواجبات والميثاق الغليظ والمسؤولية المتبادلة المفعومة بالمودة والرحمة وفي الحديث:"لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها"رواه الترمذي// وبالمقابل"أيما رجل نظر إلى زوجته نظرة رحمة ونظرت إليه إلا نظر الله إليهما نظرة رحمة فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما"عن أبي سعيد الخدري؟؟،

إن الشريعة أقرت بحق المرء حتى في الإيمان و الكفر،وعليهما مدار قبول الأعمال ودخول الجنة أو العكس والعياذ بالله،وكذلك جعلت الشريعة مدار كل شيء في الحياة مجرد الدعوة؟؟و أقرت بين الجنسين بإبرام العقود أو فسخها و تقديم الخدمات بالمقابل أو رفضها،فما المعنى مثلا من قبول الزواج أو رفضه،ومن استدامته بالمعروف أو اللجوء ضررا إلى الخلع، وما المعنى من الإرضاع بالمقابل أو رفضه ومن قبول الصلح ذات البين والسعي إليه أو رفضه والإعراض عنه،ما المعنى من الملكية الخاصة وغيرها من الأحكام الفقهية كثيرة ومتميزة إلا عدم إجبار أي طرف على شيء أي شيء وبأي شكل من الأشكال،فلما كل هذا العنف من أي كان أو على أي كان،والله تعالى قد حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما وأمرهم وجوبا لا مندوبا ولا استحبابا ألا يتظالموا،والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول:"ما دخل الرفق في شيء إلا زانه وما نزع منه إلا شانه"رواه مسلم؟؟.
الحبيب عكي



اقرء المزيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة